غازي المفلحي/ لا ميديا

يدعي تحالف القراصنة الأعراب ومِن ورائهم الأمريكان والإسرائيليون والبريطانيون أن هجومهم الخطير على الحديدة واليمن في الساحل الغربي يحظى بتأييد وانتظار أهالي الحديدة، كونه سيحررهم ويجلب الخير لمدينتهم واليمن، بينما يقول الواقع إن الحديدة وأهلها كتلة يمنية ملتحمة من الرفض لهذا الاحتلال الذي ينوي اغتصاب أرضهم جملة وأهلها ونسائها تفصيلا، مميتاً لهم قتلاً وجوعاً، وساطياً على ميناء الحديدة، وفارضاً ابتزازات وأعمال قرصنة على السفن القادمة إليه، وكذا مهاجمة سواحلها التي تمثل مصدر رزق لأبناء الحديدة. 
والاتجاه الذي يقف في صفه أبناء الحديدة ويؤيدونه معروف، فهم مع وطنهم وأرضهم، ومع إخوانهم المدافعين عنه، دل على ذلك من أرض المعركة اليوم تعثر تحالف العدوان في الأمتار الأولى من معركة الساحل وما يلاقيه من موت على مدار الساعة، كما دل على ذلك كل فعالية واحتشاد ومسيرة ووقفة خرج فيها أبناء الحديدة أفواجا. 
انحاز أبناء الحديدة بشكل وطني تلقائي سليم نحو ثورة 21 سبتمبر منذ الوهلة الأولى لانطلاقها. وخلال التصعيد الأخير وبدء الترويج للهجوم على الحديدة كان رد أبنائها بالحشود الغفيرة المشاركة في ذكرى ثورة 21 سبتمبر في ميدان السبعين بصنعاء العام الفائت.
لم يفوت أبناء الحديدة فرصة لتوجيه رسائل واضحة تظهر موقفهم الوطني المعري لدعاوى العدوان ومرتزقته، من يصورون الحديدة كحاضن شعبي لهم ومدينة تنتظر التحرير من الحوثيين كما يدعون، فكانت الذكرى الثالثة للصمود أمام العدوان رسالة قوية بأن التحالف هو العدو وأن التحرير لن يكون إلا بالصمود أمامه وإخراجه من كل أراضي اليمن.
ثم زاد العدوان تصعيده نحو الساحل فكان الرد بالمثل بخروج أهالي الحديدة في فعالية جماهيرية كبرى باسم (مسيرة البنادق) وفاءً لدماء الشهيد صالح الصماد الذي استشهد وهو يعد لمواجهة الغزو المحتمل على الحديدة.
 بكل فخر واعتزاز شهدت الحديدة مؤخراً مشاركة جماهيرية كبيرة في مسيرة يوم القدس العالمي، معلنة أنها يمنية أبية ترفض الاحتلال والاستعباد الأمريكي والإسرائيلي وفي القدس.
قبل أيام أقيمت مسيرة خرج فيها الآلاف من أبناء الحديدة في مسيرة بعنوان (رفضا لتواجد العدوان وتهاون الأمم المتحدة). وهي المسيرة التي أغاظت المرتزقة والعملاء، فتوعدوا بجهل وحماس الحمقى بدخول الحديدة والدوس على أهلها على حد تعبيرهم. بالإضافة إلى كل الفعاليات الأخرى والندوات والوقفات الاحتجاجية المنددة بكل تفاصيل العدوان والوقفات القبلية. كذلك لقاءات رئيس اللجنة الثورية العليا بقبائل الحديدة مثل قبيلة الزرانيق، ولقاءات الشهيد الرئيس الصماد المتعددة لأهل الحديدة ووفائهم له. وتخرج الدفع القتالية من محافظة الحديدة البرية والبحرية والجوية.
إلى جانب قوافل دعم الجبهات، منها وليس على سبيل الحصر، قافلة أبناء مديرية الزيدية، وقافلة من قبائل المراوعة، وقوافل قبائل الصليف ورأس عيسى وجزيرة كمران والزرانيق وغيرها كثير. والوقفات الشعبية والقبلية المنددة بحادثة اغتصاب فتاة الخوخة الشهيرة والمتوعدة بالرد القاسي عليها، التي يعي أهالي الحديدة أنها فقط مقدمة لما هو أسوأ من انتهاكات كبيرة ظهر منها على السطح الشيء اليسير، فحوادث الاغتصابات كثرت لنساء وأطفال في مناطق سيطرة الغزاة والمرتزقة، منها حادثة اغتصاب فتاة من مديرية حيس من قبل 6 مرتزقة جنوبيين، وكذلك جريمة اغتصاب طفل في سوق المدينة، وقبله طفل آخر في منطقة الحيمة بمديرية التحيتا في شهر رمضان من قبل عناصر ما يسمى المقاومة..وهذا ليس مستغرباً من قوى العدوان الباغية، فقد وثقت منظمة (هيومن رايتس ووتش) عشرات جرائم اغتصاب النساء والأطفال من اللاجئين الأفارقة في مراكز الاحتجاز والإيواء بمدينة عدن الخاضعة لسيطرة الإمارات ومرتزقتها.
