وجدي الصراري / لا ميديا -

لعب الزامل دوراً فاعلاً ومهماً في عملية التصدي للعدوان على اليمن طوال 4 أعوام، حيث برز الزامل كنوع من إبداع الشعب اليمني الجمالي والفني، مثلما تجلى إبداع الشَعب المادي في التصنيع الحربي، وفي نسف المواقع السعودية وإحراق الآليات الأمريكية الحديثة، بل كان للزامل دوره في كل هذه البطولات التي تم اجتراحها؛ فهو رفيق المقاتل في مختلف الجبهات، ينفخ في روحه الحماسة والاندفاع، ويذكره بمبادئه وقيمه العظيمة التي في سبيلها يبذل الدم والروح. 

لم تقتصر رسالة الزامل، على الرسائل الاعلامية التعبوية، بل عمل أيضاً على إيصال رسائل ثقافية وترسيخ مفاهيم وقناعات كفاحية وثورية وإنسانية، وكان من أبرز وأهم الموضوعات التي أحياها الزامل: الحرية والكرامة والعزة والحمية القبلية بمعناها التقدمي الشعبي في مواجهة الأجنبي، وإعادة التنقيب عن التاريخ الثوري اليمني في مواجهة الاستعمار والاحتلال القديم.

قام الزامل بالدعوة إلى الوحدة اليمانية، وتعميق الروابط اليمنية وإعلاء الهوية الوطنية، والاعتزاز بالتنوع المذهبي في اليمن، وهو التنوع القائم على الأخوة والتعايش، والذي حاول العدوان تحويله إلى خلاف.
وإذا أخذنا على سبيل المثال زامل الشاعر أمين الجوفي «كلمة واحدة»، سنجد أنه غني بهذه المضامين، وميزة هذه القصيدة أنها حشدت كل هذه المضامين في نص واحد وزامل واحد، وإلا فمختلف هذه المضامين قد وردت كأجزاء متناثرة في زوامل عديدة ولمختلف الشعراء، وأنشدها مختلف المنشدين، ومن تجميع هذه الأجزاء كلها لمختلف الزوامل تتضح الصورة الكلية لملامح الزامل اليمني في مواجهة العدوان.
يقول الشاعر أمين الجوفي في قصيدة «كلمة واحدة»، مشيراً إلى التاريخ اليمني المجيد:
«ماحنا من أهل الكاس وأهل الغانية
فـتّـش عـلـى تـاريـخنا يــا بـن سـعود
مــن قـبـل الاســلام اسـأل الـرومانية
واسـأل عـلينا “عـاد” واتـخبَّر “ثـمود”
وانــشـد جَـنَـابـي حـمْـيَـر الـصـيفانية
وهِــي تـوَضّـح لـك عـن آلاف الـعقود
واقـــرأ “ســبـأ” والـجـنتين الـدانـية
وعــرش بـلـقيس الـمـشيّد والـسـدود
واســـأل عـلـيـنا “الـدولـة الـعـثمانية”
يــوم انـطـلقنا بـعـد تـحـطيم الـقـيود
واتــخــبَّـر الاحـــبــاش وبـريـطـانـيـه
عـن قوم لا صاح الوطن جاته حشود».
وفي إشارة إلى التنوع اليمني العرقي والمذهبي يقول الشاعر الجوفي: 
«تــأبــى الــشـيَـم والـفـطـرة الـربـانـية
وأخـلاقـنـا والــديـن نـخـضع لـلـيهود
هـــــذه مـــبــادي ثــابـتـة وايـمـانـيـة
وراســخـة عــنـد «الـشـوافـع» و»الـزيـود»
إحــنــا قــبـايـل قــاحـيـة قـحـطـانية
أُســُـود تــتـوارث شـجـاعـتنا أُسُـــود
فــيــنـا عـــروبــة عــاربــة عـدنـانـيـة
صـغـيرنا يـقـدح شــرر نـخـوة وجُـود».

