ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين 

يزعم دونالد ترامب أن الملك سلمان (لم يكن ليستمر أسبوعين) لولا الدعم العسكري الأمريكي
كشف دونالد ترامب عن سر فاعلية القوة الأولى في الشرق الأوسط، مدعياً أن السعودية وملكها لن يستمرا (لمدة أسبوعين) في السلطة بدون الدعم العسكري الأمريكي.
وفي اجتماع للحملات الانتخابية في ولاية مسيسيبي، برز ترامب يلقي خطاباً يدعو فيه حلفاءه الأثرياء إلى دفع المزيد من الأموال لجيشه؛ حيث قال: (ماذا عن صفقاتنا العسكرية التي من خلالها نحمي الأمم الثرية التي لم نحصل منها على أي تعويض, ماذا عن هذا الشيء؟ الذي يغير الناس أيضاً). وقال: (نحن نحمي السعودية, هل ستقولون لأنهم أغنياء؟ وأنا أحب الملك... الملك سلمان، لكني أقول: أيها الملك, نحن من يحميك, لولانا ما كنت لتبقى في الحكم لمدة أسبوعين, لذا عليك أن تدفع لجيشك).
إن التحالف بين الولايات المتحدة والسعودية يعد إحدى أكثر العلاقات الدبلوماسية الدائمة في العالم.
وقد تشكلت خلال الحرب العالمية الثانية اتفاقية النفط مقابل السلاح التي حافظت بقوة على توازن القوى في الشرق الأوسط طيلة عقود.
كتب مارك مازيتي، في صحيفة (نيويورك تايمز)، عام 2016: (بالإضافة إلى احتياطات النفط الضخمة في السعودية ودورها كمرسى روحي للعالم الإسلامي السني، تساعد العلاقة الاستخباراتية الطويلة في تفسير سبب تردد الولايات المتحدة في انتقاد السعودية بشكل معلن على انتهاكات حقوق الإنسان وتعاملها مع المرأة ودعمها للتيار المتطرف الإسلامي (الوهابية) الذي قد ألهم الكثير من الجماعات الإرهابية التي تحاربها الولايات المتحدة), وقد جادل بأن التحالف يظل شائعاً (بالنظر إلى المال السعودي والاعتراف بالمصلحة الذاتية المتبادلة).
سجل الاتفاق النووي الإيراني في 2015 أدنى نقطة في العلاقات؛ لكن حينها أتى ترامب إلى السلطة، وأصبحت العلاقات بين المملكة الخليجية وواشنطن قوية، لاسيما بعد أن أعلنت الإدارة أنها كانت تنسحب من الاتفاقية, كذلك دافع البيت الأبيض عن التدخل السعودي في اليمن برغم الانتقادات المتكررة من قبل الأمم المتحدة والجماعات الحقوقية الدولية.
تقول قناة سي إن إن: (في أولى رحلاته الرسمية إلى الخارج كرئيس، وقع ترامب على صفقة دفاع بحوالي 110 مليارات دولار، مع الملك سلمان بن عبد العزيز، ومثلت هذه الصفقة جزءاً من مجموعة صفقات أكبر منها بكثير في الاستثمارات الاقتصادية والدفاعية، تقدر بحوالي 350 مليار دولار، المعقودة بين البلدين خلال 10 أعوام قادمة، والتي أوحت بتعهد أمريكي متجدد بتحالف مع المملكة السعودية).
وفي أعقاب قمة 2017 في الرياض, اتفقت الدولتان على رفع التعاون في مجال الأمن التجاري البحري والاستعداد العسكري ونقل الأسلحة والأمن السيبراني.
وتقول صحيفة (الإندبندنت): (ومع ذلك فإن تعليقات ترامب العدوانية توحي بعلاقة معقدة أكثر، وتحذيره للمملكة لأن تزيد من إنفاقها على الدفاع، ما لم فإنها ستواجه مستقبلاً غامضاً، يمكن أن ينظر إليه كمحاولة لتكديس أحد أقرب حلفاء أمريكا على ارتفاع تكلفة النفط).
ومع ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوى على مدى 4 أعوام، ومع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي، سعى ترامب مراراً وتكراراً إلى الضغط على منظمة أوبك التي تقودها السعودية، من أجل زيادة الإنتاج.
وتقول سي إن بي سي: (لكن في إشارة إلى كيف أن كلا البلدين أصبحا مرتبطين اقتصادياً، سعت السعودية إلى تحقيق توازن بين زيادة الإيرادات وبين الحفاظ على بقاء الأسعار كما هي حتى بدء انتخابات الكونغرس الأمريكية).
وتقول شبكات الأخبار على الإنترنت إن المملكة (لا تزال ترغب في الإبقاء على أسعار النفط مرتفعة قدر الإمكان من دون الإساءة إلى واشنطن)، كما أنها بحاجة إلى المال لتمويل سلسلة من مشاريع التنمية الاقتصادية.
*  صحيفة (ذا ويك) – 4 أكتوبر 2018