ويدرك أهالي الحديدة أن قوى العدوان تسعى للدخول إلى أراضيهم لتعيث فيها الفساد، فها هي تهجر أهلها بسبب القتال وتمنعهم من العودة إليها إذا سيطرت على تلك المناطق حسب تقارير ومعلومات، وحوادث الاغتصابات كثيرة وإن لم تظهر بعد.
فلا شيء يجلبه تحالف العدوان سوى الشر، حيث ترجم تسهيل حياة أهل الحديدة باعتداءات على قوارب الصيد التي قتلت وأصابت وقطعت الأرزاق، وترجم تحريرها بآلاف الغارات التي أسقطت مئات الشهداء والجرحى ودمرت المدينة.
وإنسانيته تجاه أبناء الحديدة دفعته لاستهداف مستشفى الثورة العام هناك.
أما إغاثته فقد منعت على اليمنيين أكثر من 400 صنف أساسي محظور على الشعب اليمني استيراده عبر الميناء. وما يسمح بوصوله إلى الميناء من مساعدات إنسانية لا يكفي سوى 10% من المتضررين حسب مدير مؤسسة موانئ البحر الأحمر.
كذلك ممارسة التضليل ومحاصرة كثير من السفن من دخول الحديدة، وإخراج بعضها وهي محملة بالديزل والبنزين والغاز والقمح في نوفمبر من العام الماضي، مع أن تحالف العدوان اعترف بأن كل السفن التي تدخل ميناء الحديدة تخضع لعملية تفتيش مشددة في جيبوتي، وأكثر من ذلك فالعدوان يضع بداخلها أجهزة تتبع حسب معلومات ومع ذلك يصر أن الصواريخ تدخل عبر ميناء الحديدة. 
والحلف الذي يدعي المسؤولية والحرص على حياة اليمنيين يقوم بالتلاعب بحياتهم بإغلاق ميناء الحديدة من وقت إلى آخر من أجل إثارة الرأي العام.
حتى أن بعض السفن التي كانت تأتي بموافقة الأمم المتحدة يتم منعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، حيث منع تحالف العدوان السفينة السينغافورية كوتا نازار التي تبلغ حمولتها 616 حاوية من الأوراق والأدوية والصلب والسلع المختلفة من الدخول إلى ميناء الحديدة نهاية عام 2016، ومثلها عشرات السفن التي لم تصل بسبب منع قراصة الأعراب لها.
يهجم تحالف العدوان على ميناء الحديدة بذريعة تسهيل توزيع المواد الغذائية والإغاثية وإعادة تشغيل الكهرباء وتقديم المعونة والخدمات لأهل الحديدة، بينما يقوم في الواقع بمنع سفن المساعدات من الدخول إلى الميناء، فقد منع سفينة محملة بالأدوية والمضادات الحيوية والمعدات الجراحية، وأدوية لعلاج الكوليرا والملاريا ما يغطي احتياج 300 ألف فرد من الدخول لثلاثة أشهر حتى تلفت وانتهت صلاحية الأدوية عليها.
كما منع أربع ناقلات نفط من دخول الميناء العام الماضي تحمل 71 ألف طن من الوقود أي ما يعادل 10% من الاحتياجات الشهرية لليمن من الوقود.
وقالت منظمة (هيومن رايتس ووتش) إن التحالف حول بشكل متعسف أو أخر 7 ناقلات للوقود كانت متجهة لميناء الحديدة بين مايو وسبتمبر العام الماضي. وأضافت المنظمة أن إحدى السفن احتجزت في ميناء سعودي لأكثر من 5 أشهر.
وقصف تحالف العدوان ميناء الحديدة ودمر المراسي والأرصفة والرافعات أكثر من مرة، ويمنع السفن من الدخول إلا من استطاع دفع رشوة لهم وبعمليات ابتزاز ضاعفت أجور النقل والشحن إلى الميناء، فالشركات رفعت مبالغ تأمين المخاطر على السفن التجارية بشكل كبير، مستغلة الوضع الخطير والعراقيل التي صنعها تحالف العدوان والتي تحول دون الوصول إلى الميناء بشكل سلس وطبيعي، ولا يزال قراصنة الأعراب مصرين على تدمير الحديدة وحصارها واماتتها جوعاً من أجل إنقاذها كما يزعمون!

الهيج يقترح تسليم الحديدة للاحتلال
خاص
قالت مصادر مقربة في السلطة المحلية بمحافظة الحديدة لصحيفة (لا) إن المحافظ حسن أحمد الهيج طلب من المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ إخراج الجيش واللجان الشعبية من الحديدة وتركها للغزاة والمرتزقة.. وكشفت المصادر للصحيفة أن الهيج الذي انتقل للإقامة في صنعاء تحدث للسلطات الوطنية قائلاً: (كما دخلتم الحديدة بسلام اخرجوا منها بدون حرب).
وأكدت المصادر أن إبعاد الهيج عن رئاسة السلطة المحلية في محافظة الحديدة التي تتعرض لهجوم من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي، وتعيين وكيله محمد عياش قحيم، الأربعاء الماضي، قائماً بأعماله، أتى بتوافق بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله.
وكان المحافظ حسن الهيج فاجأ القوى الثورية الوطنية أثناء احتفالية الذكرى الثانية لثورة 21 أيلول التي احتضنتها الحديدة، بإدانته قرار المقاومة الذي اتخذه الشعب ضد العدوان ومرتزقته للدفاع عن نفسه.