ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين -

جيمـــس نـــورث
يقول مايكل وولف، في معرضه الثاني للأعمال الداخلية للبيت الأبيض، إن ولي العهد محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية يعاني من "مشكلة الكوكايين". في العمود المنشور مؤخراً: (ترامب تحت النيران)، اتهم وولف أن الأمير محمد "يمكن أن يختفي لأيام أو أكثر". 
وولف ليس مصدراً نزيهاً. إلا أن إلحاحه ينبغي أن يؤخذ كتحذير للولايات المتحدة و"إسرائيل" بشأن تحالفهما الناشئ مع الأمير محمد؛ فبناء سياستك الخارجية للشرق الأوسط حول 33 عاماً من الاستقرار الذي لا يزال مشكوكاً فيه قد لا يكون خياراً حكيماً. 
من الواضح أن الأخلاق لا تعني شيئاً لكل من إدارة ترامب و"إسرائيل" بنيامين نتنياهو. حيث لم يرجئ مقتل المعارض الجريء لولي العهد، الصحفي جمال خاشقجي، في أكتوبر الماضي، تعزيز الشراكة السعودية "الإسرائيلية" الأمريكية ولو لثانية. جادل واقعيون مثل الدبلوماسي الأمريكي السابق دينيس روس-مهندس السلام المؤيد لـ«إسرائيل» أنه "لا يمكن للولايات المتحدة والسعودية أن تنفصلا"، وأضاف خبير مفترض آخر: "محمد بن سلمان موجود هنا ليبقى". 
لكن يوجد هنا بعض الواقعية الحقيقية: لماذا نفترض أن الأمير محمد يمكنه التمسك بالسلطة إلى أجل غير مسمى؟ إن العائلة السعودية المالكة مشهورة بغموضها وعدم شفافيتها، لكننا نعرف فعلاً أنها تضم ما بين 5000 و15000 أمير، وأنه خلال العقود الماضية اعتمد استقرار سياسة المملكة على التوازن الحذر للتجمعات العائلية. لماذا يفترض ترامب ونتنياهو و(الكاتب العمودي في نيويورك تايمز توماس فرايدمان الذي كتب رسالة حب محرجة للأمير محمد في السنة الماضية) أن هناك رجلاً شاباً مشكوكاً في صحته يستطيع إلى ما لا نهاية أن يحافظ على الحكم على أدوات الجهاز الحاكم المعقد؟ في الماضي، تصرف الملكيون السعوديون بشكل جماعي وحاسم في عام 1964؛ فقاموا بنقل الملك سعود واستبدلوه بأخيه غير الشقيق فيصل. 
وما هو أكثر من ذلك، بالتأكيد أن الملكيين السعوديين يعون مسألة أن العداء في العالم العربي للأمير محمد يتزايد. فقط منذ الأسبوع الماضي، طرد الفلسطينيون الغاضبون في القدس العرب "المطبعين" ممن يفضلون التخلي عن القضية الفلسطينية؛ وكان محمد سعود أحد الأهداف الرئيسية للفلسطينيين، وهو شاب سعودي بارز في جيش الترول (المتصيدين وهم أشخاص يساهمون بتعليقات أو كلام مثير للجدل داخل مجمتع الإنترنت هدفه الهدم والخروج عن الموضوع) التابع للسعودية على الإنترنت. وقد تم وصف سعود، الذي يغرد باسم @mohsaud08، من قبل الصحيفة "الإسرائيلية" "هاآرتس" بـ"ناشط مؤيد لإسرائيل صاحب حماسة مفرطة". (كان المطبعون ضيوف الحكومة "الإسرائيلية" واعتذر فيما بعد بنيامين نتنياهو نفسه إلى سعود على استقباله الفظ). 
وبشكل ينذر بالشؤم أكثر، وضعت الشائعات دائرة حول أن "إسرائيل" تريد نقل السيطرة على المسجد الأقصى في القدس من الأردن إلى السعودية. والمسجد يمثل ثالث مزار مقدس في الإسلام. يريد المتطرفون اليهود "الإسرائيليون" تدمير المبنى الذي عمره قرون واستبداله بالهيكل الثالث. وأي تغيير في وضع المسجد لا شك أنه سيطلق ثورة على مستوى العالم. 
وفي الأثناء، يواصل محمد بن سلمان شن الحرب الوحشية في اليمن، حتى بعد أن تركه حلفاؤه السابقون في الإمارات. دفعت هذه الاستفزازات السعودية إلى تطور مفاجئ؛ حيث يدعو علماء الدين الإسلاميون عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مقاطعة الحج السنوي إلى المدينة المقدسة مكة" الذي يتم حث كل المسلمين على أدائه ولو مرة واحدة في عمرهم. حتى أن هنالك "هاشتاج" في "تويتر": (#قاطعوا الحج). 
وأخيراً، لدى ترامب حليف مفاجئ في هجماته الشرسة على عضوتي الكونغرس الأمريكيتين المسلمتين إلهان عمر ورشيدة طالب. حيث كانت الكذبات المنظمة ضد المرأتين تتدفق من السعودية بواسطة "جيش المتصيدين" عبر الإنترنت. ويصنف الجيش القزم السعودي المرأتين كعضوتين في تنظيم الإخوان المسلمين. في حالة إلهان عمر، قاموا أيضاً بنشر انتقادات عنصرية على أساس نسبها الإفريقي. وكذلك ردد "المتصيدون" السعوديون الادعاء الخبيث الذي شاع في أقصى اليمين الأمريكي وردده دونالد ترامب بأن إلهان عمر قد تزوجت من أخيها. 
"مونداويس" موقع إخباري أمريكي مديروه مناهضون للصهيونية


* "مونداويس" 28 يوليو 2019