قال مستشرق «إسرائيلي» إن «التقدير الإسرائيلي للانسحاب الإماراتي من اليمن جاء لخشيتها من تحولها لهدف أمريكي، مما جعلها تفاجئ شركاءها في التحالف».
وأضاف أن قرار دولة الاحتلال الإماراتي بسحب قواتها من اليمن، وإعادة انتشارها، يؤكد التسريبات التي تتحدث عن خلافاتها المستمرة مع السعودية، ويزيد من درجة التوتر بين شركاء التحالف، ما يجعل الهدف الأمريكي السعودي باستئصال أنصار الله أبعد من أي وقت مضى.
وبحسب ما أفاد موقع «عربي21» فقد أضاف تسفي بارئيل في مقاله بصحيفة «هآرتس»، إنه «مع إقامة التحالف العربي لمحاربة أنصار الله في اليمن، وقفت على رأسه السعودية والإمارات، وبجانبهما جاءت السودان ومصر بقوات رمزية للساحة اليمنية، لكن بعد وقت قصير أوقفت القاهرة تدخلها الميداني هناك، واكتفت بدورها الاستشاري ليس أكثر، فيما حصرت باكستان عضويتها في التحالف بضغط السعودية على مشاركة جوية، وليس برية».
وأشار بارئيل، الخبير «الإسرائيلي» بالشؤون العربية ومحلل شؤون الشرق الأوسط، إلى أن «الخلافات الاستراتيجية أخذت في الظهور رويدا رويدا بين الحليفين الأكبر والأهم: السعودية والإمارات، ففيما تريد المملكة أن تركز عمليات التحالف في منطقة شمال اليمن، حيث تأتي منها هجمات أنصار الله في استهداف مطاراتها في أبها وجيزان، فإن الإمارات تعطي أهمية قتالية لجنوب اليمن، خاصة ميناء عدن».
وأكد الكاتب الذي أصدر مذكراته الصحفية في كتاب يلخص زياراته لدول المنطقة مثل مصر والأردن وتونس والمغرب وتركيا والعراق، أن «القوات المأمورة من ابن زايد تدعم المليشيات الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي، لأن المخطط الإماراتي يكمن في التطلع لإنشاء دولة يمنية في الجنوب برعايتهم الكاملة، لتأمين سيطرتهم المحكمة على بوابات تجارة النفط العالمية في البحر الأحمر، حيث تمر فيه يوميا أربعة ملايين برميل نفط، ما يتعارض مع التطلعات السعودية من التدخل في اليمن».
وأوضح أن «إعلان الإمارات سحب قواتها من اليمن يعني انسحابا من المعركة الجارية هناك، وترك السعودية لوحدها تخوض هذه المواجهة، ما يعني أن ابن زايد أصابه الملل من استمرار معركة طال أمدها، قد تهدد استقرار بلاده، لأن شركاءه من حكام باقي الإمارات السبع يضغطون عليه للخروج من اليمن، على خلفية استمرار التوتر بين السعودية والولايات المتحدة مع إيران، وإمكانية تحول الإمارات هدفا لهجمات عسكرية إيرانية».
وأشار بارئيل، المحاضر بالكلية الأكاديمية سافير وجامعة بن غوريون، إلى «وجود اعتبار سياسي يقف خلف القرار العسكري الإماراتي بالانسحاب من اليمن، فالإماراتيون لا يريدون أن يكونوا مرتبطين عضويا بالسعودية في كل ملفاتها ومشاكلها، حيث تقف المملكة في قلب الجدل السياسي الأمريكي، خاصة الخلاف بين البيت الأبيض والرئيس ترامب مع الكونغرس حول بيع صفقات سلاح للسعودية».
وأضاف أن «هناك مطالب أمريكية للرئيس ترامب بفرض عقوبات على السعودية، بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، ومسؤولية ولي العهد محمد بن سلمان عن قتل الصحفي جمال خاشقجي، وبسبب الحرب في اليمن التي أسفر عنها كارثة إنسانية كبيرة».
وختم بالقول إن «كل هذه الأسباب والعوامل جعلت الإمارات تعرب عن خشيتها من أن تشملها العقوبات الأمريكية بسبب تورطها في حرب اليمن، ولذلك فضلت الانسحاب منها، وتفضل أن تظهر حرب اليمن على أنها معركة ابن سلمان الشخصية فقط».

«ليبراسيون»: الإمارات تغادر مستنقع الحرب في اليمن
من جهتها نشرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على الوضع في اليمن الذي دمرته حرب تتدخل فيها العديد من الأطراف الإقليمية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن إعلان الانسحاب الجزئي للقوات الإماراتية يؤكد حالة الجمود التي يشهدها النزاع في اليمن الذي اندلع منذ سنة 2014. وتعاني البلاد، التي تمثل مسرحا للاشتباكات بالوكالة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران، من أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وذكرت الصحيفة أنه بعد أكثر من أربع سنوات من العدوان على اليمن، أعلنت الإمارات العربية المتحدة مؤخرا انسحاب قواتها جزئيا واستعدادها للانتقال إلى منطق «السلام». وقد مثل هذا القرار، الذي جاء على خلفية التصعيد بين طهران وواشنطن، مفاجأة، لكنه يشير إلى ركود صراع تتواجه فيه قوتان عظيمتان في المنطقة، وهما المملكة العربية السعودية وإيران، دون تحديد نهاية الحرب التي أنهكت أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية.
ونوهت الصحيفة بأن إعلان الإمارات هذا الأسبوع تخفيض عدد قواتها المتواجدة في اليمن لفت الانتباه إلى تورط طرف فاعل غير مرئي في الصراع. إن السعودية هي المسؤول الأبرز عن هذه الحرب المدمرة، بشكل خاص، منذ أكثر من أربع سنوات.

«هآرتس»: الخلاف لا يتركز على اليمن
وقالت صحيفة «هآرتس» الصهيونية إن السعوديّة طلبت من الإمارات أن تتركّز عمليات التحالف شماليّ اليمن، الذي اعتبرته منطلقا للهجمات ضد مطاري جيزان وأبها؛ بينما تولي الإمارات أهميّة أكبر للسيطرة على جنوبيّ اليمن، وخصوصًا على مطار عدن.
 وأكدت الصحيفة «الإسرائيلية» أن هناك «خلاف استراتيجي» بين الإمارات وبين السعوديّة، لا يقتصر على اليمن، إنما يمتدّ إلى السياسة، وأبرز ساحاتها: العاصمة الأميركيّة، واشنطن.