.jpg)
الأكـثر قـراءة
أناشيده محملة بالصمود والتحدي لهذا العدوان الأمريكي السعودي. يتمتع بصوت انسيابي صافٍ قوي مليء بالذبذبات الصداحة، ليّن مرن دافئ مغلف بالتحدي أمام العدوان ومرتزقته.
يتحكم بالمقامات تحكماً تاماً صوتاً وأداءً. لفت انتباه الكثير من المنشدين، حتى أصبح العديد من هؤلاء يأخذون بملاحظاته البناءة ليسلكوا طريق الإنشاد أداءً ولفظاً وإحساساً.
إنه المنشد الذي يعرف الطريقة التي يجب العمل على أساسها لتصل الأنشودة إلى وجدان المتلقي. أناشيده كالضوء الذي تشعر بوهجه من بدايته.
كما أنني من المعجبين بشخصيته التي تفيض على النفس الطمأنينة والشعور بالأمل.
إنه المنشد الكبير يحيى الشرعي.
الزامل.. في الصدارة
ـ لماذا غابت الأنشودة وظهر الزامل بهذا الشكل القوي؟
طبعاً أصل الزامل هو شدو وإنشاد، ومقام الزامل مثل أي مقام، وهو من ضمن المقامات الموسيقية، وهو يعتبر أنشودة، ومع العادات والتقاليد اليمنية ظهر هذا الزامل، فالأنشودة تعتبر روحانية وتخاطب الروح أكثر، وتصل إلى القلب والمشاعر أكثر، أما الزامل فظهر في القبيلة اليمنية، وسمي زاملاً لأنه يشحذ الهمم ويحفز المعنويات، ونحن الآن في مرحلة عدوان مطلوب منا أن يكون الدافع المعنوي قوياً، واليمن يوجد فيها كل شيء، كما يوجد فيها كل الثمار والفواكه، يوجد فيها كل الفن وكل الإبداع، وجاء شعراء اليوم وكتبوا الزامل وأضافوا فيه أشياء جديدة، والأنشودة لا زالت حاضرة، ففرقة أنصار الله تنشد الأنشودة الحماسية، والزامل في هذه المرحلة أصبح في الصدارة، والأنشودة ما زالت موجودة، وما زلنا نحافظ عليها، ففي الأعراس تحضر الأنشودة، وفي الموالد وفي كل المناسبات.
وصول سريع
ـ لماذا انتقل بعض المنشدين من عالم الأنشودة إلى عالم الزامل؟ ما الأسباب برأيك؟
بسبب المرحلة، وأيضاً بسبب أن الزامل يصل إلى وجدان المتلقي بسرعة، فالأنشودة لها طقوس معينة حتى تصل إلى المتلقي.
قصة جريح
ـ ماذا يعني لك زامل (يا جريح الحرب)؟
أعتقد أن زامل (يا جريح الحرب) كان من القلب، ووصل قلوب الجرحى، فقصة هذا الزامل، أن الشاعر فضل القحطاني اتصل بأحد الأصدقاء وقال له عندي قصيدة للجريح، وكتب هذه القصيدة بسبب أنه لم يستطع زيارة أحد الجرحى، فكانت هذه القصيدة هي من مشاعر صادقة من الشاعر، ونحن نعتقد أننا جسدنا هذه القصيدة من خلال إنشادها.
قوة التعبير
ـ هل ترى أن الشهرة التي يحظى بها بعض المنشدين تعمل على إظهار الشاعر؟
نحن نأخذ القصيدة القوية والمعبرة سواء كان الشاعر مشهوراً أو ليس مشهوراً، فالقصيدة القوية تظهر سواء من خلال إلقاء الشاعر أو من خلال المنشدين، وحالياً أصبح لكل منشد شاعر يتعامل معه ويتواصل به.
تؤرقني خيانة الوطن
ـ ما هو الجرح الذي يؤرقك كإنسان وكمنشد؟
الجرح الذي يؤرقني والذي سأظل أتحدث عنه في كل اللقاءات، هو الخيانة لهذا الوطن، وخيانة الأصدقاء، وخيانة أهل البلد لوطنهم، وكذلك العملاء الذين يقاتلون في صفوف العدوان.
ليذهبوا إلى الجحيم
ـ من هو المنشد الذي صدمك بانحيازه للعدوان؟
أي منشد ذهب مع العدوان لا يهمني ولا يصدمني، ولا يمكن أن أعيره أي اهتمام، والمنشد الذي ذهب مع العدوان ليس لديه مشاعر، وليس له فن صادق، وليس لديه قضية، وليذهب إلى الجحيم.
لا حياد مع العدوان
ـ ماذا تقول للمنشدين المحايدين من هذا العدوان؟
المحايد هو مع العدوان، فمثلاً بعد هذه الدماء وبعد هذا الخراب وهذا العدوان وبعد هذه الجراح، فهل تظل بعد كل هذا مشاعر محايدة؟
يا كاتب التاريخ
ـ عمل تعتز به كثيراً..
الذي أعتز به كثيراً هو عمل (يا كاتب التاريخ صفحة كاملة.. سطر عليها الملحمة من كل جيل)، وهذه القصيدة من كلمات الشهيد عبدالمحسن النمري، وهذه الأنشودة يعرفها الكثير وذاع صيتها كثيراً. وأكثر ما أعجبني في هذا الزامل عندما كنت أنشده بطلاقة وإحساس، البيت الذي يقول (لي ما يشوف العز ما يستاهله.. والعز ما لِه غير خط الله سبيل).
تفوق الليث والقحوم
ـ من لفت انتباهك من المنشدين؟
قبل أن أكون منشداً أنا أيضاً مستمع، الذي لفت انتباهي هو المنشد عيسى الليث والشهيد لطف القحوم سلام الله عليه، هما يعتبران بالصدارة، وهناك أيضاً منشدون مثل محمد القحوم وقيس الرصاص وشرف الذيفاني.
ـ من يتصدر المشهد الفني اليوم؟
عيسى الليث، فقد خلقه الله للزامل، وخلق الزامل لعيسى الليث.
الموسيقى مهمة لتطوير الزامل
ـ برأيك هل يستطيع الزامل أن يخاطب العالم؟
لو زوامل عيسى الليث يسمعها الصينيون واليابانيون وبنفس لهجتنا وبهذا الإيقاع وبهذه الروح، فالزامل هو روح وطاقة تنتقل، ويستطيع مخاطبتهم، ومسألة تطوير الزامل مهمة جداً أن يخلط بموسيقى وإيقاعات أجنبية، ويفترض على المنشدين أن يتعلموا اللغة الإنجليزية حتى يجيدوها، وأنا التقيت بشاعر وهو يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة، فترجم الزامل الذي يقول (يا جيشنا قل للملك وابن الملك)، وأنشدها وطلعت روعة، وهذا شيء ضخم، ونحن مسيرتنا هي مسيرة عالمية، فنحن نخاطب كل أحرار العالم، وإذا تم ما ذكرناه سوف يستطيع الزامل أن يخاطب العالم.
تنمية الموهبة
ـ لنعد بالذاكرة إلى البداية، كيف كانت؟
البداية كانت موهبة نميناها مع عدة فرق إنشادية، واختلطنا بالمنشدين في حفلات الأعراس وفي الاحتفالات الوطنية والدينية.
تطوير التراث
ـ هل يجد الملحن اليمني صعوبة بتلحين الموشحات؟
تراثنا غني بالألحان، فعندما تحاول أن تلحن لحناً رمضانياً لا بد أن يكون فيه صلة بالتراث اليمني، وبعض المنشدين تفوقوا في ذلك، مثل الأستاذ عبدالعظيم عز الدين، الذي استطاع أن يجدد في التراث ويطوره، وكذلك الأستاذ أسامة الأمير، فالألحان التراثية والألحان الروحانية والصنعانية عندما تلحنها يجب أن تمتلك إحساساً مرهفاً، كذلك إحساساً متصلاً ومتعمقاً بالتراث، فاللحن يجب أن يكون فيه نفَس التراث.
زوال بني سعود أمنيتي
ـ ما هو الشيء الذي تمنيته وتحقق؟
الذي تمنيته هو أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يظهر دين الحق ويظهر صوت المستضعفين. ومن ضمن الأشياء التي تمنيتها وتحققت هو أن الشعب اليمني أصبح العالم يعرفه، وأصبحنا نصنع صواريخ، أصبح بلدنا يتطور في كافة المجالات، أصبح لدينا نقلة نوعية. وأتمنى من الله أن أرى زوال بني سعود، هذه الشرذمة التي طغت في كل الأرض.
يستفزني الطابور الخامس
ـ ما الذي يستفزك؟
الذي يستفزني هو الطابور الخامس، فمثلاً البعض منهم يتحدث ويقول نحن معكم لكن ابتعدوا عن الصرخة، لا تصرخوا. وهؤلاء ليس لديهم وعي ماذا تعني هذه الصرخة، وهذه الصرخة نحاول أن نولد بها سخطاً في قلوبنا وقلوب الأجيال، ليس الشعار للترويج لحزب أو لأنصار الله، وإنما هي تحريك بوصلة إلى العدو.
وقع جميل على القلب
ـ هل تستمع للموسيقى؟
بالتأكيد أستمع للموسيقى، فالموسيقى مثل الكأس إذا أردت أن تفعل فيها خمراً أو ماء، فالموسيقى التي أدخلناها في الأنشودة تعمل على شحذ الهمم، ويكون لها وقع جميل على القلب. الموسيقى التي تميع النفس وتبعدك عن الله، فهذه حرام، أما الموسيقى التي تدخل في الأناشيد الروحانية والحماسية وتحفز الهمم ويكون لها دور إيجابي، فنحن معها، ونحن كمنشدين نحاول أن نستمع إلى أناشيد مختلفة بالموسيقى من أجل أن نوسع المكتبة الموسيقية.
ـ ما هي المقامات التي تتحدى حنجرة المنشد يحيى الشرعي؟
أجيد مقام الكرد، ويعتبر من المقامات المحببة، ولكن مقام الراستا متنوع، فلا توجد مقامات تتحدى حنجرتي.
ـ كلمة أخيرة..
أنصح الجميع أن يكونوا عند حسن الظن، وأن نكون في مستوى المواجهة، وأن يكون لكل واحد منا دوره، وكل في مجاله في مواجهة هذا العدوان وشكراً لك ولصحيفة لا على هذا اللقاء..
المصدر صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي