حـاوره: يحيى الضلعي / لا ميديا -

تتعدد الكوادر والشخصيات التي غادرت أرض الوطن بحثاً عن بيئة أخرى تقدّر ما لديهم من إمكانات وقدرات وتضعها في موقع الاحترام الذي تفتقده الحركة الرياضية اليمنية.
 ومن هؤلاء الأشخاص الذين غادروا الوطن منذ سنوات، الكابتن محمد إسحاق، صاحب التاريخ الطويل والمشوار الحافل بالإنجازات والنجاحات كلاعب ومدرب وحكم وخبير في لعبة التايكواندو.
 انطلقت مسيرته الرياضية عبر نادي أهلي تعز، وغادر إلى الإمارات قبل نحو عشرين عاماً محبطاً ومتذمراً مما يجده من قبل القائمين على الرياضة اليمنية آنذاك، وحظيت سيرته الرياضية مع لعبة التايكواندو بالترحاب، ليستفاد منه ومما لديه من خبرات، حتى وصل به الحال إلى أن يكون رئيساً للجنة الفنية بالاتحاد العربي للتايكواندو وكبير المستشارين الفنيين بالاتحاد الإماراتي وللمنتخبات الإماراتية، وأحد أبرز الخبراء المعتمدين لدى الاتحاد العالمي للتايكواندو ومحاضراً دولياً للعبة.

اجرينا معه حواراً سريعاً خص به صحيفة (لا)، استعرض خلاله أبرز محطات مشواره، معرجين على مسيرته الحافلة بالكثير من النجاحات والإنجازات على المستويين الداخلي والخارجي.. فتابعوا:


  مرحباً بك كابتن محمد ضيفاً على صفحات صحيفة "لا".
مرحباً بك وبصحيفة (لا) التي بالتأكيد ستكون لها مكانة خاصة في عالم الرأي، كون من يترأس تحريرها هو الزميل العزيز والصديق الوفي الأستاذ صلاح الدكاك الذي تدرب ولعب التايكواندو في فترة الثمانينيات أثناء إشرافي على فريق تايكواندو أهلي تعز.

بحثاً عن فرصة عمل
 كيف جاءت فكرة هجرتك إلى دولة الامارات؟
في عام 2007، غادرت اليمن إلى الإمارات عندما وجدت هناك فرصة مناسبة للعمل، حيث أنه في تلك الفترة لم تكن الأجواء الرياضية صافية بالنسبة لي، ووجدت بيئة مناسبة هناك وغادرت إلى دبي لمدة عامين، لكني بعد عامين عدت إلى كل ارتباطاتي مع الاتحاد اليمني للتايكواندو، عندما كنت مستشاراً للاتحاد مثلت اليمن في جميع المناصب التي أحملها في الاتحاد العربي والاتحاد الآسيوي والاتحاد العالمي للتايكواندو.

 لكن نشاطك تغيب مع اتحاد التايكواندو في اليمن باعتبارك في الخارج!
خلال السنوات الماضية، كنت متنقلاً ما بين الداخل والخارج وأعمل مع الإخوة هنا في الاتحاد اليمني بتناغم وانسجام، وعملنا على تطوير لعبة التايكواندو اليمنية بكل ما توفر لنا من إمكانات وبحسب الظروف المتاحة.
  بعد أن قضيت عدة سنوات في الإمارات، كيف وجدت نفسك؟ وما أبرز المهام التي تقوم بها هناك تجاه لعبة التايكواندو؟
أنا حالياً كبير المستشارين الفنيين لاتحاد الامارات للتايكواندو، هناك إمكانات جيدة متوفرة، وقيادة الاتحاد تعمل على تطوير رياضة التايكواندو، وبدأت تظهر نتائج ذلك من خلال الإنجازات والنجاحات التي حققها منتخب الإمارات في كثير من البطولات القارية والدولية.

 بصراحة.. ماذا لو استمريت داخل الوطن ولم تغادر إلى الخارج؟ هل كنت ستصل إلى مستواك الحالي؟
اجتهدت كثيراً في سبيل الوصول إلى ما وصلت إليه ولله الحمد. وهنا لا أنسي مؤازرة الإخوة في الاتحاد اليمني للتايكواندو وكذلك بعض القيادات في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية اليمنية. وأنا راضٍ عما وصلت إليه على كافة الأصعدة الإدارية والفنية داخل وخارج الوطن.

الظروف هي السبب
 كثير من المبدعين في مختلف المجالات يقولون إن اليمن بيئة طاردة للإبداع.. ما رأيك؟
اليمن ليست بيئة طاردة، والدليل أن بلدي اليمن لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالي في انطلاق مشواري في مجال التحكيم الدولي حينما كانت الظروف مناسبة والإمكانات متوفرة.. وأيضاً الدليل وجود عدد كبير من الحكام الدوليين اليمنيين الذين ابتعثتهم الدولة لخوض الدورات والحصول على درجة الحكم الدولي، وكما قلت عندما كانت الإمكانات متوفرة، لكنها الظروف التي تحيط بنا جميعاً، وعلينا أن نتحلى بالصبر ونتحمل مسؤوليتنا الوطنية حيال الوضع الحالي.

عضوية الاتحادات العربي والآسيوي والعالمي
 حدثنا عن أبرز النجاحات والانجازات التي حققتها خلال مشوارك مع لعبة التايكواندو وانت في الإمارات؟
الحمد لله أنا الآن رئيس للجنة المسابقات في الاتحاد العربي للتايكواندو، وعضو لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي، وعضو لجنة البطولات والمسابقات في الاتحاد العالمي للتايكواندو.

