فعالية الذكرى التأسيسية الـ35 لحزب المؤتمر
الأستاذ عبده محمد الجندي في حوارمع صحيفة (لا) :اللجنة الإعلامية هي من ابتدعت شعارات الفعالية وتتحمل مسؤولية غموضها

منذ قرابة شهر وحزب المؤتمر الشعبي العام يبذل جهوداً تنظيمية هي الأولى من نوعها للحزب في تحشيد جماهيره استعداداً لإحياء الذكرى الـ35 لتأسيسه، والتي ستقام في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء في 24 أغسطس الجاري.
ويرى كثيرون أن الجهود المبذولة من قبل الحزب استثنائية تفوقت على تلك التي كانت تبذل في 2011 لحشد جماهير الحزب في مواجهة حشود اللقاء المشترك في ساحة الجامعة.. ولا شك أن لهذه التجهيزات الضخمة أسباباً خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد بسبب العدوان والحصار الذي ينفذه التحالف الأمريكي السعودي منذ أكثر من عامين، ومن الضروري توضيحها، خصوصاً وأن البوسترات الخاصة بها غامضة نوعاً ما، مما يدفع الشارع لطرح تساؤلاته بشأنها، سيما وأنه يرحب بأية فعالية من شأنها تعزيز الصمود في مواجهة العدوان لأي طرف من الأطراف الوطنية.استعداد هو الأول من نوعه في تاريخ الحزب
تمثلت الفعاليات التي يقيمها المؤتمر الشعبي العام لإحياء ذكرى تأسيسه خلال السنوات الماضية، في خطابات متلفزة وأحياناً مكتوبة لرئيس الحزب, بالإضافة إلى بعض الفعاليات الفنية والخطابية بشكل بسيط.
إلا أن الذكرى الـ35 لتأسيس الحزب، والتي ستقام في الـ٢٤ من الشهر الجاري, تحظى بتحشيد كبير من قبل الحزب، وجهود كبيرة لاستكمال التجهيزات اللازمة للفعالية. حيث عقد الحزب لقاءات تنظيمية في معظم محافظات الجمهورية قبل شهر تقريباً، دعا فيها أنصاره للمشاركة في فعالية السبعين، وتستمر قيادات المؤتمر بالمتابعة والإشراف على التجهيزات في تلك المحافظات.
وتسهم وسائل إعلام المؤتمر الشعبي العام في عملية الحشد من خلال دعواتها المتكررة على شاشة قناة أو صحيفة (اليمن اليوم) والمواقع الإلكترونية وكذلك صحيفة (الميثاق) الناطقة باسم الحزب, ولكن معظمها أضفت على دعواتها شيئاً من الغموض كما هو البوستر الخاص بالفعالية الذي دشن في مواقع التواصل الاجتماعي, والنشيد الخاص بها.

غموض بوسترات الفعالية يجعلها قابلة للتأويل 
لا شك في أن عدم صراحة مضمون البوسترات الخاصة بالذكرى الـ35 لتأسيس حزب المؤتمر في مواجهة العدوان، يدفع الوطنيين الصامدين في وجه العدوان إلى التشكيك في وطنية الفعالية، وبالتالي وطنية الحزب.
فمعظم المنتمين للحزب من قيادات تنظيمية وإعلامية وغيرها اتخذت من (أنا_نازل) شعاراً لصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي, ما دفع القاعدة الشعبية إلى استخدامه مع أنه لا يحمل أية كلمات أو جمل تؤكد على أن الفعالية تصب في خندق مواجهة تحالف العدوان الذي تقوده السعودية.
بالإضافة إلى أن كلمات الأبيات الشعرية التي اتخذتها اللجنة التنظيمية للفعالية نشيداً رسمياً لها, متجردة من أي مدلول لمواجهة العدو الذي شن حربه وفرض حصاره على الوطن لأكثر من عامين، ولم تعرّف به صراحة كما في (يا الرجال الأشاوس يا الجبال الغرر.. احشدي كل فارس خصمنا قد فجر), واكتفت بالحث على تحشيد الجماهير للحضور.

الجندي يحمل اللجنة الإعلامية للفعالية مسؤولية غموض بوستراتها
حمّل الأستاذ عبده الجندي، عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اللجنة الإعلامية للفعالية مسؤولية ما ستفضي إليه الشعارات الغامضة كـ(أنا نازل) وغيرها من تأويلات وتفسيرات لدى البعض، حتى وإن كان القصد في تلك الشعارات هو النزول إلى ميدان السبعين للمشاركة في الفعالية.
وقال الجندي لصحيفة (لا): اللجنة الإعلامية للفعالية هي من ابتدعت هذه الشعارات، وتتحمل ما يترتب عليها وما قد يطلقه البعض من تفسيرات, فالمرحلة ليست مرحلة انتخابات، بل مرحلة عمليات عسكرية في الجبهات لمواجهة عدوان، وما كان يجب أن تتخذ كشعارات للفعالية.