مدى تأثير الزامل
مثل الزامل جبهة متقدمة في حقل الوعي، ما مكنه من النفاذ إلى المناطق الجغرافية التي يسيطر عليها العدوان والاحتلال، لما له من وقع حماسي مع مزاج المرحلة الحربية، وهو يرسخ قيماً ومبادئ ومفاهيم معينة، باعتبار الزامل نوعاً من الأدب الملتزم، كما كان الزامل حاضراً في محافظة المهرة التي تشهد احتجاجات شعبية مقاومة للاحتلال والتوسع السعودي، حيث أدى المنشد عيسى الليث زاملاً بعنوان «بحور المرجلة» للشاعر أبو همام بلحاف المهري، وهذه العملية التواصلية تجسد وحدة الشعب وقضاياه ومصيره، ومحتوى الزامل في حد ذاته يصدح بالهوية الوطنية والقبلية اليمنية ورفض الشعب اليمني للإذلال والاحتلال.
 والزامل وإن كان نتاج إبداع فردي، لكنه يعكس التناقض الشديد بين القوى السياسية والاجتماعية الثورية في اليمن، وبين القوى المرتبطة بأدوات الاستعمار والرأسمالية العالمية، التي تحاول إعادة وفرض علاقات سياسية واقتصادية معينة، ومن هنا يستمد الزامل سياقه الاجتماعي، أي في عملية التعبير عن وعي جمعي لشريحة شعبية أو قسم طبقي من المجتمع يسير بخط متوازٍ مع مجرى سير وحركة التاريخ التقدمية، أي نحو التطور.
وقد برزت عملية إنتاج الزامل كعملية نضالية مقاومة ذاتية في مجهودها غير معتمدة - كما هي العادة - على الدعم المادي سواء الحكومي أو الخاص، وقد تميز منشد الزامل عيسى الليث بغزارة الإنتاج في ظل إمكانات تقنية بسيطة ومحدودة، على عكس الفنانين والمنشدين الذين يتخذون من الفن مصدراً للإثراء، فيكون إنتاجهم عادة محدوداً في ألبومات متباعدة زمنياً ليحافظ على قيمته السلعية، بينما نجد أن منشد الزامل يغرق السوق بإنتاجاته المتتالية التي تعكس مواكبة الواقع المتحرك، وبدون أي حقوق فكرية، إلا ما يحظى به من رصيد في قلوب المستمعين الذين بدورهم يدفعون مقابل هذا الفن المال والجهد في الجبهات وميادين مقاومة العدوان. 

 فن الشعب اليمني
لكل شعب من شعوب العالم وعي اجتماعي تتحدد مكوناته وأشكاله من ظروف وجوده الاجتماعي المحكومة بعلاقاته الإنتاجية والاقتصادية وتفاعلها مع البنى الفوقية التي أنتجها هذا الوجود كالثقافة والعلوم والهوية والدين.
الزامل في اليمن فن شعبي قديم يعكس أحوال الشعب وأوضاعه وتفاعلاته، وهو في جوهره شكل من أشكال الوعي الاجتماعي. يرتبط الزامل بالوعي الاجتماعي في اليمن ارتباطاً عضوياً بسبب قدرته الفاعلة على عكس وتصوير الواقع الاجتماعي بمجمل ظروفه وتناقضاته بصورة جمالية راقية، وهو من أقدم فنون الشعر الغنائي في اليمن، وتمتد جذوره إلى القرن السادس قبل الميلاد، أي للعهود السبئية والحميرية. أسهم الزامل في حفظ ومراكمة المعالم الثقافية والأخلاقية، ونقلها للأجيال اللاحقة، كما شارك في صنع واقع اليوم وتطور بنية المجتمع الفكرية وقواه الإنتاجية.

ظاهرة وقوة روحية في الوعي الاجتماعي اليمني
في الحياة الروحية “الفكرية والنفسية” يتفاعل الزامل اليمني مع الوعي الاجتماعي بوصفه عملاً فنياً يسير في سياق الواقع الاجتماعي بمجمل تناقضاته المادية والفكرية، ويسهم في عملية تأثير متبادل بين طبقات ومكونات المجتمع الواحد، وهو ظاهرة وقوة في آن واحد، كونه نتاج تفاعل الوعي والواقع في سياقيه الفردي والاجتماعي.
وجذور تطور الزامل اليوم في ظرفنا الراهن تكمن في اشتداد الصراع الوطني بين اليمن وقوى الاستعمار الجديد وأدواته الإقليمية والمحلية “الآليات العسكرية لجيوش العدوان السعودي الإماراتي ومرتزقتهم المحليين”، فقد قام الزامل بدوره التعبوي في إيضاح وتصوير العدوان للمستمع في الداخل - المناطق الحرة والمناطق المحتلة - والخارج على حدٍّ سواء، فهو من نقل صورة واضحة للجرائم التي ارتكبها ولايزال تحالف العدوان في حق اليمن واليمنيين، وهو من كشف زيف الذرائع والادعاءات التي اعتمد عليها ذلك التحالف، وهو من فضح المرتزقة في خيانتهم للوطن والأمة، ومن خلد صورة المقاتل اليمني البسيط بعتاده القوي وببأسه وثباته، بينما خلد هشاشة وضعف وهروب العدو المحلي والأجنبي على حدٍّ سواء.

الزامل وارتباطه بالحرب 
الزامل في شكله العام منذ القدم لم يكن فقط مرتبطاً بالحرب، فقد كان حاضراً وشاهداً على أحداث كثيرة في التاريخ اليمني الاجتماعي كالأفراح والأحزان والرثاء، وعمليات “التحكيم والهَجَر” التي تعتمد عليه البنية الاجتماعية القبلية في اليمن في حل النزاعات والصراعات والثأر وغيرها.
ويتداخل الزامل في كل هذه الأحداث التي يتضمنها الوجود الاجتماعي بسبب خصائصه الفنية ومرونته ليصبح عملاً فنياً يشمل ما هو أكثر من الحرب.

تطوره التاريخي وتأثير العدوان عليه 
في الظرف التاريخي الذي تعيشه اليمن اليوم بسبب العدوان السعودي، تشكلت الضرورة التاريخية لتطور الزامل كفن شعبي مؤثر وقادر على عكس الواقع الاجتماعي المعاش بفعل العدوان، وأيضاً لعكس رؤى وأفكار الشرائح الاجتماعية التي تعايش تناقضات هذا الواقع وتتفاعل مع عملياته وصراعاته الاجتماعية السياسية الفكرية.
تتمظهر هذه الضرورة التاريخية في اندماج الزامل مع فن موسيقي شعبي آخر يرتبط بالحرب ارتباطاً عضوياً، هو البَرَع (رقصة شعبية يمنية)، والذي يحمل شكلين فنيين هما: الموسيقى التي تستخدم الطبول لعزفها، والرقص الذي تستخدم في أدائه «الجنبية» (سلاح أبيض) أو الأسلحة النارية “وهذا يرجع أيضاً للتنوع في موسيقى البرع وأشكال الرقص التي تتميز بها كل منطقة في اليمن عن الأخرى”، ويمكننا إرجاع ضرورة هذا التطور في فن الزامل لعوامل كثيرة، يمكننا أن نقتبس منها، أن العدوان بحربه الشاملة على كل أشكال الحياة في بلادنا بالضرورة يعمل على عكس وعي اجتماعي بضرورة المقاومة والكفاح اللذين وإن كانا غريزة إنسانية تعكس ضرورة الحياة والحفاظ على البقاء في السياق الفردي، لكنهما في السياق الاجتماعي بالضرورة يعكسان الوعي الاجتماعي والموقف السياسي والأيديولوجي الذي هو بالضرورة “أي الموقف” موقف اجتماعي يمثل العقبات التي يجب أن يجتازها المجتمع اليمني في ظل هذا العدوان من أجل التقدم الاجتماعي.
ومن حيث الجانب الفني عمل هذا الدمج الذي يجري بين كلمات الزامل وموسيقى «البَرَع» على تطوير إيقاع الزامل ليكسبه قدراً أكبر من السرعة والقوة ليعبر بشكل أبلغ عن نشاط المرحلة الكفاحي الذي يقوم به المقاتل اليمني في جبهات مواجهة العدوان.
يعمل الزامل بمجمل جوانبه الفنية، من حيث مضمون الكلمات والرؤى والأفكار التي يحملها، ومن حيث إيقاعه الفني السريع والقوي المرتبط بالحرب، على التعبير عن المرحلة التاريخية التي تمر بها بلادنا بشكل بليغ وواقعي وجميل في آن واحد لا يقبل أي التباس، وهذا أكسب الزامل طابعا خاصاً مختلفاً عن بقية الفنون الشعبية في بلادنا كالمهجل (غناء يرافق الزراعة) مثلاً الذي يمثل أيضاً فناً شعبياً شعرياً يأتي على إيقاع بطيء منتظم وطويل الأداء ليتناسب مع النشاط الزراعي الذي يقوم به الفلاح على الأرض.