 من كان له الدور في حصولك على الكثير من المناصب القيادية في اتحادات اللعبة على المستوى العربي والقاري وربما الدولي؟
الفضل فيما وصلت اليه هو توفيق الله سبحانه وتعالى ثم لاجتهادي الدائم والمتواصل خلال مسيرتي، وكذلك الدعم الكبير الذي نلته من الاتحاد اليمني للتايكواندو.

شحة الدعم مشكلة الرياضة اليمنية
 ماذا ينقص لعبة التايكواندو في اليمن؟
لعبة التايكواندو في اليمن ينقصها الإمكانيات المادية مثلها مثل بقية الألعاب الرياضية على الساحة اليمنية، ولا أخفي سراً إذا قلت إنه لو توفرت الإمكانات للرياضة اليمنية لرأينا لاعبيها على منصات التتويج العالمية وربما الأولمبية، ليس الآخرون أفضل منا.. فقط هم يمتلكون دعماً مالياً كبيراً لا يقارن به ولا بنسبة 1% ما هو متوفر للرياضة اليمنية، فبالمال والإدارة الناجحة يتحقق النجاح ويتم تأهيل الكوادر، وبالمال يتم إعداد الرياضيين للبطولات لتحقيق الإنجازات.

 كثير من النجوم الرياضيين في اليمن سادوا ثم بادوا.. ما هي الأسباب؟
نحن في اليمن لدينا الطاقات البشرية الممتازة.. ما يميز بقية الرياضيين في مختلف دول العالم هو توفر الإمكانات، ولو نظرنا إلى الأرقام المالية التي لدينا لوجدناها صفراً تماماً، وما ينجزه رياضيوونا في المحافل الدولية هو إنجاز يستحق منا كل تقدير واحترام، سأعطيك مثالاً بسيطاً: في احدى الدول المجاورة يحصل لاعب التايكواندو في الأندية الرياضية على راتب شهري مقداره 1500 دولار بخلاف توفير كافة الأدوات ومعدات التدريب، أما لدينا فإن اللاعب أحياناً يدفع اشتراكاً شهرياً لكي يتدرب في صالة بدون إضاءة، نحن عانينا وكنا نتدرب على ضوء الشموع وشبابيك الصالة متهشمة وأرضيتها يكسوها التراب ولا نجد دورة للمياه، اللاعب اليمني يعتبر فقيراً مادياً وغنياً بدنياً وفنياً، هناك من يعمل رغم صغر سنه ويخرج من العمل لحضور التمرين... الخ، فهل هناك وجه للمقارنة؟ حالنا يبكي ورياضيونا يستحقون الاهتمام والاحترام لما يحققونه رغم قلة الدعم الذي يحصلون عليه.

 كيف ترى أداء الحكم اليمني أثناء البطولات الخارجية؟
الحكم اليمني مشهود له بالكفاءة ومستواه جيد جداً، لكن ينقص الحكام اليمنيين حضور الدورات الإنعاشية الدائمة التي يقيمها الاتحاد العالمي للتايكواندو والتي تعمل على تطويرهم بكل ما هو جديد في حقل التحكيم، وهذا ما طرحته أمام الكثير من المسؤولين والقائمين على الرياضة اليمنية بضرورة دعم مشاركات الحكام في مثل هذه الدورات من أجل الارتقاء بمستواهم وصقل مهاراتهم.

  هل مارست الرياضة في ألعاب أخرى؟ أم أن هوايتك انحصرت فقط في التايكواندو؟
أحب كثيرا رياضة كرة السلة ولعبة الجودو، ولكن كل اهتمامي انصب في رياضة التايكواندو.

 ماذا عن طموحاتك المستقبلية؟
طموحي لم ولن يتوقف.. وسأسعى دائماً بكل ما أوتيت من إمكانات إلى تحصيل كل ما هو جديد على كافة الأصعدة الحياتية.

 رسالة توجهها إلى لاعب التايكواندو في اليمن في ختام هذا الحوار؟
 - رسالتي إلى لاعبي التايكواندو في اليمن هي أنه يجب علينا جميعاً أن نتحلى بالصبر فهذا واقعنا وواجبنا نحو بلدنا، وأن نعمل جميعاً على النهوض به، كل في مجاله، ولا نقارن أنفسنا بغيرنا ممن توفرت له ظروفاً أفضل، علينا أن نقّدر ظروفنا وظروف بلدنا الحالية وأن نسهم في البناء وليس الهدم.
 

ســــيرة ومســــيرة

-   الكابتن محمد إسحاق
-  أحد الخبراء المعتمدين لدى الاتحاد العالمي للتايكواندو في كوريا الجنوبية.
-  له سجل حافل بالنجاحات والإنجازات المتعددة، فهو لاعب نادي أهلي تعز والمنتخب الوطني للتايكواندو حتى عام 1990م، ومن ثم أصبح مدرباً وطنياً أسهم في إعداد أبطال ونجوم لعبة التايكواندو على مستوى الاندية والمنتخبات الوطنية في بلادنا.
- مؤسس لعبة التايكواندو في دولة الإمارات.
-  حاصل على حزام "7 دان" ورئيس اللجنة الفنية في الاتحاد العربي للعبة، وعضو لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي وكبير المستشارين الفنيين في الاتحاد الإماراتي للتايكوندو.