مرتزقة (الثقافة) تواصلوا مع (بن دغر) لإجهاض الأوبريت
أحمد شذان- مدير عام الإنشاد الديني والوطني بوزارة الثقافة :
(لبيك ياوطني) كافأني بعزلي و(الثورية) أغلقت الإدارة المنتجة

لديَّ تصنيف للأعمال الفنية يخصني وحدي لا ألزم به غيري، ولا أسعى أبداً لأن أقنع به أحداً. هناك أعمال تعجبني، وهناك أعمال تبهرني، وهناك أعمال يجب أن يقف أحدنا أمامها بخشوع وإجلال، هذه في رأيي ذروة سنام الأمر، ولا أعرف للمنشد المبدع أحمد شذان عملاً لا يدخل في تلك الفئة، فهو صاحب فكرة أوبريت (لبيك يا وطني)، هذا الأوبريت الذي يجب أن نقف جميعاً أمامه بإجلال.
من حقنا أن نتباهى بأوبريت (لبيك يا وطني)، ونعتبره عملاً نوعياً ونادراً في تاريخ الفن اليمني، لأنه العمل الذي كان له تأثير على وجدان الذاكرة اليمنية والعربية والعالمية، وكشف بشاعة العدوان السعودي الأمريكي، وجسد صمود الشعب اليمني.. وأوبريت (لبيك يا وطني) ما كنت أطمح له وأطمع فيه، لأن هذا الأوبريت هو العمل الوحيد الذي كان بحجم العدوان السعودي.
سأظل أنشد إعجابي وانبهاري بهذا الأوبريت، لأنه عمل فني وطني مكتمل فيه شروط النجاح، وسيبقى في ذاكرة الأجيال جيلاً بعد جيل.. وصاحب فكرة الأوبريت أحمد شذان واحد من أولئك المبدعين القلائل الذين يمتلكون قدرة استثنائية وشخصية إنسانية وفنية شديدة العذوبة فإلى الحوار:
 أنت صاحب فكرة أوبريت (لبيك يا وطني).. لو تحدثنا عنها..
أتت الفكرة من واقع وطني بحت، وبالتحديد يوم ضربة عطان، كانت الضربة مؤلمة بشكل كبير لجميع أبناء اليمن، فبقيت في ذلك اليوم حيران بقوة إلى منتصف الليل، هل يستمر حال البلاد على هذا الشكل، ولا توجد أي ردود. وحسب مجالي وعلاقتي الثقافية والإعلامية، قلت لا بد أن أرد بضربة إعلامية قاصمة لآل سعود ومن حالفهم، وتكون من خلالها استعراضاً لجميع ما خرب تحالف العدوان من البنية التحتية المدنية والعسكرية أو الشعبية.

ـ كيف كنتم تجتمعون أثناء القصف لعمل البروفات؟
كانت البروفات متعبة جداً في ظل القصف، خصوصاً وأن العمل رسمي خرج باسم وزارة الثقافة، فكانت لهم اتصالات ورسائل بأن يتم إعداد وتجهيز أوبريت كبير منافس للحلم العربي وغيره، برعاية وزارة الثقافة، فكنا نجتمع كل أسبوع أو كل خمسة أيام في مكان، ونضطر لتغيير هذا المكان حتى لا يتم القصف، وفي إحدى المرات كنا في المركز الثقافي، فتم قصف البحث الجنائي الذي بجانب المركز، فاضطررنا إلى الانتقال فوراً من جميع المواقع الخاصة بوزارة الثقافة، والتجمع في أماكن وشقق خاصة، لسلامة طاقم العمل.

 هل هناك فنانون ومنشدون رفضوا المشاركة في أوبريت (لبيك يا وطني)؟
للأمانة الفنانون الغنائيون شماليون وجنوبيون، مثلما رأيتم الأوبريت، وكذلك المنشدون من جميع الأطياف والمكونات السياسية، وكذلك الممثلون على مختلف انتماءاتهم. لم نواجه أي اعتراض نهائياً من قبل الجبهة الفنية من ممثلين ومنشدين ومذيعين أيضاً. لقد كان الترحيب بشكل كبير، والسبب أنهم كانوا يدركون أن راعي العمل جهة رسمية، وسيخرج العمل رسمياً، لا يوجد راعٍ سياسي، فرحبوا بهذا العمل، ولأنها حدثت ولأول مرة أن وزارة الثقافة تنتج عملاً بهذا المستوى الراقي، وبهذا المستوى الكبير.

