يوارون سوأتهم بمخامل الفن اليمني المسروقة
خليج الوهابية والنفط :لصوص المهاجل والأشجان

عادةً ما يكون لكل شيء في هذا العالم حدود ونهاية، إلا أن هناك استثناء في حالة الحقد السعودي بشكل خاص، والخليجي بشكل عام، على اليمن، أرضاً وإنساناً، بحضارتها وتاريخها وثقافتها وفنها، وكل ما يتصل بها، فهو حقد شامل لامتناهٍ، بلا حدود أو قيود، فمنذ انتصبت الخيمة السعودية البريطانية الأصل، فوق بئر النفط في أرض الحجاز، وهي تحاول ابتلاع وإخفاء بلد عملاق وحضارة رائدة بحجم اليمن، تحت أقمشة خيمتها البالية المتهالكة، المستوردة والمُستهلكة، ومنذ وجودها الدخيل على أرض شبه الجزيرة ولصوص أسرتها الحاكمة يناصبون اليمن العداء، ويكيدون لها المكائد، ويسطون عليها وعلى كل خيراتها وإرثها بشكل أو بآخر، من النفط، إلى خيرات أرضها، إلى ثرواتها البشرية والحضارية والثقافية والفنية، وكل ما تقع عليه أيديهم وأعينهم، وللفن والفنانين والموهوبين والأغاني اليمنية قصة كبيرة مع مملكة الأمير المهفوف ونظام الألف حرامي ومجرم.
وإن تعدوا نعمة الفن اليمني لا تحصوها
خلال عقود، والفن الخليجي المنعدم الأصل والجذور، يتغذى وينمو ويلمع على حساب سرقة الفن والتراث اليمني بأغانيه وألحانه وكلماته، وبخلجنة واستغلال المواهب والأصوات اليمنية، سواء التي هاجرت في فترة زمنية معينة، مثل الفنان العملاق أبو بكر سالم، والفنان محمد عبده، والفنان عبد المجيد عبدالله، والفنان علي بن محمد، وكلهم من أصول وجذور يمنية، مع إنكار بعضهم لذلك، أو من اصطادته شباك برامج المواهب الخليجية، دون إظهار أي نوع من الاحترام والتقدير لما قدمه الفن والفنانون اليمنيون للفن السعودي والخليجي، بل على العكس تماماً ليس هناك إنصاف تجاه التراث اليمني، إضافة إلى تقييد الفنانين اليمنيين المقيمين في الخليج والفائزين بمسابقاتها، وابتزازهم وخلجنتهم، مع أغانيهم، وجرهم نحو الأسفل، بعيداً عن التراث والذائقة الفنية اليمنية الأصيلة، ومبتعدين عن قضايا الوطن بكافة أشكالها الاجتماعية والثقافية والوطنية.
وخلال سنوات طويلة مضت أصبح من المألوف سرقة التراث اليمني، وتجاهل اليمن كمصدر ثقافي وتاريخي، بل الاستهزاء به وازدراؤه، عوضاً عن الاعتذار والامتنان له، وذلك أمر يثير الشعور بالغبن والحسرة، وناتج عن عدم المبالاة بتراثنا الفني، من قبل الجهات الرسمية المعنية، مثل وزارتي الثقافة والإعلام وغيرهما، الذين لم نجد لهم أثراً أو نسمع لهم همساً، وأصبحت قصائد اليمن وألحانها تختلس جهاراً، وتنسب للشاعر أو الفنان الخليجي الفلاني.
ولاشك أن كل هذا العداء الكبير لليمن، الذي وصل إلى سرقة أغانيه وألحانه وكلماته وفنانيه، بدون حياء، هو دليل قاطع على التفوق والتميز اليمني الشامل. وقد كانت هذه السرقة سهلة طالما أننا بلا توثيق لمعظم الأغاني، أو لم نجد الصوت الذي يوصله للخارج ويبقى يمني الأصل والنزعة والارتباط، باستثناء فنانين يستحقون الذكر والتقدير مثل الفنان أبو بكر سالم بلفقيه الذي رسم بديع الصور عن الفن اليمني، وكذلك الفنان أحمد فتحي، وغيرهما، ولكن لم نجد مجددين كثراً لتلائم أغانيهم المسامع اليمنية في الداخل والخارج، وكذا لم نحصل على جديد جيد، يظهر أصالة الفن اليمني، بل العكس، فكثيراً ما انحدر الفنانون اليمنيون المقيمون في دول الخليج باتجاه فنون مائعة وخليعة ليست من الفن والتراث والقضايا اليمنية في شيء.

