حوار: #أحمد_عطاء/ #لا_ميديا -

شاعر متوهج، متلذذ بما يكتب، لديه إحساس راق في الكتابة، ويعد نموذجا مغايرا لشعراء الصمود الذي صفعوا ويصفعون العدوان بقصائدهم. أيضا هو محب عاشق، وانعكس ذلك على سمفونياته التي يصوغها فيسكر بها القارئ ويثمل بها المستمع.. هو من اقتحم متاريس القصيدة بعنفوان الكبار، فكتب ملاحم ناطح بها جنون العدوان وزبانيته. وفي مشاركته الأخيرة في مسابقة "الرسول الأعظم" أثبت أن الشعر يولد إنسانا ولا يكتسب بالتعلم، فهو شاعر ومن أسرة شاعرية أصيلة. إنه الشاعر سامي عبدالسلام الحوثي.
 • حياك الله ومرحباً بك ضيفاً على صحيفة "لا".
- الله يحييك يا سيدي أنت وكافة طاقم صحيفة "لا". 

بين بدايتين
 • متى كانت بداياتك الشعرية؟
- فيما أرى أنّ بداية الشاعر مع الشّعر تكون منذ أن يبدأ بكتابة ما يخالجه من مشاعر أو ما يطربه من خيال على النسق الشعري. وأنا قد بدأت في هذا منذ أن كان عمري    سنة. وإنّ بداية الشّعر مع الشاعر هي منذ أن يباشر في التهذيب والتنمية من خلال القراءة والاطلاع فيظهر الإنتاج والتحسّن. وأنا قد بدأت في هذا منذ بداية سنة     . وربما أن للبيئة التي عشت فيها أثرا على الفارق الزمني بين البدايتين. والجدير بالذكر أنني لم أعزم على ركوب خيل الكتابة إلّا بعد أن انطلقت في المسيرة القرآنية، إذ دفعني إلى ركوبه أحد الأصدقاء فيها بعد أن قرأ قصائدي البدائية. 

رضيت عن "قيامة الإيمان"
 • ما هي أول قصيدة كتبتها ضد العدوان؟
- أول قصيدة كتبتها لم تكن موثّقة بتاريخ كتابتها لأستحضرها، ولا أتذكّر ما هي بالتحديد، ولكن أول قصيدة رضيت عنها كانت بعنوان "قيامة الإيمان".

فيضان واكب الأحداث
 • كيف تقيم فيضان الشعر الذي هاج منذ بدء العدوان؟
- فيضان الشعر الذي هاج منذ بدء العدوان أغرق مبرر دول الجوار في الاعتداء على الشعب اليمني واحتلال الأرض اليمنية والعبث بها تحت مسمى تحالف عربي، وهو ليس بعربيّ ولا حتى بمتآلف فيما بينه كما أثبتته الوقائع، وإنما هو بمسماه الزائف يحقّق أهداف دولٍ غربية، كأمريكا و"إسرائيل" وبريطانيا.
هذا الفيضان الشعري كان مواكبا للأحداث ومليئا بالشواهد، وقد عبَّر فعلاً عن كل ما يكفي من حقيقة ووحشية ما حصل، ومن استشعار المسؤولية باسم الشعب لنقض شرعية العملاء المرتمية في أحضان العدوان. كما وثّق البطولات والملاحم التي يسطّرها المجاهدون. وبقوة المواقف انبثقت جزالة الألفاظ والنظم، وبقوة الأبيات نبع الزامل بروحية مبدعة حازت الصدارة، مع التماس العذر للشعراء الذين لم يستطيعوا الولوج بشعرهم في خضمّ الساحة بسبب الظروف المعيشية التي أعاقت الكثير من المبدعين، شعراء وغيرهم.

تجريب وتدرب 
 • ما رأيك فيما كتبت من قصائد حتى الآن؟
- ناهيك عن القصائد التي أعدها ممتازة أو جيّدة، فإن ما كتبته حتى الآن هو بمثابة التجريب والتدرب على أدوات الكتابة وأساليبها، وكذا مفردات اللغة، أيضا ومن باب المشاركة بالقلم ضدّ المحتلّ وبثّها في الفعاليات المجاورة وعلى التواصل الاجتماعي.

ليس معيار قوة
 • هل لديك قصائد مغناة؟
- بشكلٍ عام ليس لديّ قصائد مغناة أو منشدة، ربما لأنني لا أسعى لذلك، أو ربما لأن ما أكتبه ليس جديرا بذلك. والتغنّي بالقصائد وإنشادها ليس معيارا ينبئ بقوة الشاعر، فكم من شاعر قويٍّ لم يحالفه الحظّ للظهور، ناهيك عن إنشاد قصائده والتغنّي بها. وفي كلّ الأحوال فأنا ما أزال مبتدئا. وبشكلٍ خاص فإن بعض قصائدي تغنّى وتنشد بأصوات أصدقائي المبدعين، وتبقى في دائرة الصداقة والمعرفة.

أخوض كل الأغراض
 • هل تكتب القصيدة العاطفية أيضا؟
- أجل، أكتب القصائد العاطفية، وأخوض في كتابة كل نوع من القصائد والنصوص، وإنني فقط أتحفّظ على الكثير منها عن النشر وأنشر ما رغبت في نشره على صفحتي في "فيسبوك".

الشعبي والفصيح
 • ما الذي يميز الشعر الشعبي عن الفصيح؟ وأيهما أبقى من وجهة نظرك؟
- إن للشعر الشعبي ما يميّزه عن الشعر الفصيح، كما للشعر الفصيح ما يميّزه عن الشعر الشعبي. الشعر الشعبي أسهل وصولا للعامة، وأكثر تحفيزا وطربا وشحذا للهمم وأبسط تعبيرا عن الأغلب. أما الشعر الفصيح فهو الأخلد والأدق والأوسع والأعمق تعبيرا عن الفرد الواحد، والأحرز مخاطبة مع العالم والمستقبل.

بوح وقضية
 • ماذا لو طلب منك تعريف القصيدة؟
- القصيدة معروفة؛ لكن بتعريفها الشخصي فهي بالنسبة لي بَوحٌ وقضيّة. 

محطة الانطلاق
 • ما الذي أضافه إليك برنامج "شاعر الرسول الأعظم" وكيف تصف مشاركتك فيه؟
- أعتبر مشاركتي في مسابقة "الرسول الأعظم" الشعرية محطّة انطلاقة لي في الكتابة، إذ يمكنك القول بأنني حتى الآن لم أطلع اطلاعا فاحصا على المسابقات الشعرية المختلفة، ومشاركتي في مسابقة الرسول الأعظم الشعرية كأنها أخذت حيزا من الاطلاع والاستفادة من النقد، كما أنها كشفت لي مستواي الحقيقي، وبعثتني من الركود والإحباط إلى التفاؤل والنشاط والاستمرار، فإني خرجت منها بجمهور محب. 

 • من الذي ساهم في تطوير وصقل شاعريتك حتى وصلت إلى هذه المرحلة؟
- في البداية كان صديقي الشاعر والروائي الشاب حمزة عبد الله من ساهم في تطوير وصقل شاعريتي بقلب سميح. أما الآن فهو الأستاذ والشاعر الكبير محمد عبد القدوس الوزير. كل الشكر والتحية لهما.

 • ما الذي ينقصك كشاعر؟
- الاستقرار، والحصول على الكتب، ومخالطة أصدقائنا الشعراء.

الصمت سلاح مضاد
 • ما رأيك في الشعراء الذين التزموا الصمت أمام العدوان بحجة الحياد؟
- لا حياد بين العدوان على بلاد الشاعر وبين مقاومة الشعب للعدوان. إن الصمت بحد ذاته سلاحٌ يكرّ به أحد طرفي الحرب، خاصة حينما يكون هذا الطرف محتلّا.

نحو دولة كريمة
 • برأيك إلى أين يتجه الوطن بعد هذه الحرب؟
- بعد أن يفرض الشعب اليمني قوّته العسكرية على الدول الطامعة في استعباده ويلجم شرهها في الأرض اليمنية، رأيي وثقتي الكبيرة في قيادة المسيرة القرآنية العليا أن تمضي بالوطن إلى محاربة الفساد والبناء التنموي والاقتصادي والثقافي الواعي، باستغلال ثرواته وحسن إدارتها، وتفعيل أبنائه من المبدعين والموهوبين والصادقين بكفاءاتها من أجل قيام دولة كريمة تعزّ بها الإسلام وأهله بتوفيق الله سبحانه وتعالى.

 • هل هناك سؤال نسيت أن أسألكه؟
- نعم، كنت أرغب لو أن من ضمن الأسئلة هذا السؤال مثلا: كيف تصف الحوار الصحفي معك؟ وهل تراه أجري مبكّرا قياسا بما أتقنته وأنتجته وأثّرت به؟ 
وجوابي هو: في الحقيقة أرى أنه أتى مبكّرا، كوني ما أزال في بداية المشوار، أو لأنني أرى أنني سأصل إلى مستوى أكبر وأعلى من مستواي الآن. لكنني سعيد كثيرا بمثل هذا الاستيعاب الذي يركّز على تشجيع الطامح وتحفيز الواعد وتسليط الضوء عليه. شكرا جزيلا لك ولطاقم صحيفة "لا". تشرّفت بهذه الاستضافة، وبالحوار معكم.

 • كلمة أخيرة تود قولها؟
- أود النداء والدعوة إلى من يلزم أو من يستطيع تطوّعا لجمع وتوثيق الشعر الثائر والمجاهد بوجه العدوان وإخراجه مطبوعا، وعلى وجه الخصوص شعر الشهداء. وأتمنى لكم التوفيق.