حادي الحرية والحنجرة الباليستية
لطف القحوم لـ (لا):جنَّدتُ صوتي للشعب والثورة والقضية


الشعار، ملازم الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي، هدير قصائد الشهيد عبدالمحسن النمري المسجلة بصوته والمتداولة سراً عبر الكاسيت والمحمول؛ جلجلة حنجرة لطف القحوم في زامل (ما نبالي) الشهير؛ ومداخلات محمد عبدالسلام كناطق رسمي على الأقنية الفضائية عبر هاتف (ثريا).. خمس قنابل ضوئية كاشفة مزقت ستار العتمة السميك الذي أسدلته السلطة على فكر وتوجه حركة (أنصار الله) إبان الحروب الست، وحطمت جدار العزلة الصلب المضروب كبرزخ بين الرأي العام اليمني وبين الاطلاع على بشاعة مجازر جنرالات الحرب بحق منتسبي الحركة تحديداً وبحق الحياة والأحياء بالعموم في (صعدة السلام).
يسابق (لطف القحوم) صوته إلى المعركة فيفاجئ كلاهما الآخر متخندقاً في النسق الأول من سعيرها ولهبها، وتشد حباله الصوتية زناد كلمات القصيدة والزامل إذ يغنيها، كما تشد أصابعه زناد البندقية في مضامير بطولة وشرف يخوضها بصوته وجسده فارساً وصهيلاً وسيفاً وصليلاً وفناناً ثورياً ومقاتلاً ثائراً.
حررت حركة (أنصار الله) الزامل من أكبال الضيق الاجتماعي الدلالي وأطلقته كجواد أسطوري يركض بسرعة الضوء في الفضاء الدلالي الرحب لمفهوم الوطن والشعب والحرية والاستقلال والثورة ومجابهة الهيمنة والاستغلال والاستكبار محملاً بأحلام وآهات المسحوقين والكادحين والمحرومين، فبات جزءاً من حناجرهم وأهازيجهم وتمتماتهم اليومية، وباتت كلماته نيازك في أيديهم يقذفون بها زجاج الإقطاعيات وقصور الجبابرة فيصيبونها في مقتل.
وفي هذا السياق برز (القحوم) بوصفه ألمع وأبرع الفرسان الذين عبروا بجياد الزوامل فجوة المسافة السحيقة بين ضيق الفضاء الخاص ورحابة الفضاء العام، واجتازوا به موانع العصبيات والتقاليد القبلية ليغدو في غضون أعوام صوت الشعب جميعاً على تنوع مشاربه الاجتماعية.
في الطريق إلى موعدي معه أخذت أرسم عشرات الصور له، فلطالما ظل (القحوم) بالنسبة لي وللكثير من جمهور معجبيه كائناً صوتياً، بالنظر إلى ندرة ظهوره الإعلامي على الشاشة؛ ورصيده في هذا الجانب لقاءان فقط، أحدهما لقناة (المسيرة) والآخر لإذاعة (سام)، علاوةً على أنه ما من صورة شخصية ذائعة له أو مرفقة بأعماله المسجلة.
في المكان المحدد كمحطة مبدئية للقائي به رنَّ جرس هاتفي المحمول (سآتي إليك كالطلقة)، ثم تجلى الصوت رجلاً متوسط الطول، نحيلاً؛ حادّ النظر؛ ويشبه تقريباً ما رسمته له من صورة في مخيلتي..
خامة صوته قادرة على أن تجعل لجان تحكيم برامج مسابقات الغناء (يبرمون) حول أنفسهم مشدوهين عشرات المرات، وأن تؤهله للصدارة، إلا أنه نذر صوته (للثورة والجهاد والشعب والقضية) كما يؤكد فإليه رفيعاً كنجمٍ يطل من صفحة ماء..

متى بدأت في غناء الزامل الشعبي؟
بدأتُ من الحرب الثالثة وكنت حينها منشداً في حفلات الأعراس وبدأتُ في غناء الزامل وكان أول زامل أخرج به (ما نبالي).
من لحن هذا الزامل؟
من ألحاني ومن كلمات الشاعر الشهيد عبد المحسن النمري.

هل تشعر بالغرور عندما تسمع صوتك يجوب الشوارع والجبهات ومختلف الأرجاء؟
لا أشعر بالغرور, وقد جندت صوتي لنصرة الحق ونصرة الشعب المظلوم والوقوف مع ثورة 21سبتمبر.

هل يستمع السيد عبد الملك لزواملك؟
 نعم يستمع السيد عبد الملك لزواملي ويتابع الإعلاميين والمثقفين, وقد التقيته بعد الحرب السادسة ودعمني كثيراً.

هل كانت لك لقاءات مع الشاعر عبد المحسن النمري؟
نعم التقيتُ به في جبل (اخله) وعشت ُ معه أكثر من خمسة أشهر بعد خروجنا من الحرب الثانية في (نشور) وكان معنا الأخ علي سعيد الرزامي ومجموعة من الأصدقاء ,وكنا نسهر إلى الصباح ,وكان يعطيني القصائد وأنا أقوم بتلحينها.

هل سنسمع مستقبلاً للفنان لطف القحوم أغاني عاطفية؟
 أنا لا أغني عاطفية وإنما أناشيد شعبية وأناشيد مدح في الرسول وأناشيد جهادية.

لماذا لا نسمع الزامل الشعبي بأصوات نسائية؟
عندما يقدم الزامل بأصوات نسائية بدون شك سيكون ضعيفاً.

يعتبر صوتك رديفاً للتوشكا وقنبلة تهتزُّ لها جبهات العدوان.. هل أنت مُعرّض للخطر؟
 الشعب اليمني معرض كله للخطر ,ونحن بالمقام الأول مستهدفون ,لكن عندما يكون الإنسان قريباً من الله وصادقاً فسيحفظه الله.

كيف تختار كلمات الزامل؟ بمن تستعين؟
أول ما أستعين بالله، بعد ذلك أقوم بجمع القصائد وتصلني كل يوم عبر (الواتس آب) أكثر من مائتي قصيدة لأنني أعرف شعراء كثيرين ,وبعد ذلك أقوم باختيار القصيدة التي تتناسب مع الوضع وتتناسب مع تضاريس ومناخ الجبهات وأنا أعيش في الجبهات ,وأشارك فيها ,فالزامل الأخير الذي يحمل عنوان (دق التحالف دق) كان له صدى كبير واكتسح الساحة ,وأشكر الأستاذ عبد الإله حيدرة الذي كان السبب في الترويج لهذا الزامل وانتشاره الكبير.
وهناك زامل جديد سنخص به صحيفة ( لا ) قبل نزوله في قناة المسيرة بعنوان (توكلنا على الله بالبلاجيكِ.... على سلمان نوحي يا البواكي).

كلمة أخيرة في نهاية اللقاء تود قولها لجمهورك عبر صحيفة (لا).
أشكر صحيفة (لا) وأشكر رئيس التحرير الأستاذ صلاح الدكاك وأشكرك على هذا الحوار ,وأقول للجماهير أن يصمدوا في وجه العدوان, وبعد المولد سيكون النصر إن شاء الله.


تم نشر المقابلة في تاريخ / الاحد 20 ديسمبر 2015