  هل يعتبر هذا العمل الفني الكبير بحجم العدوان؟
أنا كصاحب فكرة وكصاحب مشروع، لا أستطيع تقييم عملي، وإنما تقييم العمل يأتي من قبلكم أنتم، ومن خلال الردود الداخلية والخارجية، والمشهد اليمني بشكل كامل عرف صدى هذا الأوبريت، خاصة من قبل الفلسطينيين والسوريين والعراقيين، كان هناك استقبال كبير جداً وبالملايين بحسب اتصال السفير الفلسطيني ثالث يوم، وقال لي بأن الأوبريت وصل صداه بشكل كبير إلى درجة أن الفلسطينيين الشباب يحملونه من الإنترنت.

 نلاحظ غياب الأصوات النسائية في هذا الأوبريت.. لماذا؟
بصراحة السبب هو اتصالات الأحزاب أو المجموعة المسيطرة على البلاد، والاعتراض من عدة فئات، والتهديد بأننا سنوقف العمل ولن نعرضه إذا تمت مشاركة الأصوات النسائية، ولكن الأعمال القادمة سيكون العنصر النسائي مشاركاً فيها وبقوة.

 من لفت انتباهك من الفنانين والمنشدين المشاركين في الأوبريت؟
لفت انتباهي من فئة المذيعين الأستاذ أحمد الذهباني ومحمد شرف الدين، ومن فئة المنشدين شخص واحد فقط وكل الناس تعرفه داخل اليمن وخارجه، الأستاذ المنشد الكبير الرائع عبدالرحمن العمري، ومن فئة الفنانين الغنائيين منصور بن علي وآزال المغلس وفضل الحمامي وبشير المعبري.

 كيف تقيِّم واقع الفن اليمني في ظل هذا العدوان؟
صفر على الشمال، لا اهتمام ولا رعاية ولا انتباه، وهذا الأوبريت لم يمتز بأغنية وطنية، ولكنه شرح أهم قضية للشعب اليمني خلال الألفي سنة، ومع ذلك لم يتم الالتفات إلى هذا العمل نهائياً، خصوصاً من قبل اللجنة الثورية، برغم أن العمل نوعي ونادر، وهذا الذي يؤلم، ورغم أن اللجنة الثورية دشنت هذا الأوبريت، وأخذوا صيت وسمعة الأوبريت، وبعد أن أخرج للناس رموه عظماً، ولم يتم صرف أي مبلغ خاص بالأوبريت، ولا حتى ألف ريال، فكانت المبالغ كلها مقدمة من صاحب الفكرة وصاحب المشروع الذي هو أنا مدير عام الإنشاد الديني والوطني بوزارة الثقافة، وبعد ذلك تم التهجم على الإدارة العامة التي أصدرت هذا الأوبريت، وقد تلقينا دعوة من الجزائر لتكريم طاقم العمل ومع ذلك لم نحصل على تذاكر سفر من الجهات المعنية. وكذلك من الأشياء المفاجئة من وزارة الثقافة واللجنة الثورية بالوزارة، تجميد جميع المستحقات والمصروفات الخاصة بالأوبريت، والسبب لأنه ضم جميع المجالات الفنية من كل المكونات السياسية في البلد، وتم إغلاق الإدارة العامة للإنشاد الديني والوطني، التي أنتجت الأوبريت، وتجميد جميع مستحقاتي الخاصة، وعزلي من منصبي. فأشكر وطني الذي كافأني بعزلي من منصبي وتجميد مستحقاتي.

 الفنانون الشباب متهمون بعدم الاهتمام بالتراث، وأنت واحد منهم. كيف ترد؟
بالنسبة لي أخرج دائماً كل خميس لأحيي أعراساً أو مناسبات، وثلثا ما أؤديه هو تراث، وعندما شاركنا في تركيا كان ثلثا المشاركات التي تمت هناك من التراث، وأخذنا المركز الثاني على مستوى 52 دولة. ومن لا يقدر التراث اليمني، أو لا يفتخر به، أو لا ينشد به أو لا يغني به أو يمثل به، فهو ليس يمنياً، ولا ينتمي إلى التراث الشعبي.

ـ ما هو الشيء الذي تمنيته وتحقق؟
الشيء الذي تمنيته وتحقق هو أوبريت (لبيك يا وطني)، يعتبر عندي أكبر عمل أنتجته خلال فترتي الفنية الممتدة لـ12 سنة.

