.jpg)
الأكـثر قـراءة
ناطق ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي لـ«لا»: مشكلة الجنوب في القيادة الوطنية والمشروع الواحد وهو ما نعمل على امتلاكه
- تم النشر بواسطة صلاح العلي / لا ميديا
الاحتلال اغتال قادة الحراك الوطنيين وصنعاء كانت ملاذهم الآمن
الجنوب شعب يمني ووحدة الأرض والسيادة الوطنية هي من ستحدد المنتصر والمهزوم
غــليــان الشـــــارع الجنوبــي وإنجــــازات الصاروخية وسلاح الجو غيرت المعادلة لصالح حرب التحرير
الانتقالي ضعيف وفيه قادة وطنيون على اتصال معنا
حـوار : صلاح العلي / لا ميديا-
وسط اشتداد تعقيدات المشهد في المحافظات الجنوبية واحتدام رقعة الصراع في الجغرافيا الواقعة تحت سيطرة الاحتلال؛ يداخل معنا العميد محمد بن شنظور اليافعي من موقعه كناطق لملتقى التصالح والتسامح الجنوبي، موضحا أن ما يجري في الجنوب بأنه احتلال وعدوان. معتقدا أن الحل في الكفاح المسلح لطرد الاحتلال واستعادة السيادة اليمنية التي يرفض أن يكون الجنوب كياناً وشعباً مستقلاً عنها.
يفيد ناطق التصالح والتسامح أنهم مع كل من لديه موقف من الاحتلال، وبأن من يدعي تمثيل الجنوب يجب أن يكون له موقف واضح من الاحتلال.. ويقول بن شنظور إن التحرر يحتاج بالضرورة لوحدة الشارع الجنوبي تحت مشروع وقيادة وطنية موحدة، على قاعدة السيادة اليمنية.. إليكم الحوار.
- العميد بن شنظور، مرحباً بك.. أمام مستجدات المشهد الجنوبي لاسيما تشكل مكونات وإطارات جديدة تحت مسميات عدة.. أين موقعكم من كل ذلك؟
أولاً، نحن قدمنا موقفنا وقلنا إن من يدعي تمثيل شعب الجنوب فأين موقفه من الاحتلال والعدوان على الوطن وما يحدث من قتل وتدمير وتمزيق للأرض والمجتمع والهوية مثلاً سقطرى وعدن وحضرموت والمهرة؟
موقفنا مع المكونات الوطنية الصادقة في موقفها والمؤمنة بأن ما يجري هو احتلال وعدوان ويتطلب خوض معركة تحرر.. ونحن مددنا أيدينا إلى الجميع للاجتماع على هذا الموقف، ودعونا الجميع لتحديد موقف مما يجري في الجنوب بما في ذلك المجلس الانتقالي الذي هو ضعيف الآن وفيه قادة موقفهم جيد وعلى تواصل معنا وينتظرون الوقت المناسب. إن من لا يحدد موقفاً فهو جزء من العدوان والاحتلال.
- أنت تصف أبناء المحافظات الجنوبية بـ"شعب الجنوب"! هل ترى الجنوب شعباً منفصلاً بذاته وتاريخه وهويته؟
نحن لنا رؤيتنا، أن شعب الجنوب هو شعب يمني وليس جنوباً عربياً، لأن امتداد التاريخ لـ7 آلاف سنة أننا شعب يمني واحد، وغير ذلك هي نزعات ونعرات زرعها العدو ويمولها وتخدمه هو وحده فقط.
- بالعودة لحديثك، هل تستطيع تسمية القادة الوطنيين الذين يفترض أن يلتف حولهم أبناء الجنوب؟
لا يمكن ذلك الآن، فنحن في مرحلة صعبة في الجنوب، وتعلمون أن المخابرات العالمية هناك تعمل لتحقيق المشاريع الاستعمارية الجديدة، وبالتالي طرح أسماء لا يخدم نضالات شعبنا الآن، ولذا نتحفظ عن الأسماء الآن...
- كيف يمكن أن يتوحد أبناء الجنوب حول قيادة لا يعرفونها! هل المسألة هي تخوف، أم أنه لا يوجد اتفاق على من هم القادة الوطنيون المخلصون؟
لازال الحراك الشعبي الثوري الوطني في بدايته، ومسألة تأسيس قيادة موحدة ومشروع سياسي واحد لايزال العمل مستمراً عليه، لكن حتى الآن لم نتوصل إلى حل متكامل لمسألة المشروع الوطني والقيادة التي تسير به، والخطوة تبدأ بتحديد موقف مما يحدث في المحافظات الجنوبية.
