حاوره : مالك الشعراني / لا ميديا -

 بطل التايكواندو ونجم اليمن الأولمبي السابق والمدرب الحالي أكرم النور، اسم وبطل حفظته الجماهير الرياضية اليمنية عن ظهر قلب وشجعته وهتفت باسمه في العديد من المحافل المحلية والعربية والقارية والدولية.
النجم أكرم النور أنار لعبة التايكواندو اليمنية بفدائيته ونزاله القتالي في المباريات، ورفع علم اليمن عالياً، وحقق إنجازات ملهمة وميداليات ملونة يفتخر بها كل رياضيي الوطن.
أكرم النور اتجه إلى مجال التدريب مواصلاً رحلة الألق والتألق ومحققاً إنجازات رائعة مع نادي الشباب السعودي للتايكواندو. ملحق «لا الرياضي» بحث عن نور التايكواندو اليمني، وأجرى معه هذا الحوار: 
 نرحب بك ضيفاً على صفحات ملحق «لا الرياضي»!
- أهلاً وسهلاً بك وبالرياضيين داخل الوطن وخارجه.

 نبذة من سيرتك الذاتية؟
- أكرم أحمد أحمد عبدالله النور
- مواليد 3 ديسمبر 1982.
- حاصل على بكالوريوس تربية رياضية - جامعة صنعاء.
- مدرب دولي وعضو الاتحاد الدولي للتايكواندو،جمهورية كوريا الجنوبية.
- حاصل على حزام أسود – 5 دان من الاتحاد الدولي للتايكواندو.

إنجازات من ذهب
 حدثنا عن بدايتك وإنجازاتك ومشوارك الرياضي!
- بدأت ألعب التايكواندو عام 1998, وحققت الكثير من الميداليات المحلية والعربية والآسيوية 
أهمها باختصار:
ذهبية البطولة العربية ــ عدن 2002م.
برونزية دورة الألعاب الآسيوية ــ كوريا (ج) 2002م.
ذهبية بطولة الصداقة الدولية – قطر 2003م.
برونزية الألعاب العربية ــ الجزائر 2004م.
فضية بطولة لبنان الدولية المفتوحة 2005م.
برونزية بطولة العرب ــ مصر 2005م.
ذهبية بطولة المهرجان العالمي ــ كوريا (ج) 2006م.
فضية بطولة كوريا الجنوبية المفتوحة 2007م.
برونزية دورة الألعاب العربية – مصر 2007م.
فضية بطولة العالم العسكرية – كوريا الجنوبية 2008م.
دربت نادي اليرموك من 2005 إلى 2010
حالياً مدرباً لنادي الشباب السعودي منذ 2015.

"الركبة" جعلتني مدرباً
 حسنا.. متى وكيف انتقلت إلى مجال التدريب في نادي الشباب السعودي؟
- بعد تعرضي للإصابة المبكرة في الركبة وإجراء عدد من العمليات الجراحية، كان لا بد عليّ أن أتجه إلى مجال التدريب بدلاً من ترك الرياضة إلى الأبد، خصوصاً وأنا خريج تربية رياضية، والتايكواندو بالنسبة لي إدمان. في البداية لم أكن أرغب بالتدريب خارج بلدي. وبسبب الحرب سافرت إلى كوريا الجنوبية وأكملت الدارسات العليا هناك، وبعدها قررت الذهاب لتدريب نادي الشباب السعودي.
 كم عدد اللاعبين الذين تدربهم في نادي الشباب السعودي؟ وكم عدد لاعبي التايكواندو في كل نادٍ؟
- 50 لاعباً أساسياً في الفئات الـ4: ناشئين، شباب، أول. ولا أدري كم عدد اللاعبين في الأندية الأخرى.
 كيف وجدت الجو الرياضي العام؟ وهل بينكما عقد رسمي؟ وهل بالإمكان أن تطلع القراء على تفاصيله؟
- النشاط الرياضي هنا كبير جداً ويصل عدد البطولات في الموسم الواحد إلى 30 بطولة.
نعم هناك عقد رسمي يتم تجديده سنوياً بموافقة الطرفين. العقد فيه أمور شخصية ولا أرغب في الحديث عن تفاصيله.

"التايكواندو" متراجعة محلياً
 لعبة التايكواندو في اليمن تكاد تكون اليوم شبه غائبة، ما هي الأسباب التي أدت إلى تلاشي هذه اللعبة الهامة؟
- رغم أنه مازال هناك بعض الرجال والأبطال مستمرين في ممارسة اللعبة ونشرها في بلادنا الحبيبة وأنا أشكرهم من قلبي، إلا أن الأسباب واضحة جداً، وهي توقف الدعم وأوضاع البلاد، مما أدى إلى تراجع جميع الرياضات بشكل عام، والتايكواندو بشكل خاص.
 من هم اللاعبون وفي أي نادٍ وفي أي محافظة بالضبط؟
-  في كثير من المحافظات، ولكن الأنشطة ليست كالسابق، وتنقصها المنافسات والأنشطة الداخلية، ومن الأفضل لي عدم ذكر أسماء محددة لكي لا أنسى أحداً.
 ما هي المتطلبات الضرورية لكي تعود اللعبة إلى الواجهة من جديد وتبرز مواهب جديدة؟
- تحتاج استقرار الأوضاع وإعادة الأنشطة الداخلية والمشاركة في البطولات الخارجية وتأهيل الحكام والمدربين لمواكبة التطور وما فاتهم خلال الخمس السنوات الماضية.

عشقي الأول والأخير
 ماذا تعني لك التايكواندو؟ ولماذا أحببتها دون غيرها من الألعاب؟
- التايكواندو لعبة ممتعة وقتالية في نفس الوقت، وتعتبر العشق الأول والأخير لي. أحب أيضاً رياضات أخرى وأتابعها باستمرارأواستمتع بمتابعتها.
 لاعبو ألعاب الظل يبرزون فجأة ثم يختفون بسرعة عكس لاعبي كرة القدم. ما هي الأسباب من وجهة نظرك التي تؤدي إلى اختفاء لاعبي ألعاب الظل؟
- الأمر يعود إلى عدم وجود الدعم والرعاية والاهتمام بهم رغم وجودهم القوي في الساحات الدولية ومنصات التتويج.

هجرة نجوم الألعاب الفردية
 كثير من النجوم الرياضيين اليمنيين، خاصة لاعبي الألعاب الفردية، هاجروا وبعضهم أنهوا مسيرتهم الرياضية. من يتحمل مسؤولية ضياع نجوم الرياضة اليمنية؟
- أولاً كل شيء بيد الله مقدر. ومن الأسباب عدم إنصافهم وإعطائهم حقهم وتكريمهم في بلدهم ولا يتم الاهتمام بهم ولو قليلاً، لا في التدريب ولا في المشاركات الخارجية ولا التكريم المناسب ولا يتم الاعتناء بهم بعد الإصابة.
 هل عُرض عليك جنسيات إحدى الدول عندما كنت لاعباً، أو حالياً وأنت مدرباً؟
- لا.
 في حال استقرت بلادنا، هل ستعود إليها؟ وهل لديك مشروع رياضي تتمنى القيام به داخل الوطن؟
- إن شاء الله، وهذا ما أتمناه.

بصمة كورية
 ما الفترة الذهبية التي عاشتها لعبة التايكواندو اليمنية؟
- من عام 2000 حتى 2008 تقريباً.
 تحت قيادة من ومن هو المدرب الأفضل؟
- تحت قيادة المدرب الكوري كيم بيونج هون، وهو المدرب الأجنبي الوحيد الذي أحدث وترك بصمة في اللعبة وفي قلوب الجميع.
 هل حققت التايكواندو رغباتك؟ وما هي طموحاتك المستقبلية؟
- مازلت أطمح للكثير، أطمح لقيادة أحد المنتخبات الوطنية وأخوض تجربة أكبر وأصعب من المرحلة الحالية، وإن شاء الله أثبت وأحقق إنجازات مثلما حققتها وأنا لاعباً والخير قادم بإذن الله.

"دبر حالك" هي مكافأة تكريم الأبطال!
 مواقف حزينة وأخرى سعيدة حدثت لك خلال مشوارك الرياضي.. ممكن تطلع جمهورك على تفاصيلها؟
- نعم حدثت لي مواقف حزينة كثيرة، أهمها التخلي والاستغناء عني بكل سهولة بعد إصاباتي الثلاث. المواقف السعيدة كثيرة وأفضلها كانت عندما أفوز وأرفع علم بلادي وأنحت اسم وطني في ذاكرة الرياضيين من مختلف الدول، وأجملها الصداقات والأخوة المستمرة مع بعض الرياضيين والمدربين إلى يومنا هذا.
 من الذي استغنى عنك؟
- اتحاد التايكواندو ووزارة الشباب والرياضة. المسؤولون لا يهتمون بلاعبي المنتخبات وبعلاجهم عند إصابتهم، وإذا تقدمت لهم بطلب، كل واحد يرميه على الآخر، الاتحاد يقول على الوزارة والوزارة تقول على الصندوق والصندوق لا يصرف إلا 500 دولار قيمة تذكرة سفر، وعندما تسألهم: تكاليف العملية والتأهيل الطبيعي على من؟ يقولون لك: "دبر حالك"!

اليرموك تهرب من علاجي
 لماذا لا يكون للنادي دور في معالجة لاعبيه المصابين؟

- النادي هو الآخر حكايته حكاية. أصبت وأنا ألعب لنادي اليرموك ولم يتم علاجي وتهربوا من مساعدتي من سنة إلى سنة ومن إدارة إلى إدارة جديدة، وإلى يومنا هذا لم يعطوني تكاليف العملية التي أجريتها.
 هل هناك لاعبون آخرون أصيبوا ولم يتم معالجتهم؟
- أعتقد الكابتن يحيى عياش، وربما لاعبون آخرون، والله أعلم.
 كلمة أخيرة تود أن نختم بها هذا الحوار؟
- أشكرك أخي مالك على هذه اللفتة الكريمة وإجراء هذا الحوار. أتمنى أن تعود بلادنا كما نتمناها، أمناً وأماناً واستقراراً لجميع أبناء الشعب، وعودة الأنشطة الرياضية والفعاليات كما كانت في السابق وأفضل، ومواكبة الدول الأخرى واللحاق بما فاتنا، وأن تعود اليمن ورياضيوها إلى منصات التتويج.