حاورتها: يسرية الشرقي / لا ميديا -

حين تتحدث عن الإعلام اليمني تحضرك العديد من الأسماء طُبعت في ذاكرة المواطن اليمني. ولقاؤنا الخاص اليوم مع إحدى ألمع الشابات اليمنيات ممن تميزن في مجال الإعلام وكان لهن طابع اجتماعي فريد. 
حين تتحدث عن قناة «اليمن» الفضائية لا بد أن تتذكر الإعلامية المتألقة منى عبدالله أحمد الطشي، مواليد محافظة صنعاء.
 درست في كلية الإعلام وتخصصت في الإذاعة والتلفزيون، وقد كانت مميزة في كليتها، حيث حصلت على المرتبة الأولى في دفعتها، 
واستمرت في تقدمها محققة أعلى المناصب الإدارية والإعلامية.
كان لنا لحظات مميزة مع الإعلامية منى الطشي، تحدثنا فيها عن جوانب عديدة حول حياتها الخاصة والمهنية.

 أستاذة منى، سعداء اليوم بوجودك معنا، لنتحدث معك في هذا الحوار الخاص...
أهلاً وسهلاً بكم، الشكر الجزيل لكم على هذه اللقاءات التي تولي الإعلاميين مساحات خاصة ليكونوا على اتصال دائم بالجمهور، وخصوصاً ممن لهم ذوق خاص في القراءة ويهتمون بالجانب الإعلامي.

توعية المرأة بحقوقها
 لو تحدثيننا أولاً عن الدافع الأساسي لخوضك مجال العمل الإعلامي!
كان دافعي الأساسي لدخول المجال الإعلامي رغبتي في نشر رسائل توعوية للمجتمع اليمني، وخاصة شريحة المرأة، وقد قدمت العديد من البرامج الخاصة بقضايا المرأة من أجل توعية المرأة بحقوقها وتوعية المجتمع اليمني بأهمية مشاركتها في تنمية المجتمع.

دعم وتشجيع أبوي
 لكل شخص في هذه الحياة يد خفية تدعمه وتدفع به لتحقيق ما يطمح إليه، فمن كان المشجع الأول بالنسبة لك؟
والداي العزيزان (رعاهما الله)، هما أول من شجعني ودعمني في حياتي العلمية والعملية.

صعوبات وتحديات كثيرة
 حين يبدأ الشخص حياته العملية غالباً ما يواجه صعوبات وعوائق، فما هي أبرز التحديات التي واجهتك؟
التحديات والصعوبات كثيرة جداً، سواء من المجتمع الذي ينظر للمرأة نظرة قاصرة ولا يثق بقدراتها في المشاركة العملية رغم أنها أثبتت نجاحاً ملحوظاً في شتى المجالات. كذلك بيئة العمل الإعلامي، حيث الكثير من التحديات خاصة للمرأة الإعلامية التي عليها أن تبذل جهوداً أكبر من أجل إثبات وجودها وكفاءتها العملية وقدرتها على الإبداع في المجال الإعلامي، وفي الوقت نفسه تظل محافظة على مبادئها وقيمها ومتمسكة بعادات وتقاليد المجتمع اليمني المحافظ.

صفات الإعلامي الناجح
 برأيك ما هي أهم ميزة يجب أن يتميز بها الإعلامي الناجح؟
أهم ميزة للإعلامي الناجح هي أن يتمتع بالثقافة الواسعة والأخلاق العالية، كما يجب أن يتميز بالصدق وحب الناس، ويكون هدفه الأساسي خدمة المجتمع وتوجيه رسائل مفيدة تلامس هموم الناس وواقعهم، وألا يتعالى ويترفع عليهم، بل يكون قريباً منهم ومندمجاً معهم.
 
مسؤولية مجتمعية
 ما هو الواجب الذي يقع على كاهل الإعلامي؟
الإعلام رسالة وأمانة، كما أنه يعد سلاحاً ذا حدين، وله تأثير كبير في الرأي العام، إيجاباً وسلباً، لذا فإن على الإعلامي أن يدرك أنه قائد رأي مؤثر وتقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في التغيير المجتمعي، ومن واجبه توصيل قضايا الناس لذوي الاختصاص لمعالجتها.

