زينب صلاح الدين-

بوني كريستيان 
قال وزير الخارجية مايك بومبيو، يوم الجمعة، بخصوص الحرب في اليمن: "نريد جميعاً إنهاء هذا النزاع. نريد جميعاً تحسين الوضع الإنساني الأليم. لكن إدارة ترامب لا توافق بشكل أساسي على أن كبح مساعدتنا للتحالف الذي تقوده السعودية هو السبيل لتحقيق هذه الأهداف. والطريقة لتخفيف معاناة الشعب اليمني ليست في إطالة أمد الصراع من خلال إعاقة شركائنا في القتال، ولكن من خلال منح التحالف الذي تقوده السعودية الدعم اللازم لهزيمة المتمردين المدعومين من إيران وضمان سلام عادل. 
كانت تصريحات بومبيو بمثابة محاولة أخيرة لثني مجلس النواب عن اتباع خطوات مجلس الشيوخ في إصدار قرار يطالب إدارة ترامب بالتوقف عن دعم تدخل السعودية في الحرب الدائرة في اليمن. 
ونظراً لأن مجلس النواب وافق بالفعل على إجراء مماثل، والآن يجب عليه أن يصوت مرة أخرى فقط على تعديلات مجلس الشيوخ، من المحتمل أن يفشل رد فعل بومبيو. ومن شأن تصويت "نعم" آخر في مجلس النواب أن يكمل أول لوم لصناعة حرب تنفيذية بموجب قانون صلاحيات الحرب لعام 1973، على الرغم من أن من المتوقع أن يستخدم الرئيس ترامب حق النقض. 
ومهما كان مصير الثورة النهائي، فإن مزاعم بومبيو خادعة وكاذبة. لا يوجد سبب لتصديق فكرة أن التدخل السعودي قلل من الأزمة الإنسانية في اليمن، والتي تعتبر على نطاق واسع الأكثر حدة في العالم. 
فعلى العكس من ذلك، يتفق المراقبون المستقلون على أن العكس هو الصحيح (فالقوات التي تقودها السعودية متهمة بجرائم حرب)، وأن نهج التحالف السعودي المهمل إزاء سلامة المدنيين يتم بالدعم الذي تلقاه من شركاء غربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة. 
لن يتحول اليمن بين عشية وضحاها إلى معقل للسلام دون تدخل التحالف في الحرب. إن المتمردين الحوثيين الذين تعارضهم القوات السعودية لا يكادون يكونون أبرياء تماماً من المساهمة في بؤس المدنيين في اليمن، وقد كان اليمن من بين أفقر دول الشرق الأوسط حتى قبل بدء الحرب. لكن الدعم الأمريكي للتدخل السعودي أدى إلى تفاقم هذا الوضع الرهيب. 
يلاحظ بول بيلار في "المصلحة الوطنية": "إن الولايات المتحدة متورطة في الأعمال التدميرية جواً". واستطرد قائلاً: وتشمل المساعدات الأمريكية للحرب الجوية السعودية والإماراتية تزويد مقاتلاتهما بالوقود في الجو، وجمع المعلومات، والمبيعات الهائلة من الأسلحة، بما في ذلك القنبلة التي أصابت حافلة مدرسية، ما أسفر عنها مقتل 40 طفلاً في العام الماضي. بمساعدة واشنطن، شن التحالف السعودي أيضاً ضربات على أهداف مدنية أخرى، منها المنازل والأسواق وحفلات الزفاف والجنازات والعيادات الطبية ومحطات معالجة المياه وغيرها. لقد كان الحصار البحري للتحالف والقيود التي فرضها على واردات الغذاء والأدوية والوقود بمثابة وسيلة لتضييق الخناق على خطوط الإمداد المتعارضة مع العدو، إلا أن الأثر الذي شكل خطورة أكبر هو التسبب في مجاعة على نطاق واسع وكذلك الأمراض التي يمكن الوقاية منها بين عامة الناس من اليمنيين. 
إن استمرار المساعدات الأمريكية لهذا التدخل الكارثي لن يؤدي، كما يقول بومبيو، إلى "تخفيف معاناة الشعب اليمني"، وسوف يأتي بنتائج عكسية. كما أنه لن يحقق شيئاً بالتحديد للأمن والمصالح الأمريكية. فدعم قتال الرياض يضر باليمن ولا يساعدنا. 
ليس للولايات المتحدة أي مصلحة في نتائج الحرب في اليمن. كما يكتب بيلار: "تمرد الحوثيين متجذر في قضايا محلية بحتة... (ولا يشكل) الحوثيون (أكثر من مجرد تهديد تافه) إلى أي شخص آخر في المنطقة". إن سحب الدعم الأمريكي يمكن أن يشجع التحالف السعودي على البحث عن حل سريع لهذا الصراع على طاولة المفاوضات، ولكن حتى لو لم يحدث مثل هذا الاتجاه نحو الدبلوماسية أو لم ينجح، فإن المخاطر الأمنية بالنسبة للولايات المتحدة ستبقى في حدها الأدنى، وسيظل الحوثيون الهم الضيق، لكن دون أي إشارة تدل على أنهم سيلحقون الضرر بالمصالح الأمريكية. 
إن دعم الولايات المتحدة للحرب السعودية يضر بأمننا بقدر ما سمحت الفوضى المستمرة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة أن ينشط، وهو منظمة إرهابية إقليمية لديها طموحات لشن هجمات في الخارج. وفي الواقع، تم القبض على قوات التحالف متلبسة في عمليات تجنيد ورشوة لمقاتلي القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مما وضع واشنطن في موقف سخيف لتقديمها الدعم غير المباشر لجماعة إرهابية لها صلات مع مرتكبي هجمات 11 سبتمبر. وقد تم العثور على أسلحة أمريكية بحوزة أفراد من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كانت تباع إلى السعودية. 
إن الطريقة المثلى لإنهاء الحرب في اليمن، وبعبارة بومبيو، "ضمان سلام عادل"، هي عدم الاستمرار في دعم التحالف السعودي، كما يوصي الوزير. الحل إنهاء دعم واشنطن للتدخل الكارثي الذي لم يكن لنا فيه لا ناقة ولا جمل، إن الاستمرار في دعم المجهود الحربي السعودي هو مهمة حمقاء لها عواقب وخيمة على المدنيين اليمنيين، وليس لها فوائد بالنسبة للولايات المتحدة. 

صحيفة «ذا هِل»