أمين الاتحادات والنقابات: الدولار يتحكم في عمل المنظمات

دعاء القادري/ لا ميديا -
عُقد في مقر اتحاد عمال اليمن بصنعاء، صباح أمس، مؤتمر صحفي لرؤساء وممثلي الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني لإعلان موقفها من التقرير الثاني لفريق الخبراء الدوليين والإقليميين بشأن اليمن.
وفند المشاركون في المؤتمر كل الأكاذيب والمزاعم التي أوردها التقرير الأممي لفريق الخبراء، حيث أخفى التقرير كل الحقائق والإحصاءات بالأرقام الواردة في تقارير الوفود الأممية التي زارت اليمن، والمرتكزة على مشاهداتها عن قرب آثار الحصار والعدوان في جميع المرافق الصحية والتعليمية والمنشآت الحيوية، بينما لم يتحدث عن هذه الجرائم والكوارث جراء العدوان والحصار.

التقرير افتقد الكثير من المصداقية
وأكد المشاركون بأن التقرير كان مضللا للرأي العام العالمي، حيث افتقد الكثير من المصداقية والتحريات الدقيقة، كما أنه لم يكن منصفا أو يتضمن أدنى قدر من المسؤولية، واتصف بفقدان العمل الحيادي لعدم وجود لجنة محايدة مستقلة شريفة تعمل في مناطق النزاع.
كما أشار رؤساء وممثلو الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني المشاركون إلى الوضع المزري الذي يرزح تحته القطاع الصحي جراء التدمير الذي تعرض له بسبب غارات العدوان، ووضع المرضى في المستشفيات من كافة الأعمار، والذين يموتون جراء عدم توفر العلاج الذي يقف الحصار حائلاً أمام توفيره.

وصمة عار في جبين المجتمع الدولي
ونوه المشاركون إلى أن هناك أكثر من مليون يمني يعانون من أمراض خطيرة، ونحو سبعة آلاف مريض بالفشل الكلوي وعشرة آلاف مريض بالسرطان، كل هؤلاء المرضى يرزحون تحت وطأة الموت البطيء بسبب إغلاق مطار صنعاء من قبل تحالف العدوان، إلى جانب ذلك فإن المرافق الصحية التي لا تزال تعمل تعاني مشكلة إضافية تتمثل في نقص حاد في المشتقات النفطية، مما يتسبب بكارثة إنسانية في حق المرضى، حيث يموت طفل يمني كل 10 دقائق.
وأكد المشاركون في المؤتمر بأن استخدام إغلاق مطار صنعاء الدولي كورقة حرب من قبل تحالف العدوان يمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، الذي يقف موقف المتفرج أو المتواطئ إزاء استمرار محاصرة الشعب اليمني وتجويعه منذ خمس سنوات.

تقرير لا إنساني
وعلى هامش المؤتمر الصحفي، التقينا عدداً من المشاركين، والبداية كانت مع علي بامحيسون، أمين عام اتحاد نقابات عمال اليمن، الذي عبر عن أسفه لما تضمنه التقرير بالقول إنه جاء مخالفاً لكل القيم والمعايير الإنسانية والأخلاقية، رغم أنه يعتبر تقريراً إنسانياً في المقام الأول.
وأكد بامحيسون أن التقرير لم يأتِ بجديد، مضيفاً: "عندما قرأته وجدت أن الدولار الأمريكي هو الذي يتحكم في سير عمل وتوجهات المنظمات الدولية".

التقارير الأممية مضاعفات مؤلمة
من جهته، قال رئيس الاتحاد العام لمؤسسات المجتمع المدني، عصام العلفي، إن كل قرارات الأمم المتحدة منذ بداية الحصار والعدوان على اليمن عبارة عن مضاعفات مؤلمة، وآخرها هذا التقرير المشؤوم.
وأضاف: "تقارير الأمم المتحدة مضللة ولا تمت للواقع بشيء، حيت توفر الغطاء السياسي والإنساني للعدوان على اليمن، فالمعلومات التي تبنى عليها هذه التقارير تأتيهم من جهات حاقدة على الشعب اليمني".

التقرير جاء على شكل أسئلة
بدوره، أكد عبد المجيد الحنش، عضو الوفد الوطني -عضو نقابات التدريس الجامعي، أن التقرير تضمن تجاوزات وانتهاكات خطيرة لا تخدم سوى دول العدوان، مضيفاً: "التقرير أغفل المعايير الدولية في كتابة التقارير من تحقيقات ووثائق مؤرشفة لكافة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها العدوان، وبالتالي فهو لم يأتِ بجديد من أرض الواقع، وإنما جاء على شكل أسئلة متعددة وتوصل بها إلى تلك النتائج المضللة.


منظمات لا تعمل إلا وفق أجندات خاصة بها
فيما أوضح بشار المأخدي، رئيس المركز اليمني لحقوق الإنسان، أن التقرير الأممي جاء مخيبا للآمال، مستطرداً: "رغم أننا رفعنا وثيقة من منظمات المجتمع المدني إلى جميع المنظمات الدولية عن آثار الحصار والعدوان الذي يتعرض له الشعب اليمني منذ 5 سنوات، ورغم وعودهم لنا، إلا أنها كانت وعوداً كاذبة ومضللة".
واختتم المأخذي حديثه بالقول: "فقدنا ثقتنا بهذه المنظمات التي لا تعمل إلا وفق أجندات خاصة بها ولا يهمها القضايا أو الحقوق الإنسانية التي تدعيها، وتنادي بها الاتفاقيات والمواثيق والعهود الدولية".