نحن ندرس تاريخ الثورات الإنسانية الكبرى لاستخلاص الدروس والنظريات العامة والقواعد المشتركة التي تفيد تطوير ثوراتنا الشعبية اليمنية، وفهم منطقها وتناقضاتها ومشكلاتها، والبحث عن الحلول النظرية لها قبل القواعد العملية، لأنه بدون الرؤية الأعم (النظرية الثورية) نكون كمن يخطو في صحراء داهمة السواد في ليالٍ ظلماء، ولا يملك معرفة سابقة بطريقه.
وكذلك حال النظرية الثورية، وصدق القائل: (لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية). فالنظرية الثورية بمثابة الدليل للحركة الثورية.
ليس المقصد الجمود العقائدي ولا التعسف الفكري ولا التعصب والتعالي على الواقع وثقافته وظروفه وتكوينه، وإنما في إطارها التاريخي والعقائدي والثقافي، وليس بالتناقض والصراع معها أو نفاقها والتصنع والتكلف أمامها، وإنما الواقعية والتواضع والنقد الموضوعي البَنَّاء لا التحطيمي والمتعالي.. وكلّ الغاية، هي أن يمتلك الثوار وصُناع الثورات الشعبية منهجاً للتقدم والتطور في معالجة إشكاليات القادم التي تواجه الثورة حتماً، وكل ثورة. 
لقد تطورت الدراسات النظرية والتطبيقية الاجتماعية حول الثورات خلال القرنين الماضيين، وتشبعت المراكز والمكتبات والجامعات في الشرق والغرب المتخصصة والمهتمة بالدراسات عن الثورات والانتفاضات والحركات الثورية في العالم، وخاصة خلال القرن الماضي حتى نهايته، وتركزت خلال سيطرة ونهوض اليسار العالمي والسوفيتي. فهو قرن يستحق التعمق، وقد سمي قرن العلوم الاجتماعية والنظريات الثورية.
والهدف العملي لنا هو أن نعلم ونتعلم كيف ندرك ونفهم التساؤل المفصلي: كيف تسقط الثورات؟ ومتى؟ ولماذا؟ وكيف نتلافى المخاطر سلفاً ولا نقع ضحية الأوهام والغرور والتشوش؟

هناك مجموعة أسباب تؤدي بالثورات إلى السقوط، وأهمها:
1- العشوائية وعدم امتلاك نظريات علمية ثورية صحيحة عن مجتمع الثورة وواقعه وظروفه وشروط وقوانين حركته وتطوره.
2- القيادة والتنظيم الشعبي الثوري، أو الطبقة / الجماعة... القيادية للثورة.
3- استمرارية الثورة وانتقالها من طورها العام البرجوازي الصغير في قيادتها وبرنامجها المرحلي الأولي، إلى طورها العمالي الفلاحي الشعبي الديمقراطي الثوري، فالاشتراكي أو التشاركي الاجتماعي، وانتقاله من سيطرة الإنتاج الفردي الصغير الخاص -البرجوازي- إلى سيطرة الإنتاج الوطني الاجتماعي الكبير المملوك للشعب والتعاونيات العامية -المشتركة- أي إلى الملكية المشتركة الوطنية السائدة التي تضع الأرضية والقاعدة الاقتصادية التي تمنع استغلال الأغنياء للفقراء، والمترفين للكادحين، والحاكمين للمحكومين.
هناك الآن نظريات متناقضة حول الثورات الشعبية والاجتماعية، بين برجوازية صغيرة وشعبية ديمقراطية ثورية علمية.
في البلاد العربية والنامية، نشأت أفكار متناقضة حول أطوار الثورة، وحول حقيقة الثورة نفسها وجوهرها؛ ما يعكس صراع الشعب الفقير والبرجوازية البيروقراطية والصغيرة.
ولكن لماذا يكون للبرجوازية الصغيرة إمكانية قيادة الثورة الشعبية في الطور الأول أحياناً؟ وما دامت هي طبقة عاجزة عن مواصلة الثورة إلى النهاية، ومن طبيعتها أن تتراجع في منتصف العقبة، وتتنكب الطريق الصحيح؛ فلماذا يسمح لها أن تمسك بزمام القيادة من البداية؟
السبب، أنه لم يوجد بعد نضوج أو استعداد وثقافة كافية في وعي العمال والطبقات الشعبية الكادحة لقيادة ثورتها من البداية، بينما العنصر البرجوازي الصغير أو الجنيني أو شبه البرجوازي يكون واعياً لمصالحه الاجتماعية تماماً، ولا يقوم بخطوة إلا وقد حسبها تماماً، وإلى أين ستمضي، وأين ستقف وكيف ومتى، وهم هُنا يتمكنون من الهيمنة على الكتلة الشعبية، أيضاً يكونون وأبناؤهم مثقفين ومتعلمين أكثر من أبناء الفقراء والكادحين، وكذلك تمكنهم من السيطرة على الإعلام الوطني الذي يعد صانعاً أساسياً للوعي العام. كما أنهم ممارسون وخبراء في النشاط السياسي والتنظيمي والحزبي أكثر من غيرهم.
وبهذه المزايا تكون الظروف ماثلة لصالح البرجوازية التي تتحضر للسيطرة في بداية الحركة، ولا تكشف عن طبيعتها الفعلية، بينما تغلف نفسها برفع شعارات محببة للشعب الثائر والمظلوم، وتقديم خطابات حماسية تسحر الجماهير.

