مجدداً، اتجهت الأنظار إلى الساحل الغربي لليمن، وتحديداً إلى ساحل الخوخة، حيث أطلق تحالف العدوان الأمريكي السعودي عملية عسكرية جديدة استهدفت الوصول إلى ميناء الحديدة، وإحكام السيطرة عليه، بهدف قطع الشريان الحيوي الذي تستمد منه صنعاء أسباب الصمود, لكن تلك العمليات لم تصمد لأكثر من أيام معدودات، بعدما أطلق الجيش واللجان الشعبية عمليات مضادة استطاعت من خلالها وقف الهجوم وإلحاق الهزيمة بقوات العدوان ومرتزقتهم في منطقة ضيقة من مديرية الخوخة.. صحيفة (لا) تنشر تفاصيل معركة تحرير الخوخة التي جرت وقائعها خلال 7 أيام.
على الرغم من تحذير قائد الثورة، السيد عبد الملك الحوثي، والرئيس صالح الصماد، القائد الأعلى للقوات المسلحة, من التقدم صوب الحديدة (الشريان الغذائي الآمن لليمن)، وتوعد أبطال الجيش واللجان الشعبية أن أية محاولة للتقدم نحو الحديدة ستواجه برد استراتيجي، ستُستخدم فيه صواريخ مندب وصواريخ بحرية، وكذلك سوف يتم استهداف مواقع حيوية وهامة داخل دول العدوان، وستكون (هذه الضربات) أكثر إيلاماً من سابقتها.. إلا أن عين العدوان مازالت تشخص على ساحل الحديدة ومينائها، ووفق منظور رأسي العدوان (السعودية والإمارات) يتطلب الأمر عمليات خاطفة, لكن مسرح العمليات على الأرض يؤكد أن الساحل سيكون فخاً كبيراً للتحالف والموالين له. فالسلسلة الجبلية على امتداد الساحل الغربي لا تزال بيد الجيش واللجان الشعبية، والتقدم صوب مدينة حيس يتطلب استكمال السيطرة على موزع والجبال المطلة على حيس حيث تتمركز قوات الجيش واللجان في جبال البراشا وراس ودباس، وعند أقدام هذه المرتفعات تجمعات سكانية تُعقد مهمة التحالف في مواصلة التقدم في الساحل.

بداية القصة
مع بدء محاولة التقدم صوب مديرية حيس، أدركت جحافل المرتزقة المحليين والأجانب, الفخ الكبير الذي أوقعتها الإمارات فيه.. فبعد أشهر من تعثر المرتزقة الجنوبيين وقوات الجنجويد السودانية المدعومة من الإمارات والسعودية في يختل شمال مدينة المخا، وسقوط المئات منها قتلى وجرحى بنيران الجيش واللجان الشعبية، أعلن تحالف العدوان، قبل أيام، سيطرته على الخوخة (البوابة الجنوبية لمحافظة الحديدة)، واستئناف معركته لالتهام واحتلال الساحل الغربي.
في الأشهر الستة الأخيرة، وبضغوط من (أنصار الله)، دفع علي عبد الله صالح، بعدد من الكتائب من اللواء العاشر - حرس جمهوري الموالي له من صنعاء إلى جبهة المخا.. وهناك تم توزيع الكتائب على خطوط المواجهات في موزع والوازعية ويختل للقتال إلى جانب اللجان الشعبية. 
ومع إعلان مقتل الخائن صالح أثناء محاولته الفرار من صنعاء، وجهت الإمارات نهاية الأسبوع قبل الفائت مرتزقتها بالزحف على يختل، فانسحب الكثير من الضباط والجنود الموالين للخائن عفاش، وفتح لهم مرتزقة العدوان ممرات آمنة للانضمام إليهم، بالإضافة إلى انضمام عناصر من الحرس الجمهوري الموالين للعميد المرتبط بجماعة السلفيين والإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة الإرهابي طارق محمد عبد الله صالح، والذين كانوا مرابطين في جنوب يختل، بعد تواصل ضباط إماراتيين بهم، الأربعاء قبل الماضي، بحسب معلومات مؤكدة تلقتها صحيفة (لا), وزحف الجميع على الخوخة، مسنودين بقصف جوي وبحري مكثف على مواقع الجيش واللجان الشعبية المرابطين في الخوخة.
تم تسليم الخوخة لتحالف العدوان الذي حصل يومها على بالونة نصر مجانية, ليقوم بعدها تحالف الإجرام بنقل مقاتلين عبر البحر انطلاقاً من الجزر اليمنية التي تسيطر عليها قوات التحالف ومرتزقتهم مقابل المديرية.
استغلت قوات التحالف السيطرة على الخوخة في حرب إعلامية كبيرة، وقدمت روايات متعددة منها انضمام كتيبتين لقوات الحرس الجمهوري للتحالف، وأن تلكما الكتيبتين تمكنتا من السيطرة على المديرية، ورواية أخرى تحدثت عن إنزال بحري للقوات الإماراتية والسودانية، غير أن التفاصيل الحقيقية تكشف أن الدخول إلى الخوخة كان من قبل مجاميع من المرتزقة الموالين لتحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، والتي ينتمي عناصرها للتيار السلفي الجنوبي الذي دفع ثمن ارتزاقه المئات من القتلى والجرحى.

وقائع المعركة.. وبشائر النصر
قضَّت الخوخة مضاجع العدوان، وصارت جثثه المتفحمة تروي قصة غازٍ همجي، اعتنق التغطرس والجبروت، متمادياً في دمويته، غير مدركاً أن الكرامة لا تكسر هاماتها صليات المعتدي الصاروخية، أو زمجرات طائراته، لتتحول مدينة النخيل والأمواج المتلاطمة الى جهنم دنيوية من نجا من وقيدها لا ينجو من أسود الله التي مزقت لحومهم إرباً.
وضعت قوات الجيش واللجان خطة عسكرية لإحداث صدمة كبيرة في صفوف تحالف العدوان تمثلت بشن هجوم واسع لاستعادة الخوخة، وفي نفس الوقت تقوم كتائب بهجمات كبيرة على مواقع المرتزقة في مديريتي المخا وموزع وعزل أتباع التحالف في الخوخة، ونجحت في ذلك.
في البداية قامت قوات الجيش واللجان الشعبية بعملية التفاف لمحاصرة أتباع التحالف في الخوخة، وتمكنت من السيطرة الكاملة على سوق يختل التابع لمديرية المخا، وقامت في نفس الوقت بقطع الخط الرابط بين المخا والخوخة، وتمكنت من محاصرة القوات الموالية للتحالف، ودمرت أكثر من 10 أطقم وآليات عسكرية.
تمكنت قوات المرتزقة الموالية للإمارات من دخول مدينة الخوخة عبر الطريق الساحلي، تتقدمها كاسحات ألغام على جانبي الطريق, ومع بدء التقدم صوب مديرية حيس، أدركت فصائل المرتزقة الجنوبية والقوات السودانية الفخ الكبير الذي أوقعتها الإمارات فيه, فقد تقاطرت تعزيزات الجيش واللجان إلى جبهة المخا، مهاجِمةً بضراوة القوات الموالية للإمارات في يختل والزهاري، وقاطِعةً طريق الإمدادات عن القوات التي دخلت الخوخة، وناصِبةً الكمائن للآليات والمعدات والعربات العسكرية.
توقفت قوات المرتزقة المسنودة من الإمارات في منطقة اليابلي جنوب مديرية حيس، وبات الطريق الإسفلتي من يختل شمال المخا إلى اليابلي (مسافة 37كم) في مرمى نيران الجيش واللجان، التي استعدت جيداً لمعركة الساحل، ونصبت مدافعها وصواريخها في الجبال وبين الأشجار ووسط الرمال. 
ومن فوق خشبة مسرح العمليات, قتل وجرح المئات من مرتزقة الجنوب من منتسبي اللواء الرابع - عمالقة، والذي يقوده العميد رائد الحبهي، وكذا العشرات من مرتزقة لواء تهامة الذي يقوده العميد أحمد الكوكباني، إلى جانب عدد من القوات السودانية، في مقابل استشهاد الشيخ والنائب في البرلمان عن مديرية الخوخة، محمد العميسي، ومعه بعض أبناء الخوخة المدافعين عن مدينتهم ووطنهم، أثناء مواجهتهم لمرتزقة العدوان في محيط ميناء الحيمة السمكي، السبت قبل الماضي.
ووفقا لإشارات النصر, فقد تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية، السبت 9 ديسمبر الجاري، من إحراز تقدم عسكري نوعي في مديرية الخوخة، حيث استعادت معظم المناطق التي كان مرتزقة تحالف العدوان على اليمن أعلنوا سيطرتهم عليها خلال يومي الخميس والجمعة 7و8 ديسمبر الجاري. وحاولوا صباح السبت قبل الفائت التقدم نحو مدينة حيس التي تبعد عن مدينة الخوخة 12 كلم فقط.
وبمعركة خاطفة استعادت قوات الجيش واللجان الشعبية منطقة وميناء الحيمة السمكي الواقع شمال الخوخة، موقعة خسائر كبيرة في أرواح وعتاد فصائل الارتزاق التي استخدمتها السعودية والإمارات في عملياتها العسكرية على الخوخة, ومن ثم استعادة السيطرة على معسكر أبو موسى الأشعرى فى مدينة الخوخة (الأحد الفائت)، زامنها تقدم سريع باتجاه الساحل إلى قرية قطابة وسيطرة الجيش واللجان عليها بعد أن نفذت كميناً محكماً لمرتزقة التحالف أدى لتدمير 5 آليات عسكرية ومقتل وإصابة من كانوا على متنها في الخط الساحلي قبل الدخول إلى القرية، وقطع خط إمداد القوات الموالية للتحالف في تبة الحزرين وتبة الكباير ومقتل 25 مرتزقاً من الكتيبة الثالثة التابعة لـ(لواء تهامة)، الذي تم تشكيله من قبل الإمارات خلال الأشهر الماضية، وتم تدريبه في المخا، وذلك في اشتباكات مع أبطال الجيش واللجان الشعبية في منطقة الحيمة ومينائها وضواحي مدينة الخوخة, ومع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة تابعة للجيش واللجان الشعبية إلى ضواحي الخوخة، راوحت معركة الخوخة مكانها منذ أن أحكم الجيش واللجان الشعبية سيطرتهم على دوار الخوخة ومنطقة المعاهد والطرق المؤدية إلى مدينة حيس والخط الساحلي، مساء الثلاثاء الفائت، ومحاصرتهم للمدينة من الجانب الشرقي والشمالي، وسيطرتهم على كافة الطرق المؤدية إلى الساحل وعلى أهم المواقع في جبهة الساحل، بالإضافة إلى السيطرة على مواقع جديدة في محور الهاملي-المخا, وتضييق الخناق على أتباع التحالف بعد قطع خط الإمداد، وتدميرهم لأكثر من 70 آلية عسكرية، ونصبهم لكمين محكم لقوات الطوارئ التي يقودها العميد المرتزق زيد اليافعي، والقضاء عليه وعلى أفراد كتيبته أثناء توجههم صباح الأربعاء الفائت من المخا إلى الخوخة لفك الحصار عن عناصرهم، ومن ثم إحكام الجيش واللجان سيطرتهم على مداخل مدينة الخوخة وتطهيرها كلياً منذ مساء الأربعاء الفائت، وهو ما جاء بتأكيد مساعد ناطق الجيش واللجان الشعبية العميد عزيز راشد بأنه تم دحر مرتزقة العدوان من مدينة الخوخة بالكامل، ولم يتبق سوى جيوب صغيرة تتم معالجتها من قبل قوات متخصصة في هذا الجانب, ومطالبتهم لمن تبقى من فصائل الارتزاق الجنوبية بالانسحاب من الجهة الغربيه للمدينة (جهة البحر) بدون سلاح، كونهم ضحايا ومغرراً بهم من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة.
لينقلب بعدها السحر على الساحر في جبهة الساحل الغربي بعد تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من قلب الموازين وإلحاق خسائر مادية وبشرية هي الأكبر من نوعها في صفوف أتباع تحالف الشيطان, وتبدل فرحة الانتصارات التي كانت أعلنتها قوات تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات، إلى مأتم يحصي فيه العدوان ضحاياه البشرية الذين بلغوا المئات.

الجنوب.. أرض خصبة لسماسرة الموت
على واقع الانهيارات الواسعة في صفوف مرتزقة التحالف في جحيم الخوخة الذين توزعوا ما بين قتلى ومحاصرين وفارين تتلقفهم نيران أباتشي العدوان وكمائن أبطال الجيش واللجان الشعبية على الخط الرابط بين مديريتي الخوخة والمخا.. تعالت الأصوات المعارضة في الجنوب للمعارك التي تخوضها مجاميع المرتزقة في جبهات الساحل الغربي، وارتفاع أعداد الضحايا من أبناء الجنوب في معارك أبوظبي والرياض، والذين تكتظ بهم ثلاجات وأسرة المستشفيات في عدن. حيث تحدثت وسائل الإعلام في المحافظات الجنوبية, عن استقبال مستشفيات عدن أكثر من 240 قتيلاً وجريحاً منذ الهجوم على الخوخة، فيما يظل بعض أفراد من مرتزقتهم محاصرين في الخوخة بعد قطع خط الإمداد الساحلي باستثناء منفذ وحيد عبر البحر باتجاه جزيرتي حنيش وزقر اليمنيتين.
وعبر الكثير عن غضبهم تجاه هذا التجاهل الذي وصفوه بالغبي، الذي لا نظير له, ودعوا في مواقع التواصل الاجتماعي أبناء المحافظات الجنوبية الى الانسحاب فوراً من جبهات الساحل والجبهات الشمالية، وترك الأكاذيب التي تمارسها عليهم دول التحالف.
فقد كشفت القيادية في الحراك الجنوبي هدى العطاس عن قيام التحالف العربي بتصفية العشرات من المرتزقة الجنوبيين خلال الأيام القليلة الماضية، بطيران الأباتشي أثناء انسحابهم من معركة الخوخة.
وطالبت العطاس، بوصع حد لإراقة ما سمته الدم الجنوبي في معارك الساحل الغربي، داعية شرعية فنادق الرياض إلى الكف عن العبث والتغرير بأبناء الجنوب.
وقالت في منشور على صفحتها في (فيسبوك)، إن الجنوبيين المشاركين في معارك الخوخة باتوا يتعرضون لخسائر فادحة، مضيفة أنهم أصبحوا بين نيران الجيش واللجان وبين قصف طيران التحالف. مشيرة إلى أن هناك مئات الجنوبيين ما بين قتلى وأسرى في جبهة يختل والخوخة، متابعة أنه قد تم تدمير حوالي 70 آلية لهم.
ولفتت العطاس إلى أن المقاتلين الذين يقودهم اللواء هيثم قاسم سيطروا في البداية لمدة 4 أيام، ولكن حينما انقطعت الطريق من الساحل إلى يختل حوصروا هم وآلياتهم.
ونقلت عن مصدر وصفته بـ(العليم) أن (الحوثي وجّه قواته في الميدان بأنه من أراد أن ينسحب من الجنوبيين بسلاحه الشخصي فقط اتركوه)، مستدركة بأن طيران التحالف قام بضرب بعض الآليات التي حاولت أن تنسحب، واستهدف الجسور لقطع طريق عودتها إلى يختل.
بدوره، اتهم القيادي في الحراك الجنوبي، المحامي رائد الجحافي، دول التحالف والإمارات بشكل خاص باستغلال ظروف الجنوبيين واختلاق الأزمات ومحاربتهم عن طريق منع الخدمات وافتعال المشاكل الداخلية وضرب مكونات الثورة الجنوبية، وقال: (إن سياسة الإمارات وبعد 3 سنوات من الحرب انكشفت خفاياها في الأحداث الأخيرة التي شهدتها صنعاء، والتي أظهرت وجود علاقة بين التحالف والرئيس السابق علي صالح الذي قاد حرباً على الجنوب وعمل على اجتياحه في العام 1994م).
وفي ظل تجاهل التحذيرات التي أطلقت من قبل المجلس الثوري الأعلى للحراك الجنوبي وعدد كبير من قيادات الجنوب، من الزج بأبناء الجنوب في معارك السعودية والإمارات في تعز والمخا والبقع وغيرها, لازالت القيادات الجنوبية تتخذ عن دراية وعلم، من دماء الجنوبيين وسيلة وقرابين عند الخليجيين للتكسّب والارتزاق وبناء المجد الشخصي، في وقت تعرف أن المكاسب السياسية لهذه الحرب وهذه الدماء تذهب لخصوم اليمن (من شمالها إلى جنوبها)، ومع ذلك تمضي بغيها وبغبائها نحو المجهول.
فبمجرد مواصلة الإمارات والسعودية شن حربهما على كل اليمن، وبالذات خط (الساحل الغربي) الذي تحوّلَ إلى ثقب أسود يلتهم الآلاف من الجنوبيين بشراهة، تناست هذه القيادات الكارثية كل شيء، وطفقت من جديد لتلعب دور سمسار الموت من خلال حشد الطاقات لهذه المعركة وتسويق الآلاف من شباب المحافظات الجنوبية، كوقود لعدوان حاقد على اليمن، والمضي بهم معصوبي الأعين تحت العباءة الإماراتية السعودية معصوبي الأعين إلى نفق مظلم.