الشاعر أسد باشا يحلق في سماء اليمن بجناحين من الشعر الفصيح والشعبي، محاطاً بالكثير من القصائد الوطنية التي اكتملت والتي لم تكتمل بعد، وكثير من الكلمات التي ما زالت تناوش روحه.
قصائده تأتي من خلال بناء متماسك ودلالة الكلمات وترابط نسيجها، فعندما تقرأ قصائده تراها كأنها لوحات كبيرة تلمع فيها خطوط حب الوطن وكشف زيف العدوان ومواجهته.
إن كل عمل جيد يأخذ غالباً جودته من جودة البداية.. شكَّل بمفرده خطاً شعرياً متفرداً سيتلاشى كثيرون في ظلاله، وسيتعثرون على جانبي الطريق، وستضيع ملامح قصائدهم الباهتة عندما يحاولون مجاراته أو محاكاة قصائده الفائرة.
إنه مختلف عن غيره من الشعراء، وأستطيع أن أقول إنه ولد ليصبح شاعراً، ولم يفهم الشعر بأنه مزروع في الهواء من دون جذور.. قصائده كثيرة، لكنها كاملة الأركان والأسس.. إنه الشاعر أسد باشا..
بساطة وسلاسة
 ما الذي يميز القصيدة التهامية؟
من أهم ميزاتها بساطتها.. سلاستها.. أنها مستوحاة من بيئة الشاعر وملامِسة بشكل مباشر لنظرته وارتباطاته الحياتية..

بلاغة الشعر التهامي
 هل القصيدة التهامية واكبت المشهد الشعري بالقدر الكافي؟
من وجهة نظري نعم، وإن لم تكن بالقدر الكافي، لكنها وصلت لمستوى كبير جداً.. حالياً يوجد من الشعر التهامي ما يوازي الشعر الفصيح في بلاغته واستخدام الصور والمحركات اللغوية... وهذا مما يزيده ثباتاً ونبوغاً أكبر وبشكل أفضل مما كان عليه..

تشغل مساحة هامة
 كيف تنظر الى مستقبل وآفاق القصيدة التهامية؟
أرى أنها ستشغل أكثر من الثلثين من مساحة الشعر، وها نحن صرنا نلاحظ أن بعض البرامج المسابقاتية تعتمد على التهامي، وهذا مما يجعل الشعراء يعزفون عن الفصيح إن أرادوا الظهور..

أصوات تهامية
 هل تستطيع أن تتحدث عن نسبة معينة من النجاح للعديد من الأصوات التهامية في تأكيد حضورها الشعري؟
بالنسبة لتهامة فعلى رأسها أ. أحمد سليمان، قد وصل إلى قلوب الملايين من خلال القصيدة التهامية، كذلك الشاعر يوسف شامي، محمد طاهر الأهدل، والشعراء القدامى أمثال بكير ومصلح وعمير... إلخ.. وهناك من يعكف حالياً على استجماع أكثر قدر ممكن من الشعر التهامي، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على نجاح أصحابه..

شروط البقاء
 ما المطلوب من القصيدة التهامية لكي تبقى وتنتشر أكثـر؟
المطلوب منها: مواكبة عصر العولمة الشعرية الحديثة، خروجها من الطابع التقليدي الجاف، تحريك الكلمات فيها وتكثيف الصور البلاغية الجذابة.. هذا أقل ما يُطلب منها حالياً.

تقصير إعلامي
 أين دور الإعلام اليمني من الشعر التهامي؟ ولماذا لا تكون القصيدة التهامية أساسية في هذه المرحلة؟
أعتقد أن هناك تقصيراً من جانب الإعلام اليمني، أمّا بالنسة للشطر الآخر من السؤال أعتقد أن السبب يعود الى جهل مرادف بعض الكلمات في اللهجة التهامية عند العامة. هذا إن لم يكن هناك أسباب أخرى أجهلها، والله أعلم.

عائق العادات والتقاليد
 لماذا لا نرى شاعرات في تهامة؟ وما هي العقبات التي تسد طريق إبداع المرأة التهامية؟
من أكبر العقبات في تهامة ضد الشاعرة التهامية العادات والتقاليد.. وما عداها كان أسهل..

 كم نسبة الشعراء التهاميين الذين انخرطوا في صفوف العدوان السعودي القبيح؟
نسبة بسيطة جداً على حد علمي.. وتهامة بحر..

