هانـي الذيبانـي:  المونتاج المرئي للزامل يزيد من قوته وتأثيره
الإعـــــلام الوطنـــــي أثبـــــت جدارتـــــه في مقارعـــة العـــــدوان


حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا

في مقام المونتاج يطيب التحدث والتأمل والبحث عن الجنود المجهولين الذين يصنعون الجمال والصمود الإبداعي الأنيق، فكلما نشاهد مقطع فيديو لزامل ما أو نشيد أو قصيدة، نشعر بترجمة الكلام على أرض المعركة.. حقاً هكذا يصنع المبدع هاني الذيباني بمونتاجه، منذ بداية العدوان يسحرنا كثيراً ويتحفنا كل مرة بلمسة مختلفة وتوهج أكثـر، رغم قلة إمكانياته، إلا أنه وبأشياء بسيطة استطاع حجز مقعد في قنوات التواصل الاجتماعي، وحشد متابعين لمقاطع الفلاشات التي يصممها بروحية المقاتل والمخرج الفنان الذي يعرف ماهية القضية ومظلومية الشعب.. هاني الإنسان الذي يخرج لنا في تلك التصاميم بشموخ وعنفوان بديع جداً، يحاول الاجتهاد على المقطع أكبر وقت ممكن، ليخرجه بصورة مدهشة وجميلة، ورغم ظهور العديد من فنيي المونتاج في الآونة الأخيرة، إلا أنه يظل صاحب اللمسات الساحرة والآسرة لكل متابعيه. فهو يعتبر جبهة إعلامية منفردة بأعماله واشتغالاته العملية العذبة، والاهتمام بمثل هؤلاء المبدعين هو صمام أمان للوطن، وتشجيع للشباب المناضل والمبدع.
 الممنتج الرائع المجاهد هاني الذيباني أهلاً بك في صحيفة (لا).
كل التحية والتقدير لصحيفة (لا) على هذه الاستضافة.. هذه الصحيفة الرائدة التي تعنى بالإبداع والمبدعين في شتى المجالات.

كلنا معنيون بمواجهة العدوان
 أولاً اشرح لنا منذ متى بدأت العمل في المونتاج للفيديوهات؟
بدأت العمل في مونتاج الزوامل والأناشيد منذ بداية العدوان.. بعد سماعي كلمة سيدي وقائدي السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التي قال فيها: (الكل معني بمواجهة هذا العدوان، كل في مجاله وتخصصه). فبحكم دراستي للتصميم انطلقت في هذا المجال، ووضعت نصب عيني إبراز صمود وثبات هذا الشعب، ونقل مظلوميته إلى أرجاء العالم.

مجهود فردي
 أنت مصمم ساحر وجذاب.. من أين اكتسبت هذه المهارات؟
أولاً الحمد والشكر لله على توفيقه لي.
وبعد توفيق الله لي يأتي الإخلاص في العمل والاجتهاد، ومن ثم المداومة المستمرة في هذا المجال منذ بداية العدوان. فخلال هذه الفترة صقلت موهبتي، وعملت قدر المستطاع وبإمكانياتــــــي المتواضعــــــة وبمجهود فردي، على جعــل المونتــــاج الـــــذي أقـــــوم بـــــه يظهــــــر بالمستــــــوى المطلــــــــوب والراقـــــــي، وبإحساس عــالٍ ينفــــذ للقلــــــــوب والعقــــول بسرعــــــة وسلاسة، وتصل الرسالة بقوة للعالم.

غيرة على الوطن
 قمت بمونتاج أكثـر من ألف فيديو لزوامل وأناشيد، وهذا كعمل فردي يعتبر جباراً جداً.. ما الذي شجعك على كثـرة الإنتاج؟
أولاً: غيرتي على وطني.
ثانياً: ما وجدته من تفاعل قوي من الناس، ومن المجاهدين خاصة، بكل ما قمت به من مونتاجات، ومطالبتهم لي بالمزيد.

أتمنى تبني أعمالي
 لماذا لم يتم تبنيك من قبل أية قناة من القنوات اليمنية المعادية للعدوان؟
لا أعرف ما هو السبب بالضبط. وكل التحية والتقدير للقنوات التي تواجه هذا العدوان الغاشم، وهناك بعض القنوات تعرض من حين لآخر بعض الزوامل التي منتجتها، وبعض الإذاعات تبث بعض الفلاشات التي أقوم بعملها. وأتمنى أن يتم تبني أعمالي من هذه القنوات.

قلة إمكانيات
 ما هو الشيء الذي يؤرقك كلما بدأت بالعمل؟
الشيء الذي يؤرقني أني بعض الأحيان لا أجد الإمكانيات اللازمة لعمل المونتاج، وهذا يثقل كاهلي، لأني وضعت في محل ثقة من قبل الشعراء والمنشدين والمجاهدين والناس عامة، في إخراج أقوى مونتاجات الزوامل والأناشيد. وأسأل الله العون في ذلك.

 هل تشعر بالرضى عما قدمته من مونتاجات أم أن بقلبك شيئاً آخر؟ 
نعم أشعر بالرضى عما قدمته من أعمال.. لكني أسعى للأفضل، وأسال الله أن يعينني وتتوفر لي الإمكانيات.

قوة الكلمة واللحن
 متى تشعر أنك أتممت المونتاج بالشكل المطلوب؟
عندما تكون الكلمات قوية، والأداء واللحن قوياً، وتتوفر المشاهد المناسبة. عندها أكون في أتم الرضى، لأن مونتاج الزامل لا ينجح إلا بتلك العوامل.

