غازي المفلحي/ لا ميديا -

اندلعت في 21 مارس الماضي المعارك بين فصائل المرتزقة بتعز بعد إعلان مليشيا حزب الإصلاح الذي يرتدي رداء الأمن والسلطة في تعز، عن حملة أمنية لضبط من سماهم الخارجين عن القانون، واتجهت حملته نحو مواقع مليشيا «أبو العباس» السلفية المدعومة إماراتياً، ليسقط شق المدينة المحتل في معركة دامية بين زملاء العمالة استمرت لأيام قبل أن يوقفها المشغل حتى جولة قتالية أخرى، وتزامن ذلك مع اتهامات لحزب الإصلاح بالتقارب مع أنصار الله، ونسب دعوات تصالح لقيادات في الطرفين، فأين موقع الإصلاح وأين يتجه فعلاً.  

موقع الإصلاح بين فصائل مرتزقة التحالف 
بعد وضع نبيل شمسان محافظاً لتعز من قبل سلطات الاحتلال، كان إخلاء ساحة السيطرة من غير الإصلاحيين هو أول أعماله، وتم إعلان حملة ضد ما وصفت بالجماعات الخارجة عن القانون، استهدفت مليشيا أبو العباس، وتمدد الصراع وتفاعلت معه عناصر خليط الارتزاق من تعز وحتى الجنوب.
ظهر تكتلان على ضفتي العمالة؛ الأول مليشيا أبو العباس السلفية والاشتراكيون والناصريون ومرتزقة المؤتمر، ضد التكتل الثاني من الإصلاحيين والسلفيين المنشقين عن "أبوالعباس"، في معركة رسمتها الإمارات والسعودية بلا منتصرين، بل معركة دمار الفصائل مع شق مدينة تعز المحتل، فقبل أن يحسم الصراع جاءت الأوامر لنبيل شمسان بإيقاف حملته وسحب قواتها من المقار التي سيطرت عليها، كالمدينة القديمة ومجمع هائل التربوي الذي اتخذته كتائب "أبو العباس" مقراً لقيادتها جنوبي تعز.
يقول البروفيسور عبد العزيز الترب، المحلل السياسي، ومستشار رئاسة الجمهورية، في حديثه مع "لا": "الإصلاح في تعز يحارب من أجل مربعه الأول من هذه الأحداث، ويقاتل باسم الدولة، ولا وجود للدولة، فقط مليشياته تحارب وتتوسع وتلغي الآخر حتى شركاءه في اللقاء المشترك، وهذه هي عادة الأحزاب الأيديولوجية التي تنشأ على أساس ديني، دائماً ما تتنصل من كل تعهداتها من أجل مصالحها، ولا تقوم على مفهوم الوطن، بل على مفهوم النظرة العابرة للأوطان، وبالطبع حركة الإخوان المسلمين لا تؤمن بفكرة الوطن، وإذا تعرضت مصالحها لأي انتقاص تنقلب حتى على شركائها".
ويضيف الترب أن صراعاً إقليمياً يدور في تعز بأدوات محلية، الإمارات وقطر، والإصلاح والمؤتمر والسلفيين والمشترك، والمؤسف أن الغائب الأكبر هو الوطن والمواطن والمصلحة الوطنية، وأصبحت تعز خليطاً من المتناقضات وساحة للنزاعات، حيث الإصلاح يحارب الناصري الذي هو جزء من كيان اللقاء المشترك، وقطر تحارب الإمارات، والشرعية المزعومة تحارب الشعب.
لعلنا لا نرى حملات تصفية أمنية تشنها مليشيا حزب الإصلاح إلا في تعز، آخر المعاقل لحزب الإصلاح الذي فقد وجوده في أغلب المناطق المحتلة.
"الأجندة السياسية والحزبية لحزب الإصلاح كانت وراء ما سمي الحملة الأمنية التي أتاحت له الفرصة لتصفية الخصوم في المدينة، كتعويض لما خسره في الساحة الجنوبية لمصلحة الفصائل الموالية للإمارات، ولا يريد الإصلاح تكرار ذلك في تعز مع كتائب أبو العباس المدعومة إماراتياً"، هكذا يقرأ الصحفي اليمني عرفات شروح، انفجار الوضع في تعز، في حديثه لـ"لا".
