تقرير :مارش الحسام / لا ميديا -

حذرت شبكة (FEWS NET)، المتخصصة في شؤون الإنذار المبكر للمجاعة، من فجوة غذائية قد تؤدي إلى مجاعة في العاصمة صنعاء، نتيجة تعليق برنامج الغذاء العالمي مساعداته الغذائية في مدينة صنعاء، وتقليص حجم المساعدات الغذائية المتوقع توزيعها على مستوى البلاد، وهو ما يثير مخاوف كبيرة من زيادة فجوات حصول اليمنيين على الغذاء.
كما حذر اقتصاديون يمنيون من أزمة غذائية وارتفاع في أسعار الخضروات في الأسواق بنسبة 90% بعد هجوم الجراد على مزارع المواطنين في عدد من المحافظات.

الجراد مجددا
وصف اقتصاديون يمنيون الوضع بالـ"كارثي"، نتيجة انتشار الجراد الصحراوي في مناطق واسعة من محافظات صنعاء وذمار والبيضاء وحجة وعمران وغيرها من المحافظات اليمنية.
ويتخوف المزارعون في تلك المحافظات من ضياع محاصيلهم، في حين ينفقون مبالغ مالية طائلة من أجل زراعة الأرض وانتظار الحصاد لتعويض الخسارة.
وقال مزارعون في محافظة البيضاء إن الجراد دمر نسبة كبيرة من محاصيلهم، بعدما استفادوا من هطول الأمطار الغزيرة خلال أبريل ومايو.
وأشاروا إلى أن ضعف الإمكانات والقصور في الجوانب المالية سبّب تفاقمًا للآثار الكارثية التي سببتها أسراب الجراد على محاصيلهم الزراعية.
وطالب هؤلاء وزارة الزراعة بسرعة التحرك للقضاء على الجراد قبل أن يقضي على الموسم الزراعي بالكامل.
وفي محافظة صنعاء، عاودت أسراب الجراد انتشارها وبكثافة أكثر من السابق. وأكد مزارعون في خولان وبني مطر وأرحب أن الجراد الصحراوي قضى على نسبة كبيرة من محاصيلهم الزراعية، ويتجه حالياً إلى مهاجمة مزارع العنب وأشجار الفاكهة ومشاتل الخضروات، وهو ما يهدد إنتاج المزارعين في عدد من مديريات محافظة صنعاء.
وطالب المواطنون في المديريات المنكوبة الحكومة بتنفيذ حملات مكثفة لمكافحة الجراد، الذي يهدد الثروة الزراعية.

300 مليون دولار لمكافحة الجراد
وقالت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) إنها جمعت 100 ألف دولار، مساهمة من الصندوق الخاص بأنشطة الطوارئ وإعادة التأهيل في بلجيكا، و200 ألف دولار من مواردها الخاصة، لشن حملة ضرورية لمكافحة الجراد في اليمن.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن انعدام الأمن في مناطق تكاثر الجراد، ونقص الإمكانيات والمعدات وصناديق التشغيل يعيق كثيراً التصدي لهذه المشكلة.
وأكدت أن هذه المعونة ستمكن نحو 100 ألف شخص في محافظات لحج وشبوة وحضرموت وأبين وصنعاء والحديدة من إنقاذ محاصيلهم، وتمنع وقوع خسائر قد تؤدي إلى زيادة الجوع والفقر في المناطق الريفية المتأثرة بالنزاع المستمر.

حوادث وإصابات سبب الجراد 
وسجلت مستشفيات العاصمة صنعاء، هذا الأسبوع، عدداً من الإصابات والحوادث المؤسفة التي تعرض لها الأطفال مع اجتياح أسراب الجراد للعاصمة صنعاء.
وبحسب مصادر طبية فقد تنوعت الإصابات ما بين كسور وجروح بعضها بسبب حوادث سير، وذلك أثناء محاولاتهم اصطياد الجراد في الحواري وأسطح المنازل.
وأكد لصحيفة "لا" مصدر طبي في طوارئ مستشفى الثورة بصنعاء أن المستشفى ومنذ أسبوع يستقبل يوميا من 3 إلى 4 مصابين جلهم من الأطفال، وتتفاوت إصاباتهم ما بين كسور في اليد أو الرجل أو في الفقرات، وجروح عميقة ومتوسطة في مواضع مختلفة من الجسد، بسبب حوادث سقوط من أسطح المنازل، وتليها حوادث السير.