 كم استمر الإعداد لإخراج الأوبريت؟
استمر 8 أشهر و13 يوماً، وخرج العمل للقنوات المحلية والخارجية وللعالم بأسره، وكان استعراض الأوبريت في اليوم الخامس في المؤتمر الأوروبي لقضية اليمن، يوم اجتماعه، فاستعرضوا صور الأوبريت.

 بعد ثمانية أشهر ونيف في إعداد وإخراج الأوبريت، إلى ماذا توصلت؟
الذي توصلت إليه هو ارتياح شعبي كبير أولاً، وتوصيل رسالة عربية وعالمية بشكل كامل، حيث إن الأوبريت شرح قضايا العدوان، وسلط الضوء على ما يحدث في اليمن من غير أي تدخلات سياسية، كذلك انتشار وشهرة طاقم العمل بشكل كبير جداً، وعمل صدى لكل فنان ولكل منشد ولكل ممثل، وعمل نهضة كبيرة لكل طاقم العمل.

 من لحن هذا الأوبريت؟ ومن هم شعراء الأوبريت؟
طبعاً الشعراء هم أكثر من تسعة شعراء، ولكن الذين استقررنا عليهم اثنان الحارث بن الفضل الشميري وحسن المرتضى.. الألحان كانت مشتركة بين الألحان الأم، وهي ضيف زبيدة ومحمد قاسم زبيدة، وكذلك مشاركة وتداخل في الآراء وتغيير بعض الأدوات، كان لي دخول فيها، والأستاذ وهبي العواضي والأستاذ عبدالرحمن العمري والأخ بغداد النجار.

 بالنسبة للجانب المالي كيف كان التعاطي معه من قبل وزارة الثقافة واللجنة الثورية العليا؟
طبعاً المعاملة تمت رسمياً وبقرار وزاري وبأوراق رسمية وجلوس مع وزارة المالية وتوجيهات مريحة من قبل الوزراء المختصين لهذا الأوبريت، وبعد خروج التعزيز المالي دخل الأوبريت في ضغوط سياسية من دون أن أحدد أحزاباً، كل واحد يريد أن تعطيه بعض الأبيات، وسيعطيك مقابل ذلك، رفضنا هذا الشيء أولاً، فدخلت الضغوط المالية، وقالوا لن نعطيكم المبلغ كاملاً، يجب أن تخفف من فكرة الأوبريت، ويجب أن تخفف الضربة الإعلامية التي تريد إيصالها لكي يتم الدعم المالي. والهدف من هذا الشيء هو تواجد اتصالات وارتباطات من قبل هيئة وزارة الثقافة مع بن دغر، هذا هو بكل صراحة لإجهاض الأوبريت، ولكنهم لم يستطيعوا، وقد أثبت هذا الشيء في المحكمة الإدارية.

 ما هو الكنز الذي أعطتك إياه الحياة وتفخر به؟
أنني يمني.

 كلمة أخيرة..
أرجو من اللجنة الثورية العليا أن ينظروا إلى المؤسسات الحكومية، وما يحدث فيها. ورسالتي الثانية إلى آل سعود والأمريكان ومن حالفهم؛ إياكم أن تستمروا في غبائكم الذي تستخدمونه على الشعب اليمني، فإنه يوجد لدينا الكثير والكثير من الضربات سواء العسكرية أو الإعلامية، ونحن في صدد البدء بإعداد عمل لأوبريت (النصر) في حين أنتجت الدولة هذا العمل، سيكون قريباً.
أوبريت (لبيك يا وطني) والتفتوا إليه، أوبريت (النصر) بنفس المواصفات وبنفس القوة، وسوف يتم دخول شخصيات فنية عربية في أوبريت (النصر).

سيرة ذاتية:
ـ أحمد علي أحمد شذان
ـ تاريخ الميلاد 1/2/1989م
ـ الحالة الاجتماعية: عازب
ـ المؤهل الدراسي: جامعي ـ تخصص إدارة أعمال
ـ مدير عام الإنشاد الديني والوطني بوزارة الثقافة
ـ صاحب فكرة أوبريت (لبيك يا وطني)
ـ له ألبوم بعنوان (رسول الهدى) وأيضاً الألبوم الإنشادي الرسمي الأول لوزارة الثقافة بعنوان (أهلاً سيد الورى)
ـ له مشاركات داخلية وخارجية أهمها في فرنسا وتركيا