يحاول تحالف العدوان على اليمن، إحياء الموروث القديم والقبيح الذي كان ينتهجه بواسطة أياديه وعملائه خلال فترة ما قبل العدوان، وبدأ باستحضار آخر أوراقه القديمة والمحترقة، التي لا وزن لها ولا قيمة في ميزان معركة اليوم، وألقاها الى الميدان علها تجلب له النصر أو تحفظ ماء الوجه الذي شحُب وتخشب، من هول ما لاقاه من أولي البأس الشديد، وقام بواسطة أيدي الخيانة والإرهاب التابعة له، بعملية اغتيال في العاصمة صنعاء راح ضحيتها الشهيد الدكتور راجي حميد الدين. ومع أن اليمن خسرت إحدى هاماتها العلمية الوطنية، إلا أن ما يرمي إليه العدو من زعزعة الأمن والاستقرار، وخدش لوحة الصمود والإنجازات والانتصارات اليمنية الإعجازية في كل جبهاتها الداخلية والخارجية، لم ولن يحصل، وهذه الجريمة التي نفذتها عصابة إرهابية إجرامية لن تمر مرور الكرام، وسيتم التعامل معها وملاحقة مرتكبيها والتصدي لهم ولكل من يشبههم من أعداء الوطن والشعب. 
نقاط وانتصارات خارج الملعب! 
شهدت العاصمة صنعاء، الأسبوع الماضي، جريمة اغتيال الدكتور راجي حميد الدين، الأكاديمي في جامعة صنعاء، ورئيس جامعة اقرأ، في شارع القاهرة وسط العاصمة صنعاء، بواسطة مسلحين على دراجة نارية، في حادثة أعادت الى الأذهان عمليات الاغتيال التي انتشرت في فترة سابقة، وازدادت بشكل كبير عام 2013 حتى منتصف 2014، حيث كادت تكون شبه يومية، ثم انتهت تدريجياً بعد ثورة 21 أيلول 2014، حتى اختفت تماماً عامي 2016 و2017.. أما المتهم الرئيسي السابق والحالي بهذه الجرائم فهي بلا شك دول تحالف العدوان، وعلى رأسها السعودية، التي تجاهر اليوم بحقدها على اليمن، بعد أن أخفته لأعوام طويلة قبل العدوان، وها قد عادت اليوم، وفي آخر فصول عدوانها، لتفعيل مسدسات الاغتيالات الجبانة، وتخطط لجعلها منصة جديدة قديمة، لضرب اليمن واليمنيين عن طريق أيدي الغدر والتخريب، الخائنة للوطن، والتي باعت نفسها لقوى العدوان، وارتضت السير في طريق العمالة الذي يناسبها ويناسب مستواها، واختارت أن تقف في صف العدو ضد وطنها، فهي الأوراق الرخيصة والتالفة التي عاودت السعودية وتحالفها نبشها واستخدامها من جديد، بعد أن غابت طيلة فترة العدوان الذي بدأ مطلع عام 2015 وحتى هذه الحادثة مطلع العام 2018، حيث عادت لتشير الى حالة اليأس الشديد التي تعتري المملكة وقوى العدوان التائهة والمأزومة في عدوانها على اليمن.
محاولات أقل ما يقال عنها أنها علامة حقيقية وواضحة للهزيمة ونفاد الحيلة والإعياء من الحرب التي استحال تحقيق النصر فيها، وهو ما دفعها إلى العودة إلى نهجها القديم، قبل شن العدوان، بعملية الاغتيال هذه، وربما يعقبها عمليات أخرى، في محاولات يائسة لتسجيل أية نقاط ضد المنظومة اليمنية الأمنية الصلبة والصمود الإعجازي للشعب اليمني الذي يمضي نحو النصر بخطى واثقة وفي زمن قياسي، بقواه الشعبية وجيشه ولجانه وأجهزته الأمنية، محققاً إنجازات عظيمة تعد واحدة من أعظم قصص النضال الإنساني، وواحدة من أبرز ملاحم الصمود والثورة، التي ستنير لكل المستضعفين دروب الحرية والاستقلال، بكل البطولات التي سطروها ويسطرونها في جميع جبهات ومعارك الوطن الدفاعية والهجومية والأمنية، وكسرهم العدو مراراً وتكراراً، في كل جبهة وفي كل مواجهة.