توظيف المشاهد مع كلمات الزامل
 كيف تستطيع توظيف الزامل بالمشاهد التي تعمل على إدخالها إلى مونتاجك؟
توظيف المشاهد مع كلمات الزامل يحتاج أولاً أن يكون فني المونتاج ذا إحساس عالٍ ومرهف، ويكون صاحب لمسات فنية. بعدها يأتي تجسيد الصمود والثبات والشموخ والعنفوان ومظلومية شعبنا، وأن تسقطها على المشاهد المناسبة لها التي تجعل من المشاهد عبارة عن رسالة تصل بقوة وبكل سلاسة.

جدارة الإعلام في مقارعة العدوان
 كيف ترى الجانب الإعلامي في اليمن اليوم؟
الجانب الإعلامي رغم ما يمر به الوطن، إلا أنه أثبت جدارته في مواجهة الماكينة الإعلامية الهائلة للعدوان. ولو أن الاهتمام بالإعلام حالياً ليس بالشكل المطلوب في مرحلة كهذه، لكن نتمنى من المعنيين الاهتمام أكثر بالجانب الإعلامي والثقافي.

الانتصار فرحتي الكبرى
 متى يفرح هاني الذيباني؟
أفرح عندما أجد تفاعلاً قوياً خاصة من المجاهدين بالمونتاجات التي أقوم بها، وأنها رفعت معنوياتهم وزادتهم قوة وثباتاً، وأنها أثرت فيهم بقوة. وفرحتي الكبرى ستكون بإذن الله عند الانتصار.

 كيف تحصل على المقاطع المدمجة بالزوامل..؟ هل تجد تعاوناً من أصحاب الشأن كالإعلام الحربي؟
أحصل على مقاطع الفيديوهات من قنوات الإعلام الحربي في (التليجرام)، وبعض المشاهد تتطلب البحث عنها، وبذل مجهود للحصول عليها، وأن تكون قدر المستطاع بجودة ودقة ووضوح. 

الإخلاص والمثابرة
 ما الذي ينقصك لتشرق بوهج أكبر وبتقنيات أروع؟
يستطيع أي أحد العمل بالإمكانيات المتوفرة لديه، والتي يهيئها الله له، وبالإخلاص والمثابرة تجد عملك، ولو بإمكانياتك المتواضعة، ينافس، ويكون في أغلب الأوقات في الصدارة وفي المراتب الأولى.
ونرجو من الله أن تتوفر لنا الإمكانيات التي تساعدنا أكثر في عمل المونتاج.. وبكل تأكيد سيكون هناك فارق كبير بين العمل وأنت لا تمتلك الإمكانيات وبين العمل ولديك جميع الإمكانيات التي تحتاجها.

تأثير وقوة المونتاج
 ما هو دور المونتاج في مواجهة العدوان؟
للمونتاج دور فعال وكبير وقوي، وباعتقادي أن الزامل والأنشودة التي تنزل بدون مونتاج أو بدون مونتاج قوي يحمل رسالة، لا تؤثر ولا تجد لها صدى. وعلى العكس من ذلك عندما تنزل بمونتاج قوي، تكون ذات تأثير أكبر، لأن الجانب المرئي يصل بقوة، عندما يحمل رسالة، وتوظف المشاهد توظيفاً قوياً في حمل الرسالة التي تحاول إيصالها.

نص بصري للزامل
 ما الذي تضيفه إلى الزامل أو النشيد حينما تعمل على تصويره كمقطع فيديو؟
أحاول تجسيد كلمات الزامل، وتماشياً مع أداء المنشد ومع اللحن، وإسقاط كل المشاعر من صمود وعزة وعنفوان ومن ظلم وقهر. وأحاول جعل المشهد يترجم نفسه، أي جعل النص نصاً بصرياً ونصاً حركياً متماشياً مع النص الأصلي للزامل، ويحمل مشاعر وإحساساً يجعل كل من يشاهده يحس بما يحمله المشهد من حزن أو صمود أو قوة وثبات وغيره..

على القنوات الفضائية
 هل توجد قنوات فضائية تبث أعمالك على شاشتها؟
نعم، هناك قنوات تبث بعض الزوامل التي أقوم بمونتاجها، مثل قناة (الساحات). وأوجه لها كل التحية والتقدير.
وكذلك معظم الإذاعات الواقفة ضد العدوان، تبث معظم الفلاشات التي أقوم بمونتاجها، مثل: إذاعة صنعاء، وإذاعة سام إف إم، وإذاعة صوت الشعب.. وغيرها. 
ولكل القنوات والإذاعات العاملة والواقفة ضد العدوان، كل التحية والتقدير والإكبار.

 هل لديك اشتغالات مونتاجية أخرى غير الزامل والنشيد والقصائد؟
عملي حالياً مقتصر على مونتاج الزوامل والأناشيد والقصائد. إضافة إلى ذلك أقوم بمونتاج فلاشات تمزج بين كلمات المجاهدين وبين كلمات الزوامل. ولها تأثير وتفاعل قوي.

 هل من سؤال نسيت أن أسألكه؟
أعتقد أن أسئلتك كانت دقيقة وشاملة لكل شيء حول المونتاج، ومونتاج الزوامل خاصة..

 كلمة أخيرة تحب قولها؟
أوجه التحية لشعب الإيمان والحكمة، ولكل حر فيه صامد وثابت في وجه هذا العدوان. والتحية أيضاً لرجال الرجال في كافة جبهات العز والشرف، من يسطرون أعظم الملاحم.. أقبل الأرض التي تمشون عليها. والتحية لسيدي وقائدي السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي. 
وتحية لصحيفة (لا) ممثلة بالأستاذ الشاعر والأديب المجاهد صلاح الدكاك.