استرقاق المواهب في سوق عكاظ الجديد
بدأت برامج المواهب الخليجية أو العربية الممولة خليجياً بالظهور خلال الأعوام 2003-2007، والبداية كانت ببرنامج (سوبر ستار) وبرنامج (نجم الخليج)، ثم تطورت هذه البرامج، واكتسبت شهرة ومتابعة عربية واسعة بداية من العام 2011، مع ظهور برامج مستنسخة من البرامج الأمريكية والأوروبية، مثل (أرب آيدول، أرب جوت تالنت، ذا فويس، ذا فويس كيدز، ذا إكس فاكتور)، وغيرها، وكان يتقدم للمشاركة فيها مواهب وأصوات من كافة أنحاء الوطن العربي، ومن بينها كثير من المواهب اليمنية الشابة والصغيرة التي فازت أو حققت مشاركات قوية، كان أبرزها الفنان وليد الجيلاني الذي فاز ببرنامج (أحلى صوت) عام 2006، وتأهل إلى نهائيات برنامج (أرب آيدول) عام 2014، والفنان فؤاد عبد الواحد الذي فاز ببرنامج (نجم الخليج) عام 2010، والفنان نجيب المقبلي الذي فاز ببرنامج (نجم الخليج) عام 2011، والفنان عمار العزكي الذي فاز ببرنامج (منشد الشارقة) عام 2006، ثم حقق شهرة جماهيرية كبيرة خلال مشاركة قوية في برنامج (أرب آيدول)، وصل فيها إلى المرحلة النهائية، عام 2017،  ومؤخراً الفنانة اليمنية الصغيرة، ماريا قحطان، التي وصلت لنهائي برنامج (ذا فويس كيدز)، وغيرهم كثيرون.
غير أن هذه البرامج قائمة أساساً على المشروع الخليجي السعودي الذي يسرق المواهب والأصوات والفنون لتصبح من الأملاك والمسروقات الخليجية، في إطار سعيه الحثيث إلى جعل الهوية الخليجية نموذجاً متصدراً ومهيمناً وسائداً في الوطن العربي بقيادة المملكة السعودية، والعمل على طمس وتجريف الهويات والحضارات والثقافات والفنون العربية العريقة الأخرى، وفي مقدمتها اليمنية، فكان الفائز بهذه البرامج يربح مبالغ مالية كبيرة وشهرة عربية وخليجية، ولكن يخسر انتماءه الوطني وارتباطه بجماهير بلده وقضاياهم، واهتماماتهم، لتتم خلجنته، بعد أن يوقع عقداً مشؤوماً مع شيطان الشاشات (شبكة روتانا)، ليصبح رهينة المال الخليجي والثقافة الخليجية الاستهلاكية والمتأخرة إنسانياً وحضارياً، حيث تحول بعض الفنانين اليمنيين الذين اشتهروا أو فازوا ببرامج غنائية خليجية، من الغناء بأغاني الفن اليمني والألوان اليمنية الأصيلة، التي أشرقت نجوم شهرتهم بفضلها، إلى الغناء بأغاني التمايل والعري، التي ما أنزل التراث الفني اليمني بها من سلطان، وظهرت (فيديو كليبات) كثيرة لبعضهم فيها كم هائل من السخافة، التي ليس في كلماتها جملة مفيدة أو محترمة، تشير لقضية اجتماعية أو نفسية أو أسرية أو عاطفية أو وطنية، والأغنية في المجمل مشاهد عارية وراقصة تستهدف تخدير المجتمع وشبابه، والانحطاط بهم في قاع المجتمعات الخاملة والمستهلكة وغير المنتجة، ليبدو جلياً، في النهاية، أن الفائز بهذه المسابقة التي تقف خلفها دول الخليج، يصبح ضحية وأسيراً يتم تملكه واستعباده وابتزازه، وتقليل ارتباطه بوطنه إلى الحد الأدنى، ليختفي وجوده وأثره الفني ذو السبغة الفنية الخاصة ببلده وإرثه الفني، في أوساط جمهوره المحلي والخارجي، ثم لا يكون له أثر أو تأثير أو حق أو جراءة على الإدلاء بدلوه، في أية قضية تخص بلده إلا برضا ولي نعمته، حيث ابتلعت الصحراء اليوم أصوات فنانين يمنيين، في منعطف ولحظة وطنية وتاريخية كبرى، وهي العدوان الذي تشهده اليمن، من قبل السعودية وبعض دويلات الخليج.

سطو فني وثقافي صلف
نستعرض لكم جانباً بسيطاً من حرب السرقات والتزوير الخليجي، ضد الحضارة والفن اليمنيين: 
- ورد في ختام إحدى حلقات مسلسل (حائر طاير 4)، عام 2007، وهو مسلسل (إماراتي)، وكاتبه جمال سالم, والممثل يقول: (لا طلنا بلح الشام ولا عنب العين)! والعين، إمارة في دولة الإمارات، مع أن المثل مشهور عربياً بشكل لا يحتمل التزوير والسرقة (لا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن).
- في برنامج (ماضينا)، عام 2007، على قناة الإمارات، يظهر دكتور يدعى وليد ياسين، خبير آثار، حيث كان يشرح عن الأفلاج أو ما يعرف بـ(السواقي)، وكان يوثق بأن الإنسان بالإمارات هو أول من اخترع الأفلاج! وقد أشار لإيران وأرمينيا والهند، ثم انطلق مباشرة إلى التاريخ الإسلامي، ولم يشر بأية لغة إشارة إلى اليمن! التي تصنف تاريخياً بأنها الحضارة الأولى في إنشاء وابتكار وسائل الري، مثل السواقي والسدود والحواجز والمدرجات الزراعية.