الزامل جزء من الأدب الملتزم 
إن الزامل كنوع من الفنون وشكل من أشكال الأدب يمتلك في هذه المرحلة بالذات خصائص فريدة، كونه حاضراً بقوة كبيرة في ميدان العمل السياسي، لذلك يمكننا القول بأنه أدب ملتزم بقضايا المجتمع، والأدب الملتزم يمكننا توصيفه بأنه الرأي الفني للمجتمع الذي يضم المشاعر والأذواق والاهتمامات والتصورات الجمالية والمثل العليا، والأدب الملتزم هو المعني بمعرفة الحياة والتأثير على الناس وصياغة أفكارهم ومشاعرهم، وارتباط الزامل اليمني الأصيل بالأفكار الثورية والوطنية هو معيار تقدميته والتزامه.
يتواجد الزامل في السياسة بمعناها التاريخي، أي بما هي شكل لوعي وممارسة للحياة الاجتماعية، فكاتب الزامل ومنشده من هذا المنطلق هما ممارسان للسياسة لكن بأدواتهما الجمالية الخاصة، وتتمحور هذه الخصوصية حول اهتمام المرء بزمنه، ما يسهم في صياغة الإلهام الفني الذي بحرية إبداعه لا يمكنه الانفصال عن المسؤولية الاجتماعية التي تفرضها عليه وعلى مجتمعه التناقضات والصراعات السياسية الموجودة في الواقع.
وكما يبين لنا الماضي فإن القيمة التاريخية الخالدة لأي عمل فني تأتي من طابعه الآني (وقت نشره)، وكلما كان انخراط الفنان أو الأديب في عصره أعمق، كان فهمه للخصائص البشرية الدائمة أعمق، ما يعكس فناً وأدباً أكثر بقاء وشمولية.
ما يقدمه الزامل اليمني اليوم من خلال سنوات العدوان، لا شك أنه سيبقى ويترسخ في ذاكرة الأجيال القادمة، ويراكم وعيها الوطني والثوري الرافض للاستبداد، كونها بالضرورة التي تفرضها قيود الزمان لا تستطيع الشعور وتذكر الأحداث الدقيقة التي أشعلت غضب كُتاب ومنشدي هذه الزوامل، لكن التعمق في الحاضر حينها خصوصاً إن كان محملاً بالإشكالات الوطنية ذات الطابع الاجتماعي، بالضرورة سيكسب الزوامل الميزة الدائمة التي تحتاجها احتجاجاتهم، وتلهم أولئك الذين يخوضون حرباً مستمرة ضد الظلم والقهر، ويراكم الموروث الفني والوعي الاجتماعي.

