يلجأ معظم الأزواج إلى تسمية زوجاتهم في هواتفهم بغير أسمائهن، وقد يسمونهن بأسماء غريبة.. بينما الزوجات يبدين أكثر رومانسية من أزواجهن.. ذلك ما أثبته استطلاع الرأي الذي قامت به (لا).. البعض برر ذلك تفادياً لضياع أو سرقة (الجوال)، والبعض الآخر قال إنه يعود لثقافةٍ متجذرة تعوّد عليها منذ الصغر..
لحظة ود
في ساعةِ صفاء جلست بجواره، يتجاذبان أطراف الحديث، بعد نقاشٍ طويل، استأذنته بأخذ (جواله)، قالت له: لا لشيء، فقط أود أن أعرف قدري عندك، ماذا تسميني بجوالك؟
أجابها: أنتِ عندي أسمى معاني الكون بأكمله، لكن لا يعني أن حبي لكِ من خلال ماذا أسميكِ بجوالي.. فقد أسميكِ أرق الأسماء وأجملها، لكن بجوالي لا.
لماذا؟
لأني أخشى ضياعه أو سرقته لا سمح الله.. وقد يؤذونكِ و.. و.. و..
وتحت ذلك المبرر أقنعها بحجته القوية.

مُغالطة..!
البعض منهن قد لا تقنعهن الفكرة من أساسها أن يُحفظ رقمها في هاتف زوجها باسم مستعار، أو أي رمزٍ قد يوحي بمدى تذمر الزوج من زوجته أو العكس.. كما توضح ذلك صباح الظافري (موظفة): (الحقيقة أن الرجل غالباً ما يحتفظ برقم هاتف زوجته في هاتفه أو أية قريبةٍ له باسم مستعار).. تبرر ذلك بقولها: (حرصاً منه على عدم تعريضهن للمضايقة حال فقد هاتفه أو تعرض للسرقة..).
وتضيف: (وأحياناً ما يكون بأسماء رسمية مثل (وزارة الداخلية)، أو (الحكومة) أو (الفندم)، وتحدث هذه لدى الكثير.. فرغم ذلك، إلا أنها قد تعكس نفسية الشخص وطبيعته)..
من خلال ما قامت به (لا) ومعرفة ماذا تسمي الزوجات أزواجهن في هواتفهن، اتضح أنهن أكثر رومانسية من أزواجهن.. ذلك ما تؤيده صباح، وتضيف: المرأة تجسد عكس الرجل في مشاعرها ووضوحها وطبيعتها المرهفة، ونجدها تعمد إلى تدوين مصطلحات ومسميات مكشوفة عاطفية معظمها، غير آبهة بما يحدث، مؤكدة بذلك قناعتها الشخصية..

أسماء (ذكورية)..!
تختم الظافري أن بعض الرجال يحفظون الأرقام بأسماء وهمية في هواتفهم، كالأسماء الذكورية مثلاً وإن كانت لفتيات، كأن يلجؤون إلى تدوين أسماء وهمية بأسماء ذكور لا وجود لهم أساساً، وتكون لبنات، وذلك بهدف المغالطة وإيهام شريكته أنه ملتزم، وأيضاً لكي يتجنب اللوم أو الشكوك، بحسب ما تراه صباح.

أسلاف وتقاليد
فيما يرى صنف آخر أن عدم الحفظ بالاسم الحقيقي يعود لتقاليد تعوّد عليها المرء نفسه، حيث يؤيد هذه الجزئية من الآراء مشير الشرعبي (صحفي): ليس غلظة من الرجل، وإنما أسلاف وتقاليد تعوّد عليها.. وقد يسميها أحياناً بأسماء سيارات، تحت مبرر الخوف والعيب.. ويستدرك مشير: طبعاً هذا غلط..
فيما يؤكد أنه عكس ذلك تماماً، وأنه لا يسجل أسماء مستعارة إطلاقاً، وحتى رقم والدته يحفظه باسمها الثلاثي في هاتفه..

(داعش) يتصل بك..!
خطة محكمة نفذتها أم أحمد (ربة بيت)، حيث تقول إن زوجها لا يهتم لما تتفنن به من رومانسية بإرسال الرسائل لجواله، وحتى إنها تسميه بأرق الأسماء، إلا أنه لا يأبه لها.. وتضيف: (ويغيظني أكثر أنني أتفنن برسائلي التي من تعبيري، بعيدةً حتى عن النسخ واللصق المعتادة، فأفاجأ بمسح المحادثة وكل الرسائل من فورها).. واستدركت أم أحمد: (ناقشته في ذلك لم لا أحظى بمكانة حتى ولو كانت بنفس مستوى أصدقائك؟.. فبرر لي بالقول: ماذا لو ضاع جهازي أو سُرق وجميع المحتويات مصدرها رقمك؟).
تختم: ففكرتُ في حيلةٍ أخرى، وغيرت اسم رقمه من (نبض روحي) إلى (داعش)، دون إخباره، ووضعت جهازي بجواره.. وتعمدتُ أرن من جهازه.. فرن جهازي وطلع (داعش يتصل بك)..! وبعد نقاش مصحوب بغضبٍ لذيذ، أقنعني بأن أكتفي بتسمية رقمي (البيت)، من بعدها حتى الآن لم تتم الترقية! حسب أم أحمد.

