أثارت وثيقة حمود خالد الصوفي التي حصلت عليها صحيفة (لا) من مصادر خاصة، والتي أعلن فيها الأخير تأييده للأحداث الدامية التي فجرها زعيم مليشيا الخيانة والارتزاق مطلع الشهر الجاري، في صنعاء، الكثير من التساؤلات، خصوصاً وأن الصوفي حاول أن يلبس عقال الصمت على أن يقدم موقفاً رسمياً من العدوان طيلة عامين ونصف، بالرغم من تنقلاته بين القاهرة وأبوظبي، أفصح عن خيانته أمام الملأ هذه المرة، رهاناً على ثقته المطلقة بنجاح فتنة مليشيا الخيانة في قلب الموازين لجهة تحالف العدوان سلفاً.
الوثيقة التي تطابقت مع خارطة طريق عفاش المتلفزة، دعت أفراد ومنتسبي جهاز الأمن السياسي إلى التمرد ورفض أوامر القيادة السياسية في صنعاء، انتصاراً لما وصفه الصوفي بالثورة والجمهورية واستعادة مؤسسات الدولة.
غير أن انعدام شعبية الصوفي في جهاز الأمن السياسي، بحسب مراقبين، يؤكد أن المعني بها فعلياً ليسوا منتسبي الجهاز، وإنما عسسه ومخربيه في الدائرة 37 بمديرية شرعب السلام.
جسر الخيانة 
لم تكن تعز المقيدة بجرذان التحالف تتعوذ من حمود سعيد المخلافي الذي كان رأس حربة في صف العدوان على أبناء بلده وفتح الأبواب للأعداء لانتهاك حرمة تعز قبل أن يفر بجلده منها مستعيضاً (المقاومة) بشقق مفروشة في إسطنبول. كانت تعز مخنوقة بحمود آخر امتداداً لجسر الخيانة والعمالة، هو حمود الصوفي الذي انفجر أمام الملأ وبدون خجل (أنا خائن وأفتخر).

تسليط الضوء على الوثيقة 
الصوفي أكد في بيانه أن ما قام به زعيم مليشيا الخيانة فرصة لإعادة الاعتبار للثورة والجمهورية، داعياً كل الأفراد الأمنيين للتمرد على أي أوامر من القيادة الوطنية والامتثال لأوامر ما سماهم القيادة الشرعية، كما دعا الأفراد للسيطرة على منشآت جهاز الأمن السياسي ومراكزه.
يتساءل كثيرون من هم الأفراد الذين وجه لهم الصوفي دعوته؟ وهنا يشير بعض المحللين إلى أن الصوفي كان يدعو أنصاره الذين ضمهم إلى الجهاز في عهده، وهم قلة قليلة لا يتجاوزون بحسب المعلومات 100 فرد. 
محللون آخرون يقولون عكس ذلك تماماً، إذ يؤكدون أن بيان الصوفي موجه بطريقة غير مباشرة لأنصاره من مخربين وأيادٍ سوداء في مديرية شرعب السلام. 
بعيداً عن وثيقة الصوفي، فإنه يجب علينا أن ندور في فلك الرجل الذي ترك صنعاء قبيل اندلاع العدوان السعودي على اليمن بأسابيع قليلة، متوجهاً إلى القاهرة، حيث كان وقتها يشغل منصب رئيس جهاز الأمن السياسي، وظل الرجل لفترة طويلة يناور بالصمت، دون أن يدلي بتصريح واحد مع أو ضد العدوان، عدا ظهوره في حفلة العهر المباشر بالقاهرة نهاية أغسطس الفائت، مع لفيف حكومة العمالة والارتزاق.

