حاوره: طلال سفيان -

بعد مشوار طويل من النجومية كلاعب مزج بين المهارة والقوة والأخلاق، ها هو اليوم مع الساحرة المستديرة واقفاً على الخط.
هو اليوم حجر الزاوية في عالم التدريب اليمني. خلال فترة وجيزة سطعت أضواؤه عالياً بعد خطوات ناجحة مع عميد أندية اليمن والجزيرة العربية (التلال) ومع بيارق الهاشمي (وحدة عدن).
ملحق «لا الرياضي» يستضيف في هذا العدد نجم التلال سابقاً ومدرب بيارق الهاشمي حالياً قيس محمد صالح، في حوار طغت عليه الصراحة والسلاسة في الطرح. لقاء نأمل منه إرواء شغف الكثير من محبي ومتابعي هذا النجم الكروي الكبير.

 في البداية نرحب بك كابتن قيس في ملحق «لا» الرياضي.
- أهلا وسهلا بكم في أي وقت وشرف لي أن أكون أحد ضيوفكم في الملحق الرياضي لصحيفة "لا".

الحظ خذلنا في "التنشيطي"
 الكثير رشحكم لإحراز لقب الدوري التنشيطي في نهائيات سيئون كون الوحدة كان أقوى الفرق وأكثرها استعداداً.. ما الذي حصل؟ 
- قدمنا مستوى عالياً في البطولة التنشيطية المقامة في سيئون والجميع يشهد بذلك. شاهدت الروح والقتال بعيون لاعبينا في المباراة. ولكن كرة القدم لم تبتسم لنا في النهائي برغم تفوقنا في المباراة وخسرنا بركلات الحظ الترجيحية، وهكذا كرة القدم لحظات تسعدك وأخرى تحزنك، نعم، هكذا كرة القدم أحيانا" تكون قاسية. ونحن نقول الحمد لله على كل حال، وما لنا نصيب في كأس البطولة، ونسأل الله التعويض في البطولات القادمة. ونقول ألف مبروك لشعب حضرموت، وهارد لك لنا، والحمد لله على كل حال.
 خلال تدريبك للتلال حصلت معهم على وصافة بطولة بلقيس، ومع الوحدة كذلك على وصافة التنشيطي.. بماذا تنبئ هذه الانطلاقة القوية لك في عالم التدريب؟! وبماذا تطمح مستقبلا؟

- التوفيق والنجاح بيد الله وأنا أسعـــــــى فــي تدريبي إلى حب النادي وحب العاملين فيه وحب اللاعبين والاجتهاد والتحدي لتحقيق البطولات، وستأتي طالما هناك أمانة وحب للنادي الذي تكون فيه وبتعاون وتكاتف الجميع سننجح لا شك في ذلك. وطموحي كطموح أي مدرب وهو تحقيق البطولات مع الأندية والمنتخبات. 

لن يعود
 بعد إعلان اتحاد كرة القدم لانطلاق دوري شامل لأندية الأولى والثانية كيف تجري استعدادكم للدوري؟ 
- لا أعتقد أن الدوري العام سيعود، نظراً لاستمرار الحرب في بعض المحافظات، وهذه هي المشكلة الأساسية التي ستمنع وستقف حائلاً بدون استمرار الدوري العام في البلد، مع أنها مبادرة طيبة من اتحاد الكرة، لكننا كلنا نعلم بصعوبة إقامة الدوري العام بنظامه السابق حسب لائحة اتحاد الكرة، مع أننا نتمنى إيجاد حلول جذرية لاستعادة دوران كرة القدم في جميع الفئات والمحافظات.

سأظل وحـدوياً
 عقدك مع الوحدة لمدة موسم قابل للتجديد.. هل ستقود الوحدة في منافسات الدوري القادم؟
- عقدي مع الوحدة مفتوح وليس لموسم، ومتى ما أرادت أدارة النادي الاستغناء عني لها ذلك. ولكن أنا لن أترك النادي الذي وقف معي في الظروف الصعبة أثناء توقيفي من لجنة بطولة بلقيس ورفع العقوبة عني، وسأظل معهم لتحقيق البطولات بإذن الله تعالى. 
 هل سيكون وحدة عدن رقماً صعباً في الدوري القادم؟ وبرأيك من من الأندية سيكون منافساً قوياً على اللقب؟ 
- وحدة عدن حالياً الرقم الصعب في اليمن كلها، والبطولة التنشيطية في سيئون خير دليل على ذلك. ونحن نسعى للحفاظ على قوة الفريق واستعادة أمجاد النادي في البطولات القادمة بإذن الله تعالى. كل الأندية مرشحة للمنافسة، ولكن مع بدء البطولة ستتضح الأندية الأكثر قوة للمنافسة على اللقب.
 يمتلك بيارق الهاشمي كوكبة كبيرة من اللاعبين قد تكفي لثلاث فرق. هل ستعتمد على التشكيلة التي لعبت بها في سيئون أم سيكون هناك تغييرات؟
- الحمد لله نملك أفضل اللاعبين في البلد ونحافظ عليهم مع التجديد الطفيف للفريق للمحافظة على المنافسة في أوساطهم، وعندما تبدأ البطولة سنرى بأي تشكيلة نلعب. 

"الأجنبي" ليس الأفضل دائماً
 خلال المرحلة الحالية أيهما أفضل لقيادة الفرق والمنتخبات الوطنية المدرب الوطني أم المدرب الأجنبي؟ 
- دائماً كل مرحلة تتطلب مدرباً خاصاً أكان وطنياً أو أجنبياً، والمدرب المحلي يعلم إمكانيات اللاعبين ونفسياتهم. والمدرب الأجنبي دائماً ما يعطي إضافة للمنتخبات. ولكن يجب أن يكون هناك استراتيجية عمل لتطوير المنتخبات في جميع الفئات وهي التي ستساعد أي مدرب للنجاح مع المنتخب.
 برأيك لماذا تصبح الثقة مهزوزة تجاه المدرب المحلي في حال أبسط نكسة له مع الفرق والمنتخبات وتبدأ المطالب بالمدرب الأجنبي؟ 
- حقيقة هناك عدم ثقة بين الجمهور والمدرب الوطني على مستوى المنتخب الأول، بسبب سوء النتائج المتكررة وعدم وجود أسلوب لعب للمنتخب، وهذا ما يعيب منتخبنا الأول، بعكس منتخبات الناشئين والشباب هناك دائماً نجاحات متكررة بالتأهل للتصفيات بسبب موهبة لاعبينا في هذه المرحلة وهو ما يعطي النجاح للمدرب الوطني في هذه المنتخبات.

خبرات تدريبية
 بعد اعتزالك اخترت الولوج إلى عالم التدريب دون غيره.. لماذا وكيف ترى نفسك في هذا الطريق؟ 
- بعد إعلان اعتزالي لكرة القدم اقترحت عليَّ إدارة نادي التلال تدريب فئة الشباب، ولم أتردد بقبول المهمة وبدأت بتطوير نفسي من خلال الدورات التدريبية الآسيوية ودراسة الماجستير في التربية البدنية والرياضية في جامعة عدن مع اكتساب الخبرة من العمل كمساعد مدرب للفريق الأول مع مدربين على مستوى عالٍ.
 هل سبق أن دربت فرقاً أخرى غير التلال والوحدة؟ وهل تلقيت عروضاً أخرى؟
- دربت الجزيرة والتلال ووحدة عدن حتى الآن.

 لاعب لفت نظرك في الوقت الراهن؟
- هناك لاعبون كثر ممتازون، ولكنهم بحاجة للتطوير المستمر من أجل الحفاظ على مستواهم العالي.
 هلا تطلع الجمهور على حقبة لعبك مع نادي التلال؟
- لعبت في التلال من عام 1992م في البراعم حتى تدرجت للفريق الأول في العام 1997 وبقيت ضمن الصف الكروي الأول للتلال حتى اعتزلت في عام 2009.
 وماذا عن مشاركاتك مع المنتخبات الوطنية؟
- شاركت مع المنتخبات منذ العام 1999 حتى العام 2004.
 رسالة تود توصيلها من خلال هذا اللقاء؟ 
- أتمنى إعادة دوران عجلة الدوري العام بجميع مراحله حتى نعيش كرة قدم حقيقية.
 كلمة أخيرة كابتن قيس في ختام اللقاء؟ 
- أقدم شكري وامتناني لرئيس نادي وحدة عدن الدكتور وسام معاوية، وأمين عام النادي الشيخ أحمد عيدروس العيسي، وجميع أعضاء الإدارة والجهاز الفني واللاعبين والجمهور الوحداوي على هذه الثقة الكبيرة التي هي أمانة على عاتقي في البيت الأخضر الوحداوي. وبإذن الله تعالى نسعدهم جميعاً بتحقيق البطولات.

قيـس فـي سطــور
 قيس محمد صالح علي القسيمي.
 مواليد عدن -كريتر- 1978.
 متزوج وأب لأربعة - ولدين وبنتين.
 ماجستير تربية بدنية ورياضية- جامعة عدن.
 ليسانس C وB وA من الاتحاد الآسيوي وثلاث دورات للمدربين البراعم من الاتحاد الدولي الفيفا.
 لعب في صفوف نادي التلال 17 عاماً.