البرجوازية الصغيرة ثورية في عصر الإقطاع فقط!
الصراع الطبقي الشعبي ضد الرأسمالية الإمبريالية الكمبرادورية يفضح البرجوازيين الصغار الرجعيين الإقطاعيين والبيروقراطيين، ويكشف حقيقتهم وزيف ادعاءاتهم عن الشعب والثورة والعدالة.
لا يخفى أن البرجوازية الصغيرة في عصر الإمبريالية الراهن، مختلفة عن أختها في القرن الـ18 حين كانت تناضل ضد الإقطاع، ولم تصبح بعد استعمارية أو تابعة للاستعمار، ولم تتحول إلى كمبرادورية وبيروقراطية وطفيلية. كانت آنذاك، وبالأخص خلال الثورة الفرنسية الأولى، ماتزال ثورية منتجة صناعية وزراعية وحرفية ووطنية، ديمقراطية وثورية، أما في عصر الرأسمال الإمبريالي الاحتكاري، فقد تغير محتواها، وأصبحت بيروقراطية رجعية فاسدة استبدادية فاشية -إمبريالية- ومنفصلة إنتاجياً عن المجتمع، وأصبحت حاكمة مسيطرة عبر موظفيها وعسكرها وجُباتها. وتحول قادتها إلى رأسماليين سمان فاسدين، وإلى حكام ومحافظين وعُمد وشيوخ من مواقع الحكم والمسؤولية والسيطرة العسكرية والسياسية.
 
 أنظمة البيروقراطية العسكرية..
برجوازية صغيرة أكثر رجعية ووحشية من الإقطاع ذاته
كيف انتهت أنظمة وثورات البرجوازية الصغيرة البيروقراطية العسكرية العربية في جميع أنظمة الحكم الثورية والجمهورية المدعاة، والتي أقامتها البيروقراطية البرجوازية الصغيرة العربية؟ كانت النتيجة هي تسليم الثورة إلى أيدي وأحضان الامبريالية الأمريكية والرجعية دون استثناء، مثلاً جمهورية مصر العربية - السودان - ليبيا - والجزائر - اليمن - العراق - فلسطين.
حارب عبد الناصر ضد ذاته ونفسه ليصلح الوضع ويحل تناقضاته عبر محاولات قوى الشعب العامل وحزب الطليعة والاشتراكية و(الاتحاد الاشتراكي)، ولكنه فشل في النهاية، فاضطر إلى تقديم التنازلات أمام الرجعية الدولية، وسلمها مقاليد سلطته عبر أنور السادات الذي تمكن من اغتياله ثم تصفية الثورة وتراثها، ليحل موضعها سلطة ومنظومة حاكمة رأسمالية بيروقراطية تجارية (انفتاحية)، وسقطت كل منجزات الثورة في كروش (القطط السمان).
لم يسقط في مصر نظام الشهيد عبد الناصر، إذ لم يكن هناك نظام لناصر إلا في الإعلام، أما في الواقع فقد كانت سيطرة البرجوازية الصغيرة والبيروقراطية العسكرية وملايين (الدكاكين) الصغيرة.
إن سقوط (النظام) وتحوله المريع -الذي كان من داخل الطبقة نفسها- قد أثبت مدى قصور عبد النصر وحسن نواياه ومثاليته. إن الطريق إلى الجحيم مليئة بذوي النوايا الحسنة (لينين). وكان ذلك شاهداً على خطأ أفكاره حول البرجوازية الصغيرة. لكن، هل تعلم أتباع ناصر من تجربته المريرة؟! لا يبدو أنهم حققوا تقدماً فكرياً كبيراً، بل ما يزالون بعيدين حتى عن ناصر نفسه للأسف.

