مقتـــــل الفنـــــان نــــادر الجــــرادي كــــان صدمــــة لــــي

قبل عدة أيام قرأتُ بعض النصوص الشعرية من ديوان الشاعر محمد حمود السلال، والذي يحمل عنوان (حمينيات).. أدركت أنني أمام شاعر متمكن من كتابة القصيدة التي أحلم بها وأصبو إليها، أحسستُ أيضاً أن هناك بين روحي وروحه تماثلاً يقارب الامتزاج رغم الاختلاف في طريقة كل منا عن رؤيته للشعر.. مست قصائده العاطفية نقطة في أعمق أعماقي، وفجرت في قلبي حنيناً جارفاً للكتابة.. إن قصائده بالغة التكثيف والشعرية، تتداخل فيها مدركات الحواس ومعطيات الوجدان.
محمد السلال هو أحد الشعراء القلائل الذين تتطابق قصائده مع روحه وشخصيته. إنه شاعر جميل في بساطته، رقيق في حيائه، يحب كل ما هو أصيل وصادق.. التقيناه وأجرينا معه هذا الحوار.
 ما هو الشعر من وجهة نظرك؟
الشعر هو ترمومتر يرصد آلام وهموم المجتمع.

 ماذا أضاف لك الشعر؟
أضاف لي حب الناس.

ـ القصيدة كائن خفي متطور دوماً، تعيش في الأعماق، فإذا قررت الخروج تدق جرس الأرق، فتستفز الشاعر.. متى تستفزك القصيدة؟
عندما تكتبني

 هل الشاعر يكتب القصيدة، أم القصيدة التي تكتب الشاعر؟
أعتقد أن القصيدة هي التي تكتب للشاعر.

 تغنى لك الكثير من الفنانين، فمن هو الفنان الذي تجد قصائدك بصوته أكثر تأثيراً وانتشاراً؟
هذا السؤال سيضعني في مأزق، لكن بصراحة الفنانان حمود السمة وحسين محب.

 الفنان نادر الجرادي تغنى بالكثير من قصائدك.. كيف كان وقع الخبر عليك يوم مقتله في إحدى الحفلات؟
كان الخبر صدمة لي، وقبل الحادث بـ10 أيام أعطيته بعض الأعمال، وفوجئت أن أحد هذه الأعمال غناها قبل وفاته، كان مطلعها (ما عرفنا لك طبيعة.. كل ساعة لك طبع ثاني.. يا حبيب ليش الخديعة.. والتقلاب في ثواني.. مهجتي منك وجيعة.. كيف أسوي يا أناني).
والبعض من الذين كانوا متواجدين قالوا بأن هذه القصيدة التي كتبتها تصف حالة نادر الجرادي مع صديقه الذي أطلق عليه رصاصة الغدر، وكانت علاقتي به أخوية أكثر من فنية، وكان أول لقائي بالفنان الراحل نادر الجرادي في عرس الفنان حمود السمة، قبل أربع سنوات.

 ما هو أول عمل غنائي لك؟
أول عمل غنائي كان مع الفنان سام الخزاعي في أغنية (دمعي جرى وأنت السبب)، بعدها توالت الأعمال مع بقية الفنانين.

 ما هي أكثـر أعمالك التي لاقت انتشاراً واسعاً؟
أكثر الأعمال التي لاقت انتشاراً واسعاً هي أغنية (بين أدور راحتك) للفنان حمود السمة، و(عظم الله أجر قلبي)، و(أبسرت ما تفعل العشقة؟) التي غناها الفنان حسين محب، و(أسعد مساء الحالي) لحسين محب، وكذلك الفنان نادر الجرادي غنى لي (زلت علي يمين)، و(أحباب لكن من ورق)، و(كنا نغني لكم واليوم تغنوا علينا).

 هل لك مشاركات خارجية؟
لا توجد لدي مشاركات.

 لماذا لا تقترب من القصيدة الوطنية؟
لدي الكثير من الأعمال الوطنية وقد شاركت فيها وفزت بالجائزة الوطنية لأنشودة (أنا وحدوي واشمخي يا أرض حمير)، وأنشودة (الوفاء). وكانت الجائزة مقدمة من أمانة العاصمة، أنشأتها عن طريق مكتب الثقافة. وأيضاً لدي الكثير من الكتابات والدواوين الشعرية التي صدرت بالشعر الفصيح، تحت عنوان (مرايا الأشواق) و(أجراس الحب)، صدرت الطبعة الأولى وطبعة ثانية تم إصدارها بشكل جديد نوعاً ما، أنتجتها ككتابات مقروءة وسيدي مرئي إلكتروني وكاسيت مسموع في 2005م.

  ما هو العمل الذي لم تكتبه إلى الآن؟
إلى الآن أشعر بأني لم أقدم الشيء الذي يرضي نفسي، برغم أنني كتب في مجال الشعر الفصيح أكثر من 500 عمل، وفي مجال الحمينيات عندي قرابة 700 إلى 800 عمل، وفي مجال القصائد القومية والموشحات والأعمال الوطنية.

 ما هو العمل الغنائي الذي تردده دائماً؟
أبسرت ما تفعل العشقة
بالناس يا قلبي الولهان
آمنت بالشوق والحرقة
وإن الهوى يتعب الإنسان

 بمن تأثرت؟
تأثرت بالشاعر الكبير العملاق يحيى حسين، ويعتبر شاعراً مجدداً في الأغنية الحمينية والقصيدة الحمينية.

 من هم أقرب الشعراء لك؟
أقرب شاعر لي هو محمد عبداللطيف القراع، وقد تبنيته منذ بدأ في كتابة أول قصيدة، وقد اكتشفت فيه مشروع شاعر.

 كلمة أخيرة..
نرجو من وزارة الثقافة أن تتبنى المبدعين، وتقوم بإنتاج أعمالهم وتنظيم مهرجانات تساهم في رفد الثقافة ومكتبة التراث بأعمال جديدة، والساحة مليئة بالمبدعين سواء في مجال الغناء أو الشعر أو التلحين. وأشكرك على هذا اللقاء الرائع، وصحيفة (لا) على هذه الاستضافة.


سيرة ذاتية :
ـ محمد حمود السلال
ـ من مواليد 1975 ـ صنعاء
ـ الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه 6 أولاد
ـ له ديوان بالشعر الفصيح (أجراس الحب) عام 2003م، وطبعة ثانية صدرت على ثلاثة أشكال (مقروء ـ مسموع ـ إلكتروني مرئي)، وديوان (مرايا الأشواق) فصيح صدر عام 2005 كطبعة أولى، وديوان (حمينيات) الجزء الأول من سلسلة دواوين غنائية.
ـ له العديد من الأعمال الغنائية مثل أغنية (امهل حبيبك وتخير لك) و(دولة الحب) و(عادنا بين أذكرك وبين أدور راحتك) التي غناها الفنان حمود السمة، وكذلك أغنية (إنذار بالطاعة) و(أبسرت ما تفعل العشقة) غناها الفنان حسين محب، وأغنية (زلت عليّ يمين) و(أحباب لكن من ورق) و(ما كل من حب) وهي من ألحان وغناء الفنان الراحل نادر الجرادي، كما غنى له كثير من الفنانين أمثال شرف القاعدي وإبراهيم الطائفي وبدر المليحي وعلي المحنى.
ـ كما لديه العديد من القصائد الوطنية مثل قصيدة (أنا وحدوي) و(اشمخي يا أرض حمير) وأنشودة (الوفاء).