لم يكن عيد الأضحى المبارك هذه المرة إلا متخماً بأضحيات العدوان من جثث مرتزقته المتناثرة على امتداد جبهات الساحل الغربي للبلاد الذي شهد عرضاً كرنفالياً من نوع آخر خلال أسبوع ناري استقبلت فيه بندقية الجيش واللجان الشعبية حشود مرتزقة العدوان استقبالاً يليق بأولئك الذين يحاولون أن يدوسوا تراب الوطن المقدس.
من الدفاع إلى الهجوم
تحولت معارك الجيش واللجان الشعبية في جبهات الساحل الغربي بمحافظة تعز، من استراتيجية الدفاع إلى الهجوم المباغت، حيث نفذ أبطال الجيش واللجان الشعبية، خلال الأسبوع الماضي، سلسلة عمليات هجومية باتجاه مواقع مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي في عدة مناطق متفرقة من محافظة تعز. 
العمليات الهجومية للجيش واللجان تركزت على مواقع المرتزقة الواقعة في مديريات ذوباب والمخا والوازعية وموزع المتاخمة للشريط الساحلي، وقد تمكن أبطال الجيش واللجان من إحراز تقدم ملحوظ في تلك المواقع. 
وبحسب المصادر الميدانية الخاصة، فإن العمليات العسكرية وصفت بأنها فريدة من نوعها لحجم التعزيزات واتساع رقعتها في مناطق مختلفة بالوقت ذاته، والتي أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف العدو ومرتزقته، حيث وصل عدد صرعى المرتزقة إلى أكثر من 211 صريعاً وعشرات المصابين، بالإضافة إلى تدمير 4 آليات عسكرية واغتنام أسلحة وذخائر كبيرة خلال العمليات الهجومية.
المصادر الميدانية أكدت أن عشرات القيادات البارزة لقوا مصرعهم خلال العمليات المباغتة للجيش واللجان، معظمهم من أبناء المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى ضباط مرتزقة من الجنجويد. 
أحدثت العمليات الهجومية حالة إرباك داخل معسكرات المرتزقة، وقد شهدت اشتباكات عنيفة بين مجاميع المرتزقة في مديرية ذوباب عقب تنفيذ أبطال الجيش واللجان عمليات نوعية باتجاه مواقعهم في المديرية ذاتها.
الى ذلك، سجلت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية حضورها القوي خلال الأسبوع الناري، حيث أطلقت صاروخية الجيش واللجان صاروخين من نوع (زلازل 2) على تجمعات كبيرة لمرتزقة العدوان السعودي شمال يختل بمدينة المخا، كانت في طريقها إلى منطقة الهاملي بمديرية موزع. 
مصادر عسكرية أكدت أن الضربات الصاروخية أسفرت عن مصرع وإصابة عشرات المرتزقة وتدمير عدة آليات عسكرية تابعة لهم.

إفشال مخطط العدو
وكانت صاروخية الجيش واللجان دكت تجمعات كبيرة للمرتزقة في منطقة الهاملي، كانت تحاول التقدم باتجاه معسكر خالد بن الوليد بمديرية موزع. 
عسكريون أكدوا أن عمليات الجيش واللجان الأخيرة في الساحل الغربي، والتي حققت تقدماً ملحوظاً في مناطق حيوية، تدل على الجهوزية التامة التي تتمتع بها قوات الجيش واللجان على كافة المستويات العسكرية، في حين وصف عسكريون آخرون أن تقدم الجيش واللجان الشعبية في العمليات الأخيرة، خصوصاً في مديريتي الوازعية وذوباب، يعد نقلة نوعية في موازين المعركة لصالح الجيش واللجان، حيث تطل التباب والمواقع التي سيطر عليها الجيش واللجان على مواقع المرتزقة في المخا وعلى الطريق الواصل بين المخا والمحافظات الجنوبية. 
العمليات العسكرية للجيش واللجان الشعبية ليست بعيدة عن معارك السياسة، حيث تأتي تلك العمليات حسب تحليلات المراقبين ضمن ضربات استباقية لقطع الطريق أمام محاولات قوى العدوان عبر الأمم المتحدة الالتفاف على مدن السواحل الغربية للبلاد، في حين يشير المراقبون إلى أن عمليات الجيش واللجان الشعبية وضعت حداً لأطماع الغزاة في السيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية المتاخمة لأهم ممر ملاحة في العالم.

ضربات استراتيجية
وفي المحافظات الجنوبية، استمرت عمليات الجيش واللجان في التنكيل بجحافل العدو ومرتزقته وتلقينه ضربات موجعة. 
ونفذت وحدات خاصة من الجيش واللجان الشعبية، خلال الأسبوع الفائت، 6 عمليات نوعية متفرقة، منها 4 عمليات هجومية باتجاه مواقع مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي في مناطق متفرقة من مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، وعمليتان على تجمعات لهم في محافظة الضالع. 
العمليات النوعية التي أسفرت عن مصرع وإصابة 60 مرتزقاً بينهم قيادات ميدانية، تعد ضربة موجعة للعدو، حيث توغلت قوات الجيش واللجان بمسافات طويلة داخل معاقل المرتزقة، ففي محافظة شبوة تمكنت القوات من قطع 4 كيلومترات شمال منطقة الصفراء، وبالتالي يسهل على القوات استهداف عدة مواقع حيوية واستراتيجية تسيطر عليها قوات الغزو الأمريكية الإماراتية في المحافظة. 
ووصف محللون عسكريون العمليات الأخيرة التي نفذها أبطال الجيش واللجان في محافظتي الضالع وشبوة، بأنها ضربات استراتيجية تخدم سير المعركة بالتوازي مع التطورات الأخيرة التي تشهدها المحافظات الجنوبية في ظل وضع أمني سياسي ملتهب بلا أفق.