ترجمة | في استطلاع «إسرائيلي» للرأي يظهر تشكيك العرب في إيران: العالم لم يعد «مهتما» بالصراع الفلسطيني
- تم النشر بواسطة ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين
ترجمة: زينب صلاح الدين -
توم أوكونور (مجلة نيوز ويك)
جادلت إسرائيل أن اهتمام العالم بالكفاح الإقليمي المستمر لعقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد بدأ يقل ويقل، مشيرةً إلى استطلاع رأي جديد يزعم أنه يثبت عدم المبالاة إزاء الصراع الشرق أوسطي التقليدي، وتصاعد الشكوك تجاه إيران.
نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية (أواخر فبراير الماضي) نتائج استبيان إقليمي سري تم إعداده في أواخر العام الماضي، وكما يوضح هذا الاستبيان أن 43 % من العراقيين و42 % من الإماراتيين و41 % من المغاربة و34 % من الإيرانيين و32 % من التونسيين و23% من السعوديين و21% من الجزائريين، يريدون علاقات أفضل بين دولهم وإسرائيل. كما تظهر النتائج -التي عرضتها صحيفة «إسرائيل هيوم»- أن 75 % ممن شاركوا بآرائهم في الاستطلاع من حول العالم، يريدون تعزيز العلاقات مع إسرائيل.
وغالبية 53 % من الشرق الأوسط ليس لهم أي رأي في ما إذا كانت السلطة الفلسطينية تتجنب السلام مع إسرائيل، مع فارق صغير يمثل 29 % ممن يقفون في صف السلطة الفلسطينية، وفقط 18 % يقولون إن الهيئة الحاكمة تفسد الأمور وتجعلها تزداد سوءاً. بينما كانت أوروبا الغربية منشطرة 24-24% مع 52 % لم يقرروا، بينما يعارض أمريكيون شماليون دور السلطة الفلسطينية من 30-19 %، لكن نسبة من غالبيتهم لايزالون غير متأكدين تساوي 51 %. أكثر من 38 % من الأفارقة ناقدون للسلطة الفلسطينية، مقابل 15 % ممن هم مؤيدون، و47 % لم يعطوا رأيهم.
ونقلت «إسرائيل هيوم» عن مسؤول بالوزارة قوله: «وبالنسبة للفلسطينيين، فالرقم المهم هو في الواقع مدى عدم اهتمام الناس من حول العالم بالصراع». مضيفاً: «أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع ليس لديهم أي رأي في هذه المسألة. وفي الجهة الأخرى ينظر إلى إسرائيل على أنها دولة لها علاقاتها الجيدة، وهي جديرة بالاهتمام. وهذا اتجاه إيجابي لأن الناس يرون أن قوة إسرائيل تتعاظم».
لقد سجلت علاقة إسرائيل بالعرب عداءً منذ تأسيس دولتها عام 1948، حينما تم تهجير الفلسطينيين، ونتج عن ذلك حرب إقليمية كانت على الأقل أولى الصراعات الثلاثة العربية الإسرائيلية. منذ ذلك الحين، لم يوقع على معاهدة السلام معها سوى الأردن ومصر. أما بقية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي من أفغانستان وبنغلادش وبروناي وإندونيسيا وإيران وماليزيا ومالي والنيجر وباكستان، فلا تملك أية علاقات مع إسرائيل. وكذلك كل من بوتان وبوليفيا وكوبا وكوريا الشمالية وفنزويلا.
ووسط اتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان بحق الفلسطينيين، سعت إسرائيل لتغيير صورتها في العالم العربي، لاسيما عبر توجيه المخاوف الإقليمية إلى النفوذ المتصاعد لدولة إيران الإسلامية الثائرة ذات المذهب الشيعي. ورغم أن أقل من ربع السعوديين يشجعون العلاقات مع إسرائيل -بحسب استطلاع الوزارة- إلا أنه لوحظ تقارب نوعاً ما بين السعودية وإيران عندما سعت كل منهما لإيجاد أرضية مشتركة في الجبهة الأمريكية ضد إيران.
