كلما وصلتَ إلى صعدة وجلستَ فيها ستدرك أنها صارت مثل قطعة في القلب عزيزة عليك، ولك أن تختار بين أن تتركها أو تأخذها معك، وأزعم أنني في زيارتيَّ الأولى والثانية كنت آخذ صعدة معي صوراً وحكايات يكتب سطورها المبدعون وترسم أنفاسها الأماكن، ويتوزع التحدي والصمود في كل بيت من بيوتها، يختلط حلوها ومرها في السماء، فتصنع نسيجاً نورانياً تمتزج فيه كل الألوان..
صعدة دائرة الضوء التي ينجذب إليها الأحرار وتنقاد إليها الأفئدة، كما أنها مدينة خصبة وغنية بالأصوات المبدعة.
قطعت الصُّدفة على نفسها وعداً أن تجمعني ببعض شعراء ومنشدي صعدة، ومن هؤلاء المبدعين المنشدين الشبل عمار مرعي الذي يتميز بنفَس ممتد وموسيقى نفاذة عميقة الانسياب والتدفق، يمتلك صوتاً شجياً رائعاً. إنه منشد لا يعرفه الكثير، ولكنه يستحق أن يعرفه الكثيرون، استطاع بصوته أن يهز المشاعر، كما يتمتع بالذخائر الفنية والجمالية التي يتميز بها المنشدون الكبار.. تهتز جوانحنا لدرجة أننا نشعر بالزهو ونحن نستمع إلى صوت المنشد عمار مرعي.
منشد ثائر
ـ كيف يحب المنشد عمار مرعي أن يقدم نفسه لقراء صحيفة (لا)؟
 منشد يمني ثائر ضد العدوان السعودي الأمريكي الغاشم.  

غياب إجباري
ـ أنت من الأصوات الرائعة، لكن لماذا غاب عمار عن عالم الأنشودة؟ 
 أولاً عندما اندلعت الحرب أغلقت المدارس وتوقفت الأنشطة نظراً لصعوبة الوضع بسبب غارات العدوان واستهداف المدارس والمناسبات والتجمعات.
ثانياً كبرت في السن واختلف صوتي مع الكبر، فاضطررت أن أغيب عن الساحة الإنشادية.
لكن لا يزال بمقدوري أن أشارك في الإنشاد والزوامل، لكن مع منشدين كبار، لأن صوتي الطفولي اختلف تماماً.

أزدهي نوراً
ـ ماذا تعني لك أنشودة (أزدهي نوراً)؟
هي من أبرز الأنشودات الرائعة لديَّ..

ـ بمن تأثر عمار مرعي؟
تأثرت بفرقة الرسالة وفرقة أنصار الله. 

ـ من لفت انتباهك من المنشدين؟
لفت انتباهي المنشد الكبير المجاهد عيسى الليث.

الزامل رفيق المقاتل
ـ كثير من المنشدين انتقلوا من عالم الأنشودة الى الزامل، برأيك لماذا؟
لأن الزامل أصبح له حضور كبير وصدى واسع، وأثره الفعال، فالزامل اليوم يعتبر من أهم وسائل التحشيد وإعلان الجهوزية، وأصبح الزامل اليوم يرافق البندقية ويرافق المقاتل والجندي.

ـ ما هي الأنشودة التي ترددها دائماً؟
كنت أردد أنشودة (حسينيون في ذكراك جئنا أيها العلم)، وبعض أناشيد فرقة الرسالة. 

أعمال جديدة
ـ هل سنسمع لك أعمالاً جديدة خلال الأيام القادمة؟
أكيد سيكون لي أعمال، وسأشارك كذلك مع بعض الفرق الإنشادية.

ـ هل تستمع للموسقى؟ 
نعم.

ـ ما الذي يزعجك؟ 
استمرار العدوان على بلدي اليمن..

نصيحة
ـ ماذا تقول للمنشدين المحايدين من هذا العدوان؟
أنصحهم بأن يوظفوا مواهبهم التي منحهم الله إياها بالشكل الصحيح، مناصرة للحق وللمستضعفين، وفاء لبلدهم وجيشهم واستقلال بلدهم، وأن يكونوا أصواتاً صاخبة ضد عدوهم وعدو بلدهم وأمتهم.

أمنية لم تتحقق
ـ ما هو الشيء الذي تمنيته وتحقق؟
أمنيتي لم تتحقق بعد، وهي أن يعيش المسلمون في أمن وأمان رافعين راية الحق، قاهرين اليهود ومن لف لفهم، ولا يبقی لليهود أية وصاية أو هيمنة علينا كمسلمين. 

ـ كلمة أخيرة..
أشكر صحيفة (لا) على مناهضتها للعدوان الغاشم على بلدنا الحبيب، وأحيي كل العاملين في هذه الصحيفة المميزة.. وشكراً خاصاً لرئيس التحرير الأستاذ والشاعر صلاح الدكاك، على الاستضافة، ونفتخر بكم وبأعمالكم الرائعة.. وفقكم الله..