النظام العراقي البعثي كان بيروقراطياً عسكرياً برجوازياً فاشياً
كيف انتهى النظام العراقي إلى تلك الهوة السحيقة من الارتهان للأجنبي وللرجعية العربية ثم الاحتلال للبلاد؟ لأن البرجوازية الصغيرة الحاكمة غدرت بالثورة الوطنية العراقية وقتلت قادتها بتخطيط مع السفارات الأمريكية ومخابراتها، حسب اعترافات الزعيم الأول للبعث علي صالح السعدي نفسه، وكذا اعترافات صلاح نصر في مذكراته.
كان من نظم الانقلاب الوطني العراقي كل من حزب العمال العراقي وحزب البعث البرجوازي الصغير، وتعاونت الطبقات العاملة والفلاحون مع البرجوازية الوطنية الصغيرة، وأفسحت لها المجال للعمل، لكن قيادتها البيروقراطية الخائنة نظمت انقلاباً غادراً مع الأجنبي، وذبحت عشرات الآلاف من أبناء العراق الوطنيين الشرفاء، في انقلاب دموي استخدم فيه سلاح الجو كاملاً في قصف منازل ومقرات القيادات الوطنية العراقية. لقد ذبحت في الشوارع في يوم واحد نحو 20 ألفاً من الشباب العراقي الوطني! والنتيجة نعرفها جميعاً اليوم، ولا نحتاج إلى سردها مجدداً.. ويمكن لمن أراد قراءة الدراسات المنشورة في أعداد سابقة من الصحيفة على الموقع الإلكتروني، والمعنونة: لماذا انتصرت فيتنام وهزم العراق؟!

نميري السودان.. من برجوازي صغير إلى إمبريالي صهيوني
في السودان تكرر الشيء نفسه. الانقلاب على الوطنيين اليساريين وتصفيتهم والقتال بجانب الصف الغربي الصهيوني والمتاجرة بنقل يهود (الفلاشا) إلى الكيان الصهيوني.. وها هو السودان اليوم، نظام يتاجر بالمرتزقة لذبح الشعوب.

اليمن.. نموذج بعثي عراقي مشابه
خلال الأيام الأولى لانقلاب 62م سرعان ما انقلبت البرجوازية البيروقراطية على الانقلاب الجمهوري وعلى جناحه الأصغر الفلاحي الوطني، وسحلته في شوارع صنعاء والحديدة وتعز وغيرها، وعاثت في الأرض فساداً لأكثر من 50 عاماً من سيطرة الرجعية والفساد والقهر والظلم والكذب والتزييف، وكان صالح وعلي محسن وابن الأحمر أبشع نماذجها الارتهانية التابعة.. وكان من أبرز ضحاياها هو الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب، برغم أنه كان من البرجوازية الصغيرة، لكنه لم يكن محسوباً على البرجوازية البيروقراطية العسكرية المسيطرة.

الصراع الطبقي في انقلاب الجمهورية 
صراع خمر وعمران وحرض والكويت والخرطوم وأحداث نوفمبر 67م وأغسطس 68م، كان في واقع الأمر صراعاً بين البرجوازيات الصغيرة -المتصارعة- فيما الشيوخ ركبوا فوق ظهور الطرف اليميني العسكري الرجعي قبل أن يستقلوا لاحقاً. وكان الفرز حاصلاً بين أجنحة البرجوازية الصغيرة الرجعية والثورية الديمقراطية. 
كانت البرجوازية الصغيرة -بتركيبتها اليمنية- في مطلع الستينيات، هي الغالبة على تركيب المجتمع، أما العمال والشغيلة فلا يزالون آنذاك تحت سيطرتها، إذ لم يدركوا أنهم طبقة مسحوقة مستقلة عنها وعن جناحها الرجعي المنقلب على الجمهورية في 5 نوفمبر 67م.

صراع الأجنحة
انقلاب 5 نوفمبر، الذي قام به الجناح البرجوازي الصغير البيروقراطي الرجعي الإمبريالي بزعامة كل من: حسن العمري -البعثي العميل، والإرياني والنعمان الملكي السلفي الإخواني، وعبد السلام صبرة -وسيط السعودية القديم، وعبد الله الأحمر وسنان وجميع ضباط وكوادر البعث البيروقراطي العسكري التجاري الارستقراطي القبلي، ضد الجناح الوطني الشعبي اليساري والبرجوازي الصغير الفلاحي الحرفي -اليساري التوجه- الديمقراطي الثوري بقيادة عبدالله السلال وعبدالله جزيلان وغيرهما.. كان يعبر عن الطبيعة الإمبريالية لقواه.
الانقلاب لم يكن كاملاً بعد نتيجة معارضته من قبل البرجوازية الشعبية الصغيرة والوحدات العسكرية الجمهورية والضباط الشباب الصغار الوطنيين والجمهوريين اليساريين والقوميين الذين خُدعوا بإقامة نظام مستقل عن هيمنة مصر.
وكان الانقلاب على مرحلتين؛ الأولى، حين تخلت البرجوازية الصغيرة المصرية عن النظام اليمني للسعودية بعد هزيمتها الكبرى في يونيو 67م، ويأسها من إمكانية الحفاظ عليه نتيجة هيمنة الجناح اليميني البيروقراطي الرجعي وعزل الجناح الثوري بحجة (الحزبية)!
وفعلياً كان عبد الحكيم عامر والسادات يهيئان للانقلاب اليميني طوال السنوات السابقة، وفقاً لمخطط تم مع السفارات الأمريكية والسعودية عبر أنور السادات والبيضاني.. وهنا المسألة التي كنا نبحث عنها، وهي كيف تركت أمريكا الانقلاب يمر عشية ليلة 26 سبتمبر 62م، إن لم تكن متأكدة من سيطرة عملائها المتمثلين باليمين البيروقراطي الملكي المشيخي، على النظام الجمهوري.

