خاص / مرافئ لا -

«نشرة الأخبار يقرؤها عليكم عبدالله محمد شمسان»، اللازمة التي ما إن كانت ترد حتى تشد انتباه المستمعين كأنما إلى أمر جلل، وليس إلى مجرد نشرة أخبار. تلك الميزة امتلكها صوت شمسان فاستحق بحق أن يكون الصوت الإخباري الأول.
ولد الإذاعي الكبير عبدالله شمسان عام 1949، في المقاطرة بمحافظة تعز، وعندما كان عمره سنتين انتقل والده بهم إلى عدن، ليمكث هناك حتى أكمل الإعدادية. انتقل إلى صنعاء ليلتحق بالإذاعة في يناير 1965. كانت رغبته عارمة في أن يكون مذيعاً، فتحقق له ذلك. وبعد شهر من التدريب تم تكليفه بمهمة استثنائية في تعز هو وزميله الأستاذ حسن العزي، وذلك للنهوض بإذاعتها التي أنشئت على عجل، وافتتحت في فبراير من العام نفسه، دعماً لثورة الـ14 من أكتوبر. بدأ مشواره الإذاعي من هناك ببرنامج «الجنوب الثائر»، الذي استمر تقديمه حتى تم لجنوب الوطن استقلاله بانتصار ثورته ورحيل المستعمر البريطاني عنه.
كانت إذاعة تعز عبارة عن محطة إرسال لا أكثر، وبلا استوديو، فاضطر العزي وشمسان لأن يجعلا من إحدى غرف ما يسمى دار الضيافة استوديو بديلاً يقومان فيه بتسجيل المواد الإذاعية على مسجلة كبيرة «جراندنج»، ليحملها المهندس المختص إلى محطة الإرسال في الحوبان التي تبعد أكثر من 10 كيلومترات، لبثها من هناك. 
يوضح شمسان لمرافئ «لا» كيف أن برنامج «الجنوب الثائر» كان له التأثير الفعال في أوساط الثوار وكافة المواطنين الذين ألهب فيهم الحماس لمقاومة الاحتلال البريطاني، مضيفاً: «ذلك التأثير شعرنا به عندما تعرضت أنا وزميلي حسن العزي إلى محاولة اغتيال بتفجير قنبلة جوار الغرفة التي ننام فيها، ونجونا بحمد الله، وزادنا هذا إصراراً وعزيمة على مواصلة رسالتنا الإعلامية». 
بعد انتهاء مهمته في تعز، عاد إلى صنعاء مشاركاً في الدور الذي لعبته الإذاعة في مقاومة حصار السبعين يوماً والتصدي له، رغم القذائف التي كانت تنهال عليها طيلة تلك الفترة.
حصل على عدد من الأوسمة وشهادات التقدير، وتلقى العديد من الدورات الإذاعية، أهمها دورة شاملة ومكثفة في المعهد العالي للإذاعة بالقاهرة، بالإضافة إلى 3 دورات في كل من الأردن وتونس وسوريا. 
في 1974 حصل على دبلوم إذاعي من «بي بي سي»، إلى جانب مشاركته عملياً في قسمها العربي. كما أتيح له ضمن التعاون الإعلامي بين إذاعتي صنعاء وكولونيا فرصة العمل كمذيع مساهم.
وعند افتتاح تلفزيون صنعاء في 1975، كان شمسان من أوائل المذيعين فيه، مشاركاً في تقديم نشرات الأخبار وعدد من البرامج كـ»صدى الأسبوع» و»حصاد الأسبوع». وإلى جانب عمله كمذيع تم تعيينه في أعمال إدارية، منها مدير التنفيذ في الإذاعة، وملحقاً إعلامياً في الكويت، ومديراً عاماً للمكتب الفني بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ثم مستشاراً للمؤسسة.
رافق الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي في عدد من زياراته الخارجية والمحلية، وكان هو الذي أذاع بيان تسلمه قيادة البلاد.
شمسان تحدث عن راتب لا يتعدى 50 ألف ريال، وعن مبلغ 19 ألف ريال كان مقرراً فاقتطعه القائمون على مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في الآونة الأخيرة، مطالباً عبر مرافئ «لا» قيادة وزارة الإعلام، وعلى رأسهم معالي الوزير ضيف الله الشامي، بالنظر إلى وضع الإعلاميين القدامى الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن، وتم تجاهلهم ونسيانهم إلى الدرجة التي يشعرون معها أنه وطن بلا ذاكرة.