قريبة من الناس
 هناك الكثير من الشعراء اليوم هربوا من القصيدة الفصحى الى القصيدة الشعبية، ما الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة برأيك؟
أعتقد أن علم النحو والبيان في الشعر العربي الفصيح هو السبب الأساسي، حيث إن الشعر الفصيح بكل مدارسه، وخاصةً الكلاسيكية والرومانسية، تعتمد بشكل أساسي على النحو والبيان في صدر وعجز البيت الشعري وفي انتظام القافية.. لذلك وجدوا أن التهامي أسهل لهم وأقرب من حيث البنية والتركيب اللغوي. كذلك أكثر من برنامج يقام في اليمن تجد الشعر العامي يتصدر المراتب الأولى فيه... كذلك فهم الشارع اليمني فهم بسيط، والمفردات الفصيحة أكبر وأغلظ، وربما أصبحت مفردات معقدة، إن صح التعبير، لدى أكبر شريحة من الشارع، حيث تجد الملل في وجوه الكثير أثناء الاستماع والقراءة للشعر الفصيح، وستجد التفاعل الكبير للقصيدة العامية بشكل عام، لأنها أقرب إلى الفهم، وأسرع في إيصال المعنى.

الغناء يظهر عذوبة الشعر
 (القصيدة التي تغنى ليست شعراً عظيماً)، هل أنت مع هذه المقولة؟
أنا ضد هذا تماماً، فهناك فطاحل الشعراء أصبح شعرهم مغنىً، وهم كُثر، وللاستدلال يكفينا الشاعر الجميل عبدالله عبدالوهاب نعمان الملقب بالفضول.. والشاعر القمندان والشاعر محمد سعد عبدالله.. وإن أردت معرفة عذوبة الشعر فقف عند ما تغنى به الفنانون لهؤلاء الشعراء..

 هل تعتقد أن القصيدة الفصحى يمكن أن تساعد في تكريس السلام؟
نعم، إن وظفت لذلك.. إن من الشعر لحكمة..

الفصحى هي الأساس
 هناك من يقول بأن الزمن هو زمن القصيدة الشعبية، أما القصيدة الفصحى فقد خسرت بريقها.. هل توافقهم الرأي؟
أعتقد ذلك، ولكن تظل القصيدة الفصحى هي الأساس.

ترجمة المشاعر
 عندما تكتب القصيدة هل تحاول إرضاء قارئ ما سواء كان عادياً أو خاصاً من فئة معينة؟
الشعر يعني ترجمة المشاعر. لا أستطيع أن أجزم، ربما يحصل ذلك أحياناً.

عزم وإصرار
 ما جديدك؟
قصيدة بعنوان (عزمٌ وإصرار).

 وهل تعكف على عمل شعري جديد؟
عملي مستمر وقصائدي مستمرة، ما دام العدوان قائماً الى ما شاء الله.

 إذا طلبت منك أن تختار عملاً شعرياً متميزاً لك، ماذا ستختار؟
الوطني الذي يلامس أو يعايش أو يحاكي هموم الشعب.

 ماذا أضاف لك الشعر؟
أراح ضميري شيئاً ما.

الغوص في أعماق البحور
 ما هي العوامل التي يمكن أن تصنع شاعراً حقيقياً؟
الشاعر يولد شاعراً بالفطرة، ولكن هناك ما يصقل الموهبة وينميها، ومنها كثرة القراءة والمطالعة، وحفظ أكبر قدر ممكن من الشعر لأكثر من شاعر وأكثر من بحر.. هذا يضفي إليك زيادةً في المفردات، وخبرةً في الغوص أكثر في أعماق البحور الشعرية... وقد يساهم حدث ما في تفجير الموهبة لدى الشخص، ويصنع منه شاعراً حقيقياً.

 كيف تنظر الى الفضاء الشعري اليوم؟ وما الذي يعجبك فيه؟
فضاء واسع الأفق. ويعجبني الواقعي منه.

 هل لك قصائد غنائية؟
لي بعض القصائد الإنشادية فقط.

  بماذا يحلم الشاعر أسد باشا؟
أحلم بأن أرى الحمام يرفرف باسماً في سماءِ وطني.  

 ماذا تعني لك قصيدة (يمانيون)؟
تعني شموخاً، فخراً واعتزازاً.

 من هو الشاعر الذي قصائده تشبه قصائدك؟
لا أستطيع أن أجزم على شخص معيّن.

 ما الذي يستفزك؟
الجهل.

 كلمة أخيرة..
سُررت باستضافتكم لي، وتشرّفت بذلك، وأسأل الله لي ولكم، التوفيق والسداد..