دور منتظر 
حضر الصوفي تدشين الإعلان الدستوري الذي صدر عقب اندلاع ثورة الـ21 من أيلول العام 2014م، وأبدى وقوفه معه، وبحسب معلومات أكدتها مصادر في حزب المؤتمر، فإنه عقب مغادرته البلد التحق بغرفة عمليات في الخارج تجمع قيادات كثيرة في الحزب ذاته، بينهم سلطان البركاني ورشاد العليمي، وثبت تنسيقه مع قوى العدوان في وقت مبكر، إلا أنه بحسب أحد المؤتمريين المناوئين للعدوان كان ينتظر دوره فقط حتى جاء وصرح عنه غداة إعلان زعيم مليشيا الخيانة مبايعة العدوان. 

مستشار بن زايد 
الصحفي عبدالله الحضرمي، رئيس تحرير يومية (اليمن اليوم)، كشف لـ(لا) في وقت سابق، أن (حمود الصوفي) يعمل مستشاراً لـ(بن زايد)، قبل أن يعتنق طيف التناقضات المؤتمرية، ليصب في بالوعة الخيانة ذاتها، وينتهي المطاف بـ(عفاش) خائناً صريحاً وصريعاً، وينضم (الحضرمي) لغرفة الاحتلال الإماراتي في عدن.

رهان خاسر 
وثيقة الصوفي التي كشفت ضلوع الرجل بمخطط الخيانة أثارت أيضاً مخاوف الكثير من أبناء مديريتي شرعب السلام والرونة، والذين أكدوا كونها إشعالاً لفتيل الاحتراب في المديريتين اللتين ظلتا بمنأى عن المحرقة منذ بدء العدوان بفضل عقلائهما.
المعلومات تؤكد أن الصوفي لديه علاقات كثيرة مع العصابات المتمركزة في مديرية شرعب السلام، وقد بدأ فعلياً الاتصال بها منذ وقت مبكر، بغية تفجير الوضع المستتب فيهما دوناً عن معظم مديريات المحافظة التي انزلقت في أتون المحرقة، واستباحتها عصابات التحالف، إلا أن ذلك في عين الواقع والتجربة معاً يبدو رهاناً خاسراً، فقد أثبتت سنوات العدوان الثلاث وطنية أبناء المديريتين، ووعيهم بخطورة اللحظة الزمنية، إذ أفشل الشرفاء من أبناء مديريتي شرعب السلام والرونة كل مخططات العدو لجرهما إلى مستنقع الخراب والارتزاق.

استغلال ظروف الناس 
إلى ذلك، فإن الصوفي لا يتورع عن استخدام نفوذه على المنتفعين منه لصالح العدو مباشرة، وإنما يسعى لاستغلال حاجات الناس في الظروف الصعبة التي يعيشونها حالياً لتحقيق مآرب أخرى، فبحسب المعلومات التي حصلت عليها (لا) فإنه يعمل على إرسال مبالغ مالية شهرية لبعض المواطنين في المديرية تحت مسمى مساعدات إنسانية، إلا أنها في الحقيقة تذهب لصالح تجنيدهم لخدمة العدوان في مجالات مختلفة استغلالاً لظروفهم السيئة وفاقتهم. 

الصوفي يمثل نفسه 
علي القرشي، أحد وجهاء ومشائخ شرعب الرونة، أكد في حديثه لصحيفة (لا) الدور الوطني لعقلاء وشرفاء المديريتين، قائلاً: مر أبناء شرعب بتجارب حروب سابقة، واستفادوا مما حصل، والتي لا تزال آثارها قائمة حتى اللحظة، لذلك كان موقفهم المعلن والمسبق ضد العدوان ومشاريعه، وقد لعبت المديريتان دوراً وطنياً، وقدمتا آلاف المقاتلين للتعبئة وعشرات الشهداء في مواجهة العدوان.
وفي سياق معرفة موقف أهالي المديريتين من وثيقة الصوفي، يشير القرشي بقوله: المذكرة الخيانية أعجز من أن تلقى تجاوباً مجتمعياً في شرعب، وأنها أفصحت فحسب عن خبث طوايا الصوفي، وتمثله هو، وأن أبناء شرعب السلام والرونة سيقفون ضد كل من تسول له نفسه جر المديريتين إلى اقتتال، ولن تعود أحداث السبعينيات والثمانينيات من جديد. مضيفاً أن مثل هؤلاء الذين تغنوا لفترة طويلة باسم تعز وباسم شرعب، تكشفوا عن مجرد أبواق، ومن المعروف أن كل من فر من البلاد إلى بلدان العدوان دخل في طابور العمالة والارتزاق. 

الأهمية الجيوعسكرية للمديريتين
تكتسب شرعب أهمية استراتيجية لجهة ما يرمي إليه العدوان من سيطرة على جبهة الساحل الغربي، حيث تمثل سلسلة جبالها ظهيراً محورياً رابطاً بين محافظات ثلاث هي إب، تعز، والحديدة، وتؤمن السيطرة عليها عمقاً برياً لا غنى عنه لجهة تأمين الساحل الغربي والحديدة ونجاح العدوان في الاستيلاء عليها سيفرض عزلة مميتة على إب وتعز شرقاً وبالنتيجة صنعاء.
وكان تنظيم القاعدة الإرهابي شن في وقت سابق للعدوان عملية لبسط السيطرة على جبل راس الاستراتيجي، راح ضحيتها 19 فرداً من أفراد الانتشار الأمني، إلا أن اللجان الشعبية دحرته منها ومن مديرية حزم العدين كلياً.

اللعب على التناقضات
في شهر أكتوبر العام الماضي تعرض القيادي الإصلاحي عبدالجبار عبدالسلام الحميدي لمحاولتي اغتيال في المديرية، تعرض في الثانية لإصابات بالغة نقل على إثرها إلى صنعاء، ومن ثم إلى القاهرة. وبالنظر لمجريات الحادثة وملابساتها، سنجد أن الدافع الوحيد من ورائها كان إشعال فتيل الحرب والفتنة في المديرية، حيث بادر زبانية الإخوان إلى توجيه التهم للجيش واللجان، إلا أن الحقائق اتضحت، حيث صرح شقيق عبدالجبار، سنان الحميدي، عبر تسجيل فيديو نشره في عدة مواقع إخبارية بعد الحادثة بأسبوع، أن من يقف وراء عملية اغتيال شقيقه هو توفيق عبدالملك الحميدي، ابن عمه، وأحد قياديي الإصلاح البارزين، والذي يقود أحد فصائل المرتزقة في مدينة تعز.
عبدالجبار الحميدي بالرغم من انتمائه لحزب الإصلاح المؤيد للعدوان، إلا أنه سجل موقفاً مغايراً لتوجه الحزب، حيث صرح برفضه أية محاولة قد تنقل الحرب إلى المديرية، وكان ضمن الذين وقعوا على وثيقة سميت السلم الاجتماعي في المديرية، في سبتمبر العام الماضي.
في نهاية ديسمبر العام الماضي، أقدمت عصابات الإجرام القاعدية، على نصب كمين غادر في عزلة بني سبأ بالمديرية، أودى بحياة الشيخ صلاح الشرفي وشقيقيه محمد وعصام و2 من أقربائهم، وجرى التمثيل بجثثهم وإحراقها.
كان الشهيد الشرفي حينها في طريقه لإخماد نار الفتنة في سوق الحرية شمال المديرية، أشعلها أحد عناصر الإصلاح، يدعى عدنان المجيدي، فيما يؤكد الكثير أنها كانت عملية مدبرة ومفتعلة كان للعدوان يد فيها لاغتيال الشرفي وإشعال فتيل الحرب في الوقت نفسه، إذ نقلت قناة (العربية) السعودية خبر اغتيال الشرفي ورفاقه على أنه تصدٍّ لزحف حوثي في المنطقة. 

إخماد فتنة أخرى
تلك الشواهد والأحداث تؤكد ضلوع أدوات العدوان بمساعي العدو بتفجير الوضع في المديرية، فلم يمر على حادثة استشهاد الشرفي ورفاقه بضعة أسابيع حتى عين القيادي المرتزق عارف جامل أحد الموالين للعدوان هو فاروق الصوفي، مديراً لأمن المديرية، ما يؤكد إصرار العدو وعزمه على تفجير الصراع بأية وسيلة، لكن أبناء المديرية كانوا بالمرصاد مرة أخرى، وأحبطوا هذه المؤامرة، وتم تشكيل لجنة أمنية بقيادة الشيخ أحمد سيف من أبناء المنطقة والمعروف بمواقفه الوطنية. وأفضى اجتماع عقلاء المديرية إلى التأكيد مجدداً على تجنيبها ويلات الاحتراب ومحاولات الاتجار بها من قبل مرتزقة العدوان.

قرار موحد
وإذا ما أخذنا بالاعتبار تلك الجرائم، فإننا أمام جسر مؤامرات كبير تعرضت لها المديريتان وأبناؤهما، في حين نرى أنفسنا أمام حائط صد شعبي اجتماعي صلب من مختلف الأطياف يقف حجر عثرة في طريق مشاريع العدوان، ولعل ذلك أحد الأسباب المهمة التي جعلت من مديريتي السلام والرونة تنأيان بنفسهما عن دائرة العمالة والارتزاق، فبالرغم من محاولة العدو اللعب على التناقضات والتعصبات الحزبية وغيرها في مجتمع المديريتين، إلا أنه فشل في ذلك، فقد عقد الشرفاء من مختلف الأحزاب والتيارات السياسية من أنصار الله وحزبي المؤتمر والإصلاح، أكثر من لقاء لتجنيب المديريتين الوقوع في مستنقع الخراب السعودي، والتي كان آخرها في 10 ديسمبر الجاري.

مواقف الشرفاء 
وفي زخم الظروف والمؤامرات التي تحاك للمديريتين، كان صوت الشرفاء في شرعب السلام والرونة يطغى على أدوات الخبث والخيانة، حيث برز وجهاء وأعيان المديريتين في مواقفهم الشريفة، وعلى رأسهم العميد حميد علي عبده، وبجاش علي بجاش مدير مديرية شرعب الرونة، وقناف الصوفي، وأحمد سيف الذي شكل سداً منيعاً أمام محاولات العابثين بأمن المديرية، والكثير من مشائخ وأبناء المديريتين الذين تشهد لهم شرعب بمواقفهم الصارمة ضد كل من يسعى لإثارة النعرات فيها خلال الفترة الماضية. 

على نسق واحد 
وبين الأحداث والمؤامرات وتساؤلات ومخاوف الكثيرين القائمة حول ما إذا كانت مديريتا شرعب السلام والرونة ستحافظان على استقرارهما أم لا، وسط هذه التحركات التي تشهدها البلاد مؤخراً، فإن أصوات الشرفاء من أبناء المديريتين تقف سداً منيعاً أمام المؤامرات، إذ يؤكد مدير مديرية شرعب الرونة بجاش علي بجاش في حديثه لصحيفة (لا) أن الشرفاء من أبناء شرعب من كل الأحزاب والأطراف السياسة يعملون على نسق واحد، وهو تجنيب المديريتين الحرب، بعيداً عن أي انتماءات شخصية. وذكر بجاش أن الشرفاء من أبناء المديريتين عقدوا لقاء موسعاً قبل أسبوعين، أكدوا فيه الحفاظ على الأمن والاستقرار فيهما كثابت لا حياد عنه. 

