أعرب المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا عن قلقه حيال التوتر العسكري جنوب سوريا، طالباً "المساعدة في ترتيب يقي المدنيين ويؤمّن لهم الدعم اللازم كي لا يتكرّر ما حصل في الغوطة وشرق حلب"، بحسب تعبيره.
وفي جلسة لمجلس الأمن تُعقد بشأن الأوضاع في سوريا ، قال دي ميستورا إن أولويته اليوم هي وقف هذا التصعيد، مضيفاً أنه ليس لديه ما يبشّر به لا سيّما في محافظة درعا، ومعتبراً أن هذه المعارك لها بعد إقليمي بالنظر إلى تهديد سلم المنطقة وأمنها.

ورأى دي ميستورا أن نشوب معركة شاملة في جنوب غرب سوريا من شأنه أن يزيد التوتر مع إسرائيل، وأن التصعيد العسكري قد يقوّض التقدّم الذي نراه حالياً على الساحة السياسية السورية.

ورأى المبعوث الأممي أن التوتر الإقليمي قائم بعد قصف الاثنين الذي قال الإعلام السوري إن مصدره إسرائيل، وفق قوله.

وكانت وسائل إعلام سورية قد أفادت بسقوط صاروخين إسرائيليين في محيط مطار دمشق الدولي.

ولفت دي ميستورا إلى أنه ينظر إلى الحوار بين الحكومة السورية في دمشق والمسلّحين بإيجابية، مطالباً جعل الأولوية حماية المدنيين.

على الصعيد السياسي أشار دي ميستورا إلى أنه كثّف جهوده لتطبيق بيان سوتشي الختامي، مضيفاً أن دمشق قدمت 50 إسماً لقائمة اللجنة الدستورية.

المبعوث الأممي لفت إلى أن "هناك روح تسوية سائدة لكي تصبح اللجنة الدستورية جامعة"، مؤكداً أنه سيبحث هذا الأمر مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني كما سيتواصل مع المجموعة الصغرى المؤلفة من الدول الغربية الأربع والسعودية والأردن.

ورأى أن اللجنة الدستورية يجب أن تكون مؤلفة من عناصر مستقلّة وتضم نسبة مناسبة من النساء بما لا يقلّ عن 30%.

بدوره طلب نائب المندوبة الأميركية إلى مجلس الأمن جوناثان كوهين في كلمة له خلال الجلسة وقف الحملة العسكرية في الجنوب فوراً، وتحدث عن اتصالات جارية مع موسكو في هذا الخصوص، كما طلب من مجلس الأمن فرض إيصال المواد الطبية ضمن القوافل.




الجعفري ينتقد تقرير دي ميستورا ويرفض طرحاً فرنسياً بالتوصل إلى اتفاق شبيه لاتفاق دايتون

بدوره انتقد المندوب السوري إلى مجلس الأمن بشار الجعفري "غياب اعتبار دي ميستورا مكافحة الإرهاب أولوية رغم استمرار حماية الولايات المتحدة وإسرائيل لـ"داعش" والنصرة العاملتين في سوريا"، وفق تعبيره، مشيراً إلى أنه "قبل يومين خرجت قوات من التنف والركبان وهاجمت السويداء وسواها، خرجت من مناطق تحت السيطرة الأميركية".

وإذ ذكّر الجعفري دي ميستورا بالسلال الأربعة كما تم الاتفاق عليها في جنيف، قال إن الحكومة السورية لا يمكن أن تسمح بتحوّل الوضع في الجنوب السوري إلى ما جرى في الغوطة الشرقية وحلب، متسائلاً إن كان من أدوار المندوب الأممي إلى سوريا أن يرسم للجيش السوري سبل مكافحة الإرهاب.

كما انتقد الجعفري مندوب فرنسا الذي طلب حماية منظمة "الخوذ البيضاء"، قائلاً إنها تابعة لجبهة النصرة التابعة بدورها لتنظيم القاعدة، كما ذكّر الجعفري مندوب فرنسا أن جبهة النصرة خطفت قوّات الفصل الدولية في الجولان.

ورفض المندوب السوري دعوة المندوب الفرنسي لاتفاق دايتون سوري على غرار ما جرى في البوسنة عام 1994. (اتفاقية للسلام في البوسنة والهرسك، انتهى بموجبها الصراع المسلّح الذي دار هناك بين عامي 1992 و1995)

واستنكر الجعفري مديح مدير مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة جون غينغ للدور التركي، الذي رأى الجعفري أنه مسؤول عن غزو الأراضي السورية والتسبب بالأزمة الإنسانية في عفرين ونواحيها.

هذا وأكد الجعفري أن الحكومة السورية تتعاون مع الأمم المتحدة كما ورد في الفقرة 25 من تقرير الأمين العام الذي أكد الموافقة على كامل طلبات نقل المساعدات لبرنامج الغذاء العالمي.

واستغرب الجعفري كيف أن تقرير غينغ يتاجهل الاعتداء والغزو من الدول الأجنبية لسوريا وسرقة آلاف المعامل من مدينة حلب، بحسب تعبير المندوب السوري، مضيفاً أن كثيراً من هذه المعامل كانت معامل أدوية ثم بيعها خردة في تركيا.

المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا انتقد من جهته تقرير الأمين العام "الذي تجاهل إنجازات الجيشين الروسي والسوري لمساعدة المدنيين في المناطق المحرّرة، كما تجاهل التقرير استخدام مخيّم الركبان وسواه للتجنيد وتدريب الجماعات المسلّحة، والتدمير التام للأملاك على يد قوات التحالف الأميركي".

وأشار نيبينزيا إلى أن المسلّحين يمنعون من مسلّحين أخرين من الدخول في مصالحات ويقصفونهم، لافتاً إلى وجود هواجس أمنية كل من الأردن وإسرائيل.