ويضيف شروح أن هذا التحرك يكشف حقيقة الرغبة الإخوانية في إزاحة الفصائل والتيارات السياسية التي لا تتفق معه، وأن هذه العقيدة الإخوانية ليست وليدة أحداث تعز، بل هي جزء أصيل من التكوين الوجودي للجماعة، مدفوعاً بالصراع الإماراتي القطري الذي انسحب وتوسع إلى ساحات عربية عديدة، بينها اليمن، وبكون الإصلاح أداة غير مرغوب بها من قبل التحالف، وبتقلص مقعده في اليمن، بعد أن كان على رأس السلطة ورقماً مؤثراً في الساحة السياسية، تحرك الإصلاح للسيطرة على تعز أحد أهم معاقله التي يرى أن الإمارات تتوسع للسيطرة عليها.
من جانبه، يؤكد علي القحوم، عضو المجلس السياسي الأعلى لأنصار الله، في حديثه لـ"لا"، أن الصراعات في تعز تظهر أن العدوان يمتلك أدوات موزعة الولاء والدفع، وهؤلاء المرتزقة يتحركون لتنفيذ الأجندة الاستعمارية، وهم لا يتقاتلون لأجل قضايا الوطن، وإنما لمصلحة مشغليهم الغزاة، ويضيف: "في تعز سباق للسيطرة بين فصائل الإمارات والسعودية، كـ"أبو العباس" الذي يمثل السلفية ومرعي إماراتياً، والإصلاح والمرتزقة الآخرين الذين يتحركون بتوجيه سعودي".
وتساءل القحوم عما جناه الإصلاح بعد 4 أعوام من العدوان الذي باركه! فاليوم هناك تصفية للحزب وكوادره في المحافظات الجنوبية، وإضعافه وإحلال بدائل له كالسلفيين في الأجزاء الشمالية المحتلة كتعز ومأرب، اغتيالات وحرق مقرات واستنزاف قواعدهم الشعبية وتمزيق تكتلها الواحد داخل اليمن، وخارجها بين تركيا وقطر وبين السعودية.
ويرى القحوم أن الإصلاح وتلك القوى السياسية ليست سوى أدوات مسلوبة الإرادة والحرية والقرار وحتى المصالح التي يلهثون دوماً خلفها، ينفذون طوعاً أو كرهاً ما يريده الأمريكي ومن بعده الإماراتي والسعودي.
"ما يجري في تعز هي حرب بين الخونة والعملاء"، هكذا وصف الصحفي اليمني أحمد الحبيشي الاقتتال الأخير في تعز، ويرى أنه لايوجد جناحان للعدوان- السعودية والإمارات- كما يعتقد البعض، فقط هناك توزيع للأدوار لاستنزاف اليمنيين كانوا معه أو ضده وإبقائهم في حلقة صراع، وتدمير البنية التحتية، وقتل المواطنين في تعز مثال واضح على ذلك، وهو امتداد ومرحلة جديدة من مراحل العدوان بعد القصف بالطائرات والبوارج، فبعد تجنيد المرتزقة وتسليحهم، يستخدمونهم ضد اليمن واليمنيين.

تداعيات أحداث تعز على الإصلاح 
رافق المعارك التي أطلقها الإصلاح دعم من قنوات الإصلاح المحلية المعروفة كـ"سهيل" و"يمن شباب"، التي سمتها الحملة الأمنية للقوات الحكومية ضد الخارجين عن القانون، والمتورطة باغتيال عسكريين.
لكن الحملة هوجمت بشدة من فصائل المرتزقة الأخرى، وأصدر التنظيم الوحدوي الناصري، والحزب الاشتراكي، بيانين منفصلين يهاجمان حملة الإصلاح الأمنية، وتحدث بيان الناصري عن انتهاكات وجرائم، واصفاً الحملة بـ"حرب انتقام وإبادة وتصفية"، بينما قال الحزب الاشتراكي إنها انحرفت عن مسارها لمواجهة قوات أخرى هي كتائب أبو العباس، في اتهامات مباشرة لحزب الإصلاح الذي يتحكم بالقرار الأمني والعسكري في المدينة.
ورد بيان الإصلاح على ما سماها الحملات الممنهجة التي تستهدفه، واصفاً إياها بأنها كاذبة وافتراءات وتلفيق، وقال إن هناك محاولة لتلفيق مسمى "الحشد الشعبي" وبأنه مليشيا تابعة للحزب في تعز، وكانت قناة "الحدث" السعودية وصفت معارك تعز بأنها اشتباكات بين "الحشد الشعبي" التابع للإصلاح ومسلحي "أبو العباس".
