حوار: عبدالرقيب المجيدي/ لا ميديا -

كثيراً ما يتاح لشاعرية شاعر أن تكون استيعاباً وتركيزاً لشاعرية بلد بأسره، وكما كان أبو القاسم الشابي تلخيصاً رائعاً للشاعرية التونسية، ولعله لايزال إلى اليوم صاحب الاسم والتأثير، كذلك الشاعر الكبير علي النعمي هو تلخيص أمين للقصيدة اليمنية، خصوصاً في هذه المرحلة.
هناك أعمال شعرية كبرى تولد وتظل تولد يوماً بعد يوم وتتجدد كقصائد الشاعر علي النعمي التي سيكتب لها الديمومة والخلود، فهي تتميز بالصمود وبالهجوم والتحدي للعدوان الأمريكي السعودي.
يعتبر الشاعر المجاهد علي النعمي أحد عمالقة القصيدة الفصحى وفرسانها الكبار. قصائده كأنها مياه جديدة تتدفق في نهر الشعر الفصيح. تعددت واستطاعت أن تشع ببريقها في سماء الصمود اليمني.


تسلل من نافذة الهواية
 • كيف تسلل إليك هاجس الشعر؟ وكيف تمكن منك؟
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
لا أدري من هو الذي تسلل إلى الآخر من خلال نوافذ الهواية والإحساس بالمسؤولية تجاه قضايا شعبنا اليمني العظيم والأمة الإسلامية.

دور في صناعة النصر
 • هل تعتقد بأن القصيدة الفصحى تستطيع أن تساعد في تكريس السلام؟
السلام لا يتحقق إلا بالجهاد وفق المعايير الإلهية، والقصيدة يمكن أن تسهم في صناعة النصر والسلام المشرف من خلال نشر الوعي وترسيخ الثقافة القرآنية الجهادية وتعزيز الثقة بالله، وقد قيل "رب قول أنفذ من صول".

الأقرب إلى العامة
 • القصيدة الشعبية تفوقت أكثـر وواجهت أكثـر، مع العلم أن القصيدة الفصحى حاضرة في مواجهة العدوان، لكن ليس بقوة القصيدة الشعبية، برأيك لماذا؟
ذلك لأن القصيدة الشعبية أصبحت أقرب لفهم العامة وأسهل أداء، والفصحى وإن حضرت لكن لا يفهمها إلا أهلها، وهم قليل جداً، لأن اللغة العربية حوربت وماتزال من قبل اليهود والأنظمة العميلة حتى وصلنا إلى هذا الواقع.

 • لك العديد من القصائد التي تم إنشادها .. ما هو العمل الذي تعتز به كثيراً؟
أعتز بها كلها، وعلى وجه الخصوص "قف بالخشوع" في المولد النبوي 1436ه‍، و"كل الغزاة على هذا الثرى ماتوا"، أداء فرقة الرسالة، وكذلك أوبريت "القدوة الحسنة" في المولد النبوي 1440ه‍، و"أيها الليث المسجى"، أداء فرقة أنصار الله، وغيرها.

لا نروم الشهرة
 • هناك الكثير من الشعراء الذين كتبوا الزامل لكنهم لم يحظوا بنصيبهم من الشهرة، ما السبب في ذلك؟
أعتقد أنه في ظل المسيرة القرآنية برز الكثير من الشعراء وخاصة في مواجهة العدوان، والميدان مفتوح أمام الجميع، ولكن علينا جميعا أن نستشعر قداسة العمل الشعري، وأن يكون هدفنا منه ومن كل عمل هو رضا الله، ولا يجوز أن نتمحور حول الذوات بحثا عن الشهرة.

استفزاز واستنفار دائمان
 • القصيدة كائن خفي متطور دوما تعيش في الأعماق، فإذا قررت الخروج تدق جرس الأرق فتستفز الشاعر، متى تستفزك القصيدة؟
الأحداث اليومية في ظل العدوان تجعل الشاعر والقصيدة في حالة استفزاز متبادل واستنفار دائم، ولكن لا شيء يجعل القصيدة تستفز الشاعر مثل مواقف رجال الله المجاهدين في الجبهات، والإنجازات العسكرية والأمنية التي تشفي صدور المؤمنين.

 • ما الذي تراه أسهم في انتشار قصائدك؟
قناة "المسيرة" من خلال تغطيتها للمناسبات الدينية والثورية، والفرق الإنشادية، ومواقع التواصل الاجتماعي.

 • ما هو الشيء الذي يشغلك أكثـر من انشغالك بالشعر؟
الأعمال الجهادية الأخرى.

الوقت غير مناسب للوم
 • إلى أي مدى نجح الشاعر علي النعمي في تأكيد حضوره الشعري؟
مازلت مقصرا، وذلك لأن المرحلة خطيرة وتستدعي العمل ومواكبة الأحداث على أرقى مستوى. 

 • ما هي الجهة التي توجه لها اللوم لعدم الاهتمام بالشعراء؟
في هذا الوضع لا ألوم أحدا، بل يجب علينا نحن الشعراء أن نجاهد في سبيل الله بأموالنا وأنفسنا، وأن نتحرك بالإمكانيات المتاحة بنفسيات راقية وروحية جهادية ومعنويات عالية، وإن هذا لهو الشرف الصميم عسى الله أن يوفقنا للشهادة في سبيله وذلك هو الفوز العظيم.

 • ما هي القصيدة التي تألق من خلالها الشاعر علي النعمي؟
أعتقد أنها قصيدة المولد النبوي الشريف 1435ه‍، وإنما ذلك ببركة الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله. 

 • من هو الشاعر الذي صدمك بانحيازه للعدوان؟
لا أعرف أحدا منهم.

اسألوا أهل الذكر...
 • من أين تستمد موضوعات قصائدك؟
أكثر ما أستمدها من محاضرات وخطابات سيدي ومولاي عبدالملك الحوثي، حفظه الله ورعاه. 

 • هل لديك طقوس خاصة لكتابة القصيدة؟
في البداية، ولكن بسبب ظروف العمل قد تعودت على الكتابة في أي ظرف، إلا إذا كانت القصيدة لمناسبة مهمة، فأحاول أن أتفرغ لها قدر الإمكان.

 • ماذا يضيف الشعر للإنسان؟
هذا السؤال يجيبك عليه أستاذنا صلاح الدكاك، قال تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".

أمير شعراء اليمن
 • من هو الشاعر الذي قصائدك تشبه قصائده؟
بعض الإخوة يقول لي إن قصائدي تشبه قصائد أمير شعراء اليمن الحسن بن علي الهبل (رحمة الله عليه). 

 • كلمة أخيرة؟
أتوجه لكم بالشكر الجزيل أولا وأخيرا، وقد تشرفت حقا بهذه المقابلة مع صحيفتكم "لا"، وأرجو أن تعذروني إن لم تكن المقابلة بالمستوى المطلوب، لأنها أول مقابلة لي مع الصحافة، ولأن معرفتي محدودة جدا. 
كما أسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يرضيه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.

صنعنا المعجزات
بفضل الواحد الفرد العزيزِ
قصفنا بالمسير والكروزِ
صنعنا المعجزات بعون ربي
وأرغمنا قوى الحلف العجوزِ
ببأس الله نقتل من غزانا
ونسقيه الردى من كل كوزِ
بنصر الله حققنا انتصارا
وحزنا كل مفخرة وفوزِ
بذي الجبروت واجهنا الأعادي
قهرنا الإف بالرجل العكوزِ
بقوة ربنا الإبرامز تجثو
لولاعاتنا عند البروزِ
جحافلهم جعلناها حصيدا
ليأكلها الثرى أكل الجروزِ
وكم خلف الحدود قد اقتحمنا
لهم من موقع صعب حريزِ
وطلنا بالمسير كل ناءٍ
من الأهداف قصفا كالأزيزِ
وأنتجنا صواريخ المنايا
وسيرنا الطوائر كالهزيزِ 
إذا انطلقت الى هدف أصابت
كمثل العود يلحق بالقفيزِ
بها العقل اليماني قد تحدى
بفضل الله في وقت وجيزِ 
تحيّر عقل أمريكا لدينا
فلم تقدر على فهم الرموزِ
وصار ترامب يهذي في جنون
يهين سعود كالبعل النشوزِ
يقول لها ادفعي ثمن التولي
وآتيني مفاتيح الكنوزِ
وصار الداشر المهفوف يعوي
سخين العين ملذوع الفيوزِ
يقول ترنحوا سكرا وغنوا
ويا علماء للديسكو أجيزي
وغلمة زايد تضحى وتمسي
لفرط الذعر كالفرخ الكزوزِ
سنجزيهم بما فعلوا وفاقا
فذوقوا غصة الموت الجهيزِ
فكم من ظالم أخزاه ربي 
بأيدينا ومن ملك عزيزِ
يمانيون يا دنيا اسمعينا
ويا تاريخ حدث عن نجيزي
وعش يا شعبنا حرا كريما
ويا صنعاء للأمجاد حوزي