لقاءات من أجل السلام 
وقد عقد عقلاء ومشائخ وشخصيات مديرية السلام لقاء موسعاً، الخميس الماضي، أكدوا فيه موقفهم الموحد والداعم إزاء الالتزام بحفظ الأمن والاستقرار.
وصدر عن اللقاء بيان جاء فيه تأكيد الحاضرين تمسكهم بالسلام متعهدين بالوقوف ضد أي مخطط يسعى لإشعال الفتنة. 
وطمأن الحاضرون في اللقاء عامة أبناء المديرية أنه لا قلق على المديرية، وأنه سيتم تفويت أية فرصة لأي طرف يحاول جر الصراعات إليها. 
وكان أبناء شرعب السلام والرونة عقدوا عدة لقاءات خلال الفترة الماضية بقيادة العقلاء والمشائخ بجانب السلطة المحلية، تسلسلت لدعم وثيقة السلام التي تم التوقيع عليها في سبتمبر العام الماضي، لتجنيب المديريتين أي صراعات تدخلهما في مستنقع الخراب السعودي. 


نسبة الحضور 
اللقاءات التي عقدها شرفاء السلام والرونة، والتي أثبتت للرأي العام مدى حرص الأهالي على سلامة واستقرار المديريتين ومواقفهم الشجاعة في إبطال مفعول شرارات الفتن، أوضحت أيضاً أن نسبة كبيرة من أبناء المؤتمر وقفت ضد كل المشاريع التخريبية التي دعت لها قيادة المؤتمر السابقة المتمثلة بزعيم الخيانة علي صالح، حيث أكد مصدر مسؤول مقرب من محافظ تعز عبده الجندي، أن اللقاءات التي عقدها الأخير مع قيادات وشخصيات من أبناء مديريتي شرعب السلام والرونة شهدت نسبة حضور كبيرة لقيادات المؤتمر التي عبرت عن وقوفها ضد مشاريع العدوان ومؤتمراته. 

 اصطفاف الحمودين 
وبنفس السياق، وعلى ضحى شرعب الواقفة أمام ذيلين كانا متنافرين قبل أن تجمعهما يد البترودولار، وإلى أي مدى قد يمكن أن يؤثر اصطفاف الحمودين معاً على طاولة الخيانة والعمالة، يؤكد مصدر مقرب من الجندي وأحد المراقبين للمشهد العام، أن لا أحد منهما يملك من أمر شرعب شيئاً، أو يمتلك قاعدة شعبية وحضوراً وتأثيراً ملموساً خاصة بعد مرور 1000 يوم على العدوان، وتعري أوراقهم وانفضاح مخططات التحالف الذي يعملان كأدوات له.
(م) القاضي من أهالي شرعب السلام هو الآخر يؤكد أن مشاريع العدوان أصبحت ضيقة، وأن هناك وعياً شعبياً بمخططاته، ولا يمكن أن تنزلق شرعب بين حمودين يدرك أبناء شرعب موقفهما مسبقاً. ويضيف القاضي أن الغالبية العظمى من أبناء شعبنا تدرك أن ما تتعرض له البلاد هو عدوان، ومع كل يوم جديد تتعزز هذه القناعة لدى قطاع أوسع، وصولاً إلى المرتزقة أنفسهم، والذين ألقى كثير منهم السلاح.

الفشل الحتمي 
من جهة أخرى، يبدو أن عجز العدو عن اختراق حائط قوات الجيش واللجان في الساحل الغربي بمحافظة تعز، بحسب الكثير من المراقبين، هو ما يدفع بالعدو لإثارة الفوضى في شرعب السلام والرونة، وفي مديريتي مقبنة وحيس، اللتين شهدتا أيضاً أعمال عنف لجماعات الارتزاق في الأسابيع الأخيرة، ما يعني محاولة تسخير لعبة الجغرافيا بالتوازي مع سقوط العدو في الساحل الغربي، وبعيداً عن ذلك فالنتيجة فشل حتمي لأية مغامرة يقدم عليها العدو في ظرف فات الأوان على أن يخوض تجربة الهزيمة للمرة الألف، فالذي لم يستطع النفاذ من قاع البحر منذ عامين، لا يمكنه أن يقفز فوق الجغرافيا الصلبة والجبال الشاهقة والرجال الأشداء حتى وإن قرر الانتحار.