حاوره: مُضاد البعداني / لا ميديا -

من أبرز نجوم الزمن الجميل في حقبة الثمانينيات وبداية التسعينيات. المطرقة الفولاذية، صاحب الرأس الذهبية.
نجم ارتقى كالسحاب ودك برأسه شبكاك الخصوم لتنزف دموعا ودما تحت رأسه... كثيراً ما صفقت الجماهير لجرأته ورباطة جأشه وفائيته بمعركة الرؤوس.
ترعرع في منطقة الجزاء. يصنع الأفراح في جزء من الثانية، لأن تمركزه خيالي وارتقاءه فانتازي، وإنهاءه للهجمة مميز وجمالي.
لعب لثلاثة أندية، هي وحدة عدن ووحدة صنعاء وشعب إب، ولكنه وصف تجربته مع شعب إب بالأفضل، ووصف جمهور العنيد بالجمهور "الاستثنائي".
هذا اللاعب العملاق حل ضيفاً على ملحق "لا" الرياضي، فهاجمناه بأسئلة خفيفة وثقيلة، ولكنه كعادته أجاد الارتقاء وسجل الإجابات ببراعة.

  مرحباً كابتن محمد السحراني وأهلا وسهلا بك ضيفا على "لا الرياضي".
أهلا وسهلا بكم.
  ماهي آخر أخبارك كابتن؟
والله الآن أنا مقيم في مدينة إب، وتوظفت قبل ستة أعوام في مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة بعد عناء وتعب شديدين.

  كيف حصل ذلك؟
كنت قد التقيت الرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل عدة أعوام، وكرمني بوسام الوحدة اليمنية من الدرجة الأولى ووجه الجهات المختصة بتوظيفي.

  وهل رأت النور هذه التوجيهات؟
نعم، لكن بعد أعوام. والصحفي معاذ الخميسي هو من أوصلني إلى الرئيس السابق في تلك الفترة، ولا يمكن أن أنسى فضله. وعملت على دراجة نارية لإعالة أسرتي وأولادي، وحصلت عليها من صديق مغترب في السعودية, وبعض الصحفيين -الله يسامحهم- استغلوا صورتي مع الرئيس السابق وقالوا: كان بالإمكان أن يكرمك بدراجة نارية أفضل من وسام. وهذا كل الموضوع.

عاصفة الهدم
  بماذا تصف العدوان الغاشم على اليمن؟
حزينون كل الحزن على ما يدور في اليمن من فتنة أكلت الأخضر واليابس، ونسأل الله أن يحقن دماء اليمنيين ويهديهم لجادة الصواب.
أما بالنسبة للعاصفة القاتلة التي يقودها التحالف بقيادة السعودية فهي عاصفة لا مبرر لها، والغرض منها قتل شعب لا ناقة له ولا جمل بما يصنعه الساسة.

 وماذا عن استهداف المنشآت الرياضية؟
غير مقبول، ونحن ندين ونرفض هذا بشدة، لأن الرياضة ليس لها علاقة بالسياسة، والعاصفة عصفت بكل جميل في الرياضة اليمنية، وأعادتنا 60 سنة إلى الخلف، ونسأل الله أن يكشف الغمة عن هذه البلاد وتعود الرياضة إلى سابق عهدها.
وأحزنني الأوضاع العصيبة للبلاد التي انعكست على الرياضة. بالله عليك مازلنا نتذكر عندما سافر المنتخب اليمني على باخرة تحمل مواشي قبل خمسة أعوام! ونطالب هذا التحالف الجبان بفتح مطار صنعاء الدولي حتى يخفف عناء أبناء البلاد وأسفارهم الشاقة.

منتخب رائع
  هل تابعت منتخبنا الوطني في التصفيات المزدوجة الحالية؟
 المنتخب قدم مفاجأة كبيرة في التصفيات المزدوجة. ومباراتا سنغافورة والسعودية أثبتتا أن منتخبنا ليس بالمنتخب الهين، فالروح والحماس اللذان يلفان المنتخب هما الورقتان اللتي لعب بهما سامي النعاش.
التصفيات طويلة، ومنتخبنا يُشكر على الأداء. وتحية كبيرة للوطني سامي النعاش الذي قبل المهمة في هذا التوقيت الصعب والعصيب وأثبت أن المدرب المحلي ذو قدرة وكفاءة ومتمكن ويعشق مواجهة الصعوبات.
ونتمنى للمنتخب التفوق على نظيره الأوزبكي في مباراة العاشر من هذا الشهر وأن يتفوق أيضا على فلسطين.

 لاعبون لفتوا نظرك في هذا المنتخب؟
كثيرون، ولكن أبرزهم عبد الواسع المطري ومدير عبد ربه ومحسن قراوي ومحمد الصادق 
والحـارس سالم عوض... وكلهم ما قصروا، والأفضل أن المنتخب ظهر بثوب قشيب، وأغلب لاعبيه شباب وروحهم عالية.

  بماذا تنصح الاتحاد؟
الحفاظ على هذا المنتخب الذي رفع الرؤوس، والاهتمام به والاستفادة من درس منتخب الناشئين الذي كان منتخبا للأمل ولكن عدم الاهتمام واللامبالاة كان السبب في اختفاء وضياع ذلك المنتخب.

