تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق  لـلشاعرة سبأ البعداني.


سبأ عبده علي البعداني. 
- مواليد إب (1986).
- بكالوريوس طب أسنان.
- شاركت في الكثير من الصباحيات والفعاليات في إب وصنعاء 
- لديها عدة دواوين جاهزة للطبع ورواية قيد الكتابة.


فجر جديد
سأعصف كلما هبت رياحي
لأبني العزم من كل النواحي
فما عاش الذي قد رام ذلي
سوى عمر الكباش إلى الأضاحي
زئير الليث يلجم كل صوت
فلا تسمع لعاصفة النباحِ
ولا تحزن إذا صابت سهام
من الحساد في قلب الجراحِ
ولا تأب من الأقدار خطب
وأشرق رغم حزنك كالصباحِ
كن الأنسام في فجرٍ جديدٍ
على قلب المشمر للنجاحِ
ولن يهتز لي جفن وإني
عظيم الجاه مفتول السلاحِ
سأخضع كل أعدائي تباعا
كعصفٍ حين تنثرهم رماحي
وأسحق كل ظلَّامٍ بدربي
كما كسروا بلا رفق جناحي



حدود المغفرة
تبكي عليه مدامعي والمحبرةْ   
 وطني الذي ماتت رباه المزهرةْ
وطني وفيه من الفساد وأهله 
 من ليس تحويهم حدود المغفرةْ
وطني وألف مكيدة حيكت له
والنار تجأر والسعير مزمجرةْ
وطني وفيه اللاهثون تسابقوا
يتهافتون على رماد المبخرةْ
من ينسجون الموت كل صبيحة
من حولوا أرض السعيدة مقبرةْ
وطني وفيه من الأسى في أضلعي  
ما لا أطيق أنينه ما أكثرهْ
فإلى متى والحزن في أهدابنا يجتث منا كل روح مثمرةْ
وإلى متى ويد الأسى تغتالنا
وعلى وتين الكائنات مُسيطِرةْ
قد حل ليلٌ دائمٌ في أرضنا 
مذ غاب فجر نهاره ما أكفرهْ
مذ سادت الأطماع في ما بيننا
وكأنها حمرٌ هنا مستنفرةْ
وتناثرت أرواحنا وتبعثرت في كل شبرٍ كل يوم مجزرةْ
أسفي على يمني التي تبلى هنا
تمشي على أعقابها متقهقرةْ
أسفي على هذا السلام بأرضنا
إذ كان يشدو في الليالي المُقمِرةْ



أُحِبُّ الحَيَاة
ولي نبضُ قلبٍ يحِبُّ الحياة
وإنْ كان في جَوْفِه ألفُ آهْ
وعينايَ نورٌ وفيضٌ وسِحرٌ
برغْمِ التعاسةِ في ما أراهْ
وبسمةُ ثَغري روايةُ بَدْرٍ
خبَا اليأسُ في وجنتَيْهِ وتَاهْ
وسيْلُ الأمَانِي غزيرٌ بصَدْرِي
وشلَّالُ صبري طويلٌ مداهْ
ولي مِن حُطام فؤادي زهورٌ
سَتُثْمِرُ حُبّاً يُفِيضُ سَنَاهْ
وها نحنُ ذا قدْ أتَيْنا هنا
نُبِيدُ دُجَانا ونمحُو شَجَاهْ
ونرسمُ في كَوْنِ هذا المَسَا 
تياج السعادةِ طوْقَ النجاةْ
على دندناتِ الحروفِ نُغَنِّي
نُمَوْسِقُ شعراً يفوحُ ضِيَاهْ
ألا يا بذُورَ الهوى أزْهِرِي
وأحيي قلوباً تُعاني المَتاهْ
دعيني أُسَابِقُ ريحَ الفيافي 
أُوِّدِعُ حُزْني وأَنْسَى رُبَاهْ
وأَنْسِجُ حِبْرِي أَرُشُّ مِدَادِي
أُحَلِّقُ فيه وأنسى سِوَاهْ
ألا يا صبابةَ شِعْري أعِيدِي
لِقلبي العفيفِ الصغيرِ هواهْ
ورُدِّي التَّنَفُّسَ للعاشقين
ولا تتركيهم لتِلْكَ المياهْ
وَعُودِي بِفَوْجِ السعادةِ إنِّي
أتُوقُ لِفَجْري ومَا قَدْ حَواهْ
متى يهرُبُ السُّهْدُ مِنْ لَيْلِنا
ويَنزَحُ عنَّا بكُلِّ اتِّجَاة
ألا ليْتَ شِعْرِي مَتَى تنجَلي
متَى يستعِيدُ مَسَارِي خُطاهْ؟
أرَى الشِّعْرَ يشفي سقامي وأنِّي
ألُوذُ بحَرفي مِن الانْشِداهْ
أُطَبِّبُ بالحرْفِ آلامَ حُبِّي
ومازالَ في راحَتِي اشْتِباهْ
ولوْلا القَوافِي وبيْتُ قصيدِي
لَضَاعَ فُؤادي وتَاهَ مُناهْ
أنَا العَزْمُ يقطُرُ بينَ ضُلوعِي
أنَا بِنْتُ قَوْمي وشُمِّ الجِبَاهْ
ولَنْ أنْثَنِي رغْمَ كُلِّ الصِّعَابِ
وَتَبَّتْ يَدَا الحُزْنِ تَبَّتْ يَدَاهْ




ألم تعلم؟!
تجرعنا النوى والبعد حتَّى
نثرنا في ضجيج البوح صمتا
على عود التناهيد اجتمعنا 
أنا والشوق والذكرى وأنتا
وخيباتٌ تُكشِّرُ في سمانا
وحسرةُ حُبِّنا وعسى وليتا
وكم ذقنا من الآهات صبراً
كأنَّا في دروب الحبِّ موتى
حبيب القلب ما هذا التجافي 
ومَن في هجر دار الحُبِّ أفتى؟!
ألم تعلم بأنك نبض قلبي
وصرتَ لفرحتي زرعاً ونبتا؟
ألم تعلم بأن الروح ثكلى
 تُفجِّرها شجونُ الوجدِ كبتا
وَحُزني قد تدحرج من عيوني 
ودمعي ينحت الخدين نحتا
لِأَنَّ النار في أرجاء صدري
تَفُتُّ القلب والأكبادَ فَتَّا
فيا ليت الزمان يَعود يوماً
لما ضَيَّعت في مسعاك وقتا
سأرشف من رحيق الزهر شوقاً
يبُتُّ العشق في الأضلاع بَتَّا
لأنَّ مدامعي تنهال جمراً
ونارُ صبابتي أقوى وأعتى
لأنَّ هواك في جنبيَّ نقشٌ 
وصدركَ بات لي سكناً وبيتا