- الحراك الجنوبي بين 2006 و2019م، أين كنتم؟ وأين أصبحتم الآن؟
في 2007 بدأت تتشكل الكثير من هيئات الحراك.. طبعاً كانت القضية حاضرة بقوة حينها عندما كانت القوى مجتمعة ومتقاربة، ولكن للأسف تم اختراق العديد من الهيئات من سلطة التبعية والارتهان والفساد بزعامة عفاش والإخوان، وتم استقطاب كثير من قياداتها، والعدوان والاحتلال زاد الطين بله ووصلنا إلى الحال الذي تشاهده اليوم على الساحة من ضعف وارتهان، خاصة مع الاغتيالات والتغييب القسري الذي تعرض له الكثير من القادة الأبطال الوطنيين، بينما من ظل حياً غادر إلى صنعاء ليأمن على نفسه.
- أنت قلت "التحرير للمحافظات الجنوبية".. ما هي رؤيتكم للتحرر؟ وكيف سيكون: سلمياً أم بالكفاح المسلح؟
بالطبع، البداية ستكون بتهيئة الشعب اجتماعياً وسياسياً لمواجهة هذا المحتل ومعرفته، والوصول لقناعة كاملة أنه محتل، وأن لديه أدوات محلية يستخدمها ضدهم، ومن هنا تتكون القوة الدافعة والضامنة للعمل المسلح ضد الاحتلال الإماراتي السعودي الأمريكي البريطاني، وكما يقول المثل الصيني: "من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية"، والاتجاه الصحيح هو العمل المسلح، ونحن حالياً نعد العدة لذلك.
- يرى البعض أنكم على مستوى "ملتقى التصالح والتسامح" لم تتصالحوا في ما بينكم، وكذلك بقية مكونات الحراك..
هي المشكلة الأساسية التي تبينت لنا، بأنها مشكلة قيادة سياسية ومشروع موحد، يتحد الجميع حولها، ففي المحافظات الشمالية لماذا انتصرت ثورة 21 سبتمبر 2014م؟ كان من أهم الأسباب هو وجود العلم أو القائد الواحد والمشروع الواحد، على عكسنا نحن في الجنوب، وكانت كل جهة من الجهات تملك مشاريعها الخاصة، ولصعود قادة غير وطنيين كرسوا هذه الإشكالات بأوامر المحتل، ولا شك أن ذلك سيزول بزوال الاحتلال وعملاءه.
والحل الوحيد الذي سيجمع كل الأحرار الوطنيين هو الموقف الوطني من العدوان والاحتلال والسيادة الوطنية لليمن.
- ما هي رؤيتكم عن الوطن المستقبلي المنشود لكم؟ وأين حدود جغرافيته؟!
في الوقت الحالي، أولويتنا هي تحرير المحافظات الجنوبية وبسط السيطرة الوطنية عليها كاملة، ثم تأتي المرحلة الثانية بالتفاوض مع القيادة السياسية الوطنية في المحافظات التي يسيطر عليها الجيش واللجان، ممثلة بالسيد عبد الملك الحوثي، حول كيف تكون الوحدة وشكلها، لأن وحدة 94م انتهت بالتأكيد، ولا بد من بناء الوحدة من جديد، وبالشكل الذي يحقق مصالح شعبنا اليمني وتطلعاته، وبالتأكيد سيكون الأمر متروكاً للاستفتاء الشعبي.. فالمصالح واحدة والقضية واحدة والشعب واحد، وأهم قاعدة لدينا وأهم مبدأ هو أننا يمنيون.
- ما رأيكم في الطرح الذي مفاده "أنكم في صنعاء تستقوون بها على الفصائل والاتجاهات الحراكية الأخرى"؟!
بالطبع، الأحرار الجنوبيون الذين غادروا إلى صنعاء يدل على استشعارهم للمسؤولية والمشاركة في مواجهة العدوان والاحتلال على البلد بعد احتلال محافظاتهم.. صنعاء هي محافظة من محافظاتنا، وأهلها أهلنا، ونحن وأبناء المحافظات الشمالية إخوة وفي صف واحد، ونواجه جميعنا تحالف العدوان.
والمسألة ليست استقواء على أحد، بل تقارب وتعاضد الجسد الواحد بالضد للمهددات لوجوده، والاستقواء هو على العدو المحتل.
- ما هو انطباعكم عما يجري مؤخراً في محافظة الضالع؟!
الضالع هي الآن مشكلة كل الجنوبيين.. الضالع تم ادعاء تمثيلها من قبل شخصيات ولاؤها للإمارات ولسياساتها في الجنوب، وأرادت أن تعكس أفعالها القبيحة كأنها أفعال الضالع، وهذا غير صحيح، وبالتالي فإن ما ارتكبوه في الجنوب جعل الغالبية ينفرون عن هذه القيادات.