وفي تغريدات ولقطات فيديو تمت مشاركتها من قبله في الشهر الماضي في مكتبه، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتينياهو بـ»لقاء تاريخي مفتوح مع ممثلين لقادة دول عربية، تقف إلى جانب إسرائيل بغرض الاستفادة من المصلحة المشتركة في الحرب مع إيران»، في مؤتمر وارسو الذي استضافته أمريكا وبولندا. وفي ما بعد تمت إزالة المنشورات ولقطات الفيديو؛ لكن الدول العربية -لاسيما تلك التي في منطقة الخليج المحافظة- واصلت الإعراب عن رغبتها في تقوية العلاقات مع الدولة التي حاولوا عزلها لفترة.
قال وزير الخارجية الإماراتي أنور قارقاش لـ»ذا ناشيونال»، الأربعاء: «بإعادة النظر إلى الوراء، منذ عدة سنوات وسنوات، عندما كان هنالك قرار عربي بعدم إقامة علاقة مع إسرائيل، أرى أن هذا القرار كان خاطئاً جداً جداً»، «لأنه وبوضوح، يجب عليك أن تمحص بدقة وتفرق ما بين أن يكون لديك قضية سياسية وبين الإبقاء على خطوط الاتصال مفتوحة».
تنبأ هذا الدبلوماسي الرفيع بـ»تحول استراتيجي» في مواقف المنطقة إزاء إسرائيل. وذكر أن تلك الخطوة ستكون ضرورية لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ورغم أنه لم يذكر إيران، إلا أنه حذر من عواقب بروز الحركات الإسلامية الشيعية؛ كل من الحركة اللبنانية «حزب الله» واليمنية «أنصار الله» أو الحوثيين. وكان الإجماع بين دول شبه الجزيرة العربية وإسرائيل وإدارة الرئيس دونالد ترامب، بأن طهران دعمت هذه الجماعات بالأموال التي تم إصدارها بموجب الاتفاق النووي في العام 2015، كان جزءاً من تبرير البيت الأبيض لقرار التخلي عنها في السنة الماضية.
ورغم تحقيقات عديدة نفذتها وكالة الطاقة الذرية الدولية تثبت أن إيران ملتزمة بالحد من إنتاجها النووي، بقي العديد من نقاد الدولة شاكين في ذلك. وفقط نسبة 18 % من أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية شعروا أن إيران قد أوقفت تطوير سلاحها النووي، بينما نسبة 34% في السابق و33 % لاحقاً يعتقدون خلاف ذلك، بحسب الاستبيان الرسمي الذي أجرته «إسرائيل هيوم». ووجد ذات الاستطلاع أن 43 % من أولئك الذين تم إجراء الاستبيان معهم في الشرق الأوسط يظنون أن إيران لم توقف برنامج أسلحتها النووية المزعوم.
وعلى الرغم من أنهم متفقون بعض الشيء في مخاوفهم من إيران، لاتزال إسرائيل والعالم العربي بعيدين عن بعض في قضايا السيادة الرئيسية كمدينة القدس المقدسة المتنازع عليها ومرتفعات الجولان في سوريا. فقد استولت إسرائيل على الجزء الشرقي الذي كان يسيطر عليه العرب في السابق، وجزء كبير لاحقاً في حرب الستة أيام عام 1967، في خطوات لا يعترف بها المجتمع الدولي، وتدينها الجامعة العربية باستمرار. حتى الولايات المتحدة -أقرب حليف لإسرائيل- لم تكن تهتم للقضية حتى مجيء إدارة ترامب التي اعترفت مؤخراً، في 2017، بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وبأراضي الجولان كجزء من إسرائيل.
لاقت هاتان الخطوتان غضباً حتى في أوساط أقرب الشركاء العرب إلى واشنطن، في وقت سعت فيه أمريكا وإسرائيل إلى وحدة غير مسبوقة. ما سمح لإيران باستغلال هذا التصدع، كما تم إطلاق صواريخ من قطاع غزة، وتم التلويح بقصف إسرائيلي جديد وشامل بين الجانبين.
3 مارس 2019
المصدر ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين