خاص لا ميديا / عمر الزريقي

تتفاقم معاناة مرضى الفشل الكلوي كل يوم الى الأسواء. في اغلب محافظات الجمهورية اليمنية، منذ اغلق العدوان السعودي جميع المنافذ اليمنية البرية والبحرية والجوية. وهذا ما أدى الى تدهور الوضع الصحي بالكامل وعلى اثر ذلك ارتفع صراخ ونداء مرضى الفشل الكلوي الى افق أغلقته الجارة الحاقدة عليهم ليتوقف مراكز الغسيل الكلوي عليهم بسبب النقص الحاداً للادوية وكميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية"
الأسبوع الماضي توقف مركز الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة العام بمحافظة اب عن العمل، بسبب نفاد المحاليل والمواد الخاصة بالغسيل. مرضى الفشل الكلوي قالوا ان هيئة مستشفى الثورة العام اغلقت قسم الغسيل الكلوي نتيجة نفاذ كميات الدواء والمحاليل وعدم تمكنهم من توفير المواد في الوقت الحالي. مشيرين الى ان عدد من زملائهم توفوا خلال الايام القليلة الماضية نتيجة عدم حصولهم على الغسلات الكافية واستخراج السموم من أجسامهم.
مدير هيئة مستشفى الثورة العام في بمحافظة إب الدكتور محمد المجاهد قال في تصريح "للمؤتمر نت" ان مركز الغسيل الكلوي يقوم بمعالجة أكثر من 500 مصاب بالفشل بشكل مستمر حيث يتم عمل 130 غسلة يومياً لافتا الى ان ما يزيد الوضع سوءً والمرضى معاناة هو استقبال القسم 30٪ من مرضى محافظة تعز والعشرات من مرضى محافظات الحديدة وذمار والضالع وعدد من نازحي المحافظات الاخرى وهو الامر الذي يحتاج الى تكاتف الجميع وتوفير المواد والادوية بشكل مستعجل.
وحسب تقرير صادر عن قسم الفشل الكلوي في هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة إب أكد ان عدد الاشخاص الذين توفي خلال العشرة الاشهر الماضية من العام 2017 نتيجة إصابتهم بمرض الفشل الكلوي بلغ 122 شخص هم 62 من الذكور و48 من الاناث بينما توفي 12 طفل بالمرض. كما توفي 304 في أقل من عامين بمرض الفشل الكلوي في إب.
وقالت وزارة الصحة في لها أنها تلقت نداء استغاثة ومناشدة من مركز الغسيل الكلوي بمحافظة إب الذي يقدم خدماته لأكثر من 600 مريض من كافة الأعمار مصابة بالفشل الكلوي".

