سيتقدّم 11 لاعب شطرنج إسرائيلي بطلب للحصول على تأشيرة دخول إلى السعودية للمشاركة في بطولة الشطرنج "السريع والخاطف" الدولية المقامة تحت عنوان "كلنا أمة واحدة"، التي تستضيفها المملكة، بحسب ما ذكر "موقع إسرائيل نيوز 24"، ما يُعتبر تحدياً للتقارب بين الكيان الإسرائيلي والسعودية، الذي يزداد يوماً بعد يوم.

ولعل من أبرز أوجه هذا التقارب هو دعوة وزير الاتصالات الإسرائيلي لمفتي السعودية زيارة الكيان العبري، إلى جانب إجراء صحيفة "إيلاف" السعودية مقابلة حصرية مع قائد هيئة أركان جيش العدو الإسرائيلي، مروراً بتبادل الزيارات بين الجانبين.

ولم يكن ليئور إيزنبرغ، الناطق باسم الاتحاد الإسرائيلي للشطرنج، بمنأى عن البُعد السياسي للقضية، فأكد على أن "سياستنا في الاتحاد تهدف إلى تطوير مستوى الشطرنج في إسرائيل، واستخدامه كجسر لتطوير العلاقات الدافئة بين الدول أيضاً".

وكشف إيزنبرغ أن موضوع مشاركة اللاعبين الإسرائيليين كان على جدول أعمال المباحثات التي جرت بين الاتحاد الإسرائيلي والدولي قبل فترة. وزار رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج كيرسان ايليومجينوف إسرائيل الأسبوع الماضي والتقى بنظيره الإسرائيلي تسفيكا بركائي.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن مشاركة اللاعبين الإسرائيليين لا تمتحن العلاقات بين الدولتين فحسب، بل إنها تختبر كذلك ولي العهد السعودي الشاب، محمد بن سلمان، الذي أفادت الصحيفة "بأنه يقود في هذه الأيام تغييرات" وصفتها "بالدراماتيكية في بلاده".

وعلى ما يبدو، فإن هذه القضية قد وضعت السعودية بين مطرقة استضافة اللاعبين الإسرائيليين، ليكونوا بذلك أول أشخاص يدخلون البلاد بجنسيتهم بشكل علني، وبين سندان سحب استضافة البطولة منها إن هي رفضت إدخالهم، إذ أن الاتحاد الدولي سيعزو ذلك حينها "لانتهاك شروط الاستضافة".

وقال مصدر إسرائيلي للصحيفة أن بإمكان السعودية "استخدام ذريعة" القيود القانونية لمنح التأشيرات للاعبين الإسرائيليين، على حد تعبيره.

وتُذكّر هذه المعضلة بما عُرف "بدبلوماسية البينغ بونغ في العام 1971"، حين تم إحداث تغيير أساسي في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، من خلال دعوة فريق كرة الطاولة الأميركي إلى بكين للقاء نظيره الصيني، وهو ما أنهى توتراً بين البلدين دام عشرات السنوات.

يذكر أن أبو ظبي لم تتوان قبل أيام عن التطبيع مع العدو الإسرائيلي من بوابة بطولة العالم للجودو عندما استضافت فريقاً إسرائيلياً شارك بدون رموزه الإسرائيلية، ولعب تحت علم الاتحاد الدولي وعُزف نشيد الاتحاد الدولي كذلك حين فاز لاعبوه بالميداليات.