حاوره / عبدالرقيب المجيدي / لا ميديا

عندما تستمع إلى أنشودة (أذكى الرحيل حرائق الأكباد) بصوت المنشد المبدع وضاح السراجي، تجدها من الأعمال المكتملة في رثاء الرئيس الشهيد الصماد من حيث الكلمات واللحن والأداء.. كما أن صوت المنشد وضاح السراجي يوحي بجماليات الحياة، ويتوافق مع مستوى تطوير اللحن.. إنه المنشد الذي يختار موضوعات تمس واقعنا وتتحدث عن همومنا، موضوعات تخالط انتصاراتنا وأحزاننا.. إنه منشد مختلف ومتفرد بأدائه من خلال زوامله التي تحث الشعب اليمني على الصمود والتحدي والتصدي لهذا العدوان الأمريكي السعودي، وكان لها دور كبير في تحريك الهمم لدحر الغزاة والمرتزقة، وكان لها بالغ الأثر في نفوس كل من سمعها، واستطاع بصوته أن يضفي على أعماله مذاقا سحريا وجذابا.. المنشد وضاح السراجي محب لفنه، يختار الكلمة بسخاء، ويتميز بصدق الأداء.

دور جهادي للزامل
 في هذه المرحلة برز الزامل أكثـر من الأنشودة، برأيك لماذا؟
بداية نشكر صحيفة (لا) على هذه اللفتة الرائعة والراقية والتي تفردت بها وتميزت على غيرها في الاهتمام بالمنشدين والمزوملين كما يعرف بلهجتنا الدارجة.
الزامــــل يعتبـــــر مـــن الفنـــــون الشعبيــــة التي تتميز بحماستها. ولأن المرحلة التي نمر بها مرحلة جهاد فلا بد من الزامل الذي يعتبر أحد الجوانب المهمة في شحذ الهمم للمواجهة، وإن كان لا يعتبر جانباً مهماً ولا يعول عليه بدرجة أساسية، لأن هدى الله هو ما نعول عليه في انطلاقتنا الجهادية وكذلك الثقة بالله، فالنشيد معروف بأنه مزيج من الأحاسيس المرهفة بمختلف أجوائه الفرائحية والروحانية وغيرها، فلا يؤدي الدور الذي يقوم به الزامل، وكذلك ما يميز الزامل هو أنه من الوسط الشعبي ومن تراثه.

 أنت أحد المبدعين القلائل الذين يجيدون الموال، لكن لماذا أنت مقل في تسجيل المواويل؟
لأن المرحلة كما ذكرت آنفاً تتطلب الحماس وهذا ما نجده ملموساً في الزامل والأناشيد الحماسية.

أيقونة لن تتكرر
 (أذكى الرحيل حرائق الأكباد) من أجمل الأعمال التي كانت رثاء للرئيس الشهيد الصماد... ما تعليقك؟
(أذكى الرحيل) أيقونة لن تتكرر، لأنها أتت في وقت كان مناسباً لها وكانت بدرجة أساسية من توفيق الله، وتميزت بأنها من أجواء الشجن والحزن الذي كان طاغياً آنذاك عندما استشهد الصماد سلام الله عليه، فكانت قلوب الناس محزونة عليه، فلاقَى صدى كبيراً بفضل الله ومنه وتوفيقه، أكبر مما كنت أتوقع بكثير جداً, وهي من كلمات الشاعر عبدالقوي محب الدين.

إما مؤمن أو منافق
 ماذا تقول للمنشدين المحايدين إزاء هذا العدوان؟
من يقف اليوم محايداً هو كمن يعطي المحتل باقة من الورد إكراماً له ليقتله، فالناس اليوم صنفان لا ثالث لهما: إما مؤمن صريح أو منافق صريح.

شعراء نفاخر بهم
 كيف ترى الشهرة الطاغية التي يحظى بها بعض الشعراء؟
من الجميل أن يكون هناك شعراء نعتز بهم ونفاخر بهم، إن كان لشيء فهو لأنهم من أبناء هذا الشعب المجاهد، وثانياً لأنهم من أبناء هذه المسيرة المباركة، ولأنهم جعلوا العدو يعض الأنامل من الغيظ، فسلام الله عليهم.

موهبة فطرية
 هل الملحن اليمني يجد صعوبة في تلحين الموشحات؟
أرى أن المنشد اليمني يتمتع بملكة فطرية في الإنشاد والتلحين، بالرغم من أنه لم يدرس في تلك المدارس الموسيقية الضخمة، بل كما يقال عندنا في اليمن منشد وملحن بلدي.

  من هو المنشد الذي يشبهك؟
أدع الإجابة للجمهور.

 ماذا أضاف لك الإنشاد؟
أضاف لي مزيداً من تعلم حسن الخلق والتواضع مع الناس.

تشجيع أبي وأمي
  لنعد بالذاكرة إلى البداية، كيف كانت؟
شجعني والداي، حفظ الله والدتي ورحم والدي الشهيد محمد يحيى السراجي. وهدى الله كان الحافز الأكبر، اقتداء بالإمام زيد بن علي عليهما السلام، الذي قال: (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت).

 بمن تأثرت؟
تأثرت بداية بالشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ثم بالأستاذ عبد الرحمن العمري والأستاذ عبد العظيم عز الدين، ثم بالمنشد اللبناني محمد رمال، وعلي العطار وباسم الكربلائي.

الليث وأنصار الله في الصدارة
 من يتصدر المشهد الفني اليوم؟
الأستاذ المجاهد الكبير عيسى الليث وفرقه أنصار الله والأستاذ أيمن قاطة والمنشد سالم المسعودي والأستاذ صلاح طلحة.

فيديو كليب جديد
 ما جديدك؟
نحن بصدد إنتاج عمل فني فيديو كليب لسيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، من ألحان وأداء وضاح السراجي، كلمات الأستاذ عبد القوي محب الدين، إنتاج مؤسسة الرضا الفنية صنعاء - اليمن، مونتاج وجرافيكس Ozone Prouctino بيروت – لبنان.

 هناك قصائد ركيكة يتم إنشادها بينما نرى قصائد قوية لا يتم إنشادها، ماذا تقول في هذا الجانب؟
هذا الشيء عائد لذوق المؤدي والملحن.

 كيف هي علاقتك بالمنشدين؟
علاقتي بالمنشدين والحمد لله علاقة إخوة مجاهدين.

 كلمة أخيرة؟
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل أعمالنا ويجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن يجعلها في مستوى يجعلنا في من قال فيهم (ويتخذ منكم شهداء). وأقول لسيدي ومولاي عبد الملك الحوثي: والله لو خضت بنا البحر لما تخلف منا رجل واحد فاذكرنا في دعائك يا سيدي ومولاي فليشهد الله وملائكته وأرضه وسماه أني توليتك وتوليت آباءك أئمة الهدى والطريق الوحيد لنجاتنا وحبل الله الممتد من الأرض إلى السماء. 
وأقول لرجال الله في كل الجبهات: والله إنكم امتزجتم في كل ذرات أجسامنا، وفقكم الله، نصركم الله، أيدكم الله، وفقنا الله لاقتفاء آثاركم. وللشهداء: عليكم من الله السلام، نستمد منكم الدعاء وأنتم بجوار الله، سلام سلام. اللهم اتخذنا شهداء وانصرنا على أعدائنا بحق محمد وآل محمد. والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.