أسرع طرق الشهرة
 برأيك ما هي أسهل وسائل الاتصال للوصول للشهرة وطرح الرأي وإيصاله إلى أكبر شريحة ممكنة؟
تعددت وسائل الاتصال والإعلام وتشعبت بشكل كبير منذ نشأتها وحتى اليوم. وحالياً فإن أكثر الوسائل لإشهار الإعلاميين هي مواقع التواصل الاجتماعي، أي الـ"سوشيال ميديا"، حيث أصبح العديد من الإعلاميين الناشطين في هذه المواقع ذوي شهرة كبيرة ومؤثرين بشكل كبير في الرأي العام.

لا يزال قوي التأثير
 كيف تجدين العمل الصحفي المقروء؟ وما مدى تأثيره في الرأي العام؟
الإعلام المقروء من أقدم وسائل الاتصال، ومايزال تأثيره قوياً حتى الآن، فالصحافة المقروءة هي أساس الإعلام، والصحفي الكاتب هو من يحمل قلماً يرصد به قضايا المجتمع وينشر المقالات والتحقيقات التي تهم الناس.

حققت جزءاً من طموحاتي
 هل تشعرين بالرضى عما حققتهِ حتى الآن في حياتك المهنية؟
أحمد الله على ما حققته في مسيرتي الإعلامية، وأصبح اسم الإعلامية منى الطشي محل تقدير واحترام من الجميع، ما يثبت أنني استطعت تحقيق جزء من طموحي بإيصال رسائل هادفة ومحترمة تخدم قضايا المرأة والمجتمع. وأتمنى أن أقدم برامج أقوى تفيد المرأة والأسرة اليمنية، وأواصل العمل في مجال التدريب الإعلامي، لما له من أهمية كبيرة في تطوير المجال الإعلامي ورفع كفاءة الإعلاميين.
ورغم الظروف الصعبة التي نمر بها، لكن كلي أمل بأن الغد سيكون أجمل، وأدعو الله عز وجل أن يوفقني في ما هو قادم بإذنه تعالى.

نصيحة لإعلاميي المستقبل
 من واقع خبرتك العملية، ما النصيحة التي تودين أن تقدميها لمن يريد احتراف الإعلام؟
أنصح كل الإعلاميين الشباب، وخاصة طلبة الإعلام، أن يطلعوا ويقرؤوا كثيراً، ويحاولوا خلق إعلام شبابي جديد معاصر ومتناسب مع مقتضيات العصر، ويسهموا بشكل إيجابي في تنمية المجتمع اليمني. أما طالبات الإعلام فأنصحهن بالثقة بالنفس، ومهما كانت التحديات التي تعترضهن عليهن مواجهتها بكل ثقة وثبات، وأن يحددن هدفاً ورسالة معينة ويتبنين قضية مجتمعية ليتميزن ويضعن بصمتهن، ومع الأيام والوقت سيصلن إلى غايتهن، ويصبحن إعلاميات ناجحات وقدوة في المجتمع.

صامدون في وجه العدوان
 في ظل الظروف الراهنة، ما هي أهم التحديات التي تواجهكم كعاملين في المجال الإعلامي؟
نعمل حالياً كإعلاميين في ظروف صعبة ومعقدة وتحت ضغوط شديدة وأزمات اقتصادية متمثلة بانقطاع مرتباتنا لأكثر من 3 سنوات، وهذا أثر فينا كثيراً، لكننا صابرون وصامدون، وبفضل الله وتعاون القيادات الإعلامية تغلبنا على هذه الصعوبات قدر الإمكان.
ويكفينا أننا نواجه العدوان والحصار ونخدم وطننا ولم ننجر لكل المغريات التي حاولت النيل من كرامتنا وعزتنا وحبنا لوطننا الغالي، ويحدونا الأمل بأن يتحسن الوضع وتستقر الأمور كي نتمكن من أداء عملنا على أكمل وجه.