هيهات
الله أكبر مم الخوف والوجفُ
إن الطواغيت مهما استكبروا هجفُ
بالموت فاصرخ لأمريكا وثانية
زد في مداها لإسرائيل تختطفُ
ولعنة الله في القرآن قد نزلت
على اليهود وحلت أينما ثقفوا
وبعدها النصر للإسلام فلتثقوا
وعد من الله حقا ليس يختلفُ
يا صرخة من فم القرآن أطلقها
بداية لهدى القرآن ترتدفُ
لما طغت أمريكا في الورى وعلت
وزاد إجرام إسرائيل والصلفُ
وصار حكامنا في حلفهم تبعا
فكلهم من عصا الأمريك يرتجفُ
والمسلمون شعوبا تستباح وما 
من موقف لكأن الناس قد تلفوا
أتى الحسين بن بدر الدين ينقذنا
وفي يديه الهدى والنور والشرفُ
مرددا من ذرى مران صرخته
فيا فضيحة من في وجهها وقفوا
وإنها لسلاح أينما رفعت 
وهم بتأثيرها إذ واجهوا اعترفوا
وموقفا أرعب المستكبرين ترى
وجوههم إن ذكرت الله تنكسفُ
وضجة توقظ المستضعفين بها
يذوب مشروع أمريكا وينجرفُ
ويا شعارا حسين العصر ردده
ضاقت به أدعياء الدين وانكشفوا
مستنهضا أمة ديست كرامتها
يكاد يقتله من أجلها الأسفُ
موجها نحو أمريكا العداء به
لعل أمتنا تسمو وتأتلفُ
محصنا أمة الإسلام حين غدت
مفتوحة الساح للتضليل تلتقفُ
محطما لجدار الصمت منتقلا
بالناس للموقف المسؤول إذ هتفوا
مجسدا لكتاب الله وانطلقت
مسيرة الله لا تهدا ولا تقفُ 
مسيرة وكتاب الله منهجها
مازال يسمو بها المشروع والهدفُ
قامت قيامة أمريكا ومن معها
من جرف سلمان هم والله قد عرفوا
قف أيها الدهر في ذكرى الشعار بنا
لعلنا لدروس الوعي نرتشفُ
اليوم ليس كمثل الأمس لا أبدا
إن الحقائق يوميا لتنكشفُ
يا من ظللتم على شك بموقفنا
بالواقع البقري اليوم فاتصفوا
عشر وسبع سنين عمر صرختنا
هل اكتشفتم بيوم أنها سرفُ
بل الشواهد والأحداث تثبتها
ضرورة فلماذا الزيغ والجنفُ
وما تشابهت الأبقار عندكم
لكن أذهانكم قد شابها الخرفُ
ألا ترون لأمريكا وقد هجمت
فما لإفسادها حد ولا طرفُ 
وهذه ورشة البحرين قد فشلت
لكنها كشفت وجه الأولى انحرفوا
من طوعوا لليهود اليوم أنفسهم
بهم يهود الى تطويعنا زحفوا
ما كان عدوانهم إلا لموقفنا
لولاه ما حاصروا شعبي ولا قصفوا
لكنهم فشلوا والصرخة انتصرت
فللجماهير يوميا بها شغفُ
كل الذرى يا ذرى مران قد صرخت
وجاء جيل جديد شامخ أنفُ
جيل ثقافته القرآن في يده
نور ونار وفي إحساسه رهفُ
أين الأولى حاولوا إسكات صرختنا
وأدا فهل جرفوها أم هم انجرفوا
هم في هزائمهم منذ انطلاقتها
تالله ما حزموا يوما ولا عصفوا
ماذا استفادت سعود من تحالفها
نالوا الهوان وبالأبقار قد وصفوا
يا للخسارة هذا كل ما حصلوا 
عليه من كل ما في حربنا صرفوا
تلك الندامة والخسران عاقبة 
لكل من هم مع الأمريك قد وقفوا
والنصر والعز والتمكين موعدنا
والخزي موعدهم والذل واللهفُ
ومن يكن بإله الكون معتمدا
جاءت لصالحه الأقدار والصدفُ
يا من يوسوس في تطويعنا سفها
ممن على قلبه الأمريك قد عزفوا
هيهات قل لسعود حسبكم هوسا
لا تطغينكم الأموال والترفُ
حتى لو الأرض من أقطارها زحفت
والسبع من فوقنا تهوي وتنخسفُ
فسوف نمضي الى الأقصى بصرختنا
جحافلا لبني صهيون تختطفُ
فقل لمن رام نيلا من مسيرتنا
يا ويل يا ويل من في وجهنا يقفُ