ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين-

جاك كروسبي 
برغم الرأي العام غير المألوف لكلا الحزبين ضد التدخل الأمريكي في حرب اليمن الوحشية، ترفض إدارة ترامب ببساطة التوقف عن دعم السعودية. ففي يوم الأربعاء، صوت مجلس الشيوخ (مجدداً) لتمرير قرار يدين الحرب، وهي خطوة سياسية يتوقع أن تصطدم بصانعي قرار ترامب الذين دافعوا أكثر من مرة عن علاقتهم المريحة مع العائلة المالكة السعودية على حساب أرواح آلاف من اليمنيين.
 وبعد التصويت، ضاعفت إدارة ترامب موقفها مع وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي قال بينما "نحن نرغب في أن ينتهي كل هذا الصراع، يجب أن تواصل الولايات المتحدة دعمها للمملكة العربية السعودية".. صرح في يوم الجمعة: "كلنا نريد تحسين الوضع الإنساني الأليم، لكن إدارة ترامب لا توافق أساساً على أن الحد من مساعدتنا للمملكة هو الطريق لتحقيق هذه الأهداف". 
لا يمكنك حقاً جعل هذه المسألة أكثر وضوحاً من ذلك. والقرار الآن سيعود إلى مجلس النواب (الذي مرر قراراً مشابهاً ولكن ليس متزامناً معه في فبراير الماضي)، حيث سيكون تمريره محتملاً، وسوف يتم نقضه على الفور من قبل ترامب. 
ويواصل بومبيو: "إذا كنت تهتم حقاً لأرواح اليمنيين، سوف تدعم الجهود السعودية لتجنيب اليمن التحول إلى دولة عميلة"، قبل الانخراط في جدل مطول حول تدخل إيران مع مجموعة المتمردين الحوثيين المعارضين للحكومة التي تدعمها السعودية. 
إن سياسات الحرب الأهلية في اليمن معقدة. ولكن في هذه المرحلة، يبدو من الواضح أن أي حل أخلاقي منطقي للحرب لن يتضمن الدعم العسكري للنظام السعودي الذي كان لا يرحم مطلقاً في سعيه لتحقيق النصر مستخدماً أسلحة أمريكية بشكل عشوائي ضد المدنيين. تجاهل القادة السعوديون بشكل صارخ التوجيهات بعدم استهداف المدنيين عندما تم تزويدهم بذخائر حربية متطورة تقنياً، وعلى العكس مما يفترض تمت مكافأتهم بأسلحة أخرى. أثرت الجهود الرمزية لتقليص الضرر كإنهاء تزويد مقاتلات السعودية بالوقود جواً، شيئاً بسيطاً على قدرة النظام في الإضرار. 
وكل من مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ) يدركان ذلك. وبينما عدد كبير من الأعضاء التابعين للحزب الجمهوري لازالوا يؤيدون دعم القوات السعودية في اليمن، عبر 7 أعضاء جمهوريين ربما سيكونون الممر للتصويت على قرار مجلس الشيوخ. ولا يوجد على الأغلب أية فرصة توضح أن الرئيس سيفعل شيئاً مشابهاً لذلك، لكن على الأقل بات من الصعب الآن الجدال بأن الدم المسفوك في اليمن ليست يداه ملطختين به!
*  سبلينتر 15 مارس 2019