ترجمة: زينب صلاح الدين / لا ميديا -

كاليب فايس
طوال أربعة أعوام ماضية، شنت حركة التمرد الحوثية سلسلة من الهجمات على السعودية وتحالفها الذي يقاتلها. ظلت الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وضربات الدرون وحتى الهجمات البحرية تتجه صوب الأراضي السعودية والإماراتية مباشرةً. 
وقد أعد "لونغ وار جورنال" تلك الهجمات والضربات في سلسلة مؤلفة من ثلاثة أجزاء، في محاولة لتقديم معلومات أكثر عن القدرات الحوثية. سيوفر هذا أيضاً إضاءة بالنسبة للصراع الممتد إلى داخل البلدان الخليجية. 
سيتطرق المدخل الأول لحملات إطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز الحوثية على السعودية وحلفائها. وسينظر الثاني في ضربات الدرون الحوثية والآثار المترتبة عليها، بينما سيشرح الثالث الهجمات الحوثية في البحر الأحمر. 
ومن شأن الانتشار غير المباشر إلى البلدان المجاورة أن يؤدي إلى تفاقم الصراع وإطالة دائرة العنف التي ستترك المزيد من القتلى. 
وهذا فارق بسيط ومهم يساعد على فهم الصراع في اليمن بشكل أفضل. 

المنهجية
لقد تم جمع المعلومات الخاصة بهذا المشروع يدوياً من كل المصادر التي هي باللغة العربية والإنجليزية، بدءاً من خدمات الأخبار الحكومية في الخليج إلى أرشيفات وسائل الإعلام الإقليمية العديدة. وقد تم أيضاً تحليل منشورات مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب". 
وتم الاستعانة بخدمات الأخبار السلكية مثل "رويترز" في تجميع البيانات كمصادر إضافية. كما تم استشارة وسائل إعلام إقليمية أصغر، ولاسيما مواقع الأخبار اليمنية. 
كانت وسائل الإعلام التي يديرها الحوثيون والمصادر المتحالفة معها، مثل حزب الله اللبناني في "المنار" أو أخبار "فارس" الإيرانية، تستخدم أحياناً مع الإشارة إلى أن التحالف لم يكن يؤكد الأخبار التي ترد عنها. 
وكان أغلبها قد أعيد نشره من المقالات الحوثية الأصلية. وتم استخدام هذه المصادر كنتيجة لبعض الحالات التي كانت مصادر التحالف فيها تؤكد لاحقاً تصريحات الحوثي - مما يحسن بالتالي مصداقية كل ما يقوله الحوثي. 
وعلى سبيل الإضافة، يكون من المنطقي أن بعض الشواهد ببساطة لم تكن تذكرها السعودية أو حلفاؤها؛ والعكس أيضاً صحيح، حيث إنه في بعض المناسبات، لم يكن يعلن الحوثيون إطلاق صاروخ أو طائرة درون في الوقت الذي كانت تزعم فيه السعودية أنها اعترضت صاروخاً أو درون في أراضيها. 
وفي كلتا الحالتين، كان يضاف الادعاء إلى قاعدة البيانات لدينا. 
إطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز الحوثية
عقب التدخل السعودي في الداخل اليمني في مارس 2015، استخدمت القوات الحوثية الصواريخ الباليستية المستنسخة من الصواريخ الإيرانية لاستهداف الجيش السعودي والبنية التحتية السعودية ولضرب أهداف التحالف في اليمن. 
وكان قد ذكر مسؤولون سعوديون في العام الماضي قد ذكروا أن أكثر من 200 صاروخ باليستي قد أطلق باتجاه الأراضي السعودية. 
كان موقع "لونغ وار جورنال" قادراً على العثور على معلومات حول 255 عملية إطلاق صواريخ باليستية في السعودية واليمن. وتم تسجيل أن اثنين من صواريخ كروز تم إطلاقهما على الأراضي السعودية، بينما أطلق آخر مباشرة على الإمارات. 
في الغالبية العظمى لهذه الحالات، كانت تزعم كلٍّ من السعودية والإمارات أنها قامت باعتراض وتدمير هذه الصواريخ بواسطة الأنظمة المضادة للصواريخ. 
تجدر الإشارة إلى أن خبراء عسكريين أبدوا شكهم في ادعاءات الاعتراض هذه. ففي الوقت الذي من المحتمل فيه أن يكون قد تم اعتراض بعض من هذه الصواريخ بنجاح، إلا أنه من غير المرجح أن السعودية والإمارات تملكان ذلك القدر من النجاح كما ورد في التقارير. 
وانعدام الاستقلالية في التقارير التي تأتي من الجنوب السعودي يجعل من الصعب تدعيم أو تأكيد هذه المعلومة. 
ومثلما صوبت أغلب الصواريخ نحو الجنوب السعودي، استهدفت أيضاً مدناً أبعد، مثل ينبع ومكة والرياض. في 1 أغسطس ادعى الحوثيون أنهم استهدفوا الدمام في الجزء الشرقي للسعودية بالقرب من البحرين. رغم أن هذا لم يتم تأكيده أو نفيه حتى الآن من قبل السعوديين. 
وعلى الرغم من نفي الإمارات بشدة، زعم الحوثيون أيضاً أنهم أضروا بمنشأة للطاقة النووية في أبوظبي بصاروخ كروز. 
ومع هذا فإن أغلب معارك الصراع كانت تحال إلى الجنوب السعودي. وبعيداً عن الصواريخ والدرون تقول التقارير إن أغلب المعارك اليومية تحدث في المحافظات الجنوبية في كلٍّ من جيزان وعسير ونجران. 
بالإضافة إلى أنه تم إطلاق 59 صاروخاً باليستياً على قوات التحالف وقواعده داخل اليمن. وغالبية هذه الأهداف كانت تتركز في مأرب وفي وسط اليمن أو بالقرب من المخا على ساحل البحر الأحمر. 
وقد قتل العشرات من هذه القوات القادمة من السعودية والإمارات والبحرين والمغرب والسودان في هذه الضربات. 
ولم يكن يتم العثور على مواقع إطلاق الصواريخ الحوثية في أغلب الحالات. لكن في الأوقات التي كانت تتوفر فيها المعلومة عن ذلك كانت عمران وصعدة في شمال اليمن هما أهم وأبرز مناطق يطلق منها الصواريخ. 
وفي عدة مناسبات، في 20 يوليو تقريباً، ذكر التحالف السعودي أيضاً أنه قصف مواقع إطلاق الصواريخ في صنعاء. هذه المواقع هي الأكثر منطقية بالنظر إلى مناطق سيطرة القوات الحوثية والنطاقات الشاملة لترسانتهم من الصواريخ الباليستية. 
ومع ذلك قل استخدام الصواريخ الباليستية بشكل ملحوظ منذ ديسمبر عام 2018. ومنذ يناير ذكرت التقارير أنه قد تم إطلاق 20 منها فقط إلى السعودية ومواقع داخل اليمن. وفي الإطار الزمني ذاته من السنة الماضية تم إطلاق 86 صاروخاً باليستياً. 
ويعود هذا التقليل على الأرجح إلى زيادة الضغط على المتمردين الحوثيين بسبب التطورات على الأرض والقيود المحتملة على مخزونهم من السلاح. 
ومع ذلك أعلن مسؤولون حوثيون إنتاج منظومة جديدة من الصواريخ، التي يمكن استخدامها في المستقبل القريب. 
ومع انسحاب أغلب القوات الإماراتية من اليمن، يبقى أن نرى أن الحوثيين سيواصلون مهاجمة الداخل الإماراتي. 
ورغم الانسحاب، سيستمر أيضاً استهداف حلفاء الإمارات داخل اليمن من قبل الحوثيين. ويمكن التأكد من هذا من خلال الضربة الباليستية الأخيرة وضربة الدرون على عرض عسكري لقوات الحزام الأمني التابع للإمارات. 
ولا يبدو أن الحركة الحوثية المتمردة ستقوم بتخفيف حملات صواريخها أو قصفها على الداخل السعودي. 


 "إف دي دي لونغ وار جورنال" موقع أخباري أمريكي 
2 أغسطس 2019