الفعالية وطنية ضد العدوان وخونة الحزب
نتيجة لما صدر ويصدر من شخصيات محسوبة على المؤتمر في منشوراتها التحشيدية للفعالية على صفحاتها في (فيسبوك)، من مهاجمة للمكون الوطني الأبرز في المواجهة، والمتمثل في جماعة أنصار الله, وأن الفعالية هي لتعريفهم بحجم المؤتمر الشعبي العام, يعتقد الشارع أن الفعالية ليست لمواجهة العدوان، وإنما نكاية بشريك المؤتمر في الدفاع عن الوطن، لهذا وجب بيان حقيقة إحياء الفعالية وكشف مدلولاتها، خصوصاً في هذا العام وهذه الظروف, ففي حال رفع المحتشدون لافتات من شأنها خدمة العدوان والمساس بتضحيات الشعب ودماء شهدائه التي بذلوها في سبيل الانتصار وعدم الخضوع، فسيحدث انشقاق في الصف الوطني ويضعف الطرف المقاوم لصلف العدوان.
وكشفت بعض قيادات الحزب في لقاءات لها على شاشة قناة (اليمن اليوم)، بعضاً من اللبس في هذا الموضوع، حيث أكدت أن الفعالية وطنية غرضها الأول وعنوانها الرئيسي هو مواجهة العدوان لا غيره.
وفي حديثه لأسبوعية (لا) حول هذا الموضوع، أكد القيادي في حزب المؤتمر عبده الجندي أن قضية الفعالية الرئيسية هي مواجهة العدوان، خصوصاً وأن المعركة قائمة معه, كما تسعى لتوجيه رسائل لأكثر من جهة متصلة به، الأولى للدول المعتدية بأن حربها ضد شعب وليس طرفاً بعينه، وتتحقق هذه الرسالة من الحشود التي تخرج سواء للمؤتمر أو لأنصار الله, والثانية موجهة لمن يدعي أنه يمثل المؤتمر الشعبي العام كعبد ربه منصور وأحمد بن دغر ومجاميعهما التي كانت بالفعل تنتمي للحزب، ومفادها (هذه حشودنا فأين هي حشودكم).
وأشار الجندي إلى أن المعركة التي نخوضها مع العدوان هي سياسية وعسكرية وإعلامية ونفسية واقتصادية، كون هذه هي عناصر الحرب, وبالتالي فإن الفعالية تخدم صمود الشعب في المعركة السياسية والإعلامية. مضيفاً أن أنصار الله في حشود دائمة وغرضهم إعطاء دفعة معنوية للمقاتلين في الجبهات ليتمكنوا من الثبات والصمود في المواجهة، وبالتالي يتحقق الجانب العسكري والنفسي.

الشهداء الذين سترفع صورهم في الفعالية
تستمر الأصوات التي حاولت دفع أنصار شريك المؤتمر في الاتفاق السياسي إلى التشكيك بوطنية فعالية إحياء ذكرى تأسيسه الـ35, في مزاولة أنشتطها الرامية إلى حرف مسار الفعالية، حيث وصل بها الأمر إلى حد إضفاء الغموض على من بذلوا أرواحهم في مختلف ميادين وجبهات القتال من أبطال الجيش واللجان الشعبية في سبيل الذود عن تراب الوطن, مع أن رئيس الجمهورية السابق زعيم المؤتمر الشعبي العام دعا إلى رفع صور الشهداء سواءً الذين ضحوا بأنفسهم في جبهات القتال مدافعين عن الوطن أو الشهداء الذين سقطوا جراء غارات طيران تحالف العدوان في الفعالية.
حيث تضمنت منشورات هذه الأصوات المحسوبة على المؤتمر تعليمات ادعت أنها تنظيمية, تمنع رفع صور الشهداء من أفراد اللجان الشعبية ما لم تتم إزالة شعار الصرخة منها, مع إدراكها أن جميع من استشهدوا سواء من الجيش واللجان يتم تمييز صورهم بالخلفية الخضراء وشعار الصرخة، أولهم الشهيد العميد حسن الملصي (أبو حرب) ضابط القوات الخاصة في الحرس الجمهوري، وغيره من الجنود الذين انطلقوا في سبيل الله منذ بداية العدوان وحتى الآن.
وتحدث الكثير عن أن عملاء ومرتزقة العدوان عمدوا إلى نشر صور قتلاهم في شوارع العاصمة دون شعار الصرخة والتي تميز من استشهدوا وهم يدافعون عن الوطن عمن قتل وهو مع الطرف المعادي. وأبرز من دعوا إلى هذا الأمر هم من عملوا على خلخلة الصف الوطني خدمة للأعداء كالمحامي محمد المسوري وغيره.
إن التباينات الظاهرة في الفعالية الخاصة بذكرى التأسيس، أكدتها الممارسات غير الوطنية الصادرة من بعض المنتمين للمؤتمر الشعبي العام، والمنافية لتوجه الزعيم علي عبدالله صالح, رئيس الحزب، على أن المعركة بينه وبين الخونة في حزبه قائمة حتى الآن، وأن عملية تطهير حزبه التي تحدث عنها في 2011 لم تتم كلياً, وبالتالي فإن ميدان السبعين سيكون في الـ24 من الشهر الجاري ساحة لمعركة بين الزعيم صالح والوطنيين من حزبه من جهة، وبين الخونة بقيادة الفار هادي من جهة أخرى، وربما تحسم الصراع القائم منذ 5 سنوات، وتحدد المنتصر فيه.