تفتيش ومراقبة
يتذمر أيضاً بعض الأزواج من تصرفاتِ زوجاتهم، كونها تعمل كضابط أمن، وتجعل زوجها يشعر بأنه متهم في كل شاردة وواردة، وقد تضيّق عليه الخناق.. يتحدث عن تلك الجزئية الإعلامي عمار الكحلاني: أعتقد أن هذا لا يحصل إلا نادراً، وهذا يرجع بسبب أخلاق الزوجة وتعاملها مع الزوج، إضافة إلى أن الزوج وإن قام بهذه الخطوة فتلفونه لن يسلم من التفتيش والمراقبة، وبالتالي ستصبح الخطوة فاشلة وباباً لحصول مشكلة، وفي النهاية سيحتفظ بهذا اللقب الكريم لنفسه.
ويختم الكحلاني بنصيحة لجميع الأزواج: أنصح الجميع بكتابة الاسم الحقيقي أو كنية (أم كذا) أو (أبو كذا)، ولا داعي للأسماء الوصفية والتعبيرية التي تتجاوز الواقع، لأننا في النهاية كيان واحد، ولابد من المشاعر الصادقة مع بعضنا البعض.

(أعزكم الله مكلف)..!
صنف آخر ينظر للمرأةِ نظرة قاصرة، نتيجة موروثات تغلغلت بداخله، ولا يستطيع تغييرها.. من تلك الموروثات التي يحكي عنها زكريا القطوي (ناشط) يقول: الذي يسمي زوجته باسم غامض يعود ذلك إلى الثقافة التي تربى عليها.. وأغلب الأشخاص الذين يسمون في الغالب هم غير متعلمين، حسبما يرى زكريا، ويضيف: وينظر إلى المرأة أنها نقص (عزك الله مكلف)، هذه بعض لغاتهم وتخلفهم المركب.. ويوضح أن ذلك يعود لسببين أولهما: هناك من يعتبر المرأة للشهوة فقط، أو للخدمة في البيت، ولا يوجد لها أي حقوق، ويقولون حقوقها من بعد (العِشاء)، وهذا شائع في مناطق مختلفة، والسبب الجهل والتخلف.. وثانيهما: أن الشاب المتعلم لا يمكن أن يسمي زوجته باسم غريب، بل يكونون أكثر رومانسية وتهذيباً، بينما القلة القليلة ممن تعلموا يعاملها بعنف، وينظر إليها أنها مجرد سلعة لقضاء شهوته. يختم زكريا أن السبب يعود لتراكمات موروث الماضي الذي لا يزال يجتره البعض للأسف.

تمويه..
الأمر ليس غلظة، ولكن عبارة عن تمويه يلجأ إليه الكثير لتفادي وقوع الرقم بيد شخص آخر، ذلك ما يراه عبدالرحمن دغار (موظف): قد يسمونهن من باب الدعابة لا أكثر، في المقابل هناك من يمنحون زوجاتهم أسماء أنيقة حتى وإن كانت مستعارة، تعكس مشاعرهم تجاه زوجاتهم.
ويخالفه بالرأي الشاعر حسن مظفر: إذا سمى الزوج زوجته في جواله باسم رومانسي، لظنت المسكينة أنه يعشق غيرها، ولن تصدق أنها المعنية، وإذا رأى شخص آخر الاسم بجهازه لاعتقد نفس اعتقاد زوجة ذلك الشخص، لذلك يلجأ لتسميتها بــ(الحكومة)، (هجوة)، (غُمة) إلى آخر تلك التسميات الكئيبة والمنفرة، حسب مظفر.

آخر الأوراق..
تظل المرأة أجمل الكائنات، ألم يقل عليه الصلاة والسلام: (رفقاً بالقوارير)؟ فهن يحتجن إلى الدلال من أزواجهن، لتستمر الحياة بالشكل الذي يليق بالجميع. وأما من يعمدون إلى تسمية زوجاتهم بأسماء منفرة، وغير مستساغة أحياناً، يحتاجون لدورات تأهيلية لفن التعامل مع نصفهم الآخر. كذلك ليس عيباً ظهور الاسم، فقد عرفنا جميعاً أسماء أمهات المؤمنين.. ومن المؤلم أن الزوجة تكتشف أن اسمها بهاتف زوجها (غُمة)، (مُصيبة)، (داهية)، (الحكومة)، (الداخلية).. فهي شريكة حياته (على الحلوة والمرة)، وتستحق أن يكافئها بأعذب العبارات.