أما المحللون السياسيون الموالون والتابعون للإصلاح كمدير مركز يمانيون، الدكتور فيصل علي، فقد وصف من هاجم الحملة بـ"أنصار الإمارات"، واتهم أمين التنظيم الناصري عبدالله نعمان، بأنه مخبر إماراتي ضد تعز والإصلاح، كما هاجم الاشتراكي ووصف قياداته بأنهم يؤيدون الشرعية تارة والانقلاب تارة أخرى، حد تعبيره، بالإضافة إلى مهاجمة من سموهم مخبري "عفاش" الذين انتقلت ولايتهم إلى الإمارات، حد تعبيرهم، واتهموا الإمارات بالوقوف خلف إيقاف ما سموها الحملة الأمنية، وزاد الصدع بينهم وبين التحالف ككل الذي يتهمونه بأنه لا يريد أن تكون تعز محررة، بل وكر إرهاب، بدعمه لفصائل "أبو العباس"، وأن هناك مؤامرة تحدق بإصلاح تعز تتضح معالمها بقرار نبيل شمسان إعادة تسليم المدينة القديمة ومعقل كتائب "أبو العباس" لتلك الكتائب مجدداً بعد أن تمت السيطرة عليها، بالتزامن مع الغطاء السياسي من الاشتراكي والناصري والمؤتمر وأحزاب أخرى، ووجود معلومات لديه عن تعزيزات بأسلحة قادمة من عدن، في خطة لإسقاط تعز من الداخل.

حقيقة المصالحة 
اتهم العدوان، وخاصة الجانب الإماراتي، حزب الإصلاح بالتقارب مع جماعة أنصار الله، وعزا إلى ذلك الخسائر العسكرية، معتبراً إياها انسحابات لمليشيا الإصلاح.
وردت توكل كرمان، في سبتمبر 2018، في تغريدة لها على "تويتر"، قالت فيها: "إعلام الإمارات يعيِّر الإصلاح بتهمة اختلقها، وهي وجود حوار وتفاهمات مع الحوثيين، لو أن هناك حواراً فهذه مفخرة تحسب للإصلاح"، وأضافت كرمان: "أتطلع لمصالحة وطنية تضم الإصلاح والحوثيين وتشمل كافة مكونات الجماعة اليمنية، على كلمة سواء تحفظ لليمن سيادته وفق نظام جمهوري ديمقراطي يعيش الجميع فيه متساوين أحراراً". وكذلك تغريدة أخرى تقول إن بعد الحروب يأتي السلام، وأن الحل بتسليم السلاح لدولة تنزعه من الجميع وتحتكره، ويشارك الجميع في حكومة وطنية. هذه الدعوات قوبلت بترحيب من عضو المكتب السياسي لأنصار الله سليم المغلس، الذي اعتبر أن مبادرات توكل أرضية منطقية للقبول من العقلاء والوطنيين.
ومؤخراً ظهرت ملامح دعوات تصالح من قبل الصف الوطني ممثلاً بأنصار الله نحو جماعة الإصلاح المحاطة بدائرة الهلاك أكثر من غيرها، وهي تحارب تحت لواء العدوان، بينما يقوم هو بتصفيتها في مناطق ويستخدمها في أخرى، وظهرت هذه الدعوات بشكل واضح تحديداً من قبل محمد البخيتي، في تحرك يحسب له وللداخل الوطني المسؤول والوطني لأنصار الله وحلفائهم، لا عليهم.
ومن بين الأخبار غير المؤكدة قيام فتحي العزب، رئيس قطاع الطلاب والشباب في الإصلاح، بمشاورات مع قيادات أنصار الله.
يقول الصحفي عرفات شروح، إن الإصلاح يتحرك وفق مصلحته في علاقاته مع الآخرين، أطراف محلية أو دولية، وإذا أراد التقارب مع أنصار الله سيتلقى رداً إيجابياً، وهناك قيادات من أنصار الله دعت للتقارب مع الإصلاح والقوى السياسية الأخرى الموالية للتحالف السعودي الإماراتي وتحقيق مصالحة داخلية على قاعدة ردع العدوان ومواجهته. ويضيف شروح: "باعتقادي أن رغبة الإصلاح في تحقيق تقارب فعلي مع أنصار الله لها فرص نجاح أكثر من أي وقت مضى لسببين هما:
الأول فشل العدوان في تحقيق أهدافه في اليمن وتصاعد الرفض الشعبي ليصل إلى الوسط المؤيد لما تسمى "الشرعية"، واعتبار السعودية والإمارات دولتين محتلتين، وهذا تهديد وجودي لحزب الإصلاح في حال نجح الرفض الشعبي في المناطق التي يسيطر عليها التحالف.
والثاني فشل حزب الإصلاح في مواجهة القوى المؤيدة للإمارات، وخسارته كل معاركه معها في المحافظات الجنوبية، والآن يكاد يخسر تعز".
وبالنظر إلى قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة" التي اعتمدها الإصلاح في تأييده للحرب على بلاده، من أجل إعادته إلى الحكم بأي ثمن، وقاعدة المصلحة التي ينتهجونها وعمل بها إخوانهم الآخرون في دول عربية كالجزائر أثناء حكم الجبهة الإسلامية وتحالفه مع العسكر آنذاك، وتغاضي الجناح الإخواني التونسي عن مخالفة المواريث الشرعية الدينية والقبول بالمساواة بين الرجل والمرأة، كثمن لبقائه في السلطة السياسية في تونس، من أجل كل ذلك فقد ينشئ الإصلاح (إخوان اليمن) تحالفات جديدة تنقذ وجوده ومصالحه. 
من جهته، يرى البروفيسور الترب أنه من الوارد أن يتقرب الإصلاح من الأنصار، وهو ممكن، وقد حدث ذلك سابقاً في 2011. ويزداد الاحتمال في حالة رفع تحالف العدوان غطاءه عن الإصلاح.
أما الرد الرسمي لأنصار الله في ما يخص وجود تقارب مع الإصلاح، فقد جاء على لسان القحوم الذي قال لـ"لا": "أنصار الله يفتحون الأبواب أمام أي حوارات وطنية وتقارب بين المكونات السياسية اليمنية الإصلاح وغيرهم ممن رموا أنفسهم في أحضان المحتل".
ورحب القحوم بأي حوارات وطنية مع الإصلاح أو غيره، وقال إن هناك قواسم مشتركة بين كل اليمنيين مهما اختلفوا، والمشاكل السياسية تحل بين اليمنيين جميعاً داخلياً، واليوم هناك تواجد وأعمال واضحة لحزب الإصلاح وأحزاب غيره في المناطق التي يسيطر عليها الجيش واللجان، ويتحركون بحرية موفوري الحرية والكرامة وحقوق السياسة والمواطنة.
 وعن وجود تواصلات مع قيادات في الإصلاح وقيادات في أنصار الله، رد علي القحوم، عضو المكتب السياسي للأنصار، بأن مساعي المصالحة الوطنية توجه رسمي وليس فيه سر، ورئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ مهدي المشاط، قد دعا للمصالحة الوطنية، وقبله الشهيد صالح الصماد. البلد مفتوح لمن أعلن توبة وطنية حقيقية، والتواصلات موجودة، وهناك لجان رسمية للمصالحة لمن أراد العودة من قيادات الحزب، ولا فائدة من ذكر أسماء مادام أنه لم تتحقق نتائج بعد.
أما أحمد الحبيشي فقد نفى وجود ما يؤهل الإصلاح الذي سماه "الكيان السياسي الطائفي" للتحرك الصادق مع أية قوى وطنية، وقال إن وجهة حزب الإصلاح الحقيقية هي الوجهة المعادية للدين والوطن، وهذا هو ديدن الإخوان منذ عرفناهم، ولا يوجد في تاريخ الإخوان وجهازه السري غير الإرهاب والقمع والخيانة، هم عملاء لأجهزة المخابرات الأجنبية ضد كل الدول العربية. 

ردود الإصلاح  
ظهرت ردود الإصلاح العلنية والرسمية في الشوارع وفي منصاته الإعلامية الرسمية على دعاوى التصالح، ومن أكثر من جهة، ليعلن كثير من قياداته حالة الخيانة التامة وتمسكهم بالوقوف في جهة العدوان على اليمن، وأول هذه الردود بدأت بسخرية الصحفي الإصلاحي علي الجرادي من تصريحات الرئيس المشاط بشأن وجود تواصلات مع الأحزاب المؤيدة للعدوان.