توقفت عن العمل لسنتين
 كيف كنت تؤدين عملك تحت قصف الطيران؟
عندما بدأ العدوان في 26 مارس 2015، توقفت عن العمل ولم أداوم في القناة، فقد أخذت إجازة مفتوحة لمدة سنتين تقريباً.. بعد أن هدأت الأوضاع قليلاً عدت للعمل وقراءة نشرات الأخبار وتقديم البرامج السياسية.. صحيح في بعض الأحيان كان يحدث قصف في بعض الجهات من العاصمة، لكن الحمد لله كنا نتوخى الحذر ولم نصب بأذى بحفظ الله ورعايته لنا.
 هل كان لأهلك وخوفهم عليك علاقة بتوقفك عن العمل؟
أهلي طبعاً كانوا قلقين جداً عليّ، لذلك أصروا على أن أتوقف عن العمل في تلك الفترة، وكما ذكرت سابقاً فإني توقفت عن العمل لمدة سنتين، وكان أحد الأسباب خوف أهلي عليّ.

العدوان دمر قناة "سبأ"
 ما مدى الأضرار التي تعرضت لها القناة الفضائية جراء قصف طائرات العدوان؟
تعرضت القنوات التلفزيونية الرسمية بشكل عام لأضرار كثيرة جداً، ففي مقر عملي دمرت قناة "سبأ" بالكامل بعد تعرضها لقصف مباشر من العدوان.. ونتيجة لذلك القصف تعرض مبنى قناتي "اليمن" و"الإيمان" لأضرار شديدة، وقد تعرض موقع القناة لعدة غارات خلال فترات متفاوتة، ما سبب أضراراً بالغة في المبنى.

لن أعمل سوى مع وطني
 هل تلقيت عروضاً وإغراءات للعمل سواء في قنوات دول تحالف العدوان أو مع القنوات التابعة للمرتزقة في الخارج؟ وماذا كان ردك؟
في فترة إجازتي الإجبارية انتقلت للعيش في محافظة عمران، وهناك انقطعت كل طرق التواصل، لذلك لم يتواصل معي أحد بهذا الشأن سواء من الداخل أو الخارج.. وبعد عودتي للعمل في قناتي كان موقفي واضحاً، وهو أني مع وطني ولا أريد العمل مع أية جهة أخرى لا تمثل وطني ومعاناة الشعب اليمني، ومهما كانت الصعوبات والمخاطر التي تواجهنا، إلا أني أثق بأن الله معنا وسيحفظنا حتى يتحقق النصر بإذن الله..

يبهرني جورج قرداحي
 من هي الشخصية الإعلامية التي تتمنين لو تعملين معها في يوم من الأيام؟
هناك الكثير من الإعلاميين اليمنيين والعرب المتميزين، وأتمنى أن ألتقي بهم وأعمل معهم، لكن الشخصية الإعلامية التي تبهرني هو الإعلامي الكبير جورج قرداحي، فهو نموذج إعلامي رائع في ثقافته وأناقته وحسن تعامله مع ضيوفه، إضافة إلى شخصيته الجذابة والمؤثرة في جمهور العالم العربي.

أشعر بحب الناس
 بعد كل هذه السنين في المجال الإعلامي، هل تعتقدين بأن منى الطشي كإعلامية تحظى بحب الجمهور وذات تأثير في المجتمع؟
المحبة هبة من الله عز وجل. وعن نفسي أشعر بهذه المحبة والتقدير لدى كل من يلتقي بي من الناس، والذين يعبرون عن إعجابهم بأدائي وما أقدمه من برامج هادفة، وأسلوبي في قراءة الأخبار، وهذه نعمة كبيرة من رب العالمين أتمنى ألا يحرمني منها، فحب الناس غالٍ جداً، ولهم مني كل الحب والتقدير.

الحياة تستحق أن نعيشها بحب
 ختاماً، ماذا تقولين في رسالة أخيرة توجهينها للقراء وجمهورك من خلال صحيفة "لا"؟
في الأخير أوجه رسالة لكل متابعي الإعلامية منى الطشي، وأقول لهم إن الحياة رحلة قصيرة فلنعشها بالحب والأمل والتفاؤل، وأتمنى من كل قلبي أن يعم السلام والأمان أرجاء وطني الحبيب، وأن نعمل جميعاً على إعادة السلام، ونتعايش بحب وود واحترام، فالحياة رائعة وتستحق أن نعيشها بكل لحظاتها مع أحبتنا، وليس هناك ما يستحق أن نكدّر لأجله أنفسنا أو نضيق عليها.