ترجمة خاصة - لا ميديا / نشوان دماج -

بيتر مولباور
بالنسبة لكل من أنجيلا ميركل وإيمانويل ماكرون وبوريس جونسون، صار من الواضح قبل الانتهاء من التحقيق بأن «إيران تتحمل مسؤولية الهجوم».

بعد اجتماع الجلسة العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، أصدرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بياناً مشتركاً، قالوا فيه إنه «من الواضح أن إيران تتحمل مسؤولية الهجوم [على منشأتي النفط السعودية بقيق وخريص في 14 سبتمبر 2019]». خصوصا وأنه في هذا الصدد «لا يوجد تفسير معقول آخر».
كانت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب-كارينباور (التي لم تتوجه إلى الولايات المتحدة برفقة أنجيلا ميركل وإنما على متن طائرتها الخاصة) أكثر تحفظا إلى حد ما، حيث صرحت بعد لقائها وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، قائلة: «إن الشك في وجود مشاركة إيرانية أيا كان شكلها»، هو من وجهة نظرها «أمر مشترك دوليا». وعلى عكس ميركل، أشارت كرامب- كارينباور أيضاً إلى أن التحقيقات في مسرح الحدث لم تكتمل بعد.

آراء متباينة حول الالتزامات بموجب الاتفاقية الحالية
في بيان رؤساء الدول والحكومات الثلاث، تم تحذير إيران من «مزيد من الاستفزاز» لأن الهجمات صحيح أنها «موجهة ضد السعودية» ولكنها «تؤثر على جميع الدول» وستزيد من «خطورة حدوث نزاع كبير». بالإضافة إلى ذلك، يتعين على طهران «مراجعة قرارها بعدم الامتثال الكامل للاتفاقيات [بموجب اتفاقية باراك أوباما النووية] والامتثال التام لهذه الالتزامات».
حتى الآن، اتخذت إيران وجهة نظر مفادها أن الاتفاقية لم تعد ملزمة لها فيما يخص سقف التخصيب وغيرها من الالتزامات، لأن الأوروبيين، بعد فرض عقوبات أمريكية جديدة من طرف ثالث، لا يمتثلون لالتزاماتهم الاقتصادية الخاصة.
أما سبب العقوبات الأمريكية الجديدة فهو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتبر أن الاتفاق النووي الذي تفاوض عليه سلفه غير كافٍ. وعلى وجه التحديد، يزعجه حقيقة أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يُسمح لهم فحص المنشآت العسكرية والمنشآت التي لم يتم الإعلان عنها كمرافق بحثية، فقط إن هم قدموا طلبا يسمح للسلطات الإيرانية بالتحقق منه خلال أسبوعين.
وإن هي رفضت دخولهم، يتقرر تشكيل لجنة مشتركة في غضون أسبوع آخر. وهذا الأمر، بحسب ما يقول ترامب، يمنح «الفرس» الكثير من الوقت لتفكيك أي دليل على حدوث انتهاكات للمعاهدة، ثم إعادة بنائها هناك أو في أي مكان آخر. بالإضافة إلى ذلك، ينتقد الرئيس الأمريكي حقيقة أن تجميد تطوير الأسلحة النووية يقتصر على 15 عاماً، وأن الاتفاقية تترك لإيران الفرصة لبناء صواريخ متوسطة المدى مجهزة بالأسلحة النووية.

جونسون يعتقد أن ترامب يمكنه «تحقيق صفقة أفضل»
من ناحية أخرى، فإن كلا من ميركل وماكرون، كان راضيا عما تفاوض عليه باراك أوباما مع إيران. الأمر نفسه ينطبق على سلف بوريس جونسون، تيريزا ماي، لكن خليفتها كان له وجهة نظر مختلفة. يقول الحفيد الأكبر لوزير الداخلية العثماني الأخير: «أعتقد أن هناك شخصا يمكن أن يعقد صفقة أفضل - وهو الرئيس [الحالي] للولايات المتحدة». أجابه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بشكل غير مباشر على «تويتر»، مشترطاً أنه لن يكون هناك «أي صفقة جديدة ما لم تُحترم الصفقة الحالية».
في غضون ذلك، أعلنت قوات «الحوثي» الشيعية اليمنية، التي قالت إنها هاجمت منشآت النفط السعودية، أنها لن تواصل هجماتها في الوقت الحالي. حيث إن رئيسها مهدي المشاط، فيما يتعلق بهذا الإعلان، أعرب عن أمله في أن تستجيب مملكة النفط الوهابية، التي تقصف الحوثيين في اليمن منذ عام 2015، إلى هذه «اللفتة بلفتة أكبر». أما وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، فيقول بأنه سوف ينتظر ما إذا كانت أفعال الحوثيين تتماشى مع كلمات المشاط.
ومسألة ما إذا كان الشيعة الزيدية في اليمن بمثابة متلقي مساعدات أو بمثابة دمى للشيعة الإثناعشرية في إيران، فمحل جدل. حيث إن كلا من الحوثيين وإيران ينكرون رسميا هذه التكهنات، بالرغم من أن طهران على الأقل من الناحية الدبلوماسية تمثل دورا وقائيا.

هذه الترجمة نقل أمين للنص الأصلي، ولا تعبر عن رأي الصحيفة أو توجهها
 موقع TELEPOLIS