ترجمة |أحلام الإمارات بالنووي قد تكون كابوسا للشرق الأوسط!
- تم النشر بواسطة ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين
ترجمة: زينب صلاح الدين / لا ميديا-
يحتمل أن يبدأ معمل مفاعل براكة النووي في أبوظبي، والذي تبلغ تكلفته 24 مليار دولار، العمل في العام 2020. وسيكون أول معمل نووي في العالم العربي؛ إلا أن فكرة إنشاء معمل نووي، حتى إذا كان لأغراض متعلقة بالطاقة، في منطقة مضطربة سيكون مصحوباً باحتمالات خطيرة. يعد البرنامج النووي المدني طريقة مناسبة للانطلاق نحو أسلحة نووية، إذ إن التقنيات والمواد نفسها لازمة لتطوير كليهما: الطاقة النووية، والأسلحة النووية.
ألم تسبقها إيران في فعل ذلك؟
لطالما ادعت إيران مراراً وتكراراً أن برنامجها النووي مصمم خصيصاً لإنتاج الطاقة وليس الأسلحة؛ لكن هنالك تقارير تشير إلى عكس ذلك. ولفترة طويلة كانت إيران تتفادى زيارة محققي وكالة الطاقة الذرية الدولية للمواقع المشبوهة. وحقيقة أنهم متحفظون أو متكتمون على منشآتهم النووية تعزز كذلك الرأي العالمي أن إيران قد تكون على بعد بضعة شهور من صنع قنبلة نووية. وهذه فكرة مخيفة بالنسبة للإمارات.
لقد اعترف عبد القدير خان، «الأب الروحي» لبرنامج الأسلحة النووي الباكستاني، أنه وبشكل سري قد زود إيران وبلداناً أخرى بمعدات تخصيب اليورانيوم وبتقنيات أخرى.
ولكن ما حاجة دولة غنية بالبترول كالإمارات أن تنتهج برنامجاً نووياً مدنياً، ولاسيما في الوقت الذي يعتبر فيه مستقبل الطاقة النووية في العالم غامضاً؟ هل تطمح إلى امتلاك أسلحة نووية؟ ما من دليل لنقترحه. لكن إذا حدث ذلك، يمكن لباكستان أن تساعد. ولكن هذا الأمر معتمد اقتصادياً على الإمارات، وهو في ديونها. قد لا تمتلك هذه الدولة المنكوبة (باكستان) القدرة على سداد القرض نقدياً، بيد أنها من المؤكد ستعيد المعروف بخبرة نووية قد تستفيد منها الإمارات يوماً ما.
مغازلة الخطر
ربما تتغير الديناميات (الأنشطة) التي في الإقليم إلى الأبد، مؤدية إلى سباق في تكاثر وإنتاج الأسلحة. وحقيقة أن الإمارات لم تتشاور مع أي دولة أخرى في الإقليم هو بحد ذاته أمر آخر مقلق. وإذا ما وقع حادث ما، لأن المنطقة بأكملها ستتحمل العواقب، فهي لم تتشارك مع أي دولة أخرى في التخطيط لوقوع كارثة ما أو التخطيط للصحة والأمن أو حماية البيئة.
ويجب أن تكون حادثة فوكوشيما دايتشي في العام 2011 بمثابة عظة وعبرة، حيث إن الأشعة المبخرة من تصريف عرضي سيكون لها تداعيات كارثية على منطقة الخليج، وقد تؤثر أيضاً على إمدادات المياه في المنطقة.
على الرغم من أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد زعمت أن برنامجها للطاقة النووية يتوافق مع معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع أفضل الإجراءات الدولية، فقد زعمت أن هذه التقنية غير مختبرة نسبياً، لأن هناك مفاعلاً تجارياً واحداً آخر من هذا النوع يعمل في كوريا الجنوبية.
اعتراض أمريكا لن يهم
من المفيد توطيد علاقة الصداقة مع دونالد ترامب، لكن ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد ليس قلقاً بشأن ذلك على أي حال. وإذا كان ينوي اتخاذ الخطوة التالية نحو الحصول على أسلحة ومواجهة اعتراضات الولايات المتحدة، فمن المرجح أنه لن يستمع.
الحقيقة أن النفوذ الأمريكي في المنطقة آخذ في التناقص. في الماضي، كان اتخاذ القرارات المستقلة في شؤون الأمن القومي محدوداً، حيث اتخذت معظم القرارات بالتشاور مع الولايات المتحدة. وإن الاعتماد العسكري لدول المنطقة على واشنطن أجبرهم على تقديم تنازلات.
لكن الولايات المتحدة لم تعد الآن بائع الأسلحة الوحيد في المنطقة، فقد حققت كل من روسيا والصين نجاحاً كبيراً في المنطقة، وتعتبران شريكتي الإمارات المقبلتين في السلاح.
ومع سعي السعودية لتنفيذ رؤيتها النووية الخاصة، وانعدام القيادة التي تهتم بمصالح الجميع في الإقليم، يمكن أن يتجه الشرق الأوسط نحو حالة من الفوضى الكاملة.
موقع «اسك ذا تروث»
(Ask the truth)
(اسأل الحقيقة)
23 مارس 2019
المصدر ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين