ما الشيء الذي يعتبر أسوأ من الحرب؟ الجواب: الحرب المنسية. كيف لا يتم الاهتمام بما يجري في اليمن. بالرغم من أنه عند التدقيق نجد أن خطوط الصراع فيه تشبه تلك التي في سوريا.
موقع “راديو الفاتيكان” النسخة الألمانية:
لنبتعد قليلا عن التحليل الجيوسياسي: كل عشر دقائق، يموت طفل في اليمن. ليس فقط بسب الحرب، بل أيضا بسبب نقص المواد الغذائية ولأن النظام الصحي في البلد في حالة انهيار. يفعل الناشطون في مجال حقوق الإنسان كل ما بوسعهم لنقل الأدوية ومياه الشرب النقية إلى المحتاجين. أكد المسئول عن اليمن في منظمة “كير انترناشنال”، وائل إبراهيم قائلا: “وضع حقوق الإنسان صعب للغاية”.

لقد انهارت قناة الإيصال المباشرة الوحيدة للمساعدات من الخارج إلى داخل البلد فمطار صنعاء مغلق منذ أغسطس. وهذا يعني أن المتواجدين في اليمن، الذين ما يزال لديهم مال، غير قادرين على الحصول على الدواء. ولم يعد التلاميذ يذهبون إلى المدارس والتجار لم تعد شركاتهم تعمل. لقد أصبحت عملية الخروج والدخول إلى اليمن مكلفة جدا إن لم تكن غير ممكنة أساسا. وإذا ما تمت دعوة شخص من اليمن للمشاركة في مؤتمر أو دورة تدريبية يلزمه ثلاثة أيام إلى أن يتمكن من الحضور.”

ومن وجهة نظر إبراهيم من المهم جدا دعم اليمنيين العاملين في القطاع الخاص. حيث قال: “القطاع الخاص له دور رئيسي في زيادة الدخل وتوفير فرص العمل. وخصوصا إذا ما نحن حصلنا على 2 مليار دولار للمساعدات الإنسانية، التي نحن بحاجتها- والتي لن تكفي أساسا للشعب اليمني الذي تعداده 26,5 مليون نسمة…”

ولا يريد وائل إبراهيم أن يعلق على حالة الحرب، كون الوضع معقد للغاية بحسب قوله. فبالنسبة لمنظمة (كير) يدور الأمر حول مسألة الدخول إلى البلد والتمكن من مساعدة المحتاجين. يقول وائل إبراهيم: “لقد وصل الصراع إلى وضع صعب جدا حتى أصبح ميئوسا منه. وقد كانت اليمن هي البلد الأفقر في الشرق الأوسط وهي تقع في أسفل مؤشر التنمية البشرية. وما مكن من بقاء الحياة في البلد إلا المساعدات الإنسانية. ولذا يجب تكريس الجهود في التنمية وإعادة الأعمار. وسيكون من دواعي سرورنا توظيف المال في الزراعة والمواد الغذائية وإعادة بناء البنية التحتية والعمل على فتح مطار صنعاء وغيره من ضروريات الحياة.
“وضع اليمن معقد جدا”:

قال وائل: “إنه لمن الصعب جدا، لفت انتباه الرأي العام الدولي للوضع المأساوي في اليمن. يمكننا القول بكل بساطة أن وضع اليمن معقد جدا. تقول لنا وسائل الإعلام: هل تعلمون أن الناس لا يريدون أن يسمعوا  دائما فقط أن هناك مكان ما يعاني فيه الناس من المجاعة، بل يريدون أن يعرفوا لما هم يتعرضون لهذه المجاعة ومن المسئول عنها! ولكن نحن بصفتنا منظمة إنسانية لا يمكننا الإشارة بالبنان صوب جهة معينة. مهمتنا الأكبر هي التعامل مع العواقب التي ترتبت عن هذه الحرب أما مسألة الأسباب فيُعنى السياسيون بشأنها… الوضع معقد للغاية وهو بحاجة إلى الكثير من الاهتمام. ونحن بصفتنا معنيون بالإغاثة، يتوجب علينا أن نهتم بالناس”.

ولذا يشعر وائل إبراهيم بالامتنان جدا لمناشدة البابا فرانسيس مرارا وتكرار إلى إنهاء الحرب في اليمن.

فمن خلالها لن يبقى فقط موضوع اليمن يقضا في ذاكرة الناس في العالم فقط بل سيمتلك الناس في اليمن الشجاعة مرة أخرى عند سماعهم تلك المناشدة. فمناشدته تعطي الناس في اليمن دافعا قويا: أنتم بشر وما يعنيكم يعني الجميع.
(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

صحيح أنه ليس هناك كثير من المسيحيين في اليمن ولكن في الواقع كون زعيم روحي مثل البابا يقول هذا الكلام فلا شك أنه سيمد اليمنيين بقليل من الأمل بأن ينظر إليهم العالم.

العالم مهتم بكم ومن بقعة من العالم لا تتوقعونها –  من الفاتيكان- يصلكم الدعم المعنوي القوي.

ترجمة: نشوى الرازحي| المراسل نت