حاوره: مـارش الحســــام / لا ميديا -

المجازر الحالية التي يرتكبها تحالف السعودية بحق اليمنيين أيقظت في النفوس ذكرى أليمة لمجزرة ودماء تم تغييبها في التاريخ، ويجب أن تذكر في سياق هذه المجازر التي ترتكبها السعودية اليوم، وأن الحرب على اليمن لم تبدأ في 26 مارس عام 2015، وإنما بدأت في 1 يوليو 1923، اليوم الذي أزهقت فيه أرواح زهاء ثلاثة آلاف حاج يمني عزل من السلاح في تنومة، وكلهم مهللون محرمون حجيجاً إلى بيت الله الحرام. وكانت المجزرة جرسا مبكرا لليمنيين ليعوا وليكونوا مستعدين وجاهزين لهذا الصراع القائم. كان هذا بعض ما تحدث به الكاتب والباحث حمود الأهنومي، في هذا الحوار الذي أجريناه معه.
إرادة سياسية وراء تغييبها
 قبل الحديث عن تفاصيل مجزرة تنومة ومدى بشاعتها وأهدافها، نريد أن نعرف لماذا تم تغييبها عن الذهنية اليمنية؟! ألم يكن من المفترض أن تدرس في المناهج ويتم احياء ذكراها سنويا؟
ـ لقد كان المراد لهذه المجزرة سياسيا أن تُغيب، حيث أرادت السعودية -باعتبارها المجرم- طمس هذه المجزرة حتى لا تشكل وعيا، لهذا عملت في فترات طويلة على تغييبها، لاسيما بنفوذها وهيمنتها على القرار السياسي والثقافي والتربوي في اليمن. هذا أدى إلى منع الكتاب والأكاديميين والمثقفين من الحديث عنها، وإن حدث وكتب أحدهم في صحيفة ما مقالاً عنها فسيتعرض مقاله للتشذيب والتشطيب والحذف والزيادة والتعديل... حتى نسيت هذه المجزرة وتم التعتيم عليها منذ 1923م، إلى أن جاء العدوان الذي أيقظ الشعور وحرك القضية من جديد.

جرس إنذار
 العدوان هل هو السبب المباشر لعودة القضية من جديد إلى الواجهة؟
ـ قصة المجزرة كانت معروفة في أوساط قليلة جدا. وبعد المجازر التي ارتكبتها السعودية في عدوانها الأخير، عرف اليمنيون أن هذه ليست المجازر الأولى التي ارتكبت بحق اليمن من قبل هذا الكيان، وعرفوا أن الحرب على اليمن لم تبدأ في 26 مارس عام 2015، وإنما بدأت يوم 1 يوليو 1923، اليوم الذي قام فيه النجديون بسفك الدم اليمني في تنومة، والعدوان مستمر من ذلك اليوم وحتى الآن، ولكن أحيانا يكون عدوانا ساخنا وأحيانا باردا. والمجازر الحالية ذكّرت وأيقظت في النفوس أن هناك مجزرة منسية ودماء منسية يجب أن تذكر في سياق هذه المجازر التي ترتكبها السعودية اليوم، وقد كانت جرسا مبكرا لليمنيين ليعوا وليكونوا مستعدين وجاهزين لهذا الصراع القائم.

غليان شعبي
  كان هناك غليان شعبي يطالب الإمام بالرد العسكري الرادع لابن سعود، وهو ما لم تترجمه الحكومة آنذاك إلى مستوى الردع... ما تعليقك؟
ـ من الطبيعي أن يكون هناك غليان شعبي ومطالبات بالتحرك العسكري، لأنها حادثة بشعة قُتل فيها 3105 حجاج، 900 منهم أطفال ونساء وشيوخ ذُبحوا بطريقة بشعة جدا، ولم ينجُ من المجزرة سوى 500 حاج فقط. وبحسب مذكرات الرئيس الإرياني في شرح ذات الحصن الحصين كانوا يجهزون على الجرحى ويقولون: "اقتلوا المشرك"! الحادثة أبكت اليمنيين، وكل بيت يمني أصابه الحزن. وكان الهدف من المجزرة إيصال رسائل سياسية للحكومة اليمنية.

مجزرة ثنائية الأبعاد
 "اقتلوا المشرك"! ربما هذه العبارة تنفي البعد السياسي للمجزرة وتؤكد البعد الطائفي العقائدي لابن سعود وجيشه، الذين يكفرون أتباع المذاهب الأخرى ويبيحون قتلهم، فقد اعتبروا أن هؤلاء الحجاج من المخالفين للعقيدة الوهابية ويمثلون الحاكم في اليمن الذي كان محسوبا على المذهب الشيعي...؟
ـ هذا يقودنا إلى ذكر السبب، فالسبب الحقيقي للمجزرة هو سياسي، وهي مجزرة سياسية بامتياز. كانت بريطانيا تسيطر على عدن. وكانت عسير محتلة منذ 1922 من قبل بني سعود، أي قبل سنة واحدة من المجزرة. وكانت الحكومة في صنعاء تطالب بريطانيا بالخروج من عدن، وبني سعود بالخروج من عسير. فأرادت الجهتان، بريطانيا وابن سعود الذي كان عميلا لها، أن يوجها رسالة سياسية للإمام يحيى مفادها أن عليه أن يصمت ولا يتكلم عن عدن أو عن عسير. فالمغزى سياسي. ولكن كما تفضلت أنت، نعم، هناك بُعد طائفي ومذهبي ليس عند ابن سعود، وليس عند بريطانيا، بل عند منفذي الجريمة، لأنهم كانوا من جيش ابن سعود، المعروف بأنه كان جيشا طائفيا وهابيا، ويعتقدون أن كل الآخرين كفار ومشركون، بمن فيهم مذاهب أهل السنة من شافعية وحنفية ومالكية وصوفية وغيرها، وبالتالي كانوا يرون الآخر كافراً ومشركاً. هذا ما ورد في مذكرات الرئيس الأرياني "اقتلوا المشرك"، لكن هذا الدافع كان عند من يتحركون لتنفيذ العملية. أما القيادة التي وجهت وأمرت فقد كان لها بُعد سياسي.

بعد مادي ثالث
  أنت ذكرت أن هناك بُعداً سياسياً لابن سعود وبريطانيا، وبُعداً مذهبياً لمنفذي الجريمة، ولكن حجم الأموال المنهوبة وسلب الضحايا ما بحوزتهم ألا يوحي بأن هناك بعداً ثالثاً للمجزرة؟
ـ بالتأكيد، هناك البُعد المادي. الحجاج اليمنيون يذهبون إلى مكة ولديهم إمكانيات هائلة، كالبن اليمني الذي كان ينتظره أثرياء الطائف ومكة لشرائه، وكان ذا نكهة جيدة ومذاق جيد، وخصوصا أنه يأتي عن طريق البر، لأن البن الذي كان يأتي عن طريق البحر يقولون إن  رائحته تتغير.
حتى أن القافلة كان ثمنها يقدر بـ400 ألف ريال "فرانصي"، وهذا طبعا أسال لعاب أولئك الأعراب الذين لم يكونوا يجدون ما يستر عورتهم، لأنهم لم يكن قد أصبح لديهم نفط، وبالتالي فإن ذلك مثّل دافعاً كبيراً جدا لهم، وقالوا لهم: اذهبوا فاقتلوهم ولكم ما معهم من أموال.

ذر الرماد
 الروايات السعودية تقول إنهم قطاع طرق وليسوا جيشاً نظامياً... على ماذا استندت الرواية اليمنية التي تقول بأنهم جيش نظامي؟
ـ الرواية السعودية متناقضة، ولديهم عدد من الروايات، منها رواية تقول بأن الفرقة التي ارتكبت المجزرة هي فرقة من الجيش تسمى "الغطغط"، إحدى فرق جيش ابن سعود الذي كونهم ودربهم طائفيا ومذهبيا وأيديولوجيا وعسكريا، وقالوا: "ظنناهم مدداً للشريف حسين ملك الحجاز، وبالتالي قضينا عليهم". وهناك رواية أخرى تقول بأن الحجاج رفضوا أن يسلكوا طريقا معينا، ورفضوا الانصياع للأوامر وحاولوا أن يسلكوا طريقاً آخر، فاضطروا للتدخل بقتلهم. بينما رواية ثالثة تقول بأن الملك عبدالعزيز قال عقب ارتكابها: "أنا لست راضيا بهذه المجزرة وارتكبت من قبل المنفذين أنفسهم بدون علم القيادة".
طبعا ضحايا المجزرة عدد كبير وضخم، 3105 حجاج، لذا لا يمكن أن تكون حادثة عرضية، أكيد أن وراءها قراراً سياسياً وجيشاً ضخماً، وقد أثبتُّ هذا في مؤلفي الذي كتبته عن المجزرة الكبرى، فهناك أدلة ثابتة وبراهين دامغة تؤكد أن المجزرة اتخذت بقرار سياسي سعودي بريطاني، وكل الروايات السعودية ليست سوى ذر للرماد في العيون.
المجزرة أحدثت ردة فعل عاطفية في العالم الإسلامي بسبب بشاعتها، واضطر ابن سعود إلى أن يظهر بمظهر الحزن والأسف، وكتب عزاء إلى الإمام يحيى، ولهذا اضطر الإمام أن يحكّمه في القضية على القتلة وعلى تعويضات للضحايا، ورفض ابن سعود أن يحكم وظل يماطل حتى اندلعت الحرب اليمنية السعودية بعد 11 عاماً من المجزرة.

أحد أسباب حرب الثلاثينيات
 هل كانت المجزرة السبب المباشر للحرب اليمنية السعودية التي اندلعت في الثلاثينيات؟
ـ المجزرة كانت أحد أسبابها، وحدثت واليمن تعيش في ظل وضع ضعيف جدا، بعد خروج الأتراك من اليمن 1918، كانت هناك قبائل متمردة في الشمال، والجنوب تحت الاحتلال، وقبائل في تهامة كانت تريد الانضمام إلى بريطانيا، وكانوا يراسلون القنصل البريطاني أن يعترف بهم كدولة مستقلة، وهناك وضع مضطرب في اليمن، وابن سعود كان مهيأ له أن يحكم الجزيرة العربية بكلها بدعم بريطاني، وأراد أن يوصل هذه الرسالة السياسية حتى يخاف الناس منه ويستسلمون له، فكان الشعب مستنفراً ويطالب الإمام يحيى بأن يتحرك، وهناك قصائد شعرية تدل على تحفز اليمنيين ووجوب أن يتحركوا، وكان الإمام أمام خيارين: إما الخيار العسكري، ولكن ضد من؟ لم يكن هناك غريم محدد، "الغطغط" فرقة تابعة لابن سعود الذي تنصل منها لذر الرماد في العيون... فيبقى الخيار السياسي، الذي انتهجه الإمام، وكان رهانا خاسرا لم يصل إلى النتيجة المطلوبة، وبالتالي نشبت الحرب فيما بعد.

الرهان الخاسر
 الخيار السياسي كان رهانا خاسرا، هل لأنه لم يحقق العدالة بالاقتصاص من القتلة وتعويض الضحايا، أم لأنه تسبب باندلاع حرب لاحقة، أم ماذا؟ 
ـ لجوء الإمام يحيى للخيار السياسي كان من البداية رهانا خاسرا، حيث كانت تطرح قضية المجزرة في كل اللقاءات الثنائية والمؤتمرات الدولية في كل مرة من قبل المفاوض اليمني بأن هذه جريمة يجب على ابن سعود أن يفصل فيها حتى تعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي، وكان هناك تنصل وتهرب من ابن سعود، حتى وقعت الحرب بين البلدين، إذا كان هذا الخيار أدى إلى حرب فلماذا لم نخضها من قبل في حينه ومشاعر اليمنيين جياشة للثأر والانتقام، وليس بعد أن أصبح ابن سعود أكثر قوة من السابق. لهذا كان رهانا خاسر.

اختيار متعمد لموقع المجزرة
  اختيار تنومة مكاناً للمجزرة، هل هناك أبعاد جغرافية أو عسكرية لهذا الاختيار؟
ـ بالطبع، اختيارها كان جزءاً من المخطط، باعتبارها المكان المفضل الذي يسيطر عليه ابن سعود وجيشة "الغطغط"، فالحجاج مروا من أبها باتجاهها قبل خمسة أو ستة أيام من المجزرة، وأبها كانت محتلة من قبل بني سعود، ويحكمها سلطان بن مجاهد العتيبي، الذي كان يدين بالولاء مباشرة لفيصل بن عبد العزيز، وطمأنهم أن الطريق سالكة وآمنة، وجاء اختيار تنومة لأنها منطقة خالية لا يوجد فيها ناس ويسهل فيها ارتكاب إبادة جماعية وبطريقة لا ينجو فيها أحد، لذا كان اختيار المكان والزمان مخططاً له لتفيذ المجزرة في المكان والزمان.

500 فقط
  كيف استطاع 500 حاج النجاة طالما أن الهدف كان إبادة جماعية للحجاج؟
ـ كان الحجاج في ثلاث فرق، فرقة في تنومة شمالا، وفرقة في سوادن الأعلى، وفرقة في سوادن الأسفل. الفرقة الأولى قتلت كلها باستثناء نفر قليل، وكانت الفرقة الكبرى. كذلك قتل الأغلبية العظمى من الحجاج في سوادن الأعلى. أما الذين كانوا في سوادن الأسفل فقد فر البعض منهم ونجوا بأرواحهم قبل أن يصلوا إليهم، ومنهم من انغمسوا بين القتلى، وشهادات الأحفاد وأبناء الناجين عندما قابلناهم أخبرونا أنهم كانوا ينغمسون بين القتلى ويتظاهرون بالموت، برغم أن العدو كان يجهز عليهم بالطعن، ولكن من نجا منهم 500 رجل وامرأة.
 الناجون الـ500 أين ذهبوا؟ هل عادوا إلى بلدهم مباشرة أم ماذا؟
ـ الناجون فروا من تنومة إلى تهامة، التي كانت تدين بالولاء للشريف حسين حاكم الحجاز، 150 منهم واصلوا طريقهم إلى الحج ولم ترهبهم بشاعة المجزرة، و350 عادوا إلى اليمن.

