حاوره / صلاح العلي/ لا ميديا

رغم تفوقه العسكري عدة وعتاداً، وفي مقدمتها سلاح الطيران الذي استباح كل شيء في اليمن، إلا أن تحالف العدوان الأمريكي السعودي فشل في تحقيق أي من أهدافه المباشرة وغير المباشرة لعدوانه على اليمن الذي دخل عامه الرابع، بفعل الصمود الأسطوري والاستثنائي للشعب اليمني.
العميد عمر معربوني، الكاتب والباحث اللبناني في الشؤون العسكرية، وفي حديث حصري لصحيفة (لا)، أكد أن فشل العدوان في تحقيق أهدافه يُعد هزيمة له، واستمراره في عدوانه يعني دخوله مرحلة المواجهة العبثية بسبب العقلية الثأرية الانتقامية التي تدير المواجهة، لكن بالمقابل فإن اليمني استطاع تحقيق إنجازات عسكرية، أهمها تطوير عدد من الأسلحة مثل الصواريخ الباليستية والدفاع الجوي والبحرية، التي أوجدت معادلات ردع متصاعدة خلقت توازناً في المواجهة سيثمر نتائج هامة مستقبلاً.

معادلات ردع متصاعدة
  بعد 3 أعوام من العدوان على اليمن وبالمقابل الصمود اليمني والمواجهة الوطنية.. برأيك هل من تغير بين واقع الأمس وواقع اليوم؟!
رغم الخلل الكبير في ميزان القوى والوسائط حيث التفوق الكبير للعدوان في العديد البشري ووسائط القتال المختلفة وعلى رأسها سلاح الطيران الذي استباح كل شيء في اليمن؛ كان هناك صمود أسطوري واستثنائي.
أمام هذا التفوق يمكن الجزم بأن أياً من الأهداف المباشرة وغير المباشرة للعدوان لم تتحقق، ومنها إرادة القتال لدى الجيش اليمني واللجان الشعبية، حيث المستوى العالي من الثبات والتمسك بالأرض، ما يعني أن عدم تحقيق أهداف العدوان يُعتبر هزيمة للمعتدي، وهو ما يُدخل المواجهة في البعد العبثي، ما يحتّم على العدوان التعقل ومقاربة نتائج المواجهة والخروج بخلاصات تذهب به إلى إنهاء الحرب والدخول في مفاوضات لا أعتقد أنها ستحصل بالنظر إلى العقلية التي تدير المواجهة، وواضح أنها عقلية ثأرية انتقامية.
المتغير الهام هو التبدلات القائمة على إبداع وسائل التصدي المتواضعة؛ لكن المؤثرة، سواء في سلاح الصواريخ (أرض-أرض) أو صواريخ الدفاع الجوي أو صواريخ (أرض – بحر) التي صنعت معادلات ردع متصاعدة وخلقت توازناً سيكون له تداعيات على شكل المواجهة ومضمونها.

نجاح استراتيجي للجيش واللجان
  هناك العديد من الجبهات العسكرية.. ما تقييمكم لوضعها؟ وماذا يعني الكسب أو الخسارة فيها؟
يمكن القول بأن معظم الجبهات الحالية تعيش حالة تثبيت بسبب إعادة التموضع الاستراتيجي التي نفّذها الجيش اليمني واللجان الشعبية بما يتناسب مع حجم القوى والوسائط، وهو العامل الذي يستنزف قوى العدوان. ولا أعتقد أن خرقاً كبيراً يمكن أن يحدث في أي من الجبهات الحالية، ويعود السبب في ذلك إلى توزيع الجهد القتالي واعتماد أنماط قتال تتناسب مع الجغرافيا، ما خلق كتلة تموضع صلبة حيث نمط الدفاع المتحرك واعتماد العمليات السريعة في استهداف مواقع قوات العدوان عبر الكمائن والإغارات التي تلحق ضرراً كبيراً بالروح المعنوية لجنود العدوان.

نقاط قوة وثغرات
  أين تجد نقاط القوة للجانب اليمني وبالمقابل الثغرات أو نقاط الضعف؟
نقاط القوة الحالية تمثلت في تنظيف الجبهة الداخلية، وحالة التماسك بين قوى المواجهة بعد إنهاء حالة علي عبدالله صالح الشاذة والتي كان يمكن لها أن تخلق إرباكاً كبيراً في حال نجحت. أما نقاط الضعف الأهم فهي تدني الخدمات وحجم المعاناة الكبير في كافة القطاعات، وهذا بسبب الحصار الخانق الذي يمكن أن يؤثر في الروح المعنوية للشعب اليمني على المدى البعيد.