أفضلية المحلي
 أيهما أفضل المدرب المحلي أم الأجنبي؟
بشكل عام الأجنبي إذا توفرت له الأجواء وتواصلت الأنشطة الرياضية والدوريات المحلية. أما في ظل الوضع الحالي فالمحلي أفضل، لأنه سيقبل المهمة ولن يضع شروطاً تعجيزية. وأعتقد أن النعاش قدم توليفة محترمة ويستحق التقدير والاحترام.
ومن أفضل المدربين الأجانب الذين دربوا اليمن هو التشيكي ميروسلاف سكوب، ورحيله كان خسارة فادحة، لأنه كان متمكناً ومخلصا في عمله وأدائه ويكفيه أنه زرع الروح القتالية في جميع اللاعبين. لكن يبدو أن ظروف البلاد وتعامل الاتحاد معه لم تجعله يستمر.

برافو ناشئينا
  ماذا تقول لمنتخب الناشئين؟
أبارك لهم التأهل المستحق، وكان بالإمكان أحسن مما كان، وبمقدورنا إحراز صدارة المجموعة لولا قلة الخبرة وأنانية بعض اللاعبيـــــن، ولكنهم حققـوا الأهم، وهـــو التأهل، لأن المنتخـــــب كان على قلب رجل واحد ونال ما أراد, رغم أنـه لم يعســـكر بالشكل المطلوب ولم يلعب إلا مبـاراة ودية واحــدة، مـــع نظيره السعودي، لم تكن كافية للوقوف على مستويات اللاعبين. ومع ذلك تحية للجهاز الفني بقيادة النفيعي.
ونصيحتي للاتحاد إعداد منتخب الناشئين من الآن للاستعداد لنهائيات آسيا في البحرين التي ستقام العام القادم.
 
الأيام الخوالي
 هل بالإمكان أن يعود زمن الكرة اليمنية الجميل؟
باعتقادي لا؛ لأن الماضي لا يعود، وإن كان التاريخ يعيد نفسه كما يقال لكن كل شخص يأخذ زمانه.

  ما الفرق بين لاعبي الأمس ولاعبي اليوم؟
الوضع يختلف بسبب التطور وتسارع المتغيرات على مستوى العالم، ونمو الرياضة وانتشار الملاعب. لكن ما يميز لاعبي جيلنا هو الإخلاص. كنا نلعب ونحن لا نمتلك في جيوبنا حق المواصلات، عكس اليوم، هناك العقود والمرتبات العالية وتسريحات الشعر وغيرها من الأشياء.

العنيد عشقي
  ما هو النادي الذي لم تشعر بأنك غريب فيه؟
العنيد، شعب إب. هو عشقي الأول، وقدمت فيه أجمل مستوياتي، وحصدنا فيه درع الدوري في العام 1989.
 
الجلد المدور
  حدثنا عن حبك للجلد المدور؟
بدأت كرة القدم من الشيخ عثمان، مع نادي وحدة عدن، وتدرجت من الأشبال حتى وصلت إلى الفريق الأول. بعدها انتقلت إلى وحدة صنعاء بنصيحة من الكابتن علي محسن المريسي، لموسم واحد، ثم  عدت لأستقر في شعب إب، النادي الذي وجدت فيها ضالتي, مخلص وعاشق كبير للجلد المدور (كرة القدم) فقد كنت أسمع صوت الكرة وطبطبتها وكأنها مقطوعة من سيمفونيات بيتهوفن.

فات القطار
  لماذا لم تدخل سلك التدريب؟
فاتنا القطار، بسبب وضع البلد، ونحن نبحث عن لقمة عيش سهلة، والتدريب يحتاج إلى صبر وطول بال.

  أشخاص وضعوا بصماتهم على نجوميتك؟
كثيرون؛ ولكن أبرزهم الكابتن علي محسن المريسي والكابتن أحمد علي قاسم.

لحظات استثنائية
  لحظات رياضية لا تنساها؟
لحظات الفرح كانت في الحصول على درع الدوري مع شعب إب. وهدفي في مرمى الهند، وهدفي ضد المنتخب العُماني، وأهداف كثيرة في الدوري اليمني، كان الجمهور يتفاعل معها بالصيحات والأهازيج.
ومن لحظات الحزن وفاة الكابتن والحارس العملاق مهدي حرازي، الذي لم يسافر مع المنتخب بسبب مرض الفشل الكلوي، وهبوط شعب إب.

جيل العمالقة
  من هم أبرز لاعبي جيلك؟
أفتخر بأنني لعبت مع أبرز كوكبة وجيل كروي عملاق. في المنتخب كان هناك جمال حمدي وفياض بغدادي وخالد العرشي وجمال خوربي والثعلب عزيز الكميم... وفي نادي الشعب إبراهيم الصباحي وصلاح صبرة... وكثيرون لا يتسع المجال لذكرهم.

  ما هي ميولك الرياضية؟
برازيلي الهوى، لكني كنت مفتونا بفتى التانجو الأنيق، دييغو أرماندو مارادونا.

  حكمتك في الحياة؟
- علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي.

  كلمة أخيرة كابتن؟
ـ من أعماق القلب، شكراً لكم في ملحق "لا الرياضي" وصحيفة "لا" وبكل العاملين فيها.

السحـــراني في سطور

- الاسم: محمد عبد الله السحراني.
- الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه بنت وثلاثة أبناء.
- العمر: 52 سنة.
- العمل: موظف في مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة إب.
- الأندية التي لعب لها: وحدة عدن موسم واحد، وحدة صنعاء موسم واحد، شعب إب من العام 86م وحتى العام 95م.
- فئات المنتخب التي لعب لها: المنتخب الأولمبي، والمنتخب الوطني الأول.
- رقم الفانيلة: (7) في شعب إب، و(10) في المنتخبات الوطنية.
- الألقاب الرياضية: صاحب الرأس الذهبية، صائد الشباك، جلاد الحراس، المطرقة الفولاذية.
- عدد الأهداف: مع الأندية (113) منها (56) هدف بالرأس، ومع المنتخب الكثير من الأهداف غير محصورة.