وقياساً بحجم المعركة القائمة ومعطياتها وتطوراتها، وخط سيرها، الذي يصب يوماً بعد آخر في صالح الشعب اليمني وثورته ومظلوميته، وبالنظر إلى حجم الخسائر المادية المهولة لتحالف العدوان، والأرقام المالية الفلكية التي صرفتها السعودية وحلفها، في عدوانها على اليمن، الى جانب الخسارة المعنوية التي لن تعوض بتهشيم الهيبة الكرتونية للمملكة وجيشها وقوتها وقدراتها، وخسارتهم في كل جبهة فتحوها، وتوقعهم للخسارة في أية جبهة يحاولون فتحها، وفي الوقت الذي اشتعلت فيه النيران بشكل مؤلم في أطراف ثوب المملكة، وأصبحت قصورهم ومنشآتهم في الرياض وأبوظبي، ومصالحهم الثابتة والمتحركة في البر والبحر، في مهب النار اليمنية الغاضبة، وفي اللحظات التي باتت قوى العدوان تدرك أكثر من أي وقت مضى أنها وصلت الى حافة الهاوية في حربها، فإن مثل هذا العمل التخريبي المتمثل في الاغتيالات لا يرقى حتى لأن يصنف على أنه ضربة تستحق التقييم، ضد الجبهة اليمنية، بل يدل على مدى الضعف واليأس الشديد الذي يعيشه تحالف العدوان.
نجاحات أمنية
وقد أعلن وزير الداخلية اللواء الركن عبدالحكيم الماوري قبل أيام عن إلقاء القبض على عدد من منفذي جريمة الاغتيال وأن التحقيقات مستمرة للقبض على بقية المتورطين ومحاسبتهم.
وتعيش العاصمة وكل المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان في جو من الأمن والأمان والاستقرار، بفضل جهود الأجهزة الأمنية وعيونها التي لا تنام، وقد نجحت قبل أسابيع قليلة في إحباط أكبر فتنة تخريبية تم التخطيط لها لأكثر من سنة، وأعلنت عن الجهوزية التامة للتصدي لمثل هذه الأعمال التخريبية، وما حادثة الاغتيال الأخيرة هذه سوى خلل عرضي نادر، والنادر لا حكم له، وسط سجلات النجاحات الكبيرة للأجهزة الأمنية، كما صرح العقيد عابد الشرقي لصحيفة (لا)، والذي قال إن (الإجراءات والتدابير الأمنية في ضبط العصابات والخلايا الإجرامية مستمرة على مدار الساعة، والإحصاءات الأمنية تؤكد ذلك، إلى جانب ما نشاهده عبر الوسائل الإعلامية المختلفة التي تتناول التقارير التي ينشرها الإعلام الأمني، والتي تكاد تكون شبه يومية، والتي تعكس مدى اليقظة الأمنية والحفاظ على السكينة العامة، والتصدي للاختلالات الأمنية أينما وجدت). 
وأشار العقيد الشرقي، الى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من التصدي لكل أساليب العدوان التي تتغير منذ 3 سنوات، في المحافظات التي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، وأن عودة الجريمة باستهداف الشهيد الدكتور راجي حميد الدين، إنما تعد محاولة لإقلاق الوضع وصرف الأنظار عن الانهيار الكامل للعملية الأمنية في الجنوب والفشل العام لتحالف العدوان على كافة الأصعدة والجبهات، ولفت الى أن الجهات المختصة أكدت على أن القاتل لن يفلت من العقاب، وأن القضية لن تقيد ضد مجهول، وأنها لن تسمح باللعب بهذه الورقة القديمة من جديد.
وأضاف: (الأجهزة الأمنية لا تزال في قمة يقظتها وإنجازاتها الميدانية، بنفس الوتيرة، وبخصوص اغتيال الدكتور راجي، فإن المسألة مسألة وقت ليس إلا، وهناك معلومات عن نجاح الإجراءات المتخذة في هذه القضية، ولا تريد الأجهزة الأمنية أن تصرح بشيء حتى اكتمال التحقيقات).