وجهت اتهامات إلى الإمارات العربية المتحدة، حليفة الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة تنظيم القاعدة، بممارستها لشتى انواع التعذيب في سجون تديرها في اليمن..
لويس امبرت|صحيفة “لوموند” الفرنسية:

أصدرت الحكومة اليمنية يوم السبت 24 يوليو أمراً بإنشاء لجنة تحقيق على إثر الاتهامات التي وجهتها كلاً من وكالة اسوشيتد برس (AP) ومنظمة هيومن رايتس ووتش (HRW)، والتي أكدت على قيام الإمارات  العربية المتحدة وحلفائها المحليين بإدارة سجون سرية تقع في جنوب اليمن تمارس فيها صنوف التعذيب.

ونقل مسئولون من وزارة الدفاع الأمريكية الذين يجمعهم تعاون مع الإمارات في حربهم ضد تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية- أحد فروع التنظيمات الإرهابية في اليمن- أن القوات الأمريكية أوكلت قضايا المعتقلين للإمارات في حين أنها تتسلم تقارير عمليات الاستجواب وأشرطة الفيديو. كما أوضح المسئولين أن القوات الأمريكية شاركت باستجواب المحتجزين في اليمن بيد أنهم نفوا علمهم بعمليات التعذيب هذه ولاسيما مشاركتهم في انتهاكات لحقوق الإنسان.

وكانت وكالة اسوشييتد برس قد كشفت يوم الخميس 22 يونيو عن وجود شبكة من السجون لا تقل عن 18 سجن تم إنشاؤها داخل قواعد عسكرية، موانئ، مطارات وحتى داخل ملاهي ليلية وتحتجز فيها مئات السجناء.

من جانبها وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش وجود اثنين من “مراكز الاعتقال غير الرسمية” تتولى إدارتها الإمارات العربية المتحدة، كما جمعت المنظمة الشهادات حول وجود 11 سجن آخر.

أما المنظمات غير الحكومية، فقد رصدت 49 حالة من الأشخاص بينهم 4 أطفال تم اعتقالهم تعسفاً أو أنهم في عداد المفقودين منذ عام.

 
أساليب متنوعه للتعذيب:

يحارب الجيش الأمريكي منذ 15 عام ضد تنظيم القاعدة في اليمن، فيما ازدادت وتيرة هذه الحروب تحت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب. وعلى أرض الواقع تعتبر الإمارات العربية المتحدة هي العضو الرئيسي في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في حربها ضد جماعة الحوثي في اليمن منذ مارس 2015. ووفقاً لوزير الداخلية اليمني حسين عرب نقلاً عن وكالة اسوشييتد برس أن هناك بعض المعتقلين تم نقلهم إلى القاعدة العسكرية الأمريكية عصب التي تقع في ارتيريا على الشاطئ الآخر من البحر الأحمر.

وبحسب معتقلين سابقين وعائلاتهم ومحاميين مشاركين في الدفاع عن حقوق الإنسان بالإضافة إلى مسئولين من الحكومة اليمنية ونقلاً عن اسوشييتد برس أن معظم هذه السجون هي في قبضة قوى محلية تديرها وتمولها الإمارات العربية المتحدة، ومن ضمنها قوات محلية في حضرموت شرق البلد والقوات التابعة للحزلم الأمني  الواقع في مدينة عدن الجنوبية.

 

وأوضحت الوكالة أن أحد المعتقلات الرئيسية يقع في مطار الريان في مدينة المكلا، حيث وصف بعض السجناء السابقين أساليب وحشية للتعذيب تعرضوا لها هناك بما في ذلك وضع السجين في حاوية النفايات معصوب العينيين لمدة أسابيع، ناهيك عن الضرب المبرح، “الشواء” فوق النار والاعتداءات الجنسية.

وفي المقابل نفى وزير الخارجية الإماراتي يوم الجمعة 23 يونيو هذه الاتهامات معتبراً إياها بمثابة محاولة لتشوية سمعة التحالف، في حين ألقى بالمسئولية الكاملة على الحكومة اليمنية بقوله أن “دولة الإمارات العربية المتحدة لم تتولى أو تشرف على أي سجون في اليمن وأن هذا الأمر من اختصاص السلطات الشرعية اليمنية”.

من الجدير بالذكر أن حلفاء الإمارات العربية المتحدة هم واقعين تحت سيطرة الحكومة اليمنية ولكنهم في مأزق معها، إذ اتهم الرئيس عبد ربه منصور هادي الإمارات بأنها تعمل على تشجيع التقسيم في اليمن من خلال دعمها للقوى الانفصالية.

 ترجمة: شاميه الحيدري