ودوره التاريخي في التعبئة الوطنية والكفاحية 
إن قراءة الزامل ودراسته يجب أن تنطلق من تاريخيته، أي أن يتم الأخذ بعين الاعتبار اللحظة التاريخية التي قيل فيها الزامل، وبرأينا فإن هذا سيكون هو المدخل العلمي لفهم الزامل وتركيبته اللغوية والموسيقية، باعتبارهما انعكاساً لنوعية الوعي والخطاب في الزامل وما يمثله من وضع اجتماعي وتاريخي.
والزامل اليوم يقال في وضع تاريخي يحمل قضيتين رئيسيتين؛ الأولى هي الثورة، والثانية هي العدوان، ولذا فهو يحمل المضامين الاجتماعية الخاصة بالتعبير وبحركة سير التاريخ والمضامين التي تدل على اشتداد الصراع الوطني بين اليمن وقوى الاستعمار الامبريالية.
والزامل كونه مشبعاً بهذه القضايا يصبح قوة مادية فعلية يلهم جماهير الشعب ويعبئها بقيم الوطنية ومقاومة العدوان ورفض الاستبداد، وهذه هي القيم الواقعية والحقيقية التي تفرضها حركة التطور الاجتماعية التي تمر بها بلادنا اليمن، ومنها نلاحظ تطور الزامل اليمني الأصيل من حيث المضمون المعنوي وشكله الفني المشبع بالقضايا الواقعية التي يفتقر إليها الإنتاج الفني لمرتزقة العدوان الذي يكاد يكون معدوماً بسبب افتقارهم للقضية العادلة والمنطقية التي تسهم في تطوير نشاطهم الفني وحتى الفكري والمادي، لذلك لا نستغرب استمرار مقاتلي المرتزقة وحتى قوات جيوش دول العدوان في الاستماع وترديد الزوامل اليمنية التي يتم إنتاجها من قبل المجتمع اليمني المقاوم والمساند لقوات الجيش واللجان الشعبية، حيث يلحظ أن مسمى «زامل» أصبح مقترناً في صورة نمطية بمقاومة العدوان، ومرتبطاً بالجيش واللجان، حتى إن المستمع له يتبادر إلى ذهنه صور بطولات الجيش واللجان والحشود القبلية والجماهيرية المناهضة للعدوان، وهذا ما جعل العدو يحاول استنساخ تجربة الزامل، ولكن بمسمى آخر، وهو ما تسمى «الشيلات» التي لم تستطع أن تنافس الزامل الذي اخترق صفوف وجمهور العدوان نفسه على مستوى الداخل اليمني المحتل أو دول العدوان في الجوار العربي وغيرها.
تخطت الزوامل الحدود الفاصلة بين القول والعمل، لتوافق ما يمكن أن نطلق عليه الوعي الثوري والنشاط الثوري، أي أنها حولت النظرية لنشاط حقيقي، لم يقم الزامل فقط بإلهام جماهير الشعب وشدها نحو الجبهات، بل إن هذه الزوامل قادت أبرز منشديها وكتابها للصفوف الأمامية للدفاع عن القيم السامية التي تزخر بها الزوامل، أمثال المنشد الشهيد “لطف القحوم” والشاعر “عبد المحسن النمري” كاتب الزوامل الشهيد أيضاً.
فالمنشد لطف القحوم في أخر زامل له يقول: «أشري يا هذه الدنيا جوازي... ما أظن به حر ما أشر جوازه»، في دلالة على تقديمه أغلى ما يملك، وهي حياته التي «أشّر جواز» مغادرتها في سبيل الله والوطن والقيم السامية التي تزخر بها الزوامل التي أنشدها والتي سينشدها الأحرار من بعده.