التكتيك الأمريكي الجديد.. تصعيد جمهوريات ملغمة بعثياً إخونجياً في الجزيرة العربية
كانت أمريكا إلى نهاية الخمسينيات ما تزال تضع أقدامها الأولى على الجزيرة العربية، وارثة خريطة الهيمنة البريطانية التي ما تزال تنافس على البقاء في المنطقة بالوسائل والأنظمة الملكية القديمة.
دخلت أمريكا على خط المنافسة بدهاء وخبث، فقد عرفت عما يجري في المنطقة واليمن من خلال عملائها، فقررت استغلاله لصالحها ورجالها، وأن يمرروا نجاحه أولاً، ثم يسيطروا على ما يجري من متغيرات في انقلابات تالية حسب نصائح (كروميت روزفلت) المسؤول المخابراتي الأمريكي في المنطقة وصاحب العلاقات والشبكات الواسعة.
وبحسب مذكرات صلاح نصر والبيضاني وغيرهما، فقد كان خبر انقلاب سبتمبر قد تسرب مؤكداً للمخابرات الأمريكية، وجاء هذا في تقارير المخابرات المصرية نفسها آنذاك.
ومما يتضح لنا، أن الأسلوب الأمريكي الجمهوري في الاختراق كان واحداً في العراق والسودان وسوريا ومصر واليمن، فقد شعرت وأدركت ما يجري من متغيرات، وكان ذلك فرصتها الثمينة لركوب الموجة الجديدة، أي ركوب موجة الجمهوريات الصاعدة واختراقها وتخريبها، وتحافظ على الأنظمة الملكية العميلة في المنطقة وآبار النفط والمصالح الاستراتيجية والحيوية، وبمقدمتها الكيان الصهيوني.
ويؤكد هذا المخطط عدد من المؤشرات والتصريحات والمواقف والمذكرات والوثائق، أهمها: اعترافات القاضي عبد السلام صبرة عن كونهم حاولوا مع السفارة السعودية تدبير انقلاب وهابي سلفي ضد الإمام قبل أحداث 62م، إلا أن الرد السعودي جاء بما مفاده: شاركوا مع الجمهوريين ثم انقلبوا بعدها.
وهكذا دخلوا إلى الميدان الجمهوري وإلى السفارة المصرية عبر نافذة البعث العسكري اليميني و(الضباط الأحرار) الكبار، بينما صغار الضباط الوطنيين ابتلعوا المخطط الطُّعم في غيبة وعي.
يعترف البيضاني رجل المخابرات البريطانية أن المخابرات المصرية عبر صلاح نصر، أكدت الواقعة، وأن الأمريكيين وصلتهم الأخبار عبر الإرياني وعبر أخيه في بيروت المرتبط بالسفارة الأمريكية، وعبر السادات والبيضاني.
ومن أجل اتضاح الصورة أكثر عن دور البرجوازية وانقلاباتها، وعن الأطماع الكمبرادورية، وكيف عملت لتهيئة الأوضاع لصالحها، فنعرف أن رجل الأعمال علي محمد سعيد كان عضواً في (مجلس قيادة الثورة)، وهو أحد أهم مساعدي البيضاني والسادات في اليمن، وأثناء حكم السلال تمت إدانته، لكن مكانة أسرته المالية الكبيرة (بيت هائل) ودورها كانت تشفع له دائماً، فهو من أهم رجال الأسرة الكمبرادورية. أيضاً، كان هناك العديد من رجال الأعمال والوكلاء، مثل عبد الغني مطهر الذي كان من رجال التنسيق بين الداخل والسفارة المصرية.
ما نصل إليه، هو كيف كانت الأحداث تنتهي بأيدي البرجوازية، وكيف تنقلب على الثوار، وتقوم أنظمة وتتشكل علاقات إنتاجية واجتماعية برمتها بناءً على الخارطة التي ترسمها أيادي الماليين البرجوازيين والبيروقراطية المسيطرة.. إن أهم ما يجب أن تؤمن به الثورة نفسها، هو كيف تصنع كادراً ثورياً يمثلها، وكيف تطهر نفسها من شوائب وأيدي هذه البيروقراطيات الجهنمية قبل أن تفتك بها.