ثم أشادت الأصوات بانبطاح الإخوان، معتبرةً ذلك انحناء تكتيكياً كي لا تقتلعه عاصفة العدوان، حد تعبير خالد الآنسي.
أما القيادي الإصلاحي محمد الحزمي فقد كان رده مغايراً، حيث بالغ في الإشادة بما سماها "عاصفة الحزم" التي اعتبر أنها أتت استجابة لدعاء المكروبين، حد قوله. وانتهت هذه الردود وبشكل حاسم على شكل مسيرة للإصلاح في تعز تشكر سلمان مجدداً وتعلن الولاء لقادة العدوان.
"للأسف إن هؤلاء لا يريدون مصلحة البلد، وقرارهم لم يعد بأيديهم، ولا يستطيعون التحرك ضد رغبة المحتل، وقد انزلقوا في مستنقع خطير، وهو مستنقع العمالة"، هكذا يقول القيادي الأنصاري علي القحوم تعليقاً على ردود الإصلاح ونتائج مساعي المصالحة معهم، ويضيف: إن العدوان والمتمسكين به من الحزب يعمدون إلى تفخيخ الأحداث لمنع أية مصالحة وطنية مع أي من القوى السياسية، كما أن الإصلاح يسعى للاستقواء بالخارج لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على الداخل، وهناك انقسام في موقف الإصلاح بين أجنحته، بين الذين في تركيا وقطر والمحتجزين في الرياض.
أما الصحفي أحمد الحبيشي فإنه ينفي صفة الوطنية عن الإصلاح، حيث يقول: "حزب الإصلاح لم يكن يوماً حزباً وطنياً منذ أن كان جناحاً في المؤتمر الشعبي العام ويسمى جناح الإخوانيين، وكان أعضاؤه يجندون الشباب للقتال في أفغانستان نيابة عن أمريكا، ثم الى البوسنة والهرسك والبلقان لتصفية حسابات استعمارية مع هذه الشعوب".
وختم الحبيشي حديثه بالتأكيد أن هذا الحزب ذراع سياسية وعسكرية للإخوان المسلمين، وليس مؤهلاً لأن يلعب دوراً وطنياً في الداخل.
تؤكد المؤشرات أن الإصلاح في مأزق حقيقي في موقعه الحالي من الحرب، ولكنه فضل التمسك بالعمالة ويد العدو التي تعتبر اجتثاثه من ضمن خططها، على مد يد المصالحة للوطن، وجدير بالذكر أن هناك تحركاً لخلق تكتل موازٍ أو أقوى من الإصلاح في محافظة مأرب لصالح السلفيين، وقد أرسل العدوان القلب النابض والمحرك الرئيسي للسفليين يحيى الحجوري، إلى مأرب، في خطوة لا تثير أي تفاؤل على الإطلاق بالنسبة للإصلاح.
وأكدت مصادر عسكرية مطلعة أن الإصلاح وأثناء معركة دمت والحقب الخاطفة الأخيرة، وجد نفسه محشوراً بين هجوم الجيش واللجان الشعبية ورفض مساندته من مليشيا الجنوب، ما دفعه لاستجداء ما يسمى المجلس الانتقالي للمساعدة. كما تمسح بالأحذية السعودية والإماراتية في تعز بمسيرة تعميد الخيانة التي خرجت قبل أيام رافعة صور سلمان وبن زايد وإعلان تمسكه بالوقوف مع العدوان.
وأكد المصدر العسكري أن أي تقدمات عسكرية يحرزها الجيش واللجان في مناطق سيطرة الإصلاحيين في أية جبهة، ليست نتيجة تقارب وانسحابات لمليشيا الإصلاح كما يروج له البعض، وإنما بفعل كفاح وجهاد وتضحيات وتكتيك أبناء اليمن من مقاتلي الجيش واللجان، وأن انتصاراتهم تأتي بيدهم لا بيد غيرهم، وأن تصفية الحسابات بين المرتزقة نتيجة متوقعة لأجندة الاحتلال، وهي تتحكم وتضع وتزيح وتضخم وتقزم من تشاء من أدوات عمالتها حسب ما تريده وما يحقق مصالحها.