حمدين الأهدل / لا ميديا-

تقع حارة الربصة في الطرف الشرقي لمدينة الحديدة، وتتبع مديرية الحوك إدارياً، ويحدها من الشرق سور المطار، ومن الجنوب قرية منظر، أما من جهة الشمال فيحدها خط صنعاء – الحديدة. وما يحدث في محافظة الحديدة بأسرها في كفة، وما يحدث في حارة الربصة في كفة أخرى.

خط التماس
تُعرف حارة الربصة اليوم بأنها منطقة خط التماس، كونها تعد من أهم المناطق المتاخمة لخط المواجهات لمواقع العدوان الغاشم، فلا تكاد تمر ساعة دون أن تسمع طلق نار، ناهيك عن لعلعة الرصاص وهدير المدافع طول اليوم والليل، مسببة الكثيرة من الويلات.

أخطار تهدد حياة المواطنين
كثيرة هي الأخطار التي تحدق بالأحياء السكنية بحارة الربصة، ومن أخطرها الرواجع والقذائف التي تتساقط على منازل المواطنين من قبل قوات العدوان الغاشم، وبشكل متواصل، فمنها ما يؤدي إلى الوفاة ومنها ما يؤدي إلى الإصابة بعاهة مستديمة، فلا يكاد يمر أسبوع دون سقوط راجع أو قذيفة على منزل مواطن مسببة حالات من الوفيات، بينما أصبحت الفواجع والرعب تكاد تكون ملازمة لهم بشكل يومي.

نزوح سكاني
شهدت حارة الربصة موجة من النزوح السكاني المؤلم منذ بداية العدوان، فمنهم من نزح إلى صنعاء ومن هم من نزح إلى غيرها من المحافظات اليمنية، وما يلاقيه النازحون من تشرد ومعاناة ليس بأقل من حسرتهم على ما تركوه من أثاث وأدوات منزلية تعتبر حصيلة أعمارهم وبقيت معرضة للنهب والسرقة والعبث.

صمود أسطوري
يعيش البقية الباقية من السكان في بيوتهم في صمود أسطوري منقطع النظير حباً ووفاء لوطنهم الغالي، ويتصبرون نظراً لعدم وجود المادة لدفع تكاليف السفر والنزوح القسري.

غياب رسمي وإنساني
وبالرغم مما يلاقيه سكان الحارة من رعب وقلق وخوف، والمتمثل في خطورة الراجع والقذائف القادمة من العدوان، والتي تتسبب في العديد من الإصابات والوفيات، إلَّا أنهم لم يلاقوا أي اهتمام من الجهات المعنية، ولو حتى بالتوجيه إلى المنظمات الإغاثية والإنسانية لدعمهم باعتبارهم صامدين في منازلهم وأسوة بما يحصل عليه الفئات الأشد فقراً في الأرياف، فهناك يتم تقديم معونات للأسر الأشد فقراً فما بالك بمن هم فقراء ويعيشون تحت مرمى النيران وصامدون في وجه العدوان البربري الغاشم؟!

روزنامة الشهادة
كثيرة هي القذائف والرواجع التي تسقط على منازل المواطنين في حارة الربصة من قبل قوات العدوان الغاشم، مسببة العديد من الوفيات والإصابات البليغة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
• سقوط قذيفة هاون على مواطنين في حارة «مركوضة» راح ضحيتها 5 من المواطنين والعديد من المصابين.
• سقوط قذيفة على منزل قاسم مكين استشهد على إثرها هو وثلاثة من أطفاله، وأصيب بعض أفراد أسرته بعاهات مستديمة.
• حادثة بيت أحمد حاتم بحي الزهارية بالربصة وقد حصل في أسرته العديد من الوفيات والإصابات والبعض منهم بحاجة إلى أطراف صناعية.
• سقوط قذيفة على ثلاث نساء كن عابرات جوار مدرسة النجاح بالربصة أدت إلى استشهادهن في الحال.
• سقوط قذيفة على منزل صالح غالب الشرعبي أدت إلى وفاة ابنته الكبرى وإصابة ابنته الثانية إصابة بليغة.
• سقوط قذيفة جوار مسجد علي بن ابي طالب أدت إلى وفاة أحد سكان الحارة.
• سقوط قذيفة على منزل صالح محمد البجم أدت إلى استشهاد زوجته، وألحقت العديد من الأضرار بالممتلكات والأرواح في حارة الربصة.