وناشد المرضى الفشل الكلوي في محافظة اب عبر وقفتهم الاحتجاجية نهاية الأسبوع الماضي المنظمات الطبية والجمعيات الخيرية بمد يد العون لهم وتوفير مواد الغسيل والادوية الخاصة بمرضى الفشل الكلوي، في الوقت الذي طالبوا الأمم المتحدة بإصدار قرار ضد دول تحالف العدوان بقيادة السعودية ورفع الحصار المفروض على اليمن. برا وبحر وجوا منذ عامين وسبعة أشهر. والذي على خلفيته منع وصول الدواء والمستلزمات الطبية الى المرضى الذي توفى منهم الكثير سبب ذلك.
كما هو الحال لمرضى الغسيل الكلوي في محافظة الحديدة الذي يتوافد اليها المرضى من جميع المديريات والمحافظات المجاورة من تعز وريمة بالذات. وبسبب تدفق مئات النازحين الى محافظة الحديدة خلال الأشهر الأخيرة، فقد ارتفع عدد المرضى المحتاجين لجلسات غسيل الكلى في المركز إلى أكثر من 600 مريض على الرغم من أن قدرة المركز 400 مريض. كما تعج ردهات مركز الغسيل الكلوي ليلاً ونهاراً بعشرات المرضى الذين ينتظرون دورهم للحصول على جلسات الغسيل الكلوي. ويُستخدم غسيل الكلى لعلاج مرضى الفشل الكلوي عبر استخدام جهاز غسيل الكلى لتنقية الدم. وتستغرق الجلسة بصورة عامة ما بين 3 - 5 ساعات وتتكرر ثلاث مرات أسبوعياً.
 كما يعتبر التأجيل غير المتوقع أمراً صعباً للمرضى الذين يضطرون للقدوم من خارج مدينة الحديدة أو من يجدون صعوبة في توفير تكاليف التنقل أو الغذاء بسبب بقائهم لفترة أطول وعلى نحو متكرر في المدي
ويقول الدكتور ماهر معجم، مدير عام مركز غسيل الكلى بمحافظة الحديدة في تصريح نشر في اخر تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية مؤخرا عن الوضع الصحي في اليمن قال اننا نعمل على مدار الساعة في خمسة نوبات لتقديم 145 جلسة غسيل كلوي يومياً، ولكن لا يمكن تجنب حدوث تأجيلات غير متوقعة لهذه الجلسات بسبب قِدَم الأجهزة وكثرة تعطلها".
ويشير معجم الى ان تسعة أجهزة في المركز الكلوي تعطلت وأصبح إصلاحها أصعب بسبب عدم توافر قطع الغيار لهذه الطرز القديمة من الأجهزة. ونضطر أحياناً إلى تغيير مواعيد الجلسات للمرضى ما يؤدي إلى تأجيلها لأكثر من ثلاثة أيام".
ونشر الصحفي مجاهد القب منشورا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي قال فيه، انه المركز الرئيسي للغسيل الكلوي في مدينة العمال بالحديدة لم يتوقف بسبب نفاد المواد والمحاليل فحسب وإنما أيضا بسبب انتهاء العمر الافتراضي لأجهزة الإستصفاء الدموي.  كما أن الانبوب pix - pipe الرابط بين المحطة والاجهزة أيضاً قد انتهى عمره وكان مفترض تبديله مطلع العام الماضي.  
وحسب المنشور قال ان كل ذلك أدى إلى أثرٍ عكسي على مرضى الفشل الكلوي الذين يتوافدون من محافظات " حجة و المحويت و ذمار، كما يعتمد مرضى الفشل الكلوي بمحافظة ريمه على مركز مدينة العمال بمحافظة الحديدة. كما يستقبل علي فاروق:
عدد من المرضى النازحين قدموا من مناطق الصراع في تعز ولحج وعدن.
وذكر أيضا انه على امتداد عامين ونصف كانت تنتاب مرضى الذين يفدون لمركز مدينة العمال حالة رعاش جماعي بمجرد بدء جلسات الغسيل للمرضى. معتبرا ذلك انه ليس طبيعياً. وبحسب منشور الصحفي القب قال لقد فسر أحد الاطباء ذلك الحالة التي تصيب مرضى الفشل الكلوي مما يغيب بعضهم عن الوعي تماماً، انها ناتجة بسبب انتهاء العمر الافتراضي للأجهزة وأنبوب التوصيل. وكذا المحطة برمتها. وتابع الصحفي مجاهد القب في منشوره ان أطباء آخرون، أجمعوا أن ما يجري في مركز الغسيل الكلوي بمدينة العمال بالحديدة، هي حالة إتلاف لمواد ومحاليل الغسيل بسبب عدم استفادة المرضى من الجلسات. إضافةً للآثار العكسية على المرضى.
مشيرا الى ان المركز الرئيسي في الحديدة أصبح متوقفاً بشكل عام. وقد نقل المئات من المرضى كان على نفقتهم الخاصة. كما أن ذلك شكل ضغطاً مضاعفاً على المركزين. كما هو في نفس الوقت ان ما يزيد على 1400 مريض يرتادون ثلاثة مراكز معرضون للخطر او الموت المحقق.
 في نفس السياق تعاني مدينة تعز أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة جراء استمرار الحصار والحرب والقصف عليها من تحالف العدوان السعودي منذ ما يقارب 3 أعوام، وقد توقف عشرات المستشفيات عن تقديم خدماتها بعد أن أغلقت أبوابها، كما غادر عشرات الأطباء المختصين وأطباء التمريض للمدينة هربا من الحرب والحصار السعودي واغلاق المنافذ من قبل مليشيات متطرفة تابعة للعدوان السعودي. الامر الذي دعا الى ان تطلقت كبرى مستشفيات محافظة تعز مجددا نداء عاجلا لإنقاذ المئات من مرضى الفشل الكلوي من خطر الموت، بعد أن أوشكت الأدوية الخاصة بهم على النفاد. جاء ذلك في بيان صادر عن رئاسة هيئة مستشفى الثورة بتعز قبل حوالي اسبوع. 
وبحسب البيان الذي اطلعت عليه وكالة الأناضول، جاء فيه إن "مركز غسيل الكلى في المستشفى يتابع حالة حوالي 400 مريض يجرون يوميا من 80 إلى 88 غسلة، خلافا للحالات الإسعافية التي يستقبلها المركز بين الفينة والأخرى. كما ان مواد الغسيل ومستلزماته أوشكت على النفاد، وما تبقى منها لا يكفي المرضى المسجلين إلا لأسبوع واحد.
 وقد وجهت هيئة المستشفى في البيان نداء انساني عاجل إلى الحكومة اليمينة، والى وكل المنظمات والمؤسسات الانسانية والاغاثية والحقوقية، للاضطلاع بمهمة انقاذ المئات من المرضى بالفشل الكلوي الذين بات خطر الموت يهددهم.
 انهيار النظام الصحي في اليمن
 ويوضح الدكتور نيفيو زاغاريا، القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن انه مع فقدان أكثر من 14.8 مليون شخص فرص الوصول للخدمات الصحية، فإن غياب التمويل اللازم سيؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الصحي.
وأضاف ان المرافق الصحية التي تعمل في اليمن في اليمن، قال ان 45% من المرافق الصحية تعمل فقط بكامل طاقتها، وتعمل 38% من المرافق الصحية جزئياً، فيما توقف العمل تماماً في 17% من هذه المرافق. وتعرض حوالي 274 مرفقاً صحياً للضرر أو التدمير خلال الصراع الجاري. وقد غادرت اليمن الكوادر الطبية عالية التخصص مثل أخصائيو وحدة العناية المركزة والأطباء النفسيين وأطقم التمريض الأجنبية.

اغلاق ميناء الحديدة
لقد كان اغلق ميناء الحديدة بالذات من قبل العدوان السعودي بمثابة اعدام لليمنيين وهذا ما نشاهده الان في المستشفيات ونتائج اثار هذا الحصار على مرضى السرطان والسكر والقلب الفشل الكلوي داخل اليمن الامر الذي جعلهم ينتظرون الموت بدلا من تلقي العلاج اللزام.
ويعمل ميناء الحديدة، أحد أهم منافذ دخول البضائع والمستلزمات الطبية الى اليمن، بأدنى طاقته وهو الأمر الذي أدى لزيادة أسعار البضائع وشحتها بما فيها الأدوية. ونتيجة لذلك، لا يتمكن العديد من المرضى من دفع الرسوم الرمزية مقابل الخدمات الصحية.