الإنجاز الأهم
  ميدانياً، كيف تقيم مسرح العمليات العسكرية الراهنة للجانبين اليمني والعدواني، من حيث الانتشار ونوعية الإنجاز؟!
إن حالة ثبات الجبهات الحالية هي لمصلحة الجيش اليمني واللجان الشعبية، حيث يتم إحباط كل الهجمات المعادية ويتم استنزاف العدو وهو في حالة الاندفاع، ويساعد في ذلك عامل الجغرافيا الذي تم تطويعه لخدمة الأغراض الدفاعية. لكن يبقى أن تطوير الأسلحة باستخدام عناصر التكنولوجيا المتوفرة عبر علماء مراكز البحوث المدنية والعسكرية هو الإنجاز الأهم المتصاعد والذي سيكون له نتائج هامة خلال مرحلة المواجهة القادمة.
تباين أهداف أطراف العدوان
  وما قراءتك لمجريات الوقائع داخل مربع تحالف العدوان في المحافظات الجنوبية بين الإماراتي والسعودي والأطراف التابعة لهما؟
إن تباين أهداف أطراف العدوان في العناوين والتفاصيل بين السعودي والإماراتي سيؤدي في مرحلة ما إلى حالة تماس سياسية في الحد الأدنى، ستتحول إلى تماس حاد في المستقبل، حيث لن ترضى السعودية أن تكون الإمارات نِداً لها في المكاسب والنتائج، وهو ما تتم رعايته حتى اللحظة من قبل الأميركيين، حيث يتم العمل على تنظيم الخلاف بشكل لا يؤدي إلى مواجهة مباشرة.

أمريكا مايسترو العدوان
  البعض يرى أن الإمبريالية الأمريكية حالياً تعد لشن معركة بحرية جوية على القوى اليمنية عبر الناتو ومجلس الأمن تحت ذريعة تهديد المصالح البحرية.. ما إمكانية حدوث ذلك؟!
المايسترو الأميركي هو الذي يدير المواجهة في اليمن وكل المنطقة، وهذا يعني أن الأميركيين سيعمدون إلى تغيير آلياتهم طالما أنهم يمتلكون الإمكانيات والأدوات لتنفيذ مخططاتهم الرئيسية، وأي تبدل في أنماط العدوان سيكون مرتبطاً بالظروف والعوامل التي تحكم الصراع.

المفاوضات لا تزال بعيدة
  في ضوء التحركات الأممية الجارية حول اليمن.. ما المخرجات التي ستتمخض عنها باعتقادك؟
من المؤكد أن الحل الأمثل هو وقف العدوان والدخول في مفاوضات جدية تنهي الحرب وتنتقل باليمن إلى حالة الحوار المفتوح والشفاف للوصول إلى تفاهمات مشتركة أراها بعيدة بعض الشيء، ولا يمكن تحقيقها حالياً، وهو ما يعني استمرار المواجهة إلى أن تتشكل ظروف تساعد على الحوار وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بكسر الهجمة وإفشال مفاعيلها.

رهان خاسر
  وعلى ماذا يراهن تحالف العدوان الآن لتحقيق إنجاز نوعي في مسار المواجهة؟
الرهان الوحيد لدى قوى العدوان هو الضغط في الملفات الإنسانية لكسر إرادة الصمود لدى اليمنيين وإخضاعهم عبر مزيد من التوحش والاستهداف والحصار، ولا أعتقد أن بإمكانها أن تعطي نتائج لمصلحة العدوان، وهو ما ستدركه أدوات الهجمة عاجلاً أو آجلاً.

موقف تاريخي لشرفاء اليمن
  أخيراً، كيف كان أثر إعلان السيد عبد الملك الحوثي -على المستوى الدولي- حول مشاركته ضد أي حرب إسرائيلية قادمة مع محور المقاومة؟
تفاوتت المواقف بين مؤيد ومعارض لموقف السيد عبد الملك الحوثي، فقد لقي صدىً إيجابيا لدى محور المقاومة الذي يقف إلى جانب اليمن، وصدى سلبياً لدى محور الهجمة على اليمن والمنطقة، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى الاصطفافات الحالية، ولكن الثابت في الأمر هو الموقف التاريخي لشرفاء اليمن من قضية فلسطين وكل القضايا العادلة، حيث لقادة اليمن الشرفاء مواقف مشرفة حول ما يحصل من صراع واستهداف للفلسطينيين وسورية والمنطقة.