تركت الجثث للسباع
 كيف تم التعامل مع الجثث؟ هل تم الصلاة عليها ودفنها كما يجب؟
ـ تُركت الجثث للسباع والكلاب والطيور تأكل منها، كما هو مذكور في الأشعار والقصائد الشعبية. تُركت الجثث لفترة حتى جاء بعض أهالي منطقة عسير وحفروا لما تبقى من العظام ودفنوها في حفرة.
وسألت أحد المؤرخين السعوديين يقيم في أبها: هل يوجد مقابر لشهدائنا في تنومة؟ فأكد لي أنه لا يوجد قبور لهؤلاء الشهداء ولا لغيرهم.

الهيمنة السعودية فرضت نسيانها
بالعودة إلى نقطة البداية فيما يخص تغييب المجزرة، المجزرة كانت حاضرة في القصائد التي وصفت بشاعتها، وكذا شهادات الناجين... أليس هذا كفيلا بأن تكون المجزرة حاضرة ومعروفة رغم التغييب السياسي؟
ـ المجزرة كانت حاضرة في الشعر الشعبي وفي القصائد العربية. هذا كله كتب في حينه عام 1923، ولكن بعد أن تغير النظام في اليمن، ولاسيما بعد ثورة 26 سبتمبر، بعض الشخصيات في المعسكر الجمهوري دانت بالولاء للسعودية، حدث التغييب.
وعندما وضعت الحرب الأهلية في اليمن أوزارها تم تناسي المجزرة، وبعدها بدأت الهيمنة السعودية الفجة وتحكمها بالقرار السياسي والثقافي والتربوي على اليمن، لهذا حصل التغييب. ولا نجد كتابا واحدا أكاديميا عن هذه المجزرة، ولا حتى مقالاً.
 على الأقل سيكون هناك تناقل شفوي من جيل إلى آخر، وقصص تروى لشهادات الناجين، وأخرى على لسان أبناء الضحايا...؟
التناقل الشفوي أصبح منسياً، فقد مرت 99 سنة على المجزرة، فمنذ المجزرة هناك أربعة أجيال، والقصة الشفوية لا تستمر أربعة أجيال، فمثلا الجيل الأول كان يعرف القصة، والجيل الثاني يعرف القليل، والثالث نسي، والرابع مغيب تماما. هذا على المستوى الشعبي، لكن هناك نخب مثقفة لاتزال القضية لديهم حاضرة.

المجزرة خلقت وعيا
 اليوم بعد أن عرف اليمنيون ما حدث في تنومة، هل شكلت تلك المجزرة وعيا أو دافعا إضافيا لليمنيين لمحاربة بني سعود؟ 
ـ حاليا لدينا أحفاد الشهداء وأبناء الناجين. هل تصدق أنهم يشاركون الآن بقوة في مواجهة العدوان؟! على سبيل المثال أول بارجة حربية تغرق في البحر الأحمر استهدفها العقيد الحلحلي، حفيد الشيخ مقبل مبخوت الحلحلي، أحد الشهداء الأبطال الذين قاوموا في تنومة. اليمنيون لم يستسلموا في تنومة، وقاوموا بالعصي والحجارة، وأبناءهم الآن يقاتلون في الجبهات بقوة. هناك شيخ سبعيني اسمه صالح بن علي بن سعيد النصرة، جده وعمه استشهدا في تنومة. هذا الشخص عندما بدأ العدوان على اليمن اندفع بقوة وحط رحاله في عدن والمخا ومأرب، وأخيرا استشهد في الربوعة بعسير، لأنه كان يقول: أنا أقاتل القوم الذين قتلوا جدي وعمي، هؤلاء مجرمون، ليسوا من اليوم وإنما مجرمون من زمان.
 وكثير من المقاتلين اليوم صاروا يندفعون بهذا الوعي، موقنين أن العدوان لم يبدأ اليوم، بل بدأ منذ حادثة مقتل الحجاج اليمنيين في تنومة.

 عودة المجزرة من غياهب النسيان إلى الواجهة ومعرفة اليمنيين بها هل تزعج بني سعود؟
ـ هناك معلومات تقول إن بني سعود منزعجون انزعاجا كبيراً من ذكر اليمنيين لهذه القضية التي تقض مضاجعهم.

 كلمة أخيرة؟
ـ نوصي الإعلاميين والمثقفين والخطباء والتربويين أن يدرجوا هذه القضية في خانة العدوان السعودي على اليمن، الذي لم يبدأ في 26 مارس 2015، وإنما بدأ في 1 يوليو 1923، لهذا أوصي كل المعنيين أن تكون هذه القضية حاضرة ليعرف أبناء الشعب اليمني أعداءهم ويعدو العدة لمواجهتهم.