وما يحدث من معارك هناك هو بداية تكسير لقوى العدوان والاحتلال المتسلطة على الجنوب وأبنائه في المقدمة، وهو مقدمة معركة التحرير الوطنية.. ونعرف جميعاً أن المعارك في الضالع اندلعت بعد الجرائم التي ارتكبتها عصابات الاحتلال في كل منطقة، وكل ذلك دفع المجتمع هناك لطلب نجدة الجيش واللجان الشعبية الذين كان أبناء الجنوب إلى جانبهم يقاتلون لتحرير مناطقهم.
- وماذا عن موقف قبائل يافع؟
بالتأكيد إنها غير راضية بما يحدث في المحافظات الجنوبية، ويعتبرونه احتلالاً. وللعلم فإن من شارك من أبناء يافع مع العدوان كانوا من المنتمين للسلفيين والإخوان.
- وكيف تمكنت الوهابية من اختراق يافع وهي التي عرفت بأنها قلعة من قلاع الإسماعيلية والصوفية في اليمن؟!
دعني أوضح لك مسألة هامة.. بالنسبة لقبائل يافع فقد حددت من وقت مبكر موقفها، وتقريباً منذ عام 94م، حيث تبرأت من أبنائها المنتسبين للقاعدة والإخوان والسلفية، ومنعتهم من البقاء في أرضها، ومن أراد ذلك فليعد بسلام بدون أي إشكالات أو أنشطة..
وفعلياً لايزال التراث الصوفي حياً، والشافعي والإسماعيلي، وهي ما تنتشر وسط الغالبية من أبناء قبائل يافع.
- يتردد وسط باحثين وسياسيين أن يافع هي عقدة الجنوب وهي من ترجح الكفة... ما رأيك؟
يافع لها سمة تاريخية تميزها أنها لا تريد أن تكون تحت سيطرة أية قوة، وفي عهد الاحتلال البريطاني كانت يافع هي تقريباً المكان الوحيد في المناطق الجنوبية التي لم يدخلها المحتل، وبقيت تحكم نفسها، وكانت رافضة له.
وبالطبع فإن قبائل يافع هي من كبرى القبائل في المحافظات الجنوبية، وموقعها الجغرافي ساعدها في أن يكون لها هذا التأثير وهذه المكانة التاريخية كملوك لأشهر ممالك ودول اليمن المتعاقبة.. لكن مع حرب 94م وما حدث من جرائم بحق المدنيين وغير ذلك الكثير، دفع الناس للشعور بأن ما يجري هو احتلال من قبل السلطة، وبالطبع السلطة التي كانت حاكمة دفعت عمداً للوصول إلى هذا المآل، والعدو الخارجي كان من الخلف هو من يدير هذه المؤامرات لتمزيق اليمن ليسهل احتلاله.
لكن أعتقد الآن أن هناك أشياء كثيرة تغيرت، وحدثت هزات في الوعي العام للمجتمع وصحوة نشهدها تباعاً يوماً تلو آخر.
- إلى أين ستنتهي أو ستصل الأمور برأيك في الضالع مثلاً؟
في الضالع رأيي أنها ستقف في الوقت الحاضر عند حدود ما قبل 90، ونحن نريد أن يصل الجيش واللجان لهذا المستوى، ويكونوا القاعدة الخلفية التي تسند الثوار الأحرار الجنوبيين في مهمتهم لتحرير محافظاتهم الجنوبية.
- لماذا عند حدود ما قبل 90م؟!
كما قلت لك، بسبب التعبئة المعادية التي زرعها العدو.. ثم إن مسؤولية تحرير المناطق الجنوبية تقع بالدرجة الأولى على عاتق أبنائها الذين يحتاجون للعمل في مناطقهم وتهيئة الحاضنة لحرب التحرير، وبالتأكيد بالتعاون مع الأحرار الوطنيين في المحافظات الشمالية، لكن بالضرورة يجب أن يكون أبناء الجنوب هم من يتقدمون المعركة بكل مستوياتها.
ثم إنه ليس من العدل أن يتحمل غيرنا مسؤولياتنا، ويدفعوا هم كل التضحيات..
- هل سيحدث ذلك على المدى القريب؟!
التناقضات الموجودة الآن في الجنوب والغليان الذي عليه الشارع والتغيرات في المشهد الإقليمي والدولي تخدم هذا الاتجاه وتدفع إليه.. كل هذه التغيرات إلى جانب التغيرات والهزات التي تحدثها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، تغير المعادلة القائمة.
المصدر صلاح العلي / لا ميديا