- وتجدر الإشارة إلى ما حصل مع الفنان السوري حازم شريف، في الحلقة النهائية لبرنامج (أرب آيدول)، عام 2014، حيث قامت الفنانة أحلام بعملية بلطجة انتهازية، بإعطائه العلم السعودي أثناء غنائه، لحظة إعلان فوزه بالمسابقة، والذي قام بدوره بإنزال العلم من يدها دون أن يستلمه.
أما جانب السطو على الأغاني، فهناك حالات لا تحصى نذكر هنا أبرزها:
- أغنية (كلمة ولو جبر خاطر) التي غناها عبادي الجوهر، ونسبها إليه، وكتب على الشريط كلمات عبد الرحمن بن سعود وألحانه، والأغنية معروف أنها للفنان اليمني القدير محمد سعد عبد الله، كلمات وألحاناً وغناء، والتي تبجحت الفنانة أحلام كذلك في برنامج (أرب آيدول) موسم 2016، بأنها من التراث السعودي، فأسكتها المتسابق اليمني (عبدالله الخليفي)، الذي غناها خلال الحلقة، وأوضح أنها من التراث اليمني للفنان اليمني محمد سعد عبدالله. 
- غنى خالد الخالد أغنية (سامحني وانا باتوب)، وهي من كلمات يمنية لحجية للشاعر أحمد فضل القمندان، ولكن تمت الإشارة إلى أنها تراث شعبي، دون أن يذكر المصدر اليمني!
- أغنية (أبسألك يا عاشور)، التي نسبت للفن الخليجي، بعد بعض الإضافات عليها، مع أنها للشاعر اليمني الحضرمي حداد بن حسن الكاف، وكنيته (أبو عاشور).
- الأغنية المشهور (يا مستجيب للداعي) اليمنية الأصل، التي غناها كثيرون، ومن بينهم محمد عبده، وتم كالعادة نسبها إلى التراث، دون تحديد أي تراث!
- أغنية (سرى الليل وانايم)، وقد غناها محمد عبده، وتعرف هذه الأغنية بأنها للفنان اليمني مهدي محلثي.
- أغنية (مني مسا الخير) التي غناها محمد المسباح، بنفس اللحن، وكتب على الشريط تراث شعبي، وهي من كلمات وألحان (القمندان) أيضاً.
- أغنية (يا منيتي يا سلا خاطري)، وهي مشهورة جداً، والتي غناها عبد المحسن المهنا من الكويت، وغناها كثير من الفنانين، ونسبت للفن الخليجي، بينما هي من كلمات وألحان الشاعر اللحجي (القمندان) كذلك، وغناء الفنان اليمني طه فارع.
- أغنية (غيروك الناس عني) لمحمد سعد عبد الله، وغناها سعد الفهد، بلحن آخر، ونسبت ألحانها لصالح الشهري! مع العلم أن الأغنية كلمات وألحان الفنان محمد سعد عبد الله.
- أغنية (يعيبوا على الناس) غناها فنان كويتي، ونسبت للفن الخليجي، مع أنها تعود للشاعر يسلم صنبور. 
- أغنية (شي معاكم خبر زين) التي غناها خالد الملا من البحرين، وهي من كلمات عبد الله مقادح من محافظة أبين، وألحان وغناء محمد علي الميسري.
- أغنية (سلام الله على الحامي) التي غناها خالد الملا، وغيَّر كلمة الحامي (وهي منطقة في حضرموت)، إلى جدة, والأغنية أصلاً لمحمد باعكابة، وأنزلها خالد بنفس اللحن والكلمات، ونسبها للفن الخليجي.
- أغنية (يا رب من له حبيب) غناها محمد عمر، وأنزلها في شريطه، وكتب ألحان تراث، مع أنها لمحمد محسن عطروش.
- أغنية (سألت العين) غنتها موزة سعيد، من الإمارات، ونسبت للفن الخليجي, وهي في الأصل لليمني محمد صالح حمدون.
- أغنية (يا مركب الهند يا بو دقلين)، وهي للشاعر اليمني يحيى عمر، والتي غناها محمد عبده، وتلاه شباب خليجيون. وتم الاشارة إلى أنها تراث شعبي دون تحديد أصل هذا التراث.
- أغنية (كل شي معقول) غناها محمد البلوشي، ونسبها إلى نفسه، مع أن كلماتها وألحانها للشاعر الحضرمي عبد القادر محمد الكاف، صاحب أغنية (الحب الجديد) التي غناها عبد المجيد عبد الله، وأغنية (ضاع القمر) التي غناها عبد المنعم العامري. 
- أغنية (المعني يقول يا من سكن في فؤادي)، وغناها علي عبد الستار، وكذا محمد عبده دون ذكر أصل الأغنية وكلماتها، وهي في الأصل للشاعر يحيى عمر اليافعي.
- أغنية (طائر الأشجان) التي غناها عبد المجيد عبد الله، دون الإشارة إلى أصلها، وهي من التراث الصنعاني.