حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا -

الصوت التهامي الشجي مازال حاضراً ولم تزل الدنيا تضج بالمنشدين التهاميين وأصواتهم البديعة يوما بعد آخر، فهم أصل الإبداع وأهله، وهم الذين ملؤوا الساحة دهشة وجمالاً، خصوصا في إنتاجاتهم الأخيرة، كأوبريت "نور الزمان" و"يوم الشهيد" اللذي امتزجت فيهما أصوات المنشدين من جميع مديريات المحافظة، مشكلين بهذا لوحة فنية وإبداعية في قمة الروعة.
اليوم، معنا أحد أعضاء هذه الفرقة وأحد الملحنين لبعض الأناشيد، فهو منشد منذ طفولته ترعرع منشدا وكبر شامخا مبدعا يسيطر على المنصة في جميع المناسبات. فصوته وحضوره وجوهره يجبرك على التوقف والاستماع إليه ولفلسفته ونظرته لمظلومية الشعب اليمني، وقد أثر العدوان فيه أن جعله يتوحش ضد أعداء الوطن مسرحا زوامله وأناشيده يوما بعد آخر، ولو أنها لم تنل نصيبا من الشهرة، إلا أنه استطاع المضي قدما ومواصلة المشوار الإبداعي وعدم الاستسلام، حتى أشرق مجاهدا مدافعا عن الساحل الذي ينتمي إليه... إنه المنشد عز الدين الوصابي.

طفولة قرآنية
•• متى بدأت مشوارك الإنشادي؟
 • الحمد لله، منذ طفولتي في مدارس العلم والقرآن، وأيضا في إحياء الفعاليات المدرسية وتخرج حفاظ كتاب الله، وكنت أرافق الوالد في إحياء الفعاليات الوطنية والجامعية والأفراح.

والدي شجعني وعلمني الكثير
•• كيف كانت أولى خطواتك الإبداعية؟ من الذي أخذ بيدك وشجعك؟
 • أول خطواتي كانت على قناة الفضائية اليمنية وأنا في سن العاشرة في برنامج للأطفال. طبعاً الوالد (حفظه الله) منشد معروف وقديم، وهو من أخذ بيدي وصقل موهبتي والفضل له بعد الله، وأشكر الله أن أعطاني والداً بهذه القيمة، ومن خلال هذا اللقاء أوجه له الشكر والتقدير باسمي واسم المنشدين التهاميين المبدعين.

•• هل واجهتك معوقات في بداية مشوارك مع الإنشاد؟
 • لا يمكن لأي نجاح أن يتم دون معوقات، فالمعوقات هي من تبني الشخص وتجعله ناجحاً. والاستفادة من الأخطاء أساس النجاح، وشخصياً لم أواجه معوقات كبيرة، لأن والدي (حفظه الله) كان أستاذ المنشدين ومدرسة إنشادية وفنية، وقد أفادني كثيراً وتعلمت منه الكثير كغيري من المبدعين الذين درسهم وعلمهم الوالد وتخرجوا على يديه.

11 سنة إنشاد
•• متى كانت أول أنشودة لك؟
 • كانت في عام 2008 تقريباً وهي أنشودة "يا حافظ القرآن بوركت من إنسان"، وأنشدتها في حفل تخرج لزملائي حفاظ كتاب الله.

•• قبل حوالي ثمان سنوات كانت أناشيدك تبث باستمرار على قناة "السعيدة".. ماذا كان يعني لك هذا؟
 • كانت تعني لي الكثير كبداية مشوار وكان لدي طموح كبير، وكنت أستفيد من أي مشاركة فنية كغيري من المنشدين، وكان لي العديد من الأناشيد التي حاكت الكثير من المواضيع الإنسانية والاجتماعية، مثل أنشودة "الفقير" وأيضا "حبيبي في طيبة".

ضغوطات
•• أنت من أوائل منشدي تهامة الذين انطلقوا ضد العدوان، ما هي الضغوطات التي واجهتك؟
 • مثل هذه المواقف واجب علينا، فلطالما كنا في صف الوطن ومن الوطنيين وانشدنا للوطن الكثير، والحمد لله أننا ترجمنا كل ما قلناه إلى أفعال. وبالنسبة للضغوطات فقد كانت تتمثل في أننا لم نكن نستطيع التحرك للقيام بما يقع على عاتقنا من مسؤولية أمام الله وأمام وطننا وشعبنا كمنشدين، ولم نؤدِ الدور اللازم في توعية المجتمع ونشر ثقافة القرآن، والمسار الصحيح الذي تعلمناه وعرفناه ولامسناه في ظل العدوان الغاشم على بلدنا وفي ظل رحاب المسيرة القرآنية.

زدنا ثباتاً وإبداعاً
•• ما الذي أضافه العدوان إلى إبداعك؟
 • أضاف الكثير من الإبداع، لطالما ظنوا وتوهموا أنهم سيخيفوننا بعدوانهم، إلَّا أننا والله ما زدنا إلا ثباتاً وثقة بالله، وبقيادتنا ممثلة بسيدي عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، وأصبح العدوان بالنسبة لنا حافزاً للمزيد من الإبداع، فكما تحقق نجاح وتطور في المجال العسكري، ظهرنا كمنشدين في العديد من الأعمال العظيمة وظهرت العديد من المواهب الجميلة، وترقبوا مزيداً من الإبداع إن شاء الله.

دور عظيم لا مثيل له
•• هل تشعر أنك أديت الواجب المطلوب منك تجاه الوطن؟!
 • تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة وعظيمة، وأقل ما نبذله في سبيل الله وخدمة لوطننا هو هذا التحرك، لكن مقارنة بالمجاهدين الذين يسطرون أروع الملاحم ويضحون بأنفسهم في سبيل الله في جبهات العز والإباء فنحن لا نساوي حتى ذرة رمل واحدة تحت أحذيتهم، ونتمنى التوفيق والعون من الله في خدمة وطننا، وسنكون إن شاء الله سيوفا حادة تسحق كل عادي.

"الساحل الغربي" أظهرت أعمالنا
•• لديك الكثير من الزوامل حاليا والأناشيد الأكثر من رائعة لكنها لم تنتشر بالشكل المطلوب.. برأيك ما هو السبب؟ 
 • أظن أن معركة الساحل الغربي هي التي أظهرتنا وأظهرت أعمالنا، وأيضا مقارنة بالسابق فلم تكن هنالك لفتة إعلامية كبيرة، والحمد لله الآن صرنا أكثر تواجدا وأعاننا الكثير من الإخوان، وظهرنا بالكثير من الأعمال باسم تهامة أنا وغيري من الإخوة المنشدين، وأيضا الأعمال الجماعية الأخيرة كان لها دور كبير في إظهار المنشد والمزومل التهامي، مثل أوبريت "نور الزمان" في ذكرى المولد النبوي وأوبريت "الشهيد"، ونتمنى الاستمرار والتحرك بشكل أكثر وأوسع في جميع المديريات والعزل. وإخواننا المنشدون لم يقصروا، إذ يقومون بدور كبير جداً في توعية المجتمع والرفع من معنويات المجاهدين وإيصال الرسالة إلى الجميع.

لفتة كريمة من القائد العلم
•• ما سبب تجاهل الإعلام لمنشدي تهامة في الوقت الراهن؟ 
 • بالعكس، لا يوجد تجاهل، إنما يوجد تحرك غير عادي ونهوض قوي جداً بالنسبة للمنشد التهامي، وأصبح دورنا كدور أي تهامي سياسي أو إعلامي أو ثقافي، وخاصة بعد أن وجه سيد الثورة (حفظه الله) بمنح أبناء تهامة الأولوية في كل المجالات، وكانت لفتة كريمة من القائد العلم ترجمت في الواقع بشكل متميز، ونسعى أن نكون عند حسن ظن القائد والشعب اليمني بشكل عام ونتحرك بشكل أكبر ونظهر بالعديد من الأعمال المشرفة.

•• ما هو رأيك في أوبريت "يوم الشهيد" الذي لاقى صدى كبيراً وكنت أنت من قياديي الإعداد والألحان والأداء أيضا؟
 • كان عملاً رائعاً بفضل الله وتعاون إخواني وأساتذتي المنشدين المبدعين في تهامة، خصوصا أنه جاء محاكيا لرئيس الشهداء صالح الصماد وبألحان تراثية ومحدثة استطاعت جذب المستمع، وإن شاء الله سيتم إنتاج العديد من الأعمال المشرفة في الأيام القادمة.

•• متى كانت أول أنشودة ضد العدوان؟
 • كان أوبريت عن المولد النبوي في إحدى فعاليات المحافظة في عام 2016، وتخلله العديد من الأناشيد الروحانية، وختمناه بزامل متميز.

كوكبة شعراء ومنشدي تهامة
•• من هو الشاعر الذي تجذبك قصائده وتتمنى لو تنشد له؟
 • كل شعراء تهامة مبدعون، وكل شاعر يتميز بإمكانيات عالية وأتمنى لهم التوفيق خاصة وأنهم رفقاؤنا في صناعة الأعمال الفنية وأوجه لهم التحية، وننتظر منهم المزيد من الإبداع ونفتخر كتهاميين ومنشدين بأننا نمتلك هذه الكوكبة من الشعراء والأدباء والمبدعين المتميزين.

تجارة مع الله
•• ما هي رسالتك إلى المنشدين الصامتين في هذه المرحلة؟
 • أقول لهم: نحن ننتظركم لتشاركونا في الإعداد لفعالية النصر، فلا تضيعوا متعة التحرك والجهاد في سبيل الله، وضعوا لكم موقفاً مشرفاً أمام الله وأمام هذا الشعب العظيم، ورسالتي هذه ليست للصامتين فقط، بل وللمغرر بهم من المرتزقة، هم إخوان لنا فليعودوا إلى حضن الوطن ويفتحوا تجارة مع الله تغنيهم عن كل هذه الدنيا وملذاتها.

القادم أعظم
•• كيف ترى مستقبل المنشد التهامي؟
 • مستقبلاً عظيماً ومشرقاً بإذن الله، في ظل هذا التقدم والنجاح والعزة والكرامة التي نعيشها حاليا في ظل هذه المسيرة المباركة والعظيمة التي عرفتنا قيمة أنفسنا وقيمة أوطاننا وإبداعنا، والقادم أعظم بإذن الله وتوفيقه، وخاصة أنه مع مرور الوقت تظهر المزيد من المواهب، والإبداع التهامي يتقدم أكثر فأكثر، وكل هذا توفيق من الله، وأتمنى أن نكون مخلصين في أعمالنا.

•• كلمة أخيرة تود قولها؟
 • أشكركم وأشكر صحيفتكم الجميلة على هذه الاستضافة وإتاحة الفرصة للمبدعين للظهور..
وأتمنى أن نتحرك كلنا كشعب واحد في مواجهة هذا العدوان الظالم، فوالله إننا لمنتصرون وإن جندنا لهم الغالبون، وأبشر هذا الشعب العظيم أننا كمنشدين وشعراء قد بدأنا في التحضيرات للاحتفال بيوم النصر العظيم إن شاء الله، فلماذا أنتم صامتون ومازلتم تضعون أصابعكم في آذانكم؟ ألم تروا المعجزات التي يجترحها أبطالنا في ميادين الشرف والكرامة؟ ألم تروا المجازر التي يرتكبها العدوان ومرتزقته في حق الشعب اليمني؟