أسهم بدور في إثراء وتطوير الأغنية اليمنية، وساهم بدور هام في إحياء ونشر التراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع.
تفرد بأداء خاص ومتميز في الأغاني التي غناها، كما أدى بتفوق جميع الألوان الغنائية اليمنية.
إنه من الفنانين القلائل المتمكنين ببراعة من تقديم عطاءات إبداعية على محاكاة التراث اليمني، معتمداً بذلك على جمال وعذوبة ورقة صوته وقدرته الهائلة على التغيير والتنويع بخلق جمل موسيقية ومقامات لحنية وإيقاعات يمنية مصحوبة بثراء العاطفة والشجن المتدفق والمرتبط بالتراث اليمني الأصيل.
فعندما تستمع لصوته تحس كأنه جاء منبعثاً من أعماق الأرض والتاريخ، حاملاً بصوته العذب أبرز ملامح الأصالة، ويمتلك موهبة ثرية مدعمة بثقافة موسيقية عميقة.. إنه الفنان مراد العقربي.
 أغاني الفنان محمد سعد عبدالله تتميز بعمق اللحن وبساطة الكلمة، وتنتقل سريعاً إلى الوجدان، وتعتبر أنت أفضل من غنى أغاني (بن سعد)، وانتشرت كثيراً بصوتك. هل بساطة الكلمة وعمق اللحن السبب في انتشار هذه الأغاني؟
الفنان محمد سعد عبدالله كان إنساناً بسيطاً جداً في تعامله في الحياة، وبسيطاً في تعاطيه للجملة اللحنية، وبسيطاً في اختياره لعمق الكلمة إلى جانب اللحن، ولهذا تجد أغانيه أقرب إلى الناس عن غيرها من الأغاني اليمنية، وبهذا كان متميزاً. وقد غنيت للفنان محمد سعد عبدالله، إلا أن الإعلام لم يهتم بها، ويتعاملون مع الفنان كبائع خضروات، فلا يوجد تعامل رقيق مع الفنان.

 هل أنت أفضل من غنى أغاني الفنان محمد سعد عبدالله؟
لا أقول أفضلهم، ولكن هناك فنانين غنوها أفضل مني.

 الفنانون الخليجيون يصعدون عبر مسيرتهم الفنية بالسطو على تراثنا وألحاننا، والجهات المعنية لا تحرك ساكناً.. برأيك أين يكمن الخلل؟
الخلل يكمن في وزارتي الثقافة والإعلام اليمنيتين، ولا توجد مبالاة لدى وزارة الثقافة، وأقول لا يوجد فن خليجي، وكله تراث يمني تم السطو عليه من قبل الخليجيين.

 نلاحظ غياب الأغنية الوطنية.. برأيك هل فقدت وخسرت بريقها؟
هذا موضوع مهم جداً، وكنا نتناقش فيه مع بعض الفنانين، فالأغنية الوطنية بحاجة إلى انفتاح نحو العصر لمخاطبة المجتمع، وهناك أعمال لا يشترط أن تكون بالمارش العسكري، وإنما تناجي الكلمة بالنغمة الحلوة. وأنا الآن أقوم بعمل جديد، وتم تجهيزه، من كلمات الدكتور عبدالعزيز المقالح، وهي بعنوان (قصائد قصيرة تحت القصف).. تقول:
وجه المدينة لم ينم
أطفالها وزجاجها
أحجارها ورياحها
لم تنم
وأنا وأشجار الدخان
القصف كان على سجيته
يدك الصبح يمحو ما تجمع
من خيوط الضوء
يبتلع المآذن والأذان
بالأمس كانت غيمة بيضاء
تبكي فوق شارعنا
وتبحث في أزقته
وفي بعض الحواري
عن أمان
طبعاً جمال الكلمة له عدة صور يخاطب فيها المجتمع، ويخاطب إنساناً، ويخاطب حياة وكون بمختلف لغات العالم والتكوين، ووجدنا صعوبة في تنفيذها من قبل وزارة الثقافة، لأن فكرة العمل لا تخدم السلطة بقدر ما تخدم الشعب أو الإنسان اليمني أو وجه المدينة الحضارية صنعاء، التي تعتبر من العواصم التاريخية في العالم.

 هل يستمع الفنان مراد العقربي للزامل الشعبي؟
نعم أستمع للزامل، وأستفيد منه كثيراً، وأتذوق الزامل. والزامل يبقى تراثي، وجزءاً من عاداتي وتقاليدي، ولكن الزامل لا يخاطب العالم، الفكر لدى الفنان والنص هو الذي يخاطب العالم.

 ما هو الشيء الذي تمنيته ولم يتحقق؟
الذي تمنيته ولم يتحقق، هو أن أرى بلادي في مقدمة البلدان.

 كيف تقيِّم واقع الفن اليمني؟
أرى أنه لو تم الاهتمام بالفن والثقافة والفنانين، سوف تكون هناك ثورة، ونؤثر في المجتمع، وسوف نحقق إنجازات وأهدافاً، وسنصل إلى ما نصبو إليه.

 ما هي الأغنية التي ترددها دائماً؟
هناك عدة أغانٍ أرددها، ولكن هناك أغاني أحب إلى قلبي، وبالذات الأغاني الصنعانية، مثل (جل من نفس الصباح)، (حوى الغنج)، وغيرهما من الأغاني التي لها تاريخ ولها عراقة.

 هل ظلمت من قبل الإعلام اليمني؟
أنا واحد من آلاف الفنانين الذين ظلمهم الإعلام، فالإعلام يتناسى أن يقدم أعمال الكثير بحجة المصنفات والرقابة ومحاسبة الكلمة.
وهناك بعض الزملاء يسجلون 50 أغنية في يوم واحد، مثلاً في إذاعة جراند فور، كنت هناك قبل ثلاثة أيام، فتفاجأت بأن أحد زملائي من الفنانين سجل 35 أغنية خلال يومين، هو الفنان محمد علي القديمي، وأنا كنت أريد أن أسجل أغنية واحدة ولحناً جديداً لم تتم إتاحة الاستوديو لي، رغم أني سوف أدفع فيها إيجاراً، وهو غير مشغول، وهي أغنية (وجه المدينة)، من ألحاني، وسيشترك فيها مجموعة من الفنانين اليمنيين.

 كلمة أخيرة..
أتمنى أن نعيش في أمن وأمان، وأن نرتقي إلى مستوى أفضل، وشكراً لك ولصحيفة (لا).


سيرة ذاتية:

ـ مراد حسين بن حسين العقربي.
ـ مواليد 1972م
ـ خريج معهد دراسة الموسيقى، درسه الأستاذ الشيخ يحيى محمد عبدالله العقربي.
ـ احترف الموسيقى في مجال العزف والغناء والتلحين.
ـ له أعمال جديدة (يا الله يا رب العباد) من كلمات أمين الحضراني، و(عايب وستين عايب)، وأغنية جديدة للأستاذ عبدالحق الشرفي، وستكون مفاجأة، وأغنية جديدة للدكتور إبراهيم أبو طالب، وهي من ألحان عصام الأخفش، وأغنية جديدة (لو تشوف كم بين